إذا لم تستحي فقل ما شئت

عجبا لحياء البعض، كيف يخاطبون النّاس بأسلوب يستثير فيهم العواطف ليقطعوا عنهم حبل التّفكير والمراجعة، والحيلولة بينهم وبين تقليب الأمر على ما يحتمل من أوجه لربط الماضي بالحاضر وبالمستقبل، فهميتحدّثون في ((السّياسة)) بشكل مقطوع عن التّاريخ وبذاكرة مخصيّة وحميّة طائفيّة مفرطة ترفع نسبة السّكّر في الدّمّ قدوتهم في ذلك غوبّولز، وزير الدّعاية في حكومة الرّايخ العنصريّة، وكأنّما يخاطبون قطيعا من نعاج يحاولون سوقه بزيف الشّعارات حيث يريدون ليصنعوا من وجهة نظرهم الأعشى ((رأيا عامّا)) بليدا يبتلع كلّ ما يقدّم إليه بوصفه ((حقائق ثابتة)) كما تبتلع البالوعة الماء العفن القصّة كلّها لم تتعدّ عشرين عاما إلاّ بقليل عندما نادى أصدقاء أسرة بوش ((الكبار)) ((حيّ على الجهاد)) فجنّدوا مع وكالة المخابرات الأمريكيّة تشكيلات المجاهدين للإطاحة بنظام نجيب الله ودحر الاتّحاد السّوفيتي من أفغانستان، وبعد النّجاح في إدارة الصّراع مع الجمهوريّة الإسلاميّة على السّاحة الأفغانيّة عبر فصائل المجاهدين بمساعدة طالبان بالاستيلاء على السّلطة ودحر المنافسين، وبعد سقوط الاتّحاد السّوفياتيّ وانهيار جدار برلين وظهور حاجة الغرب إلى عدوّ بديل لتبرير سياسات الغزو ونهب الثّروات تمّ تدبير أحداث الحادي عشر من أيلول لغزو أفغانستان والحيلولة دون أن يكون هذا البلد المسلم الصّغير بإمكانيّاته، الكبير بعزائم رجاله وأبطاله، قاعدة إسناد للحركات الإسلاميّة الرّاديكاليّة، ولأهداف اقتصاديّة واضحة لكن غير معلنة تمّ تدبير غزو العراق بتمويل أصدقاء أسرة بوش ((الكبار)) ومباركة ((أنظمة العجز العربيّ))، فكان أن دمّر هذا البلد العريق وأعيد إلى القرون الوسطى عن قصد وسبق إصرار، وقد شارك في التّحريض على احتلاله سلفيّون وشيعة إماميّة جعفريّة ونصيريّة، اختلفوا في ((المذهب)) كخلفيّة أيديولوجيّة لكنّهم اتّفقوا في التّكفير وسيلة، وفي خيانة الأمّة هدفا، وفي ترويع الآمنين من أبنائها وإعدام أحرارهم مقصدا ومراما، ومن أجل تمكين كلّ رويبضة حثالة من نهب ما تقع عليه اليد من خيرات ومقدّرات فنجحوا عليهم جميعا من الله ما يستحقّون، في تشتيت صفّ المسلمين وتحريض النّعرة الطّائفيّة بينهم على أساس تكفيريّ لا علاقة له لا بشرع الله ولا بسنّة نبيّه النّضرة أو بسيرة السّلف العطرة من الآل الأطهار والصّحب الكرام الأخيار، وكلّنا يتذكّر الفتاوى التي استصدرت من ((دور الإفتاء)) و ((المجامع الفقهيّة)) سواء بجواز الاستعانة بالكفّار والدّخول في حلفهم، أو بتحريم الجهاد إلاّ تحت راية المهديّ عليه السّلام، وكلّنا يتذكّر كيف فرشت الزّرابيّ الحمراء للإرهابيّ بوش ((الصّغير)) ترحيبا بما فعل، وكلّنا يتذكّر كيف ذهب بعض المنتسبين للأشراف من ذوي العمائم السّود إلى البيت الأبيض للتّشجيع على الإطاحة ((بالنّظام العراقيّ)) والوعد باستقبال العراقيّين لجيوش الاحتلال بالورود، استدعيت جيوش الاحتلال وبالمال ((العربيّ)) موّلت عمليّاتها