ابو عبدالرحمن العنزي
عضو مميز
بسم الله الرحمن الرحيم
ان ثعلبة هذا كان من أنصار النبي صلى الله عليه وسلم فجاء يوم وقال يارسول الله ادع الله ان يرزقني مالا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحك ياثعلبة قليل تؤدي شكره خير من كثير لاتطيقه ثم أتاه بعد ذلك مرة أخرى فقال يارسول الله ادع الله ان يرزقني مالا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ياثعلبة أما لك برسول الله أسوة حسنة والذي نفسي بيده لو أردت ان تسير الجبال معي ذهبا وفضة لسارت ثم أتاه مرة ثالثة فقال يارسول الله ادع الله ان يرزقني مالا والذي بعثك بالحق نبيا لان رزقني الله مالا لأعطين كل ذي حق حقه وعاهد الله تعالى على ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم ارزق ثعلبة مالا قال فاتخذ ثعلبة غنما فنمت كما ينمو الدود فضاقت عليه المدينة فتنحى عنها ونزل واديا من أوديتها وهي تنمو كما ينمو الدود وكان ثعلبة لكثرة ملازمته المسجد يقال له حمام المسجد فلما كثر الغنم وتنحى صار يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر ويصلي باقي الصلوات في غنمه فكثرت ونمت حتى بعد عن المدينة فصار لا يشهد الا الجمعة ثم كثرت ونمت فتباعد أيضا عن المدينة حتى صار لا يشهد جمعة ولا جماعة فكان اذا كان يوم الجمعة خرج يتلقى الناس ويسألهم عن الأخبار فذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال مافعل ثعلبة قال يارسول الله اتخذ غنما مايسعها واد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ياويح ثعلبة فانزل الله تعالى آية الصدقة فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلين رجل من بني سليم ورجل من جهينة وكتب لهما أنصاب الصدقة وكيف يأخذانها وقال لهما مرا بثعلبة بن حاطب وبرجل آخر من بني سليم فخذا صدقاتهما فخرجا حتى أتيا ثعلبة فسألاه الصدقة واقرآه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ماهذه الا جزية او هذه أخت الجزية انطلقا حتى تفرغا ثم عودا الي فانطلقا وسمع بهما السلمى فنظر الى خيار إبله فعزله للصدقة ثم استقبلهما بها فلما رأياه قالا ماهذا قال خذاه فان نفسي به طيبة فمرا على الناس وأخذا الصدقات ثم رجعا الى ثعلبة فقال اروني كتابكما فقراه ثم قال ماهذه الا جزية او أخت الجزية اذهبا حتى أرى رأيا فذهبا من عنده واقبلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآهما قال قبل ان يتكلما ياويح ثعلبة فانزل الله تعالى ( ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه بما اخلفوا الله ماوعدوه وبما كانوا يكذبون الم يعلموا ان الله يعلم سرهم ونجواهم وان الله علام الغيوب ) وكان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من أقارب ثعلبة فسمع ذلك فخرج حتى أتاه فقال ويحك ياثعلبة قد انزل الله فيك كذا وكذا فخرج ثعلبة حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله ان يقبل صدقته فقال ان الله تعالى منعني ان اقبل منك صدقة فجعل ثعلبة يحثوا التراب على رأسه ووجهه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا عملك قد أمرتك فلم تطعني فلما أبى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقبل صدقته رجع الى منزله وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقبل منه شيئ ثم أتى الى أبي بكر الصديق رضي الله عنه حين استخلف فقال قد علمت منزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم وموضعي من الأنصار فاقبل صدقتي فقال أبو بكر رضي الله عنه لم يقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم منك فلا اقبلها انا فقبض أبو بكر رضي الله عنه ولم يقبلها فلما ولي عمر رضي الله عنه أتاه فقال ياامير المؤمنين اقبل صدقتي فلم يقبلها منه وقال لم يقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر رضي الله عنه فانا لااقبلها وقبض عمر رضي الله عنه ولم يقبلها ثم ولي عثمان بن عفان رضي الله عنه فسأله ان يقبل صدقته فقال له لم يقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا عمر رضي الله عنهما فانا لااقبلها ثم هلك ثعلبة في خلافة عثمان
سؤال:
هل قصة ثعلبة ونزول قوله تعالى : ( ومنهم من عاهد الله ... الآيات ) صحيحة ؟ علماً بأنهم كانوا يسمونه حمامة المسجد .
الجواب:
الحمد لله
"ما ورد في سبب نزول قوله تعالى : (وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ) التوبة/74 ،
أنه ثعلبة بن حاطب – لا يصح سنده ،
وثعلبة بن حاطب أنصاري معدود في البدريين ، استشهد يوم أحد ، كما حقق ذلك جماعة من أهل العلم ،
منهم الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى .وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ... الشيخ عبد الله بن غديان ... الشيخ صالح الفوزان ... الشيخ بكر أبو زيد .
"فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" (26/49) .
وقال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
"قوله تعالى : (ومنهم من عاهد الله ....) الآيات نزلت في بيان حال بعض المنافقين .
وأما ما اشتهر من أنها نزلت في ثعلبة بن حاطب في قصة طويلة ذكرها كثير من المفسرين وروجها كثير من الوعاظ فضعيف لا صحة له ،
وهي مخالفة لما هو معلوم من الدين بالضرورة من أن الله يقبل توبة التائب من أي ذنب كان
(منقول)
ان ثعلبة هذا كان من أنصار النبي صلى الله عليه وسلم فجاء يوم وقال يارسول الله ادع الله ان يرزقني مالا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحك ياثعلبة قليل تؤدي شكره خير من كثير لاتطيقه ثم أتاه بعد ذلك مرة أخرى فقال يارسول الله ادع الله ان يرزقني مالا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ياثعلبة أما لك برسول الله أسوة حسنة والذي نفسي بيده لو أردت ان تسير الجبال معي ذهبا وفضة لسارت ثم أتاه مرة ثالثة فقال يارسول الله ادع الله ان يرزقني مالا والذي بعثك بالحق نبيا لان رزقني الله مالا لأعطين كل ذي حق حقه وعاهد الله تعالى على ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم ارزق ثعلبة مالا قال فاتخذ ثعلبة غنما فنمت كما ينمو الدود فضاقت عليه المدينة فتنحى عنها ونزل واديا من أوديتها وهي تنمو كما ينمو الدود وكان ثعلبة لكثرة ملازمته المسجد يقال له حمام المسجد فلما كثر الغنم وتنحى صار يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر ويصلي باقي الصلوات في غنمه فكثرت ونمت حتى بعد عن المدينة فصار لا يشهد الا الجمعة ثم كثرت ونمت فتباعد أيضا عن المدينة حتى صار لا يشهد جمعة ولا جماعة فكان اذا كان يوم الجمعة خرج يتلقى الناس ويسألهم عن الأخبار فذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال مافعل ثعلبة قال يارسول الله اتخذ غنما مايسعها واد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ياويح ثعلبة فانزل الله تعالى آية الصدقة فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلين رجل من بني سليم ورجل من جهينة وكتب لهما أنصاب الصدقة وكيف يأخذانها وقال لهما مرا بثعلبة بن حاطب وبرجل آخر من بني سليم فخذا صدقاتهما فخرجا حتى أتيا ثعلبة فسألاه الصدقة واقرآه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ماهذه الا جزية او هذه أخت الجزية انطلقا حتى تفرغا ثم عودا الي فانطلقا وسمع بهما السلمى فنظر الى خيار إبله فعزله للصدقة ثم استقبلهما بها فلما رأياه قالا ماهذا قال خذاه فان نفسي به طيبة فمرا على الناس وأخذا الصدقات ثم رجعا الى ثعلبة فقال اروني كتابكما فقراه ثم قال ماهذه الا جزية او أخت الجزية اذهبا حتى أرى رأيا فذهبا من عنده واقبلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآهما قال قبل ان يتكلما ياويح ثعلبة فانزل الله تعالى ( ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه بما اخلفوا الله ماوعدوه وبما كانوا يكذبون الم يعلموا ان الله يعلم سرهم ونجواهم وان الله علام الغيوب ) وكان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من أقارب ثعلبة فسمع ذلك فخرج حتى أتاه فقال ويحك ياثعلبة قد انزل الله فيك كذا وكذا فخرج ثعلبة حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله ان يقبل صدقته فقال ان الله تعالى منعني ان اقبل منك صدقة فجعل ثعلبة يحثوا التراب على رأسه ووجهه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا عملك قد أمرتك فلم تطعني فلما أبى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقبل صدقته رجع الى منزله وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقبل منه شيئ ثم أتى الى أبي بكر الصديق رضي الله عنه حين استخلف فقال قد علمت منزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم وموضعي من الأنصار فاقبل صدقتي فقال أبو بكر رضي الله عنه لم يقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم منك فلا اقبلها انا فقبض أبو بكر رضي الله عنه ولم يقبلها فلما ولي عمر رضي الله عنه أتاه فقال ياامير المؤمنين اقبل صدقتي فلم يقبلها منه وقال لم يقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر رضي الله عنه فانا لااقبلها وقبض عمر رضي الله عنه ولم يقبلها ثم ولي عثمان بن عفان رضي الله عنه فسأله ان يقبل صدقته فقال له لم يقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا عمر رضي الله عنهما فانا لااقبلها ثم هلك ثعلبة في خلافة عثمان
سؤال:
هل قصة ثعلبة ونزول قوله تعالى : ( ومنهم من عاهد الله ... الآيات ) صحيحة ؟ علماً بأنهم كانوا يسمونه حمامة المسجد .
الجواب:
الحمد لله
"ما ورد في سبب نزول قوله تعالى : (وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ) التوبة/74 ،
أنه ثعلبة بن حاطب – لا يصح سنده ،
وثعلبة بن حاطب أنصاري معدود في البدريين ، استشهد يوم أحد ، كما حقق ذلك جماعة من أهل العلم ،
منهم الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى .وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ... الشيخ عبد الله بن غديان ... الشيخ صالح الفوزان ... الشيخ بكر أبو زيد .
"فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" (26/49) .
وقال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
"قوله تعالى : (ومنهم من عاهد الله ....) الآيات نزلت في بيان حال بعض المنافقين .
وأما ما اشتهر من أنها نزلت في ثعلبة بن حاطب في قصة طويلة ذكرها كثير من المفسرين وروجها كثير من الوعاظ فضعيف لا صحة له ،
وهي مخالفة لما هو معلوم من الدين بالضرورة من أن الله يقبل توبة التائب من أي ذنب كان
(منقول)
التعديل الأخير: