عمر الأنصاري
عضو مميز
بسم الله الرحمن الرحيم
"المهدي المنتظر"
لم أكن أتوقع بيوم من الأيام هشاشة هذه الأنظمة المستبدة، والتي جثمت على صدورنا عقود.
فمن كان يظن أن يفر الطاغوت ابن علي بهذه السرعة، ومن كان يتوقع أن يصل فرعون مصر إلى هذه الدرجة من المذلة والإهانة على يد شعبه الفقير، والذي جله من البسطاء الطيبين.
إني تفكرت وأنا أتابع هذه الأحداث بعزة وعظمة ملك الملوك العزيز الجبار سبحانه عز وجل، فسبحانك يا ربي ما أعظمك وما أحلمك والحمد لك يا ربي أن جعلتني عبدا من عبيدك، فلك الحمد ولك الشكر ما تعاقب الليل والنهار، يا من لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك.
إن العزيز القوي الجبار الذي أمره بين الكاف والنون، والذي أذل طواغيت العرب وأسيادهم طواغيت العجم على يد ثلة بسيطة من الشعوب الفقيرة المسالمة، قادر سبحانه أن يخرج المهدي المنتظر بين عشية وضحاها، فقد تلاشت كل العقبات التي كنا نظنها تؤخر خروجه، أو تجعل من خروجه في هذا الزمان أمرا مستحيلا.
ولكن بعد كل ما جرى تيقن العالم أجمع أن الأمر كله بيد الله سبحانه، وأن أعداء الله مهما بلغت قوتهم ومهما طغوا وتجبروا فإن الله أقوى وأكبر.
"تطبيق الشريعة"
لا شك أن زوال الطاغوت الجاثم على صدور المسلمين أمر يسر الموحدين ويغيظ المرتدين والمنافقين، ولكن رغم هذا إلا أني تألمت أشد الألم وأنا أرى صعوبة الحديث عن تطبيق شريعة الله على المسلمين.
رأيت الكثير يتحاشى التحدث عن هذا الأمر أو يتحرج من ذكره، وربما عذر الكثير أن الحكمة تستدعي عدم التحدث الآن حتى يزول الطاغوت.
وكم والله أتمنى أن يقف العلماء طويلا عند هذا الأمر، وأن يتفكروا لماذا أصبح التحدث عن حاكمية الشريعة أمرا محرجا وخياليا؟!
ولماذا وصلنا إلى هذه الدرجة أن نحرج من المطالبة بحكم الله؟!
إن الأمر جلل يا علماء الأمة، وحري بكم أن تنهضوا من سباتكم لإعادة الأمة إلى ماضيها، ولن يكون ذلك إلا بكتاب يهدي وسيف ينصر.
ولا تنتظروا أبدا أن ينصر الإسلام أعداؤه من المرتدين والعلمانيين والمنافقين.
واعلموا أن الله سائلكم عن هذا الذل الذي وصلت إليه أمة الإسلام، وعن خذلان الكثير منكم لشريعة الله عندما أعانوا الطواغيت الظالمين وركنوا إليهم وزينوا للمسلمين طاعتهم.
ولكم قدوة بالمجاهدين فقد أدوا ما عليهم، قاتلوا في سبيل الله ومن أجل شريعته منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، هكذا نحسبهم والله حسيبهم.
"مواقف الغرب"
ربما استغرب البعض من مواقف أمريكا والدول الغربية عندما تخلت عن عميلها وخادم مصالحها اللا مبارك بهذه السرعة، ولكن من عرف حقيقة الصليبيين يعلم أنهم يركضون خلف مصالحهم.
فأمريكا ومن على شاكلتها ماذا يستطيعون أن يفعلوا أمام إرادة الشعب بأكمله!
لقد صدمت أمريكا وصدم الغرب بانتفاضة الشعب المصري، ووقفوا حائرين مذعورين متخبطين مقهورين لا يستطيعون فعل شيء لعميلهم.
وعندما أيقنوا أنه راحل لا محالة بدأوا يبحثون عن مصالحهم وبدأوا ينسجون خيوط المؤامرة على أمة الإسلام.
وبخبث ومكر خرج أوباما وأتباعه مؤيدين لمطالب الشعب المصري، وما كان هذا ليكون إلا بعد أن أيقنوا من نفاذ جميع السبل لإنقاذ تابعهم، فأرادوا تحسين صورتهم عند مسلمي مصر وكسب تعاطفهم حتى يسهل عليهم تنفيذ ما يريدون مستقبلا.
ألا لعنة الله على الظالمين.
"إيران وحزب الشيطان"
لا شك أن إيران وكلابها في لبنان حزب الشيطان يتمنون زوال الطاغوت فرعون مصر، وليس هذا التمني من أجل نصرة الإسلام أو من أجل المسلمين في مصر، ولكن لأهداف معلومة لا تخفى على الموحدين.
ولا يعني هذا تزكية لفرعون مصر عندما يعاديه المجوس، ولو كان الأمر كذلك لوقفنا بجانب أمريكا واليهود والذي يدعي المجوس العداء لهم أيضا.
وقد حاول العلمانيون إثارة مشاعر المسلمين بأن ثورتكم تسر إيران وحزب الشيطان!
ولا ندري أين كانت حماسة هؤلاء العلمانيين عندما فرحت إيران بزوال حكم طالبان وحكم البعثي صدام، رغم أن إيران لم تفرح وحسب بل شاركت في إسقاط حكمهما عندما سهلت دخول الصليبيين من أراضيها وأجوائها.
وحتى قناة الجزيرة التي فضحت هذا الفرعون تحمس الآن العلمانيون لوثائق ويكيليكس وأصبحت مصدقة عندهم الآن بينما كانت بالأمس القريب كذب وافتراء عندما فضحت حكامهم!!!
فنقول لهم:
عندما يشاركنا مصالحنا أعداء الله لأسباب تخصهم فهذا لا يعني أن نتخلى عن مصلحة المسلمين لأن الكافر الفلاني تسره هذه المصلحة.
وقد فرح المسلمون من قبل بانتصار الروم على الفرس وهذا لا يعني بحال موالاة المسلمين لهم حاشا وكلا.
"تساقط الأقنعة"
فقهاء السلاطين المتسولون عند أبواب الحكام هم الآن في موقف لا يحسدون عليه أبدا، فقد ضاقت بهم السبل وبدأوا ينكشفون للأمة واحدا تلو الآخر.
وقد رأيت الكثير منهم على شاشات الفضائيات كالذي يتخبطه الشيطان من المس، لا يعلمون ماذا يصنعون!
وكيف لهم أن يتكلموا عمن ضللوا الأمة من أجله ووصفوه بولي الأمر!
وبعضهم لم يعد في وجهه ذرة حياء ولا زال يدافع عن ذلك الطاغية واصفا ما يجري بأنه فتنة!
يا فقيه السوء والضلالة:
إن الفتنة هي بضياع حكم الله في الأرض وتمكين الطواغيت من رقاب المسلمين.
ولكن لا عجب من مواقف أمثالكم، ففتاواكم سياسية ويحرككم أذناب أمريكا كيفما يشاؤون ومثلما يشاؤون ووقت ما يشاؤون.
وحتى نبين لكم أن فتاواكم سياسية نضرب لكم بعض الأمثلة:
عندما كان الهالك صدام يقاتل إيران جعلتم منه فاروق زمانه ومجدتموه، ولكن ما أن دخل الكويت إلا وأصبح كافرا مرتدا !!
والبعض منكم كفر صدام لأنه بعثي - وهذ حق - ولكن لماذا لا تنزلون هذا الحكم على البعثي الآخر النصيري بشار النعجة!!
هذه إشارة إلى كل موحد حتى يعرف حقيقة مشالح السلاطين والذين هم ليسوا إلا موظفين عند كلاب صيد أمريكا.
وعودا إلى مصر وإلى فقهاء السوء فقد خرج علينا محمد حسان ومحمود المصري ومن على شاكلتهم ليتباكوا على ولي أمرهم، ويتابكوا على ما وصفوه بأحداث السرقات التي تمت أثناء هذه المظاهرات.
وكنا نتمنى لو سمعنا لهم صوتا طيلة ثلاثين سنة مضت وولي أمرهم وحزبه الحاكم يسرقون ثروات المسلمين ويرسلونها إلى اليهود الحاقدين.
ليس بمستغرب أن يخرج حسان والمصري لتثبيط المسلمين وتخذيلهم عن إسقاط الطاغوت، فهؤلاء وغيرهم من مشايخ الفضائيات وجدوا بضاعتهم في الفضائيات أتخمت أجسادهم منها، وبنوا القصور وجمعوا الأموال حتى أصبحوا يعيشون في بروج عاجية لا يشعرون بهموم الفقراء والمساكين.
ولكن حسب الموحد أن يعلم حقيقة أنهم موظفين عند المرتدين هو أن أنس الفقي الذي أغلق قنواتهم بالأمس واصفا إياهم بدعاة الفتنة هو من يستخدمهم الآن مطايا له فاتحا لهم أبواب الفضائيات لتخذيل المسلمين وكسر شوكتهم وإخضاعهم لحكم الطاغوت!
ومن يهن يسهل الهوان عليه :: ما لجرح بميت إيلام
وختاما حتى يسجل التاريخ وحتى يعلم الصغير والكبير من هو الذي أضل الأمة وغشها وخدعها طيلة تلك السنين، أضع هذا المقطع على سبيل المثال لا الحصر لأحد فقهاء السلاطين الذي ضلل المسلمين عندما مكن الطاغوت من رقابهم واصفا إياه بولي الأمر ومثنيا عليه!
أ
http://www.safeshare.tv/v/x_D2Y0Sibnw
ب
http://www.safeshare.tv/v/NX5iAawZsbg
ولعله من المناسب الآن أن أذكر المسلمين بشيخنا عبد الحميد كشك رحمه الله
والذى عانى ما عانى من طاغية مصر، ومنه رحمه الله سمعنا عن سجن أبو زعبل والسجن الحربي وغيرهما.
ذلك الشيخ الجليل الذي نحسبه لم يداهن الطاغوت أو يجامله أو يبيع دينه من أجله، بل رغم أنه ضرير معذور إلا أننا نحسبه ممن صدق فيهم قول محمد صلى الله عليه وسلم:
"وأعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر"
أذكر المسلمين في كل مكان بتحذير شيخنا كشك لهم في ثلاث دقائق:
http://www.safeshare.tv/v/i9X1A8nqIdQ
ألا هل بلغت.. اللهم فاشهد.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
أخوكم: عمر