العدوانيّة لغزو المنطقة والإجهاز على أيّ تطلّع إلى امتلاك القوّة والأخذ بناصية العلم والتّقنيّة وتحقيق النّهضة الاقتصاديّة المطلوبة، فكان أن احتلّ العراق وفكّكت بنياته العلميّة والتّحديثيّة حتى لا تكون مثلا ملهما لأبناء المنطقة، وشرع في اغتيال العلماء والباحثين والمثقّفين والأحرار بعد إلزامه بقرارات مجحفة تواطأ في إخضاعه لها القريب قبل البعيد، هكذا انتقلت إدارة الصّراع على النّفوذ بمنطقة الشّرق الأوسط على خلفيّة طائفيّة من أفغانستان إلى العراق، ويراد الآن نقلها إلى ساحات أخرى للحسم النّهائيّ ـ كيف ينسى من لاذ بصمت العوانس أو صافح وزيرة خارجيّة العدوّ مصافحة المهزوم المتواطئ الرّضيّ بما جرى بكلّ من لبنان وغزّة العزّة على خلفيّة حسابات طائفيّة نتنة؟ ـ أم كيف له أن ينسى الإذن غير المعلن للعدوّ الصّهيونيّ في حصار غزّة وتحريضه على ليّ الذّراع الإيرانيّة بهذين البلدين الشّقيقين؟ ـ هلاّ قرأ وثائق ويكيليكس؟، ماذا يريد بصراحة من يستثير العوامّ وأرباع المثقّفين وعديمي التّجربة من الشّباب المندفع بغبار الطّائفيّة العفن في اتّجاه أن يتحقّق على السّاحة السّوريّة ما يريد الصّهاينة والأمريكان تمريره من مخطّطات؟ ـ ينعق النّاعق منهم فيعيب على إيران شراء الأسلحة من إسرائيل، ومن أوليّائه وأسياده من يشتري منها بندورة وبطّيخ، فأيّ السّلعتين أنفع؟ ـ كشفوا ظهر إخوتهم في غزّة وأمسكوا عن تسديد ديونهم وتغطيّة حاجاتهم، وساندوا السّلطة/الكذبة بأمر من ((البيت الأبيض)) حتى جاء أمر الله وفضح المستور ممّا راهنوا عليه من ((مفاوضات))، ثمّ ينعق النّاعق منهم فيعيب عليها البراعة في إدارة العلاقة بالإدارة الأمريكيّة على أساس براغماتيّ، فماذا إذن، يريد من جاره من تآمر على أخيه وتعاون مع العدوّ على دكّ بيته عليه؟؟ لست أدافع عن نظام قومجيّ بائد ولا عن نظام طائفيّ واضح في غلوّه المذهبيّ، ولكنّني مراقب ناقد، لا ألغي الذّاكرة من قراءة الحدث وبلورة الموقف، ويقيني أنّه على الباغي تدور الدّوائر، وأنّ الطّغاة يخافون من أضواء الحقيقة الكاشف: يخافون من التّاريخ وحقائقه، لذلك تراهم يحاربون حرّيّة التّعبير وحرّيّة العمل الصّحافيّ ويسخّرون الإمكانيّات العامّة ويجنّدون العملاء والمتعاونين لتمييع الخطاب الإعلاميّ الجادّ والتّلبيس على النّاس، ولذلك أيضا تجد خطابهم مرتبكا غير واضح ولا مستقرّ: فالاحتجاج في مذهبهم حرام في الدّاخل على الشّعب لسدّ الذّرائع ودرء الفتن، لكن لا بأس به إذا كان عند الجار اللّدود، والثّورة فوضى وعمل غوغائيّ يقوم به الرّعاع والمجرمون ومن لا يؤبه لهم إن تعلّق الأمر بالدّاخل، لكن لا بأس بمساندة الثّوّار في الخارج لتحقيق المكاسب ونيل رضا الشّيطان الأكبر، الدّيمقراطيّة إفك وضلال وتشبّه بالكفّار، وحقوق الإنسان فرية وشبهة وتغريب وتفسيق للمجتمع، لكن لا بأس باختطاف بعض شعاراتها للنّيل من خصم أو لتحسين الصّورة والتّقرّب من اللاّعبين الكبار على المسرح الدّوليّ، فالتّعامل على هذا النّحو المنافق ليس براغماتيّة وإنّما شطارة ((مؤمن)) ـ نعم مؤمن بالدّولار ـ إخوتي ليس خافيا على أحد أنّ هذا ((النّظام)) هو أحد أخبث الأنظمة الاستبداديّة التي عرفتها سّوريّة عبر تاريخها الطّويل العريض، وهو لا يشدّ في جبته وخبثه، في بطشه وجبروته، في تخاذله وخيانته عن ((الأنظمة)) الأخرى، شأنه في العفونة شأن الباقين لا يتميّز عنهم بشيء كما لا يتميّزون عنه بشيء مهما رفعوا من الشّعارات الخادعة والعناوين المبهرجة، لكنّ أمر الإطاحة به مردّه إلى الشّعب السّوريّ الذي يعرف متى وكيف يحقّق أهدافه بأقلّ الخسائر دون أن يقع فيما نصب له من شراك، كذاك أمر تلك الأنظمة العفنة الأخرى التي يعرف الشّعب متى وكيف يسوّي الحساب معها أيّا كانت الفتاوى الباطلة التي يستصدرها ((الفقهاء المأجورون)) ويذيعونها بين الفينة والأخرى بما يفيد في استثمار الدّين وشرع ربّ العالمين لمساندة الظّالمين وفرض الحجر والوصاية على المستضعفين لقد صار واضحا تماما أنّه بعد الانتهاء من استخدام فزّاعة صدّام حسين بسقوط ((نظام البعث العراقيّ))، جاء الدّور على استعمال فزّاعة ((التّشيّع)) والولاء لنظام الملالي أملا في التّحريض على إيران وإسقاط نظامها علّ الجوّ يصفو لأحباب ((البيت الأبيض)) ((لا أصفى لهم الله جوّا))، ونسوا ـ شأنهم في ذلك شأن كلّ غبيّ ـ أنّه عندما يتغيّر عنصر ما، في بنية ما، فإنّ سائر العناصر المكوّنة لتلك البنية تتفاعل مع معامل التّغيير تلقائيّا فتتغيّر تلك البنية بالتّبع، أردت أن أسرد هذه الوقائع على عجل للتّأكيد على أنّ روّاد الفيسبوك، ومشاهدي القنوات الفضائيّة ليسوا بذاكرة مثقوبة ولا هم في متناول أيّ كان ليحرّضهم على القيام بهذا الشّيء أو ذاك، فللنّاس عقول وقلوب ولا يلدغ المرء المؤمن من جحر مرّتين، فالحمد لله أن بشّرت جميع المؤشّرات والدّلائل بمقدم الطّهارة السّياسيّة الوشيك بإذن الله، ونسأل الله جلّ في علاه، أن يزهق الظّلم ويأخذ الظّالمين أخذ عزيز مقتدر، وأن يجلي ليل الاستكانة والخنوع عن أمّة الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها والله المستعان وهو حسبي ونعم الوكيل، وإنّا لله، وإنّا إليه راجعون
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

عالي مستواه

عضو مميز
عجبا لحياء البعض، كيف يخاطبون النّاس بأسلوب يستثير فيهم العواطف ليقطعوا عنهم حبل التّفكير والمراجعة، والحيلولة بينهم وبين تقليب الأمر على ما يحتمل من أوجه لربط الماضي بالحاضر وبالمستقبل، فهميتحدّثون في ((السّياسة)) بشكل مقطوع عن التّاريخ وبذاكرة مخصيّة وحميّة طائفيّة مفرطة ترفع نسبة السّكّر في الدّمّ قدوتهم في ذلك غوبّولز، وزير الدّعاية في حكومة الرّايخ العنصريّة، وكأنّما يخاطبون قطيعا من نعاج يحاولون سوقه بزيف الشّعارات حيث يريدون ليصنعوا من وجهة نظرهم الأعشى ((رأيا عامّا)) بليدا يبتلع كلّ ما يقدّم إليه بوصفه ((حقائق ثابتة)) كما تبتلع البالوعة الماء العفن القصّة كلّها لم تتعدّ عشرين عاما إلاّ بقليل عندما نادى أصدقاء أسرة بوش ((الكبار)) ((حيّ على الجهاد)) فجنّدوا مع وكالة المخابرات الأمريكيّة تشكيلات المجاهدين للإطاحة بنظام نجيب الله ودحر الاتّحاد السّوفيتي من أفغانستان، وبعد النّجاح في إدارة الصّراع مع الجمهوريّة الإسلاميّة على السّاحة الأفغانيّة عبر فصائل المجاهدين بمساعدة طالبان بالاستيلاء على السّلطة ودحر المنافسين، وبعد سقوط الاتّحاد السّوفياتيّ وانهيار جدار برلين وظهور حاجة الغرب إلى عدوّ بديل لتبرير سياسات الغزو ونهب الثّروات تمّ تدبير أحداث الحادي عشر من أيلول لغزو أفغانستان والحيلولة دون أن يكون هذا البلد المسلم الصّغير بإمكانيّاته، الكبير بعزائم رجاله وأبطاله، قاعدة إسناد للحركات الإسلاميّة الرّاديكاليّة، ولأهداف اقتصاديّة واضحة لكن غير معلنة تمّ تدبير غزو العراق بتمويل أصدقاء أسرة بوش ((الكبار)) ومباركة ((أنظمة العجز العربيّ))، فكان أن دمّر هذا البلد العريق وأعيد إلى القرون الوسطى عن قصد وسبق إصرار، وقد شارك في التّحريض على احتلاله سلفيّون وشيعة إماميّة جعفريّة ونصيريّة، اختلفوا في ((المذهب)) كخلفيّة أيديولوجيّة لكنّهم اتّفقوا في التّكفير وسيلة، وفي خيانة الأمّة هدفا، وفي ترويع الآمنين من أبنائها وإعدام أحرارهم مقصدا ومراما، ومن أجل تمكين كلّ رويبضة حثالة من نهب ما تقع عليه اليد من خيرات ومقدّرات فنجحوا عليهم جميعا من الله ما يستحقّون، في تشتيت صفّ المسلمين وتحريض النّعرة الطّائفيّة بينهم على أساس تكفيريّ لا علاقة له لا بشرع الله ولا بسنّة نبيّه النّضرة أو بسيرة السّلف العطرة من الآل الأطهار والصّحب الكرام الأخيار، وكلّنا يتذكّر الفتاوى التي استصدرت من ((دور الإفتاء)) و ((المجامع الفقهيّة)) سواء بجواز الاستعانة بالكفّار والدّخول في حلفهم، أو بتحريم الجهاد إلاّ تحت راية المهديّ عليه السّلام، وكلّنا يتذكّر كيف فرشت الزّرابيّ الحمراء للإرهابيّ بوش ((الصّغير)) ترحيبا بما فعل، وكلّنا يتذكّر كيف ذهب بعض المنتسبين للأشراف من ذوي العمائم السّود إلى البيت الأبيض للتّشجيع على الإطاحة ((بالنّظام العراقيّ)) والوعد باستقبال العراقيّين لجيوش الاحتلال بالورود، استدعيت جيوش الاحتلال وبالمال ((العربيّ)) موّلت عمليّاتها العدوانيّة لغزو المنطقة والإجهاز على أيّ تطلّع إلى امتلاك القوّة والأخذ بناصية العلم والتّقنيّة وتحقيق النّهضة الاقتصاديّة المطلوبة، فكان أن احتلّ العراق وفكّكت بنياته العلميّة والتّحديثيّة حتى لا تكون مثلا ملهما لأبناء المنطقة، وشرع في اغتيال العلماء والباحثين والمثقّفين والأحرار بعد إلزامه بقرارات مجحفة تواطأ في إخضاعه لها القريب قبل البعيد، هكذا انتقلت إدارة الصّراع على النّفوذ بمنطقة الشّرق الأوسط على خلفيّة طائفيّة من أفغانستان إلى العراق، ويراد الآن نقلها إلى ساحات أخرى للحسم النّهائيّ ـ كيف ينسى من لاذ بصمت العوانس أو صافح وزيرة خارجيّة العدوّ مصافحة المهزوم المتواطئ الرّضيّ بما جرى بكلّ من لبنان وغزّة العزّة على خلفيّة حسابات طائفيّة نتنة؟ ـ أم كيف له أن ينسى الإذن غير المعلن للعدوّ الصّهيونيّ في حصار غزّة وتحريضه على ليّ الذّراع الإيرانيّة بهذين البلدين الشّقيقين؟ ـ هلاّ قرأ وثائق ويكيليكس؟، ماذا يريد بصراحة من يستثير العوامّ وأرباع المثقّفين وعديمي التّجربة من الشّباب المندفع بغبار الطّائفيّة العفن في اتّجاه أن يتحقّق على السّاحة السّوريّة ما يريد الصّهاينة والأمريكان تمريره من مخطّطات؟ ـ ينعق النّاعق منهم فيعيب على إيران شراء الأسلحة من إسرائيل، ومن أوليّائه وأسياده من يشتري منها بندورة وبطّيخ، فأيّ السّلعتين أنفع؟ ـ كشفوا ظهر إخوتهم في غزّة وأمسكوا عن تسديد ديونهم وتغطيّة حاجاتهم، وساندوا السّلطة/الكذبة بأمر من ((البيت الأبيض)) حتى جاء أمر الله وفضح المستور ممّا راهنوا عليه من ((مفاوضات))، ثمّ ينعق النّاعق منهم فيعيب عليها البراعة في إدارة العلاقة بالإدارة الأمريكيّة على أساس براغماتيّ، فماذا إذن، يريد من جاره من تآمر على أخيه وتعاون مع العدوّ على دكّ بيته عليه؟؟ لست أدافع عن نظام قومجيّ بائد ولا عن نظام طائفيّ واضح في غلوّه المذهبيّ، ولكنّني مراقب ناقد، لا ألغي الذّاكرة من قراءة الحدث وبلورة الموقف، ويقيني أنّه على الباغي تدور الدّوائر، وأنّ الطّغاة يخافون من أضواء الحقيقة الكاشف: يخافون من التّاريخ وحقائقه، لذلك تراهم يحاربون حرّيّة التّعبير وحرّيّة العمل الصّحافيّ ويسخّرون الإمكانيّات العامّة ويجنّدون العملاء والمتعاونين لتمييع الخطاب الإعلاميّ الجادّ والتّلبيس على النّاس، ولذلك أيضا تجد خطابهم مرتبكا غير واضح ولا مستقرّ: فالاحتجاج في مذهبهم حرام في الدّاخل على الشّعب لسدّ الذّرائع ودرء الفتن، لكن لا بأس به إذا كان عند الجار اللّدود، والثّورة فوضى وعمل غوغائيّ يقوم به الرّعاع والمجرمون ومن لا يؤبه لهم إن تعلّق الأمر بالدّاخل، لكن لا بأس بمساندة الثّوّار في الخارج لتحقيق المكاسب ونيل رضا الشّيطان الأكبر، الدّيمقراطيّة إفك وضلال وتشبّه بالكفّار، وحقوق الإنسان فرية وشبهة وتغريب وتفسيق للمجتمع، لكن لا بأس باختطاف بعض شعاراتها للنّيل من خصم أو لتحسين الصّورة والتّقرّب من اللاّعبين الكبار على المسرح الدّوليّ، فالتّعامل على هذا النّحو المنافق ليس براغماتيّة وإنّما شطارة ((مؤمن)) ـ نعم مؤمن بالدّولار ـ إخوتي ليس خافيا على أحد أنّ هذا ((النّظام)) هو أحد أخبث الأنظمة الاستبداديّة التي عرفتها سّوريّة عبر تاريخها الطّويل العريض، وهو لا يشدّ في جبته وخبثه، في بطشه وجبروته، في تخاذله وخيانته عن ((الأنظمة)) الأخرى، شأنه في العفونة شأن الباقين لا يتميّز عنهم بشيء كما لا يتميّزون عنه بشيء مهما رفعوا من الشّعارات الخادعة والعناوين المبهرجة، لكنّ أمر الإطاحة به مردّه إلى الشّعب السّوريّ الذي يعرف متى وكيف يحقّق أهدافه بأقلّ الخسائر دون أن يقع فيما نصب له من شراك، كذاك أمر تلك الأنظمة العفنة الأخرى التي يعرف الشّعب متى وكيف يسوّي الحساب معها أيّا كانت الفