أحمد التميمي
عضو مميز
سم الله الرحمن الرحيم
المظاهرات وعواقبها
اولا لماذ خرج الكويتيون البدون الى الشارع مطالبين بحقوق انسانيه يتمتع فيها جميع البشر في جميع انحاء العالم ؟ المظاهرات وعواقبها
خرجوا لانهم شعروا بان حقوقهم تنتهك يوميا ، والحكومه تؤكد انها ستعيد لهم تلك الحقوق قريبا ، وتمر الساعات والايام بطيئه على البدون وهم يرزحون تحت وطئة التهميش والعزل والقهر والحرمان ، والحكومه تماطل وتسوف وتعد ولاتفى بوعودها ، وتشكل لجان ولجان والخناق يضيق على البدون فمنهم من انتحر ، ومنهم من قتل اولاده ، ومنهم من هاجر الى بلاد الغرب ، ومنهم من اشتري جوازا افريقيا او لاتينيا لايمت له بصله نسب او لغة او دين !
الحكومه ظلت تسعى جاهدة منذ 1986 للتضييق على البدون ، حتى تطردهم باحد الوسائل القمعية التاليه ، الموظف تنهى خدمته دون ان يحق له اخذ حتى مكافئة نهاية الخدمه ،مالم يستجيب لتعديل وضعه كما يزعمون اما بشراء جواز ارتيري مزور او المغادره الى أي جهة وبأي وسيله ، اما من يبقى فى البلد بعد فصله فسيواجه بالاتى : يحرم من العمل ويحرم من التعليم لابنائه ويحرم من العلاج ويحرم من استخراج وثائق لابنائه تثبت انهم موجودين على وجه الارض وكذلك يحرم من اثبات زواج لابنائه او بناته او حتى شهادة وفاه او طلاق !! ويحرم من استخراج رخصة قيادة او جواز سفر ويحرم من تملك سياره او أي مركبه او اى عقار حتى وان ورثه فهم محروم من الإرث ومحروم من توكيل محام للدفاع عنه الا بشرط واحد فقط ان يرضخ لفبركة جنسيه غير كويتيه فى خانة الجنسيه لكل ما سبق ، ويترتب عليه بالتالى ان يستخرج جواز تلك الدوله او يجب عليه ان يواجهه تهمة التزوير في سجلات رسميه !!
وقد ترتب على هذه الاوضاع المقلوبه ان اصبحوا صيدا سهلا لكل من يريد ان يتهكم عليهم ويتلفظ بالفاظ نابيه فهم طائر مكسور الجناح ، وكما يقولون (طوفة هبيطه ) امام الحكومه ولايملكون حق الدفاع عن انفسهم ، فاصبحوا وامسوا يسمعون كلمات نابيه مثل (بدون يعني لااصل ولافصل ، هكرة معدان كواولة ) واستخفاف باصولهم التى تمتد الى كبرى القبائل العربية ، ولكن المتنفذين والحكومين ارادوا ذلك بغية تحطيم كرامتهم وامتهانهم حتى لايبقى في وجدانهم اى حس وطنى وهذا امر خطير .
حاول البدون بشتى الوسائل الاعلاميه لفت الانظار الى قضيتهم الانسانية العادله عبر مدونات الانترنت والندوات العامه وحتى تحت قبة البرلمان ولكن لاآذان صاغيه بل يزداد عليهم الحصار فى كل مره وتزداد وعود الحكومه للترويج الخارجى بحل القضية جذريا ، الى ان تم فى مؤتمر جنيف محاسبة الكويت على ملف الكويت فشهدوا ممثلى دولة الكويت زورا وبهاتانا بان الحكومه قد ارست لهم كل دعائم حقوق الانسان وهيئت لهم جميع سبل الحياة الكريمة بالرغم من وجودهم على راضيها بطريقة غير قانونية ! مما اثار البدون وكثر سخطهم ولم يجدوا ما يعبرون به عن غضبهم الا بالنزول الى الشارع للتعبير عن مدي الظلم والجور ولعل احدا من المسؤلين يستمع الى معاناتهم ، والنتيجه وان دفع ثمنها ابطال مسالمين الا ان الحكومه انصاعت الى بعض المطالب بقرارات وزاريه ايدتها جموع نيابية ، ولكن سرعان ما انكشف المستور وتراجعت الحكومه على لسان رئيس الجهاز بان تلك الحقوق فقط لمن يملك شروط التجنيس !!
هنا انتفظ البدون مرة اخري وخرجوا للشارع ، وقد دفعوا ثمنا باهضا ، اذا واجهتم آلة القمع الحكوميه بكل وحشيه ، وتبعتها اعتقالات واسعة من البيوت ، ولم نلبث يومين حتى جاء تصريح مسؤل بان حقوقكم المنظوره سترونها على ارض الواقع بعد اسبوع ، ولازلنا ننتظر حليمه لتحقق لنا جزئا من حلم .