المواقف الكويتية بين الملامة الخليجية والوقائع التاريخية !

صانع التاريخ

عضو بلاتيني
النائب السابق الدكتور أحمد الخطيب قال قبل حوالي عامين بأن بلادنا باتت مرتعا للفساد بل إنها أضحت مصدرا يمول الدول المجاورة به !!! ،

والدكتور الخطيب إنما يعني بالدول المجاورة أهلنا وإخواننا العرب على الضفة الغربية للخليج العربي المعطاء ؛ فهؤلاء حينما ناديناهم وقت المحنة تحركوا كشعوب حتى قبل تبلور الموقف السياسي لدولهم ،

لكن بعد أن دارت الأيام دورتها انطلقت قوات الغزو باتجاه العراق وليس منه باتجاهنا كما حدث عام 1990 م ؛ وكان كثيرون من أبناء شعب الخليج العربي يتخوفون من نتائج ذلك الغزو ونحن نعلم تماما بأن تخوفاتهم كانت مشروعة وأنها لم تكن مبنية على حب النظام العراقي السابق ولا حرصا على رئيسه الراحل صدام حسين ؛ وفعلا ثبت أن تخوفات أهلنا في الخليج العربي كانت في محلها !!! ،

في الوقت ذاته كانت قلة منا نحن الكويتيين تعيش صراعا ما بين مشاركة باقي أبناء الخليج تخوفاتهم من جانب والرغبة في إشفاء الغليل من رئيس النظام العراقي السابق والذي لم يكن ما فعله بالكويت وأهلها قليلا من جانب آخر ؛ بينما كان أكثرنا يطرب للعدوان على العراق وتتراقص جوارحه مع أصوات القذائف التي بثتها وسائل الإعلام في مشهد غير مرغوب فيه ولكن الجرح الذي تركه غزو قوات الرئيس الراحل صدام حسين لبلادنا لم يكن هينا ،

بين هؤلاء وهؤلاء كانت شرذمة من تجار البترودولار من الكويتيين وغيرهم تتطلع لجني أرباح أموال السحت الحرام على أجساد الشهداء من أبناء العراق من خلال استثمارات محرمة في أرض مغصوبة وعبر عقود يبرمونها مع بريمر لعنه الله ولعن من أبرم العقود معه !!! ...


تم إعدام الرئيس الراحل صدام حسين في مشهد يوحي برغبة صانعيه بإثارة فتنة طائفية سواء من خلال اختيار التوقيت يوم عيد الأضحى أو من خلال سيناريو الكلام الطائفي البغيض الذي تلفظ به المجرمون الذين أعدموا مجرما مثلهم لكنهم بأسلوب إعدامهم له قد بزوه وتفوقوا عليه في الإجرام لأن ما قاموا به تعدى مجرد كونه قتلا لإنسان إلى صناعة فتنة جعلت كثيرا من السنة يشعرون بأن إعدام صدام قد جرحهم رغم أنه لم يقدم نفسه يوما على أنه ممثل للسنة أو صاحب مشروع ديني مثلما يفعل آخرون !!! ،

والسنة من أهل الخليج العربي ليسوا استثناء من هذه القاعدة خاصة وأن أخطر تداعيات العدوان الأنجلوسكسوني على العراق وأعني به التمدد الإيراني قد أضر بهم وبنا معهم كثيرا ؛ فقام إعلاميون خليجيون بكتابة عبارات في صحف خليجية رأى البعض فيها نكوصا وتراجعا عن مواقفهم المشرفة معنا إبان احتلال بلادنا ؛ والحقيقة أنها ليست كذلك أبدا ...


تنامى النفوذ الإيراني في المنطقة وصولا إلى ما يحصل اليوم في بحريننا العربية والتي ستظل عربية إلى الأبد إن شاء الله ؛ وتلاقت التدخلات الإيرانية السافرة في البحرين مع مظالم حقيقية موجودة يشكل النظام السياسي في البحرين عنوانا لها ومع ذلك فإنها ليست مبررا للتآمر على سيادة وعروبة البحرين ،

وجرى لغط كبير حول هذه الأحداث واتضح أن أذنابا لإيران داخل بلدنا الكويت كان وما يزال لهم دور في أحداث البحرين ؛ والمؤلم أن هؤلاء الأذناب يشكلون في المرحلة الحالية وحتى إشعار آخر تحالفا مناصرا للطرف الأقوى في صراع الديكة الدائر على ساحتنا السياسية !!! ...


الحقيقة أن العديد من إخواننا الخليجيين يلومون الكويت الدولة على ما يرون فيه تخاذلا ؛ والواقع أن المواقف الكويتية نالت وما تزال الشكر من الطرف المعني وهو حكومة مملكة البحرين ؛ فأين التخاذل هُنا ؟؟؟ ،

وهل هؤلاء الإخوة الخليجيين ومعهم المزايدون من أبناء الكويت أعلم بالحاجة اللوجستية التي تتطلبها الأعمال العسكرية حتى يحددوا ما الذي يجب أن تفعله هذه الدولة الخليجية أو تلك إزاء أحداث البحرين أو غيرها ؟؟؟ ،

ثم إن أقلاما خليجية وحتى كويتية في وسائل الإعلام تارة وعبر منابر الإنترنت تارة أخرى تكيل التهم لكل شيعة الكويت وتدعي أن أذناب النظام الإيراني المتحالفين مع الطرف الأقوى في صراع الديكة الكويتي يمثلون الطائفة الشيعية في بلادنا !!! ،

وحتى تنجلي الغمامة علينا أن نبين للجميع أن نفرا من هؤلاء الأذناب سبق وأن ترشح لانتخابات البرلمان فرفضهم معظم الناخبين الشيعة ولم ينجحوا ؛ كما أن نفرا آخر من هؤلاء الأذناب إنما نجح بالمال السياسي غير الشيعي وفق حسابات استحقاقات صراع الديكة على الساحة السياسية الكويتية والذي بسببه لم يَبْقَ أحد إلا واخترق سياستنا وإعلامنا حتى بات الطبال والزمار صاحب رأي مسموع وموقف مؤثر !!! ...


أخيرا يلومنا بعض الإخوة في الخليج وإن على استحياء ويحملوننا وحدنا مسؤولية العدوان على العراق والذي بسببه اختل التوازن السياسي في المنطقة لصالح النظام الإيراني !!! ،

وهذه النقطة نرد عليها بالآتي :

1 – التوازن السياسي في المنطقة اختل لصالح النظام الإيراني منذ هزيمة العراق في حرب تحرير الكويت ؛ ومرجع ذلك للخطيئة الكبرى التي ارتكبها الرئيس الراحل صدام حسين حينما غزا بلادنا في خرق لكل القيم المتعارف عليها وخلافا لمصلحة العراق السياسية التي بينها له المستشارون السياسيون والاستخباراتيون العراقيون ؛ فأبى صدام أن يستمع لهم والتفتَ فقط للإيحاءات الإقليمية والدولية غير البريئة !!! ...

2 – إن القرار السياسي في كل دول المنطقة يصبح مُصادرا إن عزم الأمريكان على القيام بأي عمل من داخل أراضينا أو عبر أجوائنا التي كان لها دور مؤثر في العدوان على أفغانستان قبل العراق !!! ...


3 – إن دول الخليج العربية كلها كانت شريكا مباشرا في العدوان على العراق عام 2003 م ؛ ولقد كانت الكويت وحدها صاحبة الرأس المكشوف في هذا الموقف اللا قومي والخارج عن الشرعية الدولية تحت بند حسابات الغزو وتصفياتها ؛ بَيْدَ أن دول الخليج الأخرى التي كان إعلامها يبث مؤتمرات الصحاف الصحفية ويذيع القصائد في مدح منقاش وميسون كانت قد أرسلت قوات درع الجزيرة إلى الكويت تحت بند دفاع مزعوم عنها رغم أن الجحافل الأجنبية التي انطلقت من الكويت كانت هي المهاجِمة في حرب لم تجزها الأمم المتحدة وهي أيضا حرب محرمة بنص الدستور الكويتي نفسه !!! ،

فضلا عن أن القيادة المركزية التي أشرفت على العدوان كان مقرها في دولة خليجية أخرى غير الكويت ؛ فهل يشفع لها خطابها الإعلامي المناصر للعراق والمتناقض مع فعلها على الأرض ؟؟؟ ...


4 – الإخوة الخليجيون الذين أرسلوا قواتهم إلى الكويت عام 2003 م قُبيل العدوان على العراق صمتت عام 1990 م قُبيل عدوان العراق على الكويت ؛ بل إن كبراها قد لعبت دور الوسيط بين الطرفين ولم تعتبر نفسها مهددة إلا حينما تم احتلال كامل الأراضي الكويتية وباتت كل الظروف مهيأة لما تلا ذلك من أحداث حتى يومنا هذا ؛ فضلا عن أن تلك الدول باستثناء الإمارات استقبلت في الأسبوع الأول من الغزو مبعوثين عن الرئيس الراحل صدام حسين ولم تقطع الصلات به إلا بعد إعلان أمريكا قرارها بإرسال القوات إلى المنطقة !!! ،

فلو أن دول الخليج العربية كانت قد أرسلت درعها مباشرة بعد المذكرة التهديدية التي أرسلها طارق عزيز إلى الجامعة العربية يوم 15/7/1990 م لتغير وجه التاريخ ولأعاد الرئيس الراحل صدام حسين حساباته ولما غزا الكويت وبالتالي لما حصلت كل الأحداث التي استفادت منها عصابات ملالي طهران التي تسرح وتمرح اليوم في المنطقة ويفكر الغرب في عقد الصفقات معها على حسابنا !!! ...


