الهدف من الاستجواب تجريح أحمد الفهد فقط!
أما بعد
فيصل القناعي
من الواضح أن الاستجواب المقدم من كتلة "العمل الوطني" يهدف الى أمر واحد فقط وهو تجريح الشيخ أحمد الفهد وتشويه سمعته لأسباب ليس لها علاقة بأدائه كنائب لرئيس مجلس الوزراء وكوزير, ولكن لأنه أحد أبناء الأسرة الحاكمة من الشباب الذين برزوا على الساحة بشكل ملفت للأنظار, وذلك في محاولة يائسة لخلط الأوراق على الساحة السياسية !
والدليل هو الإعلان عن تقديم الاستجواب في الوقت الذي لم تعد فيه محاور هذا الاستجواب مما يشير إلى أن قرار استجوابه تم اتخاذه على عجل وبشكل مفاجىء, وجرى بعد ذلك البحث عن المحاور بصورة تدل على الارتباك والاستعجال, إن لم يكن اختلاق تهم وموضوعات وقضايا ليس لها علاقة بمسؤولية الفهد كوزير ولكنها تشكل مدخلا لنواب الاستجواب للنيل من الفهد خلال الجلسة وتجريحه بالكلمات الحادة والعبارات النارية والتطاول عليه بأوصاف واتهامات ملفقة وكيدية مستغلين فرصتهم الذهبية في جلسة كانوا يحلمون بها منذ سنوات, ولكنهم لايعلمون بأن أحمد الفهد أيضا أمامه فرصة ذهبية لإثبات وجوده, وتأكيد جدارته, كرجل دولة ورجل حكم, وإذا فشل الاستجواب وهو المتوقع, فإن أسهم أحمد الفهد سترتفع, ومكانته ستكون أقوى, وسيخدمه الاستجواب بعكس ما يتمنى خصومه!
نواب كتلة "العمل الوطني" يواجهون مأزقا حقيقيا فهم يراهنون على نجاح استجوابهم لأحمد الفهد, وهو المخرج الوحيد لهم وفرصتهم الأخيرة ولكنهم لم يحسبوا حساب فشل الاستجواب وخدمتهم التاريخية للفهد في هذه الحالة وهو ما لا يتمنونه ولكن هذا ما سيحدث لو فشلوا!
أحد نواب التكتل يعمل جاهدا لإقناع عشرة نواب للتوقيع على ورقة طرح الثقة بالفهد من الآن, بل وحتى قبل إعداد محاور الاستجواب, وهذا هو أحد أهم مؤشرات شخصانية الاستجواب والاتجاه لتحويله إلى حفلة تجريح وتطاول وتشويه للسمعة لأن هذا هو الهدف الاساسي منه, فنجاح الاستجواب بالنسبة اليهم يقاس بمقدار "التشمخ" الذي سيطول وجه الفهد وليس قوة المحاور وصدقها وصحة الاتهامات الموجهة اليه!
نتمنى أن نكون مخطئين ونشهد استجوابا راقيا يرتقي فيه المستجوبون في لغة المخاطبة واستخدام الكلمات والمفردات التي تدل على احترام لأداة الاستجواب الدستورية, ويسعون الى اسلوب الإقناع بطريقة حضارية بدلا من أسلوب التشنج والتمثيل المكشوف !
نتمنى ذلك ولكني أشك!
:إستحسان::إستحسان::إستحسان: