مما لاشك فيه أن معركة الصريف كانت معركة حاسمة و لعبت دورا ً كبيرا ً في تحديد مستقبل الجزيرة العربية في العقود التي تلتها ... ولو قدر الله لنتيجة المعركة أن تكون بخلاف ما أنتهت إليه لكان شكل التوزيع السياسي للقوى في المنطقة يختلف إختلافا ً كبيرا ً عما نراه اليوم.
المعركة أنتهت برجالها و ظروفها ... و لكن للتاريخ دوما ً عبرة تؤخذ منه و دروسٌ تستفاد ... فلنحفظ التاريخ حتى نفهم الحاضر ... و نستطيع التخطيط للمستقبل ...
معركة الصريف
الأسباب:
بعد إنقلاب الشيخ مبارك الصباح على أخويه و هروب أبناء الأخوين إلى خالهم يوسف آل إبراهيم في الصبية و ذهب معهم إلى البصرة خوفا ً من هجوم الشيخ مبارك عليهم. و قام يوسف آل إبراهيم بالمطالبة بتدخل الحكومة العثمانية و إعادة الحكم إلى أبناء الشيخ محمد الذي سلب منهم عنوة من قبل عمهم الشيخ مبارك الصباح.
حاول يوسف آل إبراهيم تسيير حملة بحرية تنقض على شواطئ الكويت و لكن لم يكتب لها النجاح. لجأ بعد ذلك إلى الشيخ يوسف آل ثاني أمير قطر في ذلك الوقت الذي أوعز إليه أن يستجير بعبدالعزيز ابن رشيد في حائل ليعاونه على إستعادة الحكم في الكويت لأبناء أخته. ذهب يوسف آل ابراهيم إلى ابن رشيد في حائل و أغراه بالمال و لم يكن ابن رشيد بحاجة إلى هذا الإغراء فقد كانت الكويت في ذلك الوقت مطمعا ً يسيل له اللعاب و يعتقد بأن رغبة ابن رشيد في مساعدة آل إبراهيم كانت تهدف إلى الإستيلاء على الكويت بعد سقوطها في يده.
توجس الشيخ مبارك الصباح خيفة ً من وجود يوسف آل إبراهيم في حائل و أدرك أن الحرب قادمة لا محالة. فأرسل مبارك رسله إلى بغداد ليستنجد بالدولة العثمانية ولكنه لم يجد له مستجابا ً نظرا ً لقوة تأثير يوسف آل إبراهيم على والي بغداد الذي أقنعه بوجوب محاربة الشيخ مبارك الصباح و إسقاطه عن حكم الكويت. و في هذه الأثناء تقدم سعدون باشا ابو عجيمي رئيس عشائر المنتفق إليه بحلف صريح و خرج معه بعدئذ على ابن الرشيد، و في الوقت ذاته تحالف الإمام عبدالرحمن مع الشيخ مبارك على أن يكونا يدا ً واحدة على عبدالعزيز ابن الرشيد.
في هذه الأثناء كانت الدولة العثمانية تراقب الموقف عن كثب و تفكر في مصير أحد أهم النقاط الإستراتيجية في جزيرة العرب وهي الكويت. فالشيخ مبارك خرج عن نطاق السيطرة العثمانية و أصبح (سهل الإيقاع به من قبل عملاء الإنكليز) كما كان يعتقد السلطان العثماني و لذلك رأت السلطات العثمانية أن تدعم إعادة تنصيب أبناء الشيخ محمد الصباح على كرسي الأمارة في الكويت عن طريق دعمهم لأبن رشيد في حربه على الكويت و أعطوه الأذن للقيام بذلك فكانت كمن وافق هواه أوامره.
لقد أدرك الشيخ مبارك الصباح من هذه التطورات أن الخطر يكتنفه من كل ناحية و صوب، و قرر الإستعانة بالأنكليز للتخلص من هذا الخطر الجاثم على أبواب الكويت يحمل بين فكيه حرب عثمانية حادة و مسمومة، فوقع إتفاقية سرية بين مبارك الصباح و الحكومة البريطانية تعهد مبارك بموجبها: أن لا يتعاقد أو يمنح إمتيازات لدولة أجنبية اخرى و لقاء ذلك تقدم بريطانيا له كل ما يحتاجه من مال و سلاح، و تخلع عليه "رداء الحماية البريطانية" و هكذا كان!!
المعركة:
جهز مبارك كثيراً من عرب البادية، من العجمان، والعوازم، وعريب دار، والمنتفق وبني هاجر، وأكمل هذا الجيش بالحضر من أهل الكويت ومن تبع عبدالرحمن الفيصل، وآل سليم، والمهنا أمراء عنيزة وبريدة والملتجئين إلى الكويت. وسار هذا الجيش العرمرم إلى نجد بقيادة مبارك بن صباح ولم يجد أمامه أدنى مقاومة، فدخل آل سليم بلدهم عنيزة وآل مهنا بريدة، ودخل عبدالعزيز السعود الرياض واستولى عليها ما عدا القصر الذي فيه الأمير عبدالرحمن بن ضبعان، من قبل ابن رشيد ومعه
حامية من الجند فأنه حاصره بالقصر إلى أن خرج عبدالعزيز بن سعود من الرياض بعد أن جاءه الخبر بانكسار مبارك بن صباح، وتمزق جيشه.
و كان ابن الرشيد قد جمع حشوده و اتجه شرقاً بإتجاه الشاطئ، و أما ابن الصباح فقد أراد منازلة ابن الرشيد في ساحة مكشوفة فقسم قواته المؤلفة من عشرة آلاف مقاتل إلى فريقين، الاول بقيادته المباشرة و الثاني بقيادة الإمام عبدالرحمن الفيصل، و اما ولده الأمير الشبل عبدالعزيز فقد عهد إليه بقيادة جماعة من الأبطال راكبي النوق السريعة و الذهاب لإثارة أهل نجد بذاتهم و الإستيلاء على الرياض إذا أمكن فيهدد ابن الرشيد من الخلف، فأسرع الأمير عبدالعزيز مع رفاق جهاده لتلبية هذه الرغبة السعيدة بالنسبة إليه و أنطلق في عرض الصحراء !
زحف الجيش الكويتي، فقطع الصمّان ثم الدهناء ونزل على ماء دونها يعرف بأسم "الشوكة" بينما قصد الأمير عبدالعزيز بجماعته الجنوب بغرب متجها ً نحو عاصمة آبائه و أجداده "الرياض".
و في شباط من سنة 1901 التحم الجيشان في "الصريف" عند منتصف الطريق بين الكويت و حائل، في سهل تكسوه طبقة من الملح و قاتل الفريقان بعناد و إصرار أمل كسب المعركة بسرعة، بينما كانت السماء تمطر مدرارا ً، و تحول ماء المطر إلى دم أحمر، و كان ابن الرشيد يستحث رجاله الشمريين على الثبات و الهجوم بقسوة على أعدائهم، فراحت صفوف ابن مبارك تتلاشى شيئا ً فشيئا ً، و أنهارت أعصاب رجال عشائر و عبثا ً حاول الإمام عبدالرحمن آل سعود تفادي الهزيمة، و
انسحب العجمان من المعركة مخلفين وراءهم جماجم عديدة من رجالهم، فانكشف جناح ابن الصباح، و بعد جهد جهيد تمكن الإمام عبدالرحمن و الامير مبارك الصباح من الإنسحاب إلى الكويت تصحبه بقايا ذلك الجيش الجرار، بعد أن خسر كميات كبيرة من العتاد و الذخيرة و عددا ً من قومه الغزاة الصناديد.
أما ابن الرشيد، فقد أخذته نشوة الظفر فأمر بقتل جميع الأسرى ثم زحف نحو البلدان النجدية التي كانت صادقت مبارك الصباح، فنكل برؤسائها و جرد أهلها من السلاح وفرض عليهم الضرائب الفادحة. و في وراية أخرى أنه أحرق بعض القرى التي انتفضت عليه، ثم أقترب من مدينة الكويت و أسوارها مهدمة بسبب الإهمال، و أصبح ابن الصباح لا يملك جيشا ً للدفاع عنها، و اعتقد ابن الرشيد أن خصمه قد فقد كل شيئ، و ان الإمام عبدالرحمن آل سعود لم يبق أمامه إلا الرحيل مع عائلته
من الكويت ليعود إلى حياة التشرد في مختلف أنحاء الجزيرة، ولو تمكن ابن الرشيد من إحتلال الكويت فعلا ص لتبدل وجه التاريخ رأساً على عقبن و لكنه عاد و تقهقر عن أبواب الكويت، و ذلك لأن الانكليز قد وقفوا في طريقه، فأرسلوا طرادا ً بحريا ً نحو ميناء الكويتن ينشر الذعر و الويل، فشعر مبارك بالفرج يقترب منه على مهل، و نصح الانكليز ابن الرشيد بالإقلاع عن مهاجمة المدينة و إلا مزقوا جيشه شر ممزق بنيران مدافع الطراد الثقيلة، و أراد ابن الرشيد أن يحتمي بالباب
العالين و لكن مفاوضات سريعة جرت بينه و بين حكومة لندن أرغمت الدولة العثمانية على الرضوخ لمشيئة الانكليز بالإحجام عن مساعدة ابن الرشيد، فأنسحب إلى دياره دون أن يفوز بأمنيته.
قصائد المعركة:
من أهم القصائد التي قيلت في تلك المعركة قصيدة الشاعر حمود الناصر البدر و التي طلب منه الشيخ مبارك أن يقول قصيدة في مناسبة الحشد على حائل و كان القصد من هذه القصيدة التأثير النفسي على ابن رشيد و رجاله. و من المستغرب في هذه القصيدة أن ناظمها يعتبر من حضر الكويت و قد وصف الأبل و الركاب بأجمل ما يكون الوصف الذي قد يعجز عنه الكثير من شعراء البادية. و قد أثارت هذه القصيدة الكثير من ردود الأفعال و القصائد المعارضة لها ... يقول الشاعر حمود الناصر البدر:
يا راكبين اكوار ست تبارا ...... فج النحور أفحاز ما بين الأزوار
قطم الفخوذ معلكمات الفقارا ...... كوم على كيم من القفر ضمار
جن من شرار و من ضاريب شرارا ...... عوض الضا العيرات ما جن بحوار
فتل العضا دار العصا لا تجارا ...... قطع الريادي ريد حسكات الأوبار
زرفالهن بين الجري و الطيارا ...... لولا اللواحي عانقن قط الأطيار
مثل النعام ان ذير ثم استدارا ...... وجه على فج يبي منه معبار
ما أحلى مدناهن لهن استكارا ...... الواقي الله يوم حسن بميثار
من روضة التنهات صبح النهارا ...... سجوا عليهن يا مساويط الأخطار
الى انتحيتوا و الظلال استدارا ...... مقيال يا ذربين الأيمان مقدار
توليم بن حاكم به بهارا ...... ماجوب فن الشاذلي حين يندار
زيحوا معشاهن و سجوا سهارا ...... غب السرى يلفن بكم دار من دار
ريف الضيوف و دار سترالعذارا ...... عبدالعزيز الشمري سر و جهار
تلقون زي زاهي و اعتبارا ...... كار لخو نورة و حنا لنا كار
ان سال عنا في جنان تجارا ...... ما همنا كيل المشارع و الأشعار
في عشب خد زايف بالخضارا ...... في روضة التنهات و بنو مثوار
مسناد ما يطري عليه انحدارا ...... مع رادة المعبود عواد الأطوار
قولوا وصات محمد بالقرارا ...... نسيتها سجيت يا عمس الأبصار
ناهيك عن طامي عزير بحارا ...... يوم هدى الطوفان طياش الأبحار
ما أنذرك عن ثورة قوي المثارا ...... اللي الى من ثارتهتز الأقطار
تيار فوار الخطر ينتدارا ...... مير انت ما انت بيم حسنات الأشوار
أغواك ميشوم شعب لك و نارا ...... ما ظن أبو ماجد رضا منك ما صار
يدني لك الجرناس و انت توارا ...... عندك خبر داري بها الجد و الجار
طاوعت من لا باع معكم و شارا ...... و ما طعت من له راي عدل و تدبار
مرحوم يا من زارنا و استخارا ...... و أعذرو عاف من السهم وابدى الأعذار
من شيدوا برزان حايل قفارا ...... قلبك تراهم قطعوا دشن الأكوار
مسرد حكي مسرهد مستشارا ...... ما أهبلك يا من لا تميز بالأشوار
العبد له بالشايتين اختيارا ...... والله فينا ما يريدة و يختار
من لا يجير أحد فلا هو مجارا ...... جر السبب يلوى لدورات الأقدار
صفوة صباح التغلبي ما يمارا ...... ولا ينتجارى لا وعلام الأسرار
مقدامنا نمر وربة أنمارا ...... كم بذت الحكام شكوات الأشرار
لولب قفول مغلقات عسارا ...... فاروع في من هامته زور و أسطار
من سير القطبين بالله و سارا ...... و جا له من القبلة مواثيق و أخبار
يطول هرجي و أٌصرة باختصارا ...... يجيك مثل السيل طمام الوعار
زيزومنا و خلاف جند و نارا ...... مجعد صفا العايل حجا الدار و الجار
مبارك اللي بناظرة و ان تمارا ...... طير السعد في مقرنة وين ما دار
لولا علينا يجهلون الأمارا ...... منا ولنا من هواديم الأعمار