نحن هُنا لا نسعى لإنكار مواقف أهلنا في دول مجلس التعاون معنا ؛ فالجاحد هو الذي ينكر الموقف السعودي الإنساني تجاه أهل الكويت باستضافتهم وتوفير الملاذ الآمن لهم وحتى صرف العملة بل وتحويل تذاكر المصطافين إلى الخطوط السعودية ؛ والأمر ينسحب على باقي أهلنا في دول مجلس التعاون والذين وصل إيثارهم في بعض الأحوال إلى إسكان الكويتيين في بيوت كانت مخصصة أصلا لمواطنيهم ،

لكننا نريد فقط أن نوضح أن خطيئة العدوان على العراق والتي لا تقل إجراما عن خطيئة الرئيس الراحل صدام حسين بحقنا لم تكن خطيئة كويتية ولكننا كنا جميعا شركاء فيها ؛ ولو أننا تعاملنا مع الرغبة الأمريكية في العدوان والتي كان يدفع باتجاهها الكلب تشيني تحقيقا لمنافع تخص شركاته ؛ لو أننا تعاملنا مع هذه الرغبة بحزم في موقف موحد ودعمنا التوجه الفرنسي الألماني لكانت أحوالنا اليوم أفضل ؛ ولكن .......... ...
 

OnlyHuman

عضو جديد
4 – الإخوة الخليجيون الذين أرسلوا قواتهم إلى الكويت عام 2003 م قُبيل العدوان على العراق صمتت عام 1990 م قُبيل عدوان العراق على الكويت ؛ بل إن كبراها قد لعبت دور الوسيط بين الطرفين ولم تعتبر نفسها مهددة إلا حينما تم احتلال كامل الأراضي الكويتية وباتت كل الظروف مهيأة لما تلا ذلك من أحداث حتى يومنا هذا ؛ فضلا عن أن تلك الدول باستثناء الإمارات استقبلت في الأسبوع الأول من الغزو مبعوثين عن الرئيس الراحل صدام حسين ولم تقطع الصلات به إلا بعد إعلان أمريكا قرارها بإرسال القوات إلى المنطقة !!! ،

فلو أن دول الخليج العربية كانت قد أرسلت درعها مباشرة بعد المذكرة التهديدية التي أرسلها طارق عزيز إلى الجامعة العربية يوم 15/7/1990 م لتغير وجه التاريخ ولأعاد الرئيس الراحل صدام حسين حساباته ولما غزا الكويت وبالتالي لما حصلت كل الأحداث التي استفادت منها عصابات ملالي طهران التي تسرح وتمرح اليوم في المنطقة ويفكر الغرب في عقد الصفقات معها على حسابنا !!! ...


نحن هُنا لا نسعى لإنكار مواقف أهلنا في دول مجلس التعاون معنا ؛ فالجاحد هو الذي ينكر الموقف السعودي الإنساني تجاه أهل الكويت باستضافتهم وتوفير الملاذ الآمن لهم وحتى صرف العملة بل وتحويل تذاكر المصطافين إلى الخطوط السعودية ؛ والأمر ينسحب على باقي أهلنا في دول مجلس التعاون والذين وصل إيثارهم في بعض الأحوال إلى إسكان الكويتيين في بيوت كانت مخصصة أصلا لمواطنيهم ،

لكننا نريد فقط أن نوضح أن خطيئة العدوان على العراق والتي لا تقل إجراما عن خطيئة الرئيس الراحل صدام حسين بحقنا لم تكن خطيئة كويتية ولكننا كنا جميعا شركاء فيها ؛ ولو أننا تعاملنا مع الرغبة الأمريكية في العدوان والتي كان يدفع باتجاهها الكلب تشيني تحقيقا لمنافع تخص شركاته ؛ لو أننا تعاملنا مع هذه الرغبة بحزم في موقف موحد ودعمنا التوجه الفرنسي الألماني لكانت أحوالنا اليوم أفضل ؛ ولكن .......... ...


