محطــــــــات.. مع رحلة قلم

رحلة قلم

عضو فعال

( الشخصية المؤثره )


941af0bf65-400x380.jpg


يُحكى أن أحد الأطفال كان لديه سلحفاة يطعمها ويلعب معها ..

وفي إحدى ليالي الشتاء الباردة جاء الطفل
لسلحفاته
فوجدها قد دخلت في غلافها الصلب
طلبا للدفء .

فحاول أن يخرجها فأبت ..
ضربها بالعصا فلم تأبه به ..
صرخ فيها فزادت تمنعا .

فدخل عليه أبوه وهوغاضب حانق

وقال له : ماذا بك يا بني ؟
فحكى له مشكلته مع
السلحفاة
فابتسم الأب وقال له دعها وتعال معي
.

ثم أشعل الأب المدفأة وجلس بجوارها هو والابن يتحدثان ..

HCD4719_mp-400x380.jpg


ورويدا رويدا وإذ بالسلحفاة تقترب منهم طالبة الدفء .

فابتسم الأب لطفله
وقال : يا بني الناس كالسلحفاة إن أردتهم أن ينزلوا عند رأيك
فأدفئهم بعطفك،
ولا تكرههم على فعل ما تريد بعصاك .

.........................................


وهذه إحدى أسرار الشخصيات الساحرة المؤثرة

في الحياة... فهم يدفعون الناس إلى حبهم وتقديرهم ومن ثم طاعتهم ..
عبر إعطائهم من دفء قلوبهم ومشاعرهم الكثير والكثير .
كذلك البشر لن تستطيع أن تسكن في قلوبهم
إلا بدفء مشاعرك .. وصفاء قلبك .. ونقاء روحك .

رسولنا - صلى الله عليه وآله وسلم
يخبر الطامح لكسب قلوب الناس بأهمية
المشاعر والأحاسيس

فيقول:

(إنكم لن تسعدوا الناس بأموالكم ولكن يسعدهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق)













انتهى...

 

رحلة قلم

عضو فعال

قصة ممتعة وصلتني ايميل..
هي لاتعدو أكثر من كونها فكاهيه..

احببت نقلها..

حتى نذيب الثلج ونواصل المسير.. :)


images


هناك رجل طلق زوجته ..

لا لعيب خلقي اوخلُقي فيها وانما لأنه يعتقد بأنها نذير شؤم عليه

وفي المحكمة ...

وقف الزوج امام القاضي يحكي ويشكي ويشرح اسباب ودوافع الطلاق حتى لم يدع شيئاً لم يقله ...
بينما وقفت الزوجة الصامته ولم تنطق بكلمة


قال الزوج ..

تصور يا حضرة القاضي .. اول يوم رأيتها فيه كانت في زيارة الى بيت الجيران
فأوقفت سيارتي عند الباب الخلفي وذهبت لأتلصص من بعيد ،
وما هي الا ثوان حتى سمعت صوت اصطدام عظيم فهرعت لأجد عربة جمع القمامة قد هشمت سيارتي .
وفي اليوم الذي ذهب اهلي لخطبتها ..
توفيت والدتي في الطريق وتحول المشوار .. من منزل العروس الى مدافن العائلة

وفي فترة الخطوبة
كنت كل مرة اصطحبها الى السوق يلتقطني الرادار .
واذا حدث وخففت السرعة استلمت مخالفة مرورية بسبب وقوف في مكان ممنوع !
فهل هذا طبيعي سيادة القاضي ..؟


ويوم العرس
شب حريق هائل في منزل الجيران ، فامتدت النيران الى منزلنا والتهمت جانباً كبيراً من المطبخ

وفي اليوم التالي
جاء والدي لزيارتنا فكُسرت ساقه ، بعد ان تدحرج من فوق السلم ودخل المستشفى وهناك قالوا لنا انه مصاب بداء السكري
على الرغم من تمتعه بصحة جيدة واخذناه للعلاج الى الخارج ولم يعد يومها للبلاد ...

الى الآن
وكلما جاء اخي وزوجته لزيارتنا ، دب خلاف مفاجئ بينهما ، واشتعلت المشاجرات واقسم عليها بالعودة الى بيت اهلها .
وكانت كل عائلة تهمس لي بأن زوجتي هي سبب المصائب التي تهبط علينا ،
لكنني لم اكن اصدق فهي زوجة رائعة وبها كل الصفات التي يتمناها كل شاب ..

لكن يا سيادة القاضي ..
بدأت ألاحظ ان حالتي المادية في تدهور مستمر وأن راتبي بالكاد يكفي مصاريف الشهر ،
وبالامس فقط ، فقدت وظيفتي ..
فقررت الا ابقى هذه الزوجة على ذمتي ..!

فأمر القاضي
أن يرد زوجته الى عصمته وأقنعه بأن كل هذه الحوادث طبيعية لا دخل لها فيها ،
وأن تشاؤمه منها مبعثه واللمز المتواصل عنها

لكن قبل ان يغادر الرجل قاعة المحكمة مع زوجته ،

تسلم القاضي رسالة بإنهاء خدماته ...!! :confused:

فعاد ونادى على الزوج

.. وقال له

(( بأ اقول لك ايه .. طلقها يا ابني .. طلقها دى خربت بيتى من بعيد )))


انتهت القصة..

ولا تعليق سوى :)
 

بَسْمَة ..

عضو مميز
لا أعلمُ سرّ ارتباط الصباح تحديداً ../ بقراءتي لـ كتاباتكَ اخي رحلة قلم :وردة:
[ لعلّه نذير خيـر .. :p ] ..

:

القصه أعلاه .. أشعرتني بالأسى على حالِ تلك الزوجه
لكن لا غرو في ذلك ..
فثمة حديثٌ لخير البريّة .. عليه افضلُ الصلاه والتسليم ..
ينص على [ إن كان الشؤم في شيء ففي الدار / والمرأة / والفَرَسْ ]

:

أسألُ الله ألا نكونَ ممن تنطبق عليهم تفاصيل القصه أعلاه . .
:confused: رغم أنها أضحكتني كثيراً .. :وردة:


/
\

أخي رحلة قلم ..
أدامَ الله .. ذوبانَ ثلوج الخمول .. وانهمار قطراتِ الوصل هذهِ .. :وردة:
 

رحلة قلم

عضو فعال
لا أعلمُ سرّ ارتباط الصباح تحديداً ../ بقراءتي لـ كتاباتكَ اخي رحلة قلم :وردة:


[ لعلّه نذير خيـر .. :p ] ..

:

القصه أعلاه .. أشعرتني بالأسى على حالِ تلك الزوجه
لكن لا غرو في ذلك ..
فثمة حديثٌ لخير البريّة .. عليه افضلُ الصلاه والتسليم ..
ينص على [ إن كان الشؤم في شيء ففي الدار / والمرأة / والفَرَسْ ]

:

أسألُ الله ألا نكونَ ممن تنطبق عليهم تفاصيل القصه أعلاه . .
:confused: رغم أنها أضحكتني كثيراً .. :وردة:


/
\

أخي رحلة قلم ..

أدامَ الله .. ذوبانَ ثلوج الخمول .. وانهمار قطراتِ الوصل هذهِ .. :وردة:



هل تعلمين ياسيدة القلم سراً سـ ابوح بهِ عن رحلة قلم..

كانت قصة صداقتي وارتباطي مع القلم في وقتٍ بات هو الأجمل والأقرب لقلبي..
فيه تتفتح ازهار اشعاري وبنات افكاري..
فهو الوقت الأول الذي مسكتُ فيه عنان القلم..

إن هذا الوقت هو ماقبل الفجر ومع الفجر..
اشعر بأن الروح تتحرر من كل شي..
والفكر يسهل عليه الاسترسال بمفرداتٍ تتعبني وانا احاول استخراجها في وقتٍ آخر..

هذه حقيقة الفجر وما بهِ من أمر..

والأمر الاخر الذي لا اظنه يخفاك..
أن الصباح مبارك اسوةً لحديث الرسول عليه الصلاة والسلام قوله:
( اللهم بارك لامتي في بكورها )

......

السيدة بدايه.. اسعد الله صباحاتك بكل خير..
القصة وإن كانت مضحكة إلا أن بها شيئاً من الصدق..

لم ارد التعليق عليها..
وانتظرت من يأتي ليدق اوتاد الخيمه فيكشف عنا ضباب الغيمه ..

صدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم..

وعلني استطرد بمقولة يقولها كبار السن..
اسندوها بأنها حديث علماً أنني لم اجد ماينص على ذلك..
تقول:
( تبآركوا بالنواصي والبقع,, وشيئاً من الذرية )

والنواصي/ النساء..
والبقع/ مقصدهم قاعدة الزوجة من امها وخالاتها وجداتها..


عموما لا نعمم بالقول مطلقا في هذا الأمر..
فالرسول الكريم شرع بأن من اسباب الرزق للرجل الزواج..
وفي قصة الرجل الذي اتى يشكيه الفقر..!؟
فقال تزوج, فأتاه اخرى وقال تزوج, فأتاه أخرى وقال تزوج
فأغتنى الرجل من بعد زوجته الثالثه ولم يأمره الرسول بتطليق من سبقها..

ونعلم أن اكره الحلال عند الله الطلاق..


للأسف يا أخت بداية أن الحديث عن هذا الموضوع..
يحتاج صفحات كثيرة..
وهو ذو شجون..

فـ فلسفة مجتمعاتنا للاسف لاتزال سطحية..
لأن الوعي يقتل كل شرارات الجهل..
ويؤسس طريق النور والنجاح لكل ذو عقلٍ وبصيره..


لا أطيل بحديثي..
ولكن أشكرك جداً على تواصلك الطيب..
وحضورك المتألق..

وتأكدي بأنني من المتابعين لما تخطين في هذا الموقع المبارك..
فـ انتي من الأقلام المحبب لي تركيبتها وفلسفتها وغيرك من الاخوه والاخوات..


شكراً لك..,
 

رحلة قلم

عضو فعال
فعلا رائع .. المواضيع جدا انسانية وتحمل عبر عظيمة في طياتها ..


نعم إنسانية ورائعه وبها حكمٌ عظيمة وعبرٌ جسيمه..

سبحان الله..

فطرة الإنسان تتوافق مع ما اتى به القرآن..!!؟

فأنتي يا أخت شجون تقولين ( عبرٌ عظيمة في طياتها )..

والله سبحانه وتعالى يقول: " لقد كان في قصصهم عبرةٌ لأولي الألباب "..

وأولي الألباب هم اصحاب العقول التي تفكر وتبحث عن الايمان الصحيح والطريق الحق..

شكراً لك حضورك.. واهديك هذه المقولة من قول للدكتور عبدالكريم بكار يقول فيها:

إذا أحاطت بك الهموم من كل جانب, أو جعلتك الطموحات تركضُ الليل والنهار,
فتذكر أن الكلمةَ الأخيرة لن تكون لما نتركهُ هنا, ولكن لما سنأخذهُ معنا.!
وإن العاقل من إتعظ بغيره قبل أن يجدَ ذاتهُ عاجزاً عن الإتعاظ بنفسه.



شكراً لمرورك..
 

رحلة قلم

عضو فعال
نصيحة ببعير (( قصة رائعة ))

من جميل قصص البادية التي كانت تُحكى لنا ايام الطفوله :)

161577_100001472636657_2011808_n.jpg

********************


يحكى أن أحدهم ضاقت به سبل العيش ، فسئم الحياة وقرر أن يهيم على وجهه في بلاد الله الواسعة ، فترك بيته وأهله وغادر المنطقة متجهاً نحو الشرق ، وسار طويلاً وقادته الخطى إلى بيت أحد الأجواد الذي رحّب به وأكرم وفادته ، وبعد انقضاء أيام الضيافة سأله عن غايته ، فأخبره بها ، فقال له المضيف : ما رأيك أن تعمل عندي على أن أعطيك ما يرضيك ، ولما كان صاحبنا بحاجة إلى مكان يأوي إليـه ، وإلى عملٍ يعمل فيه اتفق معه على ذلك .وعمل الرجل عند مضيفه أحياناً يرعى الإبل وأحياناً أخرى يعمل في مضافته يعدّ القهوة ويقدمها للضيوف ، ودام على ذلك الحال عدة سنوات كان الشيخ يكافئه خلالها ببعض الإبل والماشية .



ومضت عدة سنوات اشتاق فيها الرجل لبيته وعائلته وتاقت نفسُه إلى بلاده وإلى رؤية أهله وأبنائه ، فأخبر صاحب البيت عن نيته في العودة إلى بلده ، فعزّ عليه فراقه لصدقه وأمانته ، وأعطاه الكثير من المواشي وبعض الإبل وودّعه وتمنى له أن يصل إلى أهله وهو بخير وسلامة..



وسار الرجل ، وبعد أن قطع مسافة طويلة في الصحراء القاحلة رأى شيخاً جالساً على قارعة الطريق ، ليس عنده شيء سوى خيمة منصوبة بجانب الطريق ، وعندما وصل إليه حيّاه وسأله ماذا يعمل لوحده في هذا المكان الخالي وتحت حرّ الشمس وهجير الصحراء ، فقال له : أنا أعمل في التجارة .



فعجب الرجل وقال له : وما هي تجارتك يا هذا ، وأين بضاعتك ؟ فقال له الشيخ : أنا أبيع نصائح . فقال الرجل : تبيع نصائح ، وبكم النصيحة ؟! فقال الشيخ : كلّ نصيحة ببعير . فأطرق الرجل مفكراً في النصيحة وفي ثمنها الباهظ الذي عمل طويلاً من أجل الحصول عليه ، ولكنه في النهاية قرر أن يشتري نصيحة مهما كلفه الأمر فقال له : هات لي نصيحة ، وسأعطيك بعيراً ؟





..فقال له الشيخ :" إذا طلع سهيل لا تأمَن للسيل " ففكر الرجل في هذه النصيحة وقال : ما لي ولسهيل في هذه الصحراء الموحشة ، وماذا تنفعني هذه النصيحة في هذا الوقت بالذات وعندما وجد أنها لا تنفعه قال للشيخ : هات لي نصيحة أخرى وسأعطيك بعيراً آخر .


فقال له الشيخ : " لا تامن ابو عيون زرق وسنون فرق " وتأمل صاحبنا هذه النصيحة أيضاً وأدارها في فكره ولم يجد بها أي فائدة ، فقال للشيخ هات النصيحة الثالثة وسأعطيك بعيراً آخر .


فقال له : " نام على النَّدَم ولا تنام على الدم " . ولم تكن النصيحة الثالثة بأفضل من سابقتيها ، فترك الرجل ذلك الشيخ وساق ما معه من مواشٍ وسار في طريقه وظل يسير لعدة أيام نسي خلالها النصائح من كثرة التعب وشدّة الحر.


وفي أحد الأيام أدركه المساء فوصل إلى قوم قد نصبوا خيامهم ومضاربهم في قاع وادٍ كبير ، فتعشّى عند أحدهم وباتَ عنده ، وفي الليل وبينما كان ساهراً يتأمل النجوم شاهد نجم سُهيل ، وعندما رآه الرجل تذكّر النصيحة التي قالها له الشيخ ففرّ مذعوراً ، وأيقظَ صاحب البيت وأخبره بقصة النصيحة ، وطلب منه أن يخبر قومه حتى يخرجوا من قاع ذلك الوادي ، ولكن المضيف سخر منه ومن قلّة عقله ولم يكترث له ولم يأبه لكلامه ، فقال والله لقد اشتريت النصيحة ببعير ولن أنام في قاع هذا الوادي ، فقرر أن يبيت على مكان مرتفع ، فأخذ جاعِدَهُ ونام على مكان مرتفع بجانب الوادي .


وفي أواخر الليل جاء السيل يهدر كالرعد فأخذ البيوت والقوم ، ولم يُبقِ سوى بعض المواشي . وساق الرجل ما تبقى من المواشي وأضافها إلى مواشيه.

وسار في طريقه عدة أيام أخر حتى وصل في أحد الأيام إلى بيت في الصحراء ، فرحب به صاحب البيت وكان رجلاً نحيفاً خفيف الحركة ، وأخذ يزيد في الترحيب به والتذبذب إليه حتى أوجس منه خيفة ، فنظر إليه وإذا به " ذو عيون بُرْق وأسنان فُرْق " فقال : آه هذا الذي أوصاني عنه الشيخ ، إن به نفس المواصفات لا ينقص منها شيء .


وفي الليل تظاهر الرجل بأنه يريد أن يبيت خارج البيت قريباً من مواشيه وأغنامـه ، وأخذ فراشه وجَرَّه في ناحية ، ولكنه وضع حجارة تحت اللحاف ، وانتحى مكاناً غير بعيد يراقب منه حركات مضيفه ، وبعد أن أيقن المضيف أن ضيفه قد نام ،خاصة بعد أن لم يرَ حراكاً له ، أخذ يقترب منه على رؤوس أصابعه حتى وصله ولما لم يسمع منه أية حركة تأكد له أنه نائم بالفعل ، فعاد وأخذ سيفه وتقدم منه ببطء ثم هوى عليه بسيفه بضربه شديدة ، ولكن الضيف كان يقف وراءه فقال له : لقد اشتريت والله النصيحة ببعير ثم ضربه بسيفه فقتلـه ، وساق ماشيته وغاب في أعماق الصحراء .


وبعد مسيرة عدة أيام وصل في ساعات الليل إلى منطقة أهله ، فوجد مضارب قومه على حالها ، فترك ماشيته خارج الحيّ ، وسار ناحية بيته ورفع الرواق ودخل البيت فوجد زوجته نائمة وبجانبها شاب طويل الشعر ، فاغتاظ لذلك ووضع يده على حسامه وأراد أن يهوى به على رؤوس الأثنين ، وفجأة تذكر النصيحة الثالثة التي تقول " نام على الندم ولا تنام على الدم " ، فبردت أعصابه وهدأ قليلاً فتركهم على حالهم ، وخرج من البيت وعاد إلى أغنامه ونام عندها حتى الصباح.

وبعد شروق الشمس ساق أغنامه واقترب من البيت فعرفه الناس ورحبوا به ، واستقبله أهل بيته وقالوا :له لقد تركتنا منذ فترة طويلة ، انظر كيف كبر خلالها ابنك حتى أصبح رجلاً ، ونظر الرجل إلى ابنه وإذا به ذلك الشاب الذي كان ينام بالأمس بجانب زوجته فحمد الله على سلامتهم ، وشكر ربه أن هداه إلى عدم قتلهم وقال بينه وبين نفسه والله إن كل نصيحة أحسن من بعير.

....................

القصة لها مغزى بغض النظر عن الصحة..
فالفلكور القديم حافل بتاريخ قصص حكيمة ورائعه..
إلا وانها للأسف لم تُسجل ولم تؤخذ بعين الاعتبار..
وهذا هو احد اهم عوامل الضعف التراثي لدينا
والذي افقدنا الكثير من الاصائل التقليدية..

عموماً.. مانستفيده من القصه هو:

وهكذا فإن النصيحة لا تقدّر بثمن إذا فهمناها وعملنا بها في الوقت المناسب
 

رحلة قلم

عضو فعال
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنهـا لا تفرج

version4_get-3-2009-80a88uxy%5B1%5D_340_309_.jpg




يذكر رجل يسمى ابن جدعان وهذه القصة حدثت منذ أكثر من مائة سنة تقريبًا فهي واقعية ...



يقول : خرجت في فصل الربيع ، وإذا بي أرى إبلي سماناً يكاد أن يُفجَر الربيع الحليب ، كلما اقترب ابن الناقة من أمه دَرّت وانفجر الحليب منها من كثرة البركة والخير ، فنظرت إلى ناقة من نياقي وابنها خلفها وتذكرت جارًا لي له بُنيَّات سبع ، فقير الحال ، فقلتُ والله لأتصدقن بهذه الناقة وولدها لجاري ، والله يقول : "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون" [آل عمران:92]



وأحب مالي إلي هذه الناقة


يقول : أخذت هذه الناقة وابنها وطرقت الباب على جاري وقلت خذها هدية مني لك ...



يقول: فرأيت الفرح في وجهه لا يدري ماذا يقول فكان يشرب من لبنها ويحتطب على ظهرها وينتظر وليدها يكبر ليبيعه وجاءه منها خيرٌ عظيم !!


فلما انتهى الربيع



وجاء الصيف بجفافه وقحطه ، تشققت الأرض وبدأ البدو يرتحلون يبحثون عن الماء والكلأ ، يقول شددنا الرحال نبحث عن الماء في الدحول ، والدحول : هي حفر في الأرض توصل إلى محابس مائية لها فتحات فوق الأرض يعرفها البدو .



يقول : فدخلت إلى هذا الدحل لأُحضر الماء حتى نشرب ـ وأولاده الثلاثة خارج الدحل ينتظرون ـ فتهت تحت الدحل ولم أعرف الخروج !



وانتظر أبناؤه يومًا ويومين وثلاثة حتى يئسوا وقالوا : لعل ثعبانًا لدغه ومات .. لعله تاه تحت الأرض وهلك .. وكانوا والعياذ بالله ينتظرون هلاكه طمعًا في تقسيم المال والحلال، فذهبوا إلى البيت وقسموا الميراث



فقام أوسطهم وقال: أتذكرون ناقة أبي التي أعطاها لجاره


إن جارنا هذا لا يستحقها ، فلنأخذ بعيرًا أجربًا فنعطيه الجار ونسحب منه الناقة وابنها ، فذهبوا إلى المسكين وقرعوا عليه الدار



895499994.gif



وقالوا: أخرج الناقة ...



قال : إن أباكم أهداها لي .. أتعشى وأتغدى من لبنها ، فاللبن يُغني عن الطعام والشراب كما يُخبر النبي، فقالوا : أعد لنا الناقة خيرٌ لك ، وخذ هذا الجمل مكانها وإلا سنسحبها الآن عنوة ، ولن نعطك منها شيئًا !


895499994.gif


قال : أشكوكم إلى أبيكم ...


قالوا : اشكِ إليه فإنه قد مات !!


قال : مات .. كيف مات؟ ولما لا أدري؟


قالوا : دخل دِحلاً في الصحراء ولم يخرج


قال : اذهبوا بي إلى هذا الدحل ثم خذوا الناقة وافعلوا ما شئتم ولا أريد جملكم ، فلما ذهبوا به وراء المكان الذي دخل فيه صاحبه الوفي ذهب وأحضر حبلاً وأشعل شعلةً ثم ربطه خارج الدحل فنزل يزحف على قفاه حتى وصل إلى مكان يحبوا فيه وآخر يتدحرج ... ويشم رائحة الرطوبة تقترب ،وإذا به يسمع أنينًا وأخذ يزحف ناحية الأنين في الظلام ويتلمس الأرض ، ووقعت يده على طين ثم على الرجل فوضع يده فإذا هو حي يتنفس بعد أسبوع من الضياع فقام وجره وربط عينيه ثم أخرجه معه خارج الدحل وأعطاه التمر وسقاه وحمله على ظهره وجاء به إلى داره ، ودبت الحياة في الرجل من جديد ، وأولاده لا يعلمون


895499994.gif





قال: سأحدثك حديثاً عجيباً ، لما دخلت الدُحل وتشعبت بي الطرق فقلت آوي إلى الماء الذي وصلت إليه وأخذت أشرب منه, ولكن الجوع لا يرحم ، فالماء لا يكفي ...


895499994.gif


يقول : وبعد ثلاثة أيام وقد أخذ الجوع مني كل مأخذ ، وبينما أنا مستلقٍ على قفاي سلمت أمري إلى الله وإذا بي أحس بلبن يتدفق على لساني فاعتدلت فإذا بإناء في الظلام لا أراه يقترب من فمي فأرتوي ثم يذهب ، فأخذ يأتيني في الظلام كل يوم ثلاث مرات ، ولكن منذ يومين انقطع .. لا أدري ما سبب انقطاعه ؟


895499994.gif


يقول : فقلت له لو تعلم سبب انقطاعه لتعجبت ! ظن أولادك أنك مت جائوا إلي فسحبوا الناقة التي كان يسقيك الله منها .. والمسلم في ظل صدقته ، وكما قال :




فجمع أولاده وقال لهم: أخسئوا .. لقد قسمت مالي نصفين نصفه لي ، ونصفه لجاري !


أرأيتم كيف تخرج الرحمة وقت الشدة ... !



ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنهـا لا تفرج



...................

الصدقه عظيمه عند الرب العظيم..

كل مسلم يجب أن يكون يعرف فضلها..

ولكن يجب أن يعمل بها..













انتهى..

 
أعلى