معركة الصريف - الأسباب ... المعركة ... القصائد

المشرف العام

مراقب
طاقم الإدارة

مما لاشك فيه أن معركة الصريف كانت معركة حاسمة و لعبت دورا ً كبيرا ً في تحديد مستقبل الجزيرة العربية في العقود التي تلتها ... ولو قدر الله لنتيجة المعركة أن تكون بخلاف ما أنتهت إليه لكان شكل التوزيع السياسي للقوى في المنطقة يختلف إختلافا ً كبيرا ً عما نراه اليوم.

المعركة أنتهت برجالها و ظروفها ... و لكن للتاريخ دوما ً عبرة تؤخذ منه و دروسٌ تستفاد ... فلنحفظ التاريخ حتى نفهم الحاضر ... و نستطيع التخطيط للمستقبل ...

معركة الصريف

الأسباب:

بعد إنقلاب الشيخ مبارك الصباح على أخويه و هروب أبناء الأخوين إلى خالهم يوسف آل إبراهيم في الصبية و ذهب معهم إلى البصرة خوفا ً من هجوم الشيخ مبارك عليهم. و قام يوسف آل إبراهيم بالمطالبة بتدخل الحكومة العثمانية و إعادة الحكم إلى أبناء الشيخ محمد الذي سلب منهم عنوة من قبل عمهم الشيخ مبارك الصباح.

حاول يوسف آل إبراهيم تسيير حملة بحرية تنقض على شواطئ الكويت و لكن لم يكتب لها النجاح. لجأ بعد ذلك إلى الشيخ يوسف آل ثاني أمير قطر في ذلك الوقت الذي أوعز إليه أن يستجير بعبدالعزيز ابن رشيد في حائل ليعاونه على إستعادة الحكم في الكويت لأبناء أخته. ذهب يوسف آل ابراهيم إلى ابن رشيد في حائل و أغراه بالمال و لم يكن ابن رشيد بحاجة إلى هذا الإغراء فقد كانت الكويت في ذلك الوقت مطمعا ً يسيل له اللعاب و يعتقد بأن رغبة ابن رشيد في مساعدة آل إبراهيم كانت تهدف إلى الإستيلاء على الكويت بعد سقوطها في يده.

توجس الشيخ مبارك الصباح خيفة ً من وجود يوسف آل إبراهيم في حائل و أدرك أن الحرب قادمة لا محالة. فأرسل مبارك رسله إلى بغداد ليستنجد بالدولة العثمانية ولكنه لم يجد له مستجابا ً نظرا ً لقوة تأثير يوسف آل إبراهيم على والي بغداد الذي أقنعه بوجوب محاربة الشيخ مبارك الصباح و إسقاطه عن حكم الكويت. و في هذه الأثناء تقدم سعدون باشا ابو عجيمي رئيس عشائر المنتفق إليه بحلف صريح و خرج معه بعدئذ على ابن الرشيد، و في الوقت ذاته تحالف الإمام عبدالرحمن مع الشيخ مبارك على أن يكونا يدا ً واحدة على عبدالعزيز ابن الرشيد.

في هذه الأثناء كانت الدولة العثمانية تراقب الموقف عن كثب و تفكر في مصير أحد أهم النقاط الإستراتيجية في جزيرة العرب وهي الكويت. فالشيخ مبارك خرج عن نطاق السيطرة العثمانية و أصبح (سهل الإيقاع به من قبل عملاء الإنكليز) كما كان يعتقد السلطان العثماني و لذلك رأت السلطات العثمانية أن تدعم إعادة تنصيب أبناء الشيخ محمد الصباح على كرسي الأمارة في الكويت عن طريق دعمهم لأبن رشيد في حربه على الكويت و أعطوه الأذن للقيام بذلك فكانت كمن وافق هواه أوامره.

لقد أدرك الشيخ مبارك الصباح من هذه التطورات أن الخطر يكتنفه من كل ناحية و صوب، و قرر الإستعانة بالأنكليز للتخلص من هذا الخطر الجاثم على أبواب الكويت يحمل بين فكيه حرب عثمانية حادة و مسمومة، فوقع إتفاقية سرية بين مبارك الصباح و الحكومة البريطانية تعهد مبارك بموجبها: أن لا يتعاقد أو يمنح إمتيازات لدولة أجنبية اخرى و لقاء ذلك تقدم بريطانيا له كل ما يحتاجه من مال و سلاح، و تخلع عليه "رداء الحماية البريطانية" و هكذا كان!!

المعركة:

جهز مبارك كثيراً من عرب البادية، من العجمان، والعوازم، وعريب دار، والمنتفق وبني هاجر، وأكمل هذا الجيش بالحضر من أهل الكويت ومن تبع عبدالرحمن الفيصل، وآل سليم، والمهنا أمراء عنيزة وبريدة والملتجئين إلى الكويت. وسار هذا الجيش العرمرم إلى نجد بقيادة مبارك بن صباح ولم يجد أمامه أدنى مقاومة، فدخل آل سليم بلدهم عنيزة وآل مهنا بريدة، ودخل عبدالعزيز السعود الرياض واستولى عليها ما عدا القصر الذي فيه الأمير عبدالرحمن بن ضبعان، من قبل ابن رشيد ومعه
حامية من الجند فأنه حاصره بالقصر إلى أن خرج عبدالعزيز بن سعود من الرياض بعد أن جاءه الخبر بانكسار مبارك بن صباح، وتمزق جيشه.

و كان ابن الرشيد قد جمع حشوده و اتجه شرقاً بإتجاه الشاطئ، و أما ابن الصباح فقد أراد منازلة ابن الرشيد في ساحة مكشوفة فقسم قواته المؤلفة من عشرة آلاف مقاتل إلى فريقين، الاول بقيادته المباشرة و الثاني بقيادة الإمام عبدالرحمن الفيصل، و اما ولده الأمير الشبل عبدالعزيز فقد عهد إليه بقيادة جماعة من الأبطال راكبي النوق السريعة و الذهاب لإثارة أهل نجد بذاتهم و الإستيلاء على الرياض إذا أمكن فيهدد ابن الرشيد من الخلف، فأسرع الأمير عبدالعزيز مع رفاق جهاده لتلبية هذه الرغبة السعيدة بالنسبة إليه و أنطلق في عرض الصحراء !

زحف الجيش الكويتي، فقطع الصمّان ثم الدهناء ونزل على ماء دونها يعرف بأسم "الشوكة" بينما قصد الأمير عبدالعزيز بجماعته الجنوب بغرب متجها ً نحو عاصمة آبائه و أجداده "الرياض".

و في شباط من سنة 1901 التحم الجيشان في "الصريف" عند منتصف الطريق بين الكويت و حائل، في سهل تكسوه طبقة من الملح و قاتل الفريقان بعناد و إصرار أمل كسب المعركة بسرعة، بينما كانت السماء تمطر مدرارا ً، و تحول ماء المطر إلى دم أحمر، و كان ابن الرشيد يستحث رجاله الشمريين على الثبات و الهجوم بقسوة على أعدائهم، فراحت صفوف ابن مبارك تتلاشى شيئا ً فشيئا ً، و أنهارت أعصاب رجال عشائر و عبثا ً حاول الإمام عبدالرحمن آل سعود تفادي الهزيمة، و
انسحب العجمان من المعركة مخلفين وراءهم جماجم عديدة من رجالهم، فانكشف جناح ابن الصباح، و بعد جهد جهيد تمكن الإمام عبدالرحمن و الامير مبارك الصباح من الإنسحاب إلى الكويت تصحبه بقايا ذلك الجيش الجرار، بعد أن خسر كميات كبيرة من العتاد و الذخيرة و عددا ً من قومه الغزاة الصناديد.

أما ابن الرشيد، فقد أخذته نشوة الظفر فأمر بقتل جميع الأسرى ثم زحف نحو البلدان النجدية التي كانت صادقت مبارك الصباح، فنكل برؤسائها و جرد أهلها من السلاح وفرض عليهم الضرائب الفادحة. و في وراية أخرى أنه أحرق بعض القرى التي انتفضت عليه، ثم أقترب من مدينة الكويت و أسوارها مهدمة بسبب الإهمال، و أصبح ابن الصباح لا يملك جيشا ً للدفاع عنها، و اعتقد ابن الرشيد أن خصمه قد فقد كل شيئ، و ان الإمام عبدالرحمن آل سعود لم يبق أمامه إلا الرحيل مع عائلته
من الكويت ليعود إلى حياة التشرد في مختلف أنحاء الجزيرة، ولو تمكن ابن الرشيد من إحتلال الكويت فعلا ص لتبدل وجه التاريخ رأساً على عقبن و لكنه عاد و تقهقر عن أبواب الكويت، و ذلك لأن الانكليز قد وقفوا في طريقه، فأرسلوا طرادا ً بحريا ً نحو ميناء الكويتن ينشر الذعر و الويل، فشعر مبارك بالفرج يقترب منه على مهل، و نصح الانكليز ابن الرشيد بالإقلاع عن مهاجمة المدينة و إلا مزقوا جيشه شر ممزق بنيران مدافع الطراد الثقيلة، و أراد ابن الرشيد أن يحتمي بالباب
العالين و لكن مفاوضات سريعة جرت بينه و بين حكومة لندن أرغمت الدولة العثمانية على الرضوخ لمشيئة الانكليز بالإحجام عن مساعدة ابن الرشيد، فأنسحب إلى دياره دون أن يفوز بأمنيته.


قصائد المعركة:

من أهم القصائد التي قيلت في تلك المعركة قصيدة الشاعر حمود الناصر البدر و التي طلب منه الشيخ مبارك أن يقول قصيدة في مناسبة الحشد على حائل و كان القصد من هذه القصيدة التأثير النفسي على ابن رشيد و رجاله. و من المستغرب في هذه القصيدة أن ناظمها يعتبر من حضر الكويت و قد وصف الأبل و الركاب بأجمل ما يكون الوصف الذي قد يعجز عنه الكثير من شعراء البادية. و قد أثارت هذه القصيدة الكثير من ردود الأفعال و القصائد المعارضة لها ... يقول الشاعر حمود الناصر البدر:

يا راكبين اكوار ست تبارا ...... فج النحور أفحاز ما بين الأزوار
قطم الفخوذ معلكمات الفقارا ...... كوم على كيم من القفر ضمار
جن من شرار و من ضاريب شرارا ...... عوض الضا العيرات ما جن بحوار
فتل العضا دار العصا لا تجارا ...... قطع الريادي ريد حسكات الأوبار
زرفالهن بين الجري و الطيارا ...... لولا اللواحي عانقن قط الأطيار
مثل النعام ان ذير ثم استدارا ...... وجه على فج يبي منه معبار
ما أحلى مدناهن لهن استكارا ...... الواقي الله يوم حسن بميثار
من روضة التنهات صبح النهارا ...... سجوا عليهن يا مساويط الأخطار
الى انتحيتوا و الظلال استدارا ...... مقيال يا ذربين الأيمان مقدار
توليم بن حاكم به بهارا ...... ماجوب فن الشاذلي حين يندار
زيحوا معشاهن و سجوا سهارا ...... غب السرى يلفن بكم دار من دار
ريف الضيوف و دار سترالعذارا ...... عبدالعزيز الشمري سر و جهار
تلقون زي زاهي و اعتبارا ...... كار لخو نورة و حنا لنا كار
ان سال عنا في جنان تجارا ...... ما همنا كيل المشارع و الأشعار
في عشب خد زايف بالخضارا ...... في روضة التنهات و بنو مثوار
مسناد ما يطري عليه انحدارا ...... مع رادة المعبود عواد الأطوار
قولوا وصات محمد بالقرارا ...... نسيتها سجيت يا عمس الأبصار
ناهيك عن طامي عزير بحارا ...... يوم هدى الطوفان طياش الأبحار
ما أنذرك عن ثورة قوي المثارا ...... اللي الى من ثارتهتز الأقطار
تيار فوار الخطر ينتدارا ...... مير انت ما انت بيم حسنات الأشوار
أغواك ميشوم شعب لك و نارا ...... ما ظن أبو ماجد رضا منك ما صار
يدني لك الجرناس و انت توارا ...... عندك خبر داري بها الجد و الجار
طاوعت من لا باع معكم و شارا ...... و ما طعت من له راي عدل و تدبار
مرحوم يا من زارنا و استخارا ...... و أعذرو عاف من السهم وابدى الأعذار
من شيدوا برزان حايل قفارا ...... قلبك تراهم قطعوا دشن الأكوار
مسرد حكي مسرهد مستشارا ...... ما أهبلك يا من لا تميز بالأشوار
العبد له بالشايتين اختيارا ...... والله فينا ما يريدة و يختار
من لا يجير أحد فلا هو مجارا ...... جر السبب يلوى لدورات الأقدار
صفوة صباح التغلبي ما يمارا ...... ولا ينتجارى لا وعلام الأسرار
مقدامنا نمر وربة أنمارا ...... كم بذت الحكام شكوات الأشرار
لولب قفول مغلقات عسارا ...... فاروع في من هامته زور و أسطار
من سير القطبين بالله و سارا ...... و جا له من القبلة مواثيق و أخبار
يطول هرجي و أٌصرة باختصارا ...... يجيك مثل السيل طمام الوعار
زيزومنا و خلاف جند و نارا ...... مجعد صفا العايل حجا الدار و الجار
مبارك اللي بناظرة و ان تمارا ...... طير السعد في مقرنة وين ما دار
لولا علينا يجهلون الأمارا ...... منا ولنا من هواديم الأعمار
انم حرارا من مواكر حرارا ...... و حنا عليكم من صواريم سنجار
و ان كنكم شرهين و بكم نزارا ...... حنا بنا للضد و الشر مسمار
علوا مع ايمنا و ياما يسارا ...... و ان كنت كره أشرب قراطيع الأمرار
علوا اللي دق الكبوس استدارا ...... أهل الشرا و البيع في الموسم الحار
و يا من مثورة الجمل بالغبارا ...... انحاز الضديد ا كان سو الدهر ثار
مضحين والله مرخصين العمارا ...... في شان عز الدار شاكوم الأشرار
ربع لهم بالموجات اصطبارا ...... كان لمحاجب طابقن بطن الأزوار
فيه الشهر بين الحمر و الصفارا ...... يشدى زهر نوار مرجوع الأقفار
حيذور يا غب السرايا حذارا ...... شوكة شباب الحرب حالة تمستار
عده نصاك وكالفات الدهارا ...... امات نصف خشاب و طوال و قصار
و مسيلنات الموزري صنع دارا ...... ظرفات صنع اللندني بدفع و قرار
و جنس يجينا من بلاد النصارا ...... ما هن وراور و اسمهن لولب النار
دفع يثور و ضربنا بالقرارا ...... و خيرك تشوف افعال عطبين الأذكار
تم الجواب بختم رتب الخيارا ...... ازكى صلاة الله خير الأبرار


(القصيدة بصوت المطرب الكويتي عبدالله فضالة http://gulf.salmiya.net/songs/futhala/ram/futhala23.ram)

و قد رد علي شاعر الكويت في هذه المعركة ... أحد شعار ابن رشيد وهو الشاعر سليمان بن جمهور و قال:

ينحد به جاشي به الفكر حارا .... محتار مدري كيف تندار الأقدار
واحترت انا ومضاجعي للعذارا .... لكن ينعى كومة القلب مسمار
قبل البشير محيسن مع نهارا .... الربع قسمين بهم بادر وحار
احدن يقول الحكم يا ناس دارا .... لأبن صباح اللي ولى بر وبحار
واحدن نذر واحدن حلف بالجوارا .... ما صار مثله بالجزيرة والاقطار
واحدن صعد بالمدح راس المنارا .... مبارك لولا الحيا يا ملا طار
انذار خماله ومدحه خسارا .... أصبح وظنه ما بلغ عشر معشار
الحمد للي دبر امره وصارا .... المطلع عالم خفيات الأسرار
ينصر ويجبر والكسر والجبارا .... بيد المولى قهّار دمار الأعمار
وخلاف ذا ياراكبين البكارا .... عيرات من ذروات حصات الأوبار
خمسن وخمس عيونهن كالسوارا .... مافوقهن غير السفايف والاكوار
سمحات الأدمي نابيات الفقارا .... عوص النضا من نسل ذروات عتار
خوص الخواصل ما مشن بالحوارا .... محونيات مثل الاقواس ضمّار
من جاء لدار خيار ما بالديارا .... أهل الزبير اكرام واجواد واخيار
ما ينوجد هتمان فيهم مصارا .... اخص العدو الى هو قاري ازوار
أولاد نجد بالفخر والممارا .... بالطيب والا بالردا مالهم كار
يا راكبين سيرو نهار جهارا .... على عيون لولو بالاكوار
من الحزم عقب الحزم سيرو يسارا .... خلوا حسن بصري يمين عن الدار
يا راكبين هيا الحذر والحذارا .... اليوم يومن تقيمون خطار
ارخوا لهن الخطم ليل ونهارا .... حتى تجون حمود بالدار محتار
اطروه مني بالتحية وقارا .... لا جاء ليل او سطع نور الانوار
خوذوا له الخاطر وقولوا مجارا .... ماجور يا مكسور من غير جبار
من عقب ما قيلك عليك المدارا .... كيف انت مع ربعك على ظفة النار
يا حمود من قبلك يجي له أمارا .... يمدح ويقدح والفعل ما بعد صار
قولك ومكرك يابن ناصر كبارا .... أخطيت يا عمس البصيرة بالأفكار
الكيف تبني لك من الكذب دارا .... وتشيّد المبنى على درب الأخطار
يا عاد من الملتجي به قرارا .... ذبح ابو من دق بجداره احجار
مبنى بنيته صار ساسه عيارا .... ساس على الشاطي شفى جرف وانهار
الكذب له شومن ولومن وعارا .... تقول حنا من صواريم سنجار
عيال الحرار مثل أباها حرارا .... بعض الطيور لا يغرك ولو طار
وان كنت واعي فأنتبه لا توارا .... هيهات من درهم يشابه لدينار
المدح ما يطول يدين قصارا .... ايضا ولا يقصر طويلين الأشبار
تمدح مبارك يا عشير السكارى .... قبل الفعل لو كان محلا وتعبار
حنا لمدحه ما نقوله جهارا .... الا بفعل يا ابن ناصر وتعبار
ما صار مثل الضيغمي لا توارا .... أقفى على عين المعادي بالأدبار
لا بد له من دورتن وافترارا .... مركيب تفتر وعيون واسبار
وليا التقى معه السباياا وسارا .... تشبه لهذيك الهوادر والامصار
حالوا ولا زالوا وجالوا حذارا .... هدوا ولا ردوا لك الله عن الحار
هذا فعل سكان حايل قفارا .... خذك بهم ما كملوا دشن الاكوار
من ضربهم دور قوي المثارا .... خلوه يرضي عقب ما كان هدار
من قبل ما يدعى امير الأمارا .... والناس بأمره البراري والأبحار
اليوم دخلوا والمناور نصارا .... اللي براسك طاح لزوم بسطار
اللي خلا وجهك سواد وسمارا .... حيثك خبير وداري مير مكار
الكيف لأسرار المغيب تمارا .... يا حمود ليه بناك ماهي مسخار
يا صار مالك بالعلوم انتظارا .... ولا خذت من مختار الاخوار تخيار
تخوض ببحور تلاطم غزارا .... بأمر الولي تندار با قبال وادبار
يضع ويرفع ثم يسمع ويارا .... دبر بدوليبن بالاقدار تندار
بنيت لك رجمن بليا انتظارا .... حكمت ربعك بالحكايا و الأشعار
الحكم ماهو بالبنا والممارا .... ايضا ولا بطهبله تاخذ الثار
ياليت لو ماسك لسانك حجارا .... ما كان من الشعر مثل ما صار
يا حمود سرتو من بلدكم بطارا .... رميتوا بأنفسكم لحكم وتعبار
سرتو وصرتو بالاماني امارا .... طابة لكم قطع الفيافي والاقفار
يقوم بها مغصوب ولا مكارا .... ما بين بحري والحضر وأهل الأهوار
قومن بأهلها يا ابن ناصر حجارا .... قبل الملاقى تحسب القوم لدار
غرتكم المدة ليالي ونهارا .... حتى انتهت مدات وانفاس وأعمار
يومن بالتنهاة ترعى خضارا .... ومربعن تقطف زماريد الأزهار
الحر خطون نوب يخطي الحبارا .... والضأن ترتع دام سرحان ما ثار
يا حمود وين اجنانك اللي تجارا .... خلك بها تروي شجرها والأثمار
أصبح ماها غايرن ثم غارا .... قبل المسى غارت وشبة بها ثار
تقول ما يطري علينا انحدارا .... تبون حايل مع قفار لكم دار
خاب الرجاء فيكم وصرتو اسارا .... احدن دفن واحدن معشى للأطيار
ابرابها دار الفلك واستدارا .... هب الولام وداركم دور زوار
بين الصريف وبين هاك الزبارا .... حقك ولا فقدتكم عين ديار
قومن ربو بالحرب ماهم بحجارا .... ملاحة دشن المعاني والاكوار
قومن لها عز ونصر وتبارا .... يا عل عزه بالجزيرة و الامصار
قومن لها مني سلام وقارا .... جميعهم ما بين شايب وصغار


---------------

المصادر:

1- "تاريخ المملكة العربية السعودية في ماضيها و حاضرها" - صلاح الدين المختار
2- كتاب صفحات من تاريخ الكويت للمؤلف يوسف بن عيسى القناعي
3- موقع أنساب أون لاين

4- موقع منتديات قبيلة العدواني
5- موقع السالمية نت
 

السلطاني

عضو مخضرم
مادام القصة معروفة للجميع...ف أعتقد من الصعب كتابة شئ مغاير...أو شئ جديد....

سوى أنه من الممكن قول وكتابة بعض ما قيل من الشعر....

وبالأمس...اثرت الحديث بالديوانية....

وكان موضوع مهم وقوي...إستاثر...على الحديث الذي كان عن مباراة العين والقادسية....

وريال مدريد وليون....

بل...إضطر أغلب الأصدقاء...ل بعث مسجات ل زوجاتهم...يستسمحونهم بالتأخر قليلا...



من أحد الأقاويل التي قيلت....

أنه كان هناك رجل بدوي ينقال له... العزي بن عيد راع البرى.......سأل الشيخ مبارك..في

مجلسه...عقب ما كان يستعد ل حرب بن رشيد.....

تعرف بن رشيد يا طويل العمر....قال الشيخ مبارك.... أنا ما اعرفه اعرف عمه وآلا هو حكم من

سنتين و لا هو شر وشرّير وش يصير ........؟

قال العزي....... يصير شي كثير لا تتعب نفسك وترسل له المراسيل تراه هو يدور عليك

تراه واصلك اليوم ولا الليلة....ولاّ بكرة...حط حراس يا طويل العمر....لا يغرك المنافقين....

ترا ما فيهم ألا من انكوى ب ناره .........وقام ابن صباح وتفل عليه.....وطرده خارج المجلس.....

وقال ....عزى الله اليوم يومن أقشر....ما تصبحنّا ب خير......!!



سالفة أخرى...كانت بعد أن ألتحم المتحاربون مع بعض...وبعد هزيمة جيش بن صباح...

هرب إبن عم سعدون باشا...وترك...أخوه عبدالله....وسط عيال شمر....

وقيلت قصيدة...ولكن المتحدث كان يذكر بيت شعر واحد منها...وهو...



وين سعدون ما رده على عبدالله ……… .....يوم راحت عليه القوم ما فاده


سالفة أخرى...

تتحدث عن ابيات تمثل بها سلطان الدويش قبل حدوث المعركة بساعات....... وهي من نوع الحدا

يقول:




ياسابقي توي شربت الكيف..........من يوم ابو جابر ظهر

نبي نحارب مكرمين الضيف..........شمر هل البوش العفر

أما خذونا بحد السيف...................ولا خذيناهم بالظفر




وسمع بها... ماجد بن حمود بن عبيد الرشيد...ورد عليه بقصيدة....يقول فيها...



اهلا هلا بك يوم دار الكيــــــف......... قرت عيونك بالضـــــفر

فاعطيك ماجوبك بحكم الضيف......... شلفاء يفجن النحـــــــر

خلاك عمك يوم شاف السيـــف....... ...عجل جواده وانكســــر

ما اخبر به اللي جالس بالسيــف.........ينبيه من جاب الخـــــبر

سلطان هو عقلك خفيــــــــف........ عرضت روحك للخــــــطر

انشد عريق بالصريــــــــــف.......... اشرف على الموت الحمر

ان جاك ابو متعب تعيــــــف .......... ما زبنك عنه البحــــــــر

يوم المدافع لة رزيـــــــــــف........... والزلم جظعا بالمطـــــر

ونحمد الرب اللطيـــــــــــف............ ماراح رداد الخبــــــــــر



وهناك بيتين من الشعر... ل زوجة الشيخ مبارك... بنت ابن نقدان المري.....



ويلي عليكم يا اهل لبده............. ياللي على الموت دلاقه

ابن صبــاحٍ هبد هـبده................... وسعدون ما عقل نياقه

هرج صحيح وله زبده....................ماهي سواليف ملاقة

حلت باطاريفهم عبده..................والأسلم حمايّة الساقة



ويقول الشاعر العزي ابن عيد (راعي البره) عن جيش الشيخ مبارك.....




من كل غواص وسيب يجيبه...................وباللي يحدقون السمك زام حراب

وعريب الدار وكل من يلتجي به...............وراع النفاق ومارج الدين ماغاب

وجموعة العجمان ولي حظيبه..................مع الدويش وماتلاهم والأجناب

والمنتفق وإبن شريم ونسيبه...................وسكانت النقرة وسالم وغصاب




طبعا...تعتبر القصائد في الأزمان القديمة...أرشفة و كتابة أحداث...وأمور حدثت...

ولا شك أن هناك كثير من القصائد.....

ولو إستطعت الحصول عليها...سوف أذكرها هنا بالمنتدى......!!

تحياتي لكم....
 

المشرف العام

مراقب
طاقم الإدارة
شكرا ً للأخ محمد العنزي على هذه الإضافات القيمة ..

أحدى شاعرات الكويت القديمات المعروفات "موضي العبيدي" ... كان لها أبن في جيش مبارك الصباح ... و هو أبنها الثاني بعد أبنها الأول الذي توفى في البحر في أحد الرحلات ...

و لما أتاها خبر مقتل أبنها الثاني ... و قد نقل الخبر لها شخص يدعي "قرينيس" ... فجادت قريحتها بهذه القصيدة الحزينة:

قــلت آه من عـلم لـفا بـه قـريـنيس ..... يالــيت مـنهو مـيت مـا درابــه

عـلم لفا به مـرس الـقلب تـمريس ..... والنار عجت في الضمير التهابه

والنوم له عن موقع عيني حراريس .... والحنظل الممزوج زاد بشرابه

علي الذي قفا عـلي ضـمر الـعيس ..... واليوم ما أدري وين حد لفا به

طقيت باب اللي هرجوه مناحيس ..... وين الحبيب .. وقال ذا علمنا به

قـفا مع البيرق لحرب السناعــيس ..... وأن سلمه رب المخاليق جابــه

أوردت هموم القلب تتلي هواجيس .... ودمعي كما وبل نشا من سحابه

يالله .. يـا فــاك حــبل الــمناحيس ..... انــك تفك امحمد من صــــوابه

ياراحم أيوب ويا مرسل ادريس ..... يالله .. عسي لي دعوة مستجابة

 

ابوعبدالله

عضو مميز
ان من غباء كاتب هذه القصه التطرق لها


لو عدنا لعلماء السلف والتحذير من الخوض بتلك الفتن التي جرت بين الصحابه لكان افضل واحسن



لنى ولاكن ماذا نقول لمن تمكن من قلبه وعقله مرض الشهره حتى تراه في كل صفحه مايكتب احد بيت من الشعر الا ووضع رد عليه


حتى انه اصبح شكله مضحك للعالم فهو لايمكن اطلاق كلمة شاعر عليه


يرد على بيت من ابيات شعر راكان بن حثلين


طيب لنعد الى اقوال السلف في التحذير من الخوض في تلك الفتن التي تقاتل فيها الصحابه


طبعا لطلاب العلم


لانه لافائده من اعادة تلك القصص منها

والواجب منى احسان الضن فيهم لانهم صحابه لهم ماعليهم وعليهم ماعليهم

لانه قد يذهب ذاهب الى ماهو مكذوب من من سطرته ايادي الوضاعين وعدم تحري الصحه في النقل


فمن الواجب تركها افضل للامه لانه لم يسئلنا الله لمذا لم تتكلم عن صف فلان دون فلان


ولم يأمرنا الله ان نفتش قلوب العالم ونصبح محققين


فكذالك الحال بالنسبه لحرب الصريف ماهيه الفائده المرجه من هذه القصه بالله عليكم يا اصحاب العقول


حرب جرب في فتره من الزمن وانتهى وقتها واصبحت في طي النسيان


فلماذا نعيده على الفضائيات ونأأجج الاحقاد مره اخرى


تاره في عدم صحة النقل وتاره في الاساءه لشخصيات


فمن الواجب ترك هذه الامور وترك الشبه التي تحوم حولها


كان من الاولى على الكاتب المعوشرجي ان يكتب ويسطر لنى مأثر الشيخ جابر الاحمد رحمة الله عليه بدلا من هذه القصص التي لاتسمن ولاتغني من جوع


هذا رايي الخاص
 

المشرف العام

مراقب
طاقم الإدارة
الأخ الكريم ابوعبدالله ...

شتان يا أخي بين المثالين المضروبين ... فأين شخصيات الصريف من الصحابة الكرام عليهم رضوان الله ..؟!

بغض النظر عن هدف كاتب القصة (ولو أن الموضوع لا يتطرق إلى المسلسل) التلفزيونية السيد شريدة المعوشرجي ... فأن توثيق التاريخ أمر محمود و لا بأس به ... و التلفزيون اليوم أصبح أداة هامة في المعرفة مثله مثل الكتاب في السابق ... و مثل الكمبيوتر هذه الأيام ...

أن تترك الأحداث التاريخية بدون توثيق أو إستخلاص للعبر فأن في هذا ظلم للجيل الجديد الذي سنتركه فريسة لأقاويل كبار السن المتضاربة و الغير محايدة ...

المهم دائما ً و أبدا ً أن تكتب الأحداث التاريخية بحيادية تضمن لها دقة التوثيق ... و أن لا تكتب لإرضاء هذا الطرف أو إغضاب ذلك الطرف الآخر.

تحياتي لك و للجميع
 

ابوعبدالله

عضو مميز
الأخ الكريم ابوعبدالله ...

شتان يا أخي بين المثالين المضروبين ... فأين شخصيات الصريف من الصحابة الكرام عليهم رضوان الله ..؟!

بغض النظر عن هدف كاتب القصة (ولو أن الموضوع لا يتطرق إلى المسلسل) التلفزيونية السيد شريدة المعوشرجي ... فأن توثيق التاريخ أمر محمود و لا بأس به ... و التلفزيون اليوم أصبح أداة هامة في المعرفة مثله مثل الكتاب في السابق ... و مثل الكمبيوتر هذه الأيام ...

أن تترك الأحداث التاريخية بدون توثيق أو إستخلاص للعبر فأن في هذا ظلم للجيل الجديد الذي سنتركه فريسة لأقاويل كبار السن المتضاربة و الغير محايدة ...

المهم دائما ً و أبدا ً أن تكتب الأحداث التاريخية بحيادية تضمن لها دقة التوثيق ... و أن لا تكتب لإرضاء هذا الطرف أو إغضاب ذلك الطرف الآخر.

تحياتي لك و للجميع



بارك الله فيك اخوي الحساوي اعلم تماما انه الشخصيات المطروحه في هذا المسلسل لاتساوي
شيئا امام الصحابه وفضلهم وهذا الكلام بشهادة خير الخلق صلى الله عليه وسلم


ولاكن انا قست الكلام لانه هنى في استعراض هذا التاريخ اخي سوف يدخل المؤلف والمتابع في دوامه وهيه ان المعوشرجي مليون بالمئه لم يكن منصف لعدة اسباب


اولها نعلم تماما ان الشيخ مبارك رحمة الله عليه خسر في هذه المعركه والخساره كانت كبيره
هل سوف يذكرها بانصاف


واعلم تماما انه لابد لنى ان نأتي بالقصه كما هي وكما وثقتها القصائد لانه في تلك الفتره لم يؤرخ التاريخ الا من خلال تلك القصائد


ولاكن هل وصل مؤلف القصه الى تلك الدرجه في تمحيص التاريخ وفرز ماهو مكذوب عن ماهو صحيح


وبالنهايه والمحصله الاخيره من هذه القصه وتصويرها على شكل مسلسل



مالفائده المرجوه منها بالله عليك يا زميلي الحساوي



اليس شمر وافراد هذه القبيله العريقه يعيشون معنى واخوان لنى بل ومنهم من هو في مراكز عليابالبلد طيب نحن ننشد الوحده ولم الشمل ووحدة الصف بالله عليك


ماذا تريد اي شمري عندما يرى هذه القصه وتصور على سبيل المثال وهذا تسرع مني انهم صورو ابن رشيد بانه طاغيه !!!



اي انطباع تريد من هذا الشمري ان يخرج منه اليس البغضاء والكره



وهل الحاضر او المستقبل سوف يسئلنا عن من انتصر او خسر في تلك المعركه

امر انتهى وولى وذهب ونحن الان ننعم ببلد الامن والتآخي في مابيننا لماذا العوده بنا الى تلك الفتره



ومايحضرني الا قصيدة البغيلي وليتني احفظها اللي يقول في مطلعها



الغرب صنع طيارات وصواريخ
واحنى ضاع نفطنا بلاشي
الى ان يقول واحنى في ماضينا نعيد النقاشي



ارجو من يحفظ القصيده ان يكتبها لنى لانني سقت الابيان مليون بالمئه غلط




اخوكم ابوعبدالله
 

الفضلي

عضو فعال
اول شي اشكر عزيزنا الحساوي على هذا الموضوع المهم والذي أعتبره مورد حقيقي يختلف عن المسلسل الذي سوف يعرض في التلفزيون....والذي عرفته من القصة التي أمامي هو ان جيش الكويت كان فيه الكثير من المرتزقه وناس ليس لهم ولاء للامير (وللاسف هذا الشي مستمر الى يومنا هذا واكبر دليل ما حصل في 2/8 ) ..... وأيضا هو ان سبب دخول ال سعود المعركة هو الحصول على الرياض وليس حبا في الكويت (وهذا الامر تكرر في 2/8 .... والسبب الرئيسي لوقوف السعودية مع الكويت هو الخوف من سقوط الرياض وليس حبا في الكويت ) وأيضا هناك أمور مبهمه بالنسبة لي وهي عدم تدخل شمر الجزيرة(شمر عراق ) في المعركة وللاسف لا أعلم السبب.....برغم ان صاحب الاعلان الذي عرض في صحفنا الخمس (الشعلان )هو من شمر الجزيرة وليس من حائل....وأيضا هو وقوف السعدون في وجه ابن رشيد برغم ان السعدون كم نعرف هو شيخ موالي للحكومة العثمانية وهم السبب الرئيسي لحصوله على مشيخة قبيلة المنتفق....أحاول ابحث عن تفسير لها وإذا وجده سوف أحضره للمنتدى....وبالنسبة للبيتين الذين طلبهم زميلنا بوعبدالله أعتقد انهم كالتالي :

الغرب يصنع طايرات وصواريخ..... والشرق الاوسط ضاع نفطه بلاشي
حطو لهم في صفحة المجد تاريخ..... وحنا في ماضينا نعيد النقاشي​
 

ابوعبدالله

عضو مميز
الغرب يصنع طايرات وصواريخ..... والشرق الاوسط ضاع نفطه بلاشي
حطو لهم في صفحة المجد تاريخ..... وحنا في ماضينا نعيد النقاشي
 

الحكيم

عضو فعال
بعيدا عن كلام المجاملات ومراعاة الخواطر

( ماهو السبب الحقيقي لخسارة جيش الشيخ مبارك لهذه الحرب المهمه ؟ )
 
أشكرك أخي الفاضل / المشرف العام !!

فقد كان موضوعك توثيقاً لتاريخ مبارك بن صباح الملقب بـ ( مبارك الكبير ) !!
 

النابغة

عضو بلاتيني
بعيدا عن كلام المجاملات ومراعاة الخواطر

( ماهو السبب الحقيقي لخسارة جيش الشيخ مبارك لهذه الحرب المهمه ؟ )


بعيدا ً عن المجاملات كما تريد ...

أسباب الخسارة الحقيقية هي:

1- سوء إدارة الشيخ مبارك العسكرية لهذا الجيش.

2- أغلب حضر الكويت هم من البحارة و التجار ممن ليس لهم تاريخ في الحروب مثل جيش ابن رشيد.

3- أغلب البدو في الجيش كانوا ممن سار في ركاب الجيش من أجل الغنائم و ظنهم بسهولة نصر هذا الجيش الكبير ... فلما داهمتهم الأبل التي أرسلها ابن رشيد ... تعلق أغلبهم بالأبل (الغنائم) التي أتى من أجلها ... فأنكشفت أجنحة الجيش!

4- رجال جيش ابن رشيد كانوا يحاربون من اجل اهاليهم الذين كان سيفتك بهم لو كسب الجيش الكويتي المعركة.

5- المعركة كانت في اليوم التالي لذكرى قتل محمد و جراح أخوي مبارك ... فيمكنك إعتبار الهزيمة (حوبة) و (إنتقام إلهي) من الشيخ مبارك!

ودمتم......
 

النابغة

عضو بلاتيني
كان يرأس البلد (الكويت) الكهل العظيم الشيخ مبارك الصباح. فهو صانع الكويت الحديثة، و هو رجل يتمتع ببعد الرؤيا و المقدرة الكبيرة. و كانت تساعده حكومة قديرة و كان النظام و الهدوء سائدين ليلاً و نهاراً، و قد أمتد نفوذ مبارك إلى الصحراء. و كان شيخ العشيرة الحقيقي. و يدين الملك ابن سعود العظيم بالفضل في تدريبه المبكر للشيخ مبارك، لأنه أمضى حداثته في الكويت. و قد أحب مبارك ذلك الشاب الصغير و قام حتما ً ببلورة شخصيته في تلك الفترة المهمه من حياته. و لا نبالغ إذا قلنا إنه لولا مبارك لما تمكن ابن سعود من أن يصبح الشخصية التاريخية القادرة و الذي يعترف الجميع اليوم بأنه كان أعظم عربي منذ أيام الخلفاء الراشدين.

و مازلت أسترجع صورة مبارك بإعجاب عظيم. و كأني به على الشرفة جالساً في مجلسه، و البحر إلى يساره و كبار رجال المدنية إلى يمينه في صف طويل يبلغ ثلاثين رجلاً أحياناً، يقف قبالة هؤلاء خمسون حارسا ً مسلحا ً لا يدع انضباطهم العسكري مجالا ً للشك بولائهم المطلق و طاعتهم العمياء للشيخ مبارك.

و كان مبارك في الواقع يمسك مصير الكويت بيده. كان نحيفا ً و كانت عيناه ثاقبتين تخترقان محدثيه، و تمكنانه من الحكم عليهم بدقة، و كان وجهه قوياً يعكس قوة الإرادة و التصميم، كان وجهه وجه قائد بالسليقة. و كان بعيد النظر يستبق رعاياه في النظر إلى المستقبل، يلم بالشؤون العالمية بشكل مدهش في ذلك الوقت. و قد كان مبارك محظوظا ً و كان رعاياه يعرفونه حق المعرفة و يثقون به.

و قد حكم مبارك الكويت بيد حديدية. و كانت كلمته قانونا ً و لم يكن يسمح لأي من رعاياه بالاحتفاظ بعربة أو حتى بجواد للركوب. أما المسنون أو المقعدون فكانوا يركبون حميرا ً متواضعة. و كان الاستثناء الوحيد لهذه القاعدة نقيب البصرة، السيد رجب، الذي كان صديقا ً لمبارك و الشخصية الدينية الرئيسية في البصرة (و كبير رجال الدين في البصرة). و كان النقيب - في مناسبات خاصة فقط - يقود عربة فخمة يجرها حصانان. و هكذا فقد كان مبارك "يكرم أهل الدين أكثر مما يكرم أهل الدولة". و لكن النقيب كان يمشي في معظم الأوقات.

و كان من عادة الشيخ مبارك أن يقوم بجولة رسمية في السوق بعد ظهر كل يوم، حيث يركب عربة جميلة من طراز "فكتوريا" يجرها حصانان بديعان، و يسير بتمهل عبر الأسواق، و يتقوف أمام المقهى القديم (الذي هدم الآن) لعقد مجلس رسمي. و كان حفيده الصغير صباح يجلس على يساره في العربة و هو يرتدي الثياب المزركشة بالذهب التي كانت تضفي روعة على الموكب. و كانت وفاة مبارك في يناير 1916 كارثة بالنسبة للكويت.

و هناك حقيقة أخرى حول مبارك من الجدير تسجيلها، وهي أنه كان محدود الاختلاط الاجتماعي. فقد كان هناك بيتان أو ثلاثة بيوت في الكويت فقط يزورها مبارك أو يقبل دعوتها للطعام. لكنه مع ذلك لم يكن معزولا ً عن رجل الشاعر أو عن البدو في الصحراء. فقد كان بمقدور أي إنسان له قضية أو مشكلة أو طلب أن يقابله دون مشقة.


من كتاب "الكويت قبل النفط - مذكرات س. ستانلي ج. ماليري" - دار قرطاس للنشر.
 
أعلى