اخي الكريم في كلامك هذا ظلم كبير لنا

اخوي مسألة استقبال المبعوثيين لسبب بسيط انه كان هناك امل بأخراج القوات العراقيه بخيار غير عسكري يعني اغراء صدام بالمال او النفط
ايضا في الوقت هذا السعودية لم تملك جيش قادر على مواجهة الجيش العراقي المشهور بالاسلحه الكيميائيه والسعودية بين كل الدول تعرف جيدا قدرة الجيش العراقي لأنها كانت تشتري السلاح للعراقيين في ذلك الوقت فكان من الذكاء الانتظار ولعب لعبة السياسه الى ان تصل قوات خارجيه

هذي الجزئية اللي تهمني اذا الكويت نفسها لم تنتبه لهذا الغزو ولم تجهز نفسها فالسعوديه اولى انها تكون غير جاهزه
 

صانع التاريخ

عضو بلاتيني
اخي الكريم في كلامك هذا ظلم كبير لنا

اخوي مسألة استقبال المبعوثيين لسبب بسيط انه كان هناك امل بأخراج القوات العراقيه بخيار غير عسكري يعني اغراء صدام بالمال او النفط
ايضا في الوقت هذا السعودية لم تملك جيش قادر على مواجهة الجيش العراقي المشهور بالاسلحه الكيميائيه والسعودية بين كل الدول تعرف جيدا قدرة الجيش العراقي لأنها كانت تشتري السلاح للعراقيين في ذلك الوقت فكان من الذكاء الانتظار ولعب لعبة السياسه الى ان تصل قوات خارجيه

هذي الجزئية اللي تهمني اذا الكويت نفسها لم تنتبه لهذا الغزو ولم تجهز نفسها فالسعوديه اولى انها تكون غير جاهزه



ولماذا لم تَبْنِ السعودية جيشا قويا وهي البلد القادر على ذلك ؟؟؟ ،

لماذا مولت الوجود السوري في لبنان عام 1976 م تحت غطاء قوات الردع العربية وانتظرت حتى ينقلب جيش نظام آل أسد خنجرا في خاصرة العرب ؟؟؟ ،

أليس عدد سكان المملكة يوازي عدد سكان سوريا والشعب فيها أكثر قربا من النظام وأشد رغبة في المحافظة على بلده ؟؟؟ ...


وأعود إلى التذكير بمرحلة ما قبل الغزو بأسبوعين وكيف أن دول الخليج لم تظهر موقفا قويا موحدا تجاه تهديد الرئيس الراحل صدام حسين لاثنتين من دوله ؛ فبالله عليكَ ما الذي يعنيه ذلك ؟؟؟ ...


على فكرة وحتى لا يطل علينا المرجفون ويغيروا مسار الموضوع إلى حفلة زار وتطبيل أود التأكيد على أننا جميعا مدانون بحالة الضعف التي تشهدها السياسة الخليجية وليست السعودية وحدها ؛ وإذا كانت السعودية هي صاحبة التجربة الأولى فإن مَن جاءوا بعدها يكونون أكثر إثما منها كما هو حال قطر التي حاولت أن تلعب دور الوسيط بين المحتل الإيراني والإمارات العربية المتحدة وكما هو حال الكويت التي سعت إلى لعب دور وساطة في الحالة البحرينية رغم علمها بدخول العامل الإيراني على خط الأزمة وتلاقيه مع الواقع الخاطئ في البحرين ؛ والكويت تحديدا إثمها أكبر من غيرها لأن تصرفها جاء في ظل تحشيد إيراني يفترض أن يقابله تحشيد عربي موحد إضافة إلى أن الموقف الكويتي انطلق من حسابات أنانية لواحد من الأجنحة المتصارعة على الساحة الداخلية الكويتية وذلك إرضاء لحلفاء يظن هذا الجناح أنه بحاجة إليهم !!! ...


ما نريد الوصول إليه هو أن الحالة المؤسفة التي وصلنا اليوم إليها مرجعها إلى غزو الكويت عام 1990 م ثم غزو العراق عام 2003 م ؛ والحدثين الخطيرين كلنا كخليجيين نتحمل قدرا من المسؤولية تجاه كافة نتائجهما ،

والحقيقة أن عتبنا على الشقيقة الكبرى السعودية إنما ينطلق من كونها يجب أن تصبح الراعي لشقيقاتها الصغيرات عبر بناء قوة تستطيع السعودية بنائها ومن خلال تجاوز الصغائر من الخلافات في علاقاتها مع هذه الدول الصغيرة لصالح المشروع الأكبر وهو بناء منظومة عربية قوية على الضفة الغربية لخليجنا العربي ،

ولقد اعتمد الملك فيصل يرحمه الله هذا الأسلوب وبدأ فعلا في التحضير لذلك المشروع النهضوي الضخم ؛ فما الذي حدث بعد استشهاده ؟؟؟ ...
 
أعلى