انم حرارا من مواكر حرارا ...... و حنا عليكم من صواريم سنجار
و ان كنكم شرهين و بكم نزارا ...... حنا بنا للضد و الشر مسمار
علوا مع ايمنا و ياما يسارا ...... و ان كنت كره أشرب قراطيع الأمرار
علوا اللي دق الكبوس استدارا ...... أهل الشرا و البيع في الموسم الحار
و يا من مثورة الجمل بالغبارا ...... انحاز الضديد ا كان سو الدهر ثار
مضحين والله مرخصين العمارا ...... في شان عز الدار شاكوم الأشرار
ربع لهم بالموجات اصطبارا ...... كان لمحاجب طابقن بطن الأزوار
فيه الشهر بين الحمر و الصفارا ...... يشدى زهر نوار مرجوع الأقفار
حيذور يا غب السرايا حذارا ...... شوكة شباب الحرب حالة تمستار
عده نصاك وكالفات الدهارا ...... امات نصف خشاب و طوال و قصار
و مسيلنات الموزري صنع دارا ...... ظرفات صنع اللندني بدفع و قرار
و جنس يجينا من بلاد النصارا ...... ما هن وراور و اسمهن لولب النار
دفع يثور و ضربنا بالقرارا ...... و خيرك تشوف افعال عطبين الأذكار
تم الجواب بختم رتب الخيارا ...... ازكى صلاة الله خير الأبرار
(القصيدة بصوت المطرب الكويتي عبدالله فضالة http://gulf.salmiya.net/songs/futhala/ram/futhala23.ram)
و قد رد علي شاعر الكويت في هذه المعركة ... أحد شعار ابن رشيد وهو الشاعر سليمان بن جمهور و قال:
ينحد به جاشي به الفكر حارا .... محتار مدري كيف تندار الأقدار
واحترت انا ومضاجعي للعذارا .... لكن ينعى كومة القلب مسمار
قبل البشير محيسن مع نهارا .... الربع قسمين بهم بادر وحار
احدن يقول الحكم يا ناس دارا .... لأبن صباح اللي ولى بر وبحار
واحدن نذر واحدن حلف بالجوارا .... ما صار مثله بالجزيرة والاقطار
واحدن صعد بالمدح راس المنارا .... مبارك لولا الحيا يا ملا طار
انذار خماله ومدحه خسارا .... أصبح وظنه ما بلغ عشر معشار
الحمد للي دبر امره وصارا .... المطلع عالم خفيات الأسرار
ينصر ويجبر والكسر والجبارا .... بيد المولى قهّار دمار الأعمار
وخلاف ذا ياراكبين البكارا .... عيرات من ذروات حصات الأوبار
خمسن وخمس عيونهن كالسوارا .... مافوقهن غير السفايف والاكوار
سمحات الأدمي نابيات الفقارا .... عوص النضا من نسل ذروات عتار
خوص الخواصل ما مشن بالحوارا .... محونيات مثل الاقواس ضمّار
من جاء لدار خيار ما بالديارا .... أهل الزبير اكرام واجواد واخيار
ما ينوجد هتمان فيهم مصارا .... اخص العدو الى هو قاري ازوار
أولاد نجد بالفخر والممارا .... بالطيب والا بالردا مالهم كار
يا راكبين سيرو نهار جهارا .... على عيون لولو بالاكوار
من الحزم عقب الحزم سيرو يسارا .... خلوا حسن بصري يمين عن الدار
يا راكبين هيا الحذر والحذارا .... اليوم يومن تقيمون خطار
ارخوا لهن الخطم ليل ونهارا .... حتى تجون حمود بالدار محتار
اطروه مني بالتحية وقارا .... لا جاء ليل او سطع نور الانوار
خوذوا له الخاطر وقولوا مجارا .... ماجور يا مكسور من غير جبار
من عقب ما قيلك عليك المدارا .... كيف انت مع ربعك على ظفة النار
يا حمود من قبلك يجي له أمارا .... يمدح ويقدح والفعل ما بعد صار
قولك ومكرك يابن ناصر كبارا .... أخطيت يا عمس البصيرة بالأفكار
الكيف تبني لك من الكذب دارا .... وتشيّد المبنى على درب الأخطار
يا عاد من الملتجي به قرارا .... ذبح ابو من دق بجداره احجار
مبنى بنيته صار ساسه عيارا .... ساس على الشاطي شفى جرف وانهار
الكذب له شومن ولومن وعارا .... تقول حنا من صواريم سنجار
عيال الحرار مثل أباها حرارا .... بعض الطيور لا يغرك ولو طار
وان كنت واعي فأنتبه لا توارا .... هيهات من درهم يشابه لدينار
المدح ما يطول يدين قصارا .... ايضا ولا يقصر طويلين الأشبار
تمدح مبارك يا عشير السكارى .... قبل الفعل لو كان محلا وتعبار
حنا لمدحه ما نقوله جهارا .... الا بفعل يا ابن ناصر وتعبار
ما صار مثل الضيغمي لا توارا .... أقفى على عين المعادي بالأدبار
لا بد له من دورتن وافترارا .... مركيب تفتر وعيون واسبار
وليا التقى معه السباياا وسارا .... تشبه لهذيك الهوادر والامصار
حالوا ولا زالوا وجالوا حذارا .... هدوا ولا ردوا لك الله عن الحار
هذا فعل سكان حايل قفارا .... خذك بهم ما كملوا دشن الاكوار
من ضربهم دور قوي المثارا .... خلوه يرضي عقب ما كان هدار
من قبل ما يدعى امير الأمارا .... والناس بأمره البراري والأبحار
اليوم دخلوا والمناور نصارا .... اللي براسك طاح لزوم بسطار
اللي خلا وجهك سواد وسمارا .... حيثك خبير وداري مير مكار
الكيف لأسرار المغيب تمارا .... يا حمود ليه بناك ماهي مسخار
يا صار مالك بالعلوم انتظارا .... ولا خذت من مختار الاخوار تخيار
تخوض ببحور تلاطم غزارا .... بأمر الولي تندار با قبال وادبار
يضع ويرفع ثم يسمع ويارا .... دبر بدوليبن بالاقدار تندار
بنيت لك رجمن بليا انتظارا .... حكمت ربعك بالحكايا و الأشعار
الحكم ماهو بالبنا والممارا .... ايضا ولا بطهبله تاخذ الثار
ياليت لو ماسك لسانك حجارا .... ما كان من الشعر مثل ما صار
يا حمود سرتو من بلدكم بطارا .... رميتوا بأنفسكم لحكم وتعبار
سرتو وصرتو بالاماني امارا .... طابة لكم قطع الفيافي والاقفار
يقوم بها مغصوب ولا مكارا .... ما بين بحري والحضر وأهل الأهوار
قومن بأهلها يا ابن ناصر حجارا .... قبل الملاقى تحسب القوم لدار
غرتكم المدة ليالي ونهارا .... حتى انتهت مدات وانفاس وأعمار
يومن بالتنهاة ترعى خضارا .... ومربعن تقطف زماريد الأزهار
الحر خطون نوب يخطي الحبارا .... والضأن ترتع دام سرحان ما ثار
يا حمود وين اجنانك اللي تجارا .... خلك بها تروي شجرها والأثمار
أصبح ماها غايرن ثم غارا .... قبل المسى غارت وشبة بها ثار
تقول ما يطري علينا انحدارا .... تبون حايل مع قفار لكم دار
خاب الرجاء فيكم وصرتو اسارا .... احدن دفن واحدن معشى للأطيار
ابرابها دار الفلك واستدارا .... هب الولام وداركم دور زوار
بين الصريف وبين هاك الزبارا .... حقك ولا فقدتكم عين ديار
قومن ربو بالحرب ماهم بحجارا .... ملاحة دشن المعاني والاكوار
قومن لها عز ونصر وتبارا .... يا عل عزه بالجزيرة و الامصار
قومن لها مني سلام وقارا .... جميعهم ما بين شايب وصغار
---------------
المصادر:
1- "تاريخ المملكة العربية السعودية في ماضيها و حاضرها" - صلاح الدين المختار
2- كتاب صفحات من تاريخ الكويت للمؤلف يوسف بن عيسى القناعي
3- موقع أنساب أون لاين
4- موقع منتديات قبيلة العدواني
5- موقع السالمية نت
المصادر:
1- "تاريخ المملكة العربية السعودية في ماضيها و حاضرها" - صلاح الدين المختار
2- كتاب صفحات من تاريخ الكويت للمؤلف يوسف بن عيسى القناعي
3- موقع أنساب أون لاين
4- موقع منتديات قبيلة العدواني
5- موقع السالمية نت