رسالة من معلم لمعاليكم

ليتل سيزر

عضو مميز
سعادة معالي رئيس مجلس الأمة
سعادة معالي رئيس مجلس الوزراء
سعادة معالي نائب الأمة
سعادة معالي الوزير
سعادة معالي ولي أمر الطالب
سعادة معالي الإنسان

لا أعرف حقيقة سعادة معالي المذكورين أعلاه من أين أبدأ ففي النفس خلجات كثيرة وأحاديث ذوات شجون محملة بهموم مهنتي وقدري حين أصبحت معلما ومربيا للأجيال على مر العصور لتكبر هذه الأجيال فتبخس حقي وتقلل من قدري. 

الكل يردد بأن رقي الأمم وتقدمها إنما يقاس بمدى احترامها وتقديرها للمعلم ومهنة التعليم وهذا مجرد قول غير قابل للتطبيق في المجتمعات العربية عامة ومجتمعنا خاصة فبدلا من أن يعطى التعليم الأولوية والاهتمام والرعاية والمعلم التشجيع المعنوي والمادي أصبح لزاما على المعلم أن يصرخ ويخرج بحثا عن حقه المشروع في رقي عمله وحقه في مكافأته التي يجب على معاليكم المذكورين أعلاه أن تدفعوها له بلا منة.

يحملني البعض فشل التعليم وسوء مخرجاته ويثقل علي القول ويجلدني بسوط كلماته ناسيا أن لا دور لي في صنع قرارات الكبار ولاعبي السياسة لم يؤخذ رأيي في صميم عملي تركوني ليعتمدوا قول من لم يقف يوما في طابوري الصباحي ذاك المنظر التربوي القابع في صرحه الجامعي يبعث لي بنظرياتة التي تتكسر أمام عتبات مدرستي وتدخل كسيرة نحاول تجبيرها رغما عنا لأن هذا ما يريده أحد معاليكم. 

لا أنسي يوما حينما تسلم أحد أصحاب المعالي سدة حكم هذه الوزارة فألغى دور التوجيه الفني للمواد الدراسية ليصبح مهمشا من ذاك اليوم وحتى كتابة هذه الرسالة وسيستمر حتى يأتي رجل رشيد من أهل الميدان الحقيقي الذي تشهد له فصول المدارس وله معها ذكريات وينتهي فصل التخبط وتفصل التربية والتعليم عن السياسة فلا وألف لا لتسييس التربية ونعم لتربية السياسة. 

عود على بدء لقضيتنا الهامة اليوم وهي كادر المعلمين الحق المشروع لكل معلم ومعلمة والذي يجب أن يعطى له بلا منه ومن يعيب بحثنا عن المادة وهو يعلم علم اليقين بأن المادة شيء أساسي في حياة الإنسان لا يمكن الاستغناء عنها ونحن لا نقل شأنا وقدرا من المهندس والطبيب والقاضي فإن كان المهندس يبني الحجر فنحن نبني البشر وأن الطبيب يعالج الأمراض فنحن نعالج العقول من الجهل وأن كان القاضي يفصل في المنازعات فنحن نفصل بين نور العلم وظلام الجهل. 

فمتى سيتم إنصافنا من قبل معاليكم وتتكرموا بإعطائنا حقنا المشروع

ودام معاليكم بخير
 
أعلى