الشكر لمن أمر
كنت أود أن أوجه الشكر للشيخ ناصر المحمد على تراجعه عن منهج الملاحقات السياسية، لكنني أعلم أن القرار لم يكن قراره، لذلك فإن الشكر والتقدير مستحق لمن أمر.. لصاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه.. فشكرا يا صاحب السمو.
يكتسب إعلان رئيس الحكومة سحب ما تبقى من قضايا الملاحقة السياسية بذرائع قانونية أهمية سياسية "رمزية" تمثل النهاية المتوقعة للمنهج المنحرف في الملاحقات السياسية الذي ابتدعه الشيخ ناصر المحمد. أما من الناحية القانونية فلا أهمية إطلاقا لهذه الخطوة المتأخرة إذ أنها جاءت بعد أن خسر الشيخ ناصر القضية الوحيدة التي رفعها ضد الأخ خالد الفضالة، وخسر 3 من 4 قضايا رفعها ضدي، وهو في طريقه إلى خسارة ما تبقى من القضايا بسبب أخطاء فادحة ارتكبها فريقه القانوني بالاشتراك مع النيابة العامة. إن "النجاح" الذي حققه الشيخ ناصر هو حبسي 76 يوما في قضيتين (هذا غير 48 يوم حبس بسبب قضية أمن الدولة) بموجب أحكام وقرارات باطلة ألغتها محكمة الاستئناف ودائرة التمييز. كما أنه "نجح" بامتياز في خسارة ثقة الرأي العام، وفي تحفيز الشباب للمطالبه برحيله! لكنه لم ينجح أبدا في منعي من التعبير عن رأيي ولا في تغيير تقييمي له ولا في تقديم حبسي "كنموذج" يرهب به من يخالفه الرأي.
لقد صدرت من قبل بيانات كثيرة من الشيخ ناصر وحكومته يدافع فيها عن ملاحقاته السياسية وعن منهج الدولة البوليسية التي أراد إقامتها في الكويت، واليوم يعلن التراجع عن سياساته الفاشلة. إن هذا التراجع المتأخر لابد أن يؤدي إلى انتهاء حقبته السياسية. فحين "يجبر" رئيس حكومة على التراجع عن سياسة قمعية آمن بها ونفذها وجند لها الأعوان وسخر لها الإعلام والأقلام والأزلام والأموال، واستخدم من أجل تنفيذها وسائل غير قانونية في بعض الأحيان، وقام من خلالها بحبس أشخاص يعارضونه في الرأي، وضربت قواته الخاصة نواب في البرلمان واعتدت على الناس وانتهكت حرمة البيوت.. وحين تؤدي سياسات هذا الرئيس إلى تخريب مؤسسات الدولة وتحرج القضاء، فإنني لا أفهم كيف يمكنه الاستمرار في منصبه، لاسيما في ظل تفجر طاقات الشباب ومطالبتهم برحيله؟!
يقول الشيخ ناصر المحمد في بيان "التنازل" عن القضايا أنه يتسامى فوق الجراح ويعفو عند المقدرة.. سبحان الله، أين كان التسامي قبل أن تخسر قضاياك؟ أين كان التسامي قبل أن يعلن الشعب رأيه فيك ومطالبتك بالرحيل؟ أين كان التسامي قبل أن "تجبر" على سحب قضاياك؟ ثم ألست أنت من هدد بملاحقة أفراد أسرتي خلال وجودي في السجن في بيان صادر باسمك؟ يقول الشيخ ناصر أن الأعياد الوطنية فرصة لاستلهام الدروس.. فهل يا ترى هذا هو العيد الوطني الأول الذي يمر عليك؟
شيخ ناصر.. لم أكن أود الرد على بيانك، لكنك تقول أنك تريد أن تتسامى فوق الجراح.. لذا أسألك: هل كنت أنا السجان وأنت المسجون؟ لقد أضلتك بطانتك يا شيخ، حتى أنك لا تجد اليوم من يدافع عنك إلا بأجر مدفوع سلفا!
إن قضيتي معك لم تكن شخصية أبدا، ولن تصبح كذلك حتى بعد كل ما فعلته معي ومع أسرتي.. قضيتي معك لن تصبح شخصية حتى وأنت تسعى لإبقاء قضية أمن الدولة ضدي وعرقلة سحبها.. قضيتي معك كانت وستبقى قضية وطن أراه يضيع بسبب سياساتك.. قضيتي معك لن تنتهي إلا برحيلك عن منصبك من أجل بلادي الكويت ومن أجل سمعة ومكانة واعتبار أسرة الصباح التي نكن لها كل التقدير ونسعى لحمايتها من سياساتك التي أضرت بها. لقد فقدنا الأمل بعودة الرشد السياسي لديك.
سمو الرئيس.. أمامك اليوم قرار واحد فقط.. قرار ليس لك في اتخاذه خيار.. الاستقالة قبل الثامن من مارس القادم كي لا تصعب مهمة خلفك.
ملاحظة: قرار سحب القضايا لا يشمل قضايا أمن الدولة ضدي وضد الدكتور عبيد الوسمي إذ تنظر محكمة الجنايات قضية الدكتور عبيد في 14 فبراير، فيما تنظر قضيتي يوم 14 مارس لسماع شهادة الشيخ ناصر الصباح شخصيا، إن حضر، أو وكيله.
10/2/2011
----------------------------------------------
أتوقع أن عهد الشيخ ناصر المحمد قد شارف على الإنتهاء،
وسنفرح هذا العام بالأعياد الوطنية... وباستقالة ناصر المحمد !
وسنفرح هذا العام بالأعياد الوطنية... وباستقالة ناصر المحمد !