( 451 )
ما الفرق بين
أحزاب الأخوان ، والقطبية ، والسلفية القومية ـ السياسية ـ
أولا : حركة الأخوان المسلمين :
إن مما يعرف عن حركة الأخوان أو أحزاب الأخوان هي أخذ بحظ وافر بقاعدة " الغاية تبرر الوسيلة " للمناورة والمكاسب السياسية والاجتماعية وغيرها
فهي يراها الكثير أنها تدور في مدار مصالحها ومكاسبها أكثر مما تدعيه أنها تنتصر لمبادئها
وهذا مشاهد مراقب
يكفي أن نشير إلى حوادث نأخذ منها مثالين:
1/ تهنئة الخميني بانتصار الثورة
2 / امتناعهم بداية عن الثورة على حسني ثم لما أوشك سقوطه ، قلبوا له ظهر المِجن ، وخرجوا على الثورة ، بل حوروها في صالحهم ومصالحهم
وقعوا في كثير من التخبطات لأنه لم ينطلقوا من أسس ومرتكزات ثابته ، بل من مصالح تتغير بتغير الزمان والمكان والأحوال
فــ عمر البشير كان ولي أمر ثم بنهاية الأمر أصبح ليس ولي أمر
واسماعيل هنيه ولي أمر ، وأبو عباس ليس ولي أمر
وزين العابدين ليس ولي أمر ، والمنصف المرزوقي ولي أمر ـ لأن الغنوشي قدمه ودعمه ـ
وحسني ليس ولي أمر ، ومحمد مرسي ولي أمر شرعي لا يجوز الخروج عليه ، والسيسي ليس ولي أمر بل مغتصب الولاية يجب الخروج عليه ... الخ
ثانيــا : القطبية أو " السلفية العلمية "
هم مخضرمين بين الأخوان والسلفيين ، يدورون في مدار ما تحملهم عقولهم من أفكار من محاربة الظلم والجشع والطمع ، وهم مع كل ثورة مهما كانت ومهما كان هدفها وأهلها إذا خرجت باسم محاربة الظلم والقهر ، وطلب الحرية والكرامة ، فأي ثورة تدعي الكرامة والحرية وتحريك الأمور الآسنه ، فهم مؤيدين لها وهذه الحركة جعجعه في وادي ساكن ، ويستشهدون بالثورة الفرنسية ويقتدون بعظماء الثورات ، غاندي ، جيفارا ، نيلسون مانديلا .. الخ
وهذه الحركة " القطبية " تختلف عن جماعة " الأخوان المسلمين " أنها قلّما تراعي المصالح والمفاسد ، فهي تجاهر بمبادئها عيانا جهارا دون أن تلتفت للمصالح ، لأنهم لا يشكلون ثقلا حزبيا ، بل يعملون كأفراد أكثر من حركة منظمة ، فلذلك لهم جعجعه مزعجة ، دون أن يكون لهم على أرض الواقع موقعا قويا ، وتخنس وتندس إذا عوملت بحزم ، وتنتظر حتى إذا ذهبت تلك القوة التي أخنستها تعود إلى جعجعتها
وهذه الحركة كسابقتها " الأخوان " ليس لها منهج معين يسيرون عليه ، بل ما تتشربه عقولهم وتظن أنه الحق ، يسيرون معه دون النظر للمصالح ـ بهذه يختلفون عن الأخوان ـ ولكنهم يتساوون بجر الويلات على المسلمين
فهي على طول الخط مع الثورات أو ما يسمى بالربيع العربي ، لا يهم نتائج الثورة بل المهم أن الشعوب تثور ، ومنظريهم وإن سبق أسماءهم ألقاب فهم حدثاء عهد بعلم وليس لهم ركائز راسخه وأمور جامعه ، بل منظرهم بالكويت ممن يدرس بكلية الشريعة ، مما يسبق أسمه ( أ . د) خلط خلط عجيب ، فكتب مقالا ( الشهيد : البوعزيزي ) قتل النفس من الموبقات الكبائر ، نقل هذا الفعل من الموبقات وجعله من أعلى الدرجات في الجنات ،
ثالثــا : السلفية القومية أو " سلفية نيولوك"
هذا الحزب خليط من التناقض ، في كل حادثة لهم موقف متلون ومتغير ، جعلوا موقفهم الشرعي يسير وفق بوصلة قناعتهم السياسية دون أن تكون لهم أصول جامعة وفصول واضحة مانعة ، فما يكون اليوم مباحا غدا غير مباح ، وهكذا
ففي الثورات لهم مواقف غريبة وعجيبة
فــ في سوريا وليبيا من أشد المؤيدين للثورة
وفي تونس واليمن والعراق من أشد المعارضين للثورة
وفي مصر من أشد المعارضين للثورة على حسني
ومن أشد المؤيدين للثورة على مرسي ،
ومن أشد المعارضين للمظاهرات والثورة ضد السيسي
ويعدون حسني ولي أمر تلزم طاعته
ومرسى ليس ولي أمر يجوز الخروج عليه
والسيسي ولي أمر لا يجوز الخروج عليه
وبن علي وعبدالله صالح والمالكي أولياء أمور لا يجوز الخروج عليهم
والأسد والقذافي يجوز الخروج عليهم
بل يجوزون الثورة المضادة للثورة الأولى في مصر لسلبها من الأخوان واعطائها للعلمانيين ، وفي اليمن لسلبها من الأخوان واعطائها للحوثيين
ويرجعون السبب أن الأخوان أشد ضررا من اليهود والنصارى والرافضه
بل ذهبوا إلى القول يجوز القتال مع اليهود والنصارى ضد القاعدة وداعش ، ويغضون الطرف عن حزب الله اللبناني والعراقي والحوثيين والنصيريين ، ويأصلون أن قتال القاعدة وداعش مقدم على قتال اليهود والنصارى والرافضه والنصيريه
بل بدأوا يدندنون على أخطاء وقعت يجب أن تصحح في الدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، وان بعض الناس أخذ منها شماعة لتكفير المسلمين ، ويجب أن تصحح دعوته بما يوافق الواقع .. الخ
فهل سيصرحوا في قادم الأيام بأن الدعوة ـ الوهابية ـ دعوة إرهاب وتكفير ؟ ! لا نستبعد ولا نستغرب من هذا الحزب ؟!
أما السلفيين أتباع المنهج الحق الذي ديدنهم الدليل الصحيح وفهم السلف بالترجيح
فهم لا يرون الخروج على الولاة وإن كانوا طغاة وظلمة ، بل ولا حتى إذا رأوا العلماء الأعلام الكفر وقع منهم عيانا جهارا ، إلا حين توفر القدرة ، والبديل ، ويكون ذلك أقل ، فإن لم تتوفر هذه الشروط ، كان البقاء على ذلك الحاكم الكافر أو الظالم أخف الضرر من ضرر أعظم منه ، بل يرون الجمع والجماعات ودفع الزكوات والحج والجهاد خلف الحكام الظلمة ، .. الخ
وأقرأوا إن شئتم أصول السنة للإمام أحمد ، والسنة للإمام المروزي ، وشرح السنه للبربهاري ، واعتقاد أهل السنة للإسماعيلي والسياسة الشرعية لإبن تيمية ... الخ وغيرها من الكتب التي تؤصل مذهب السلف وجمعت آثارهم
وكذلك يرون قتال البغاة مع ولي الأمر إن سفكوا الدم الحرام وعاثوا في الأرض الفساد ، لكف شرهم عن البلاد والعباد ، وليس مطالبتهم في بلدان غير ليس تحت ولايتهم إن كان شرهم لا يصلنا ، وخصوصا إن كانوا تلك البغاة والخوارج يقاتلون من هو أظلم منهم ، بل ومن هو كافر أو مشرك
فلا يمنعنا إن عصوا الله فينا أن نطيع الله فيهم ، فإن ظلمونا نحن لا نظلمهم ، نقيم عليهم شرع الله ، ولا نجعلهم بكفه واحده مع أهل الكفر والشرك ، وإن كان ضررهم أعظم ، فلهم حق الإسلام برغم بغيهم وافسادهم ، وعلينا أن نقيمه حد الإسلام فيهم إن تمكنا منهم ، ولا نوقف مع أهل الكفر والشرك لمقاتلهم ونحن نؤمن جانبهم لبعدهم ولأنهم يقاتلون من هو أبغى وأطغى منهم
نسأل الله
أن يرينا الحق حقا ويرزقنا أتباعه
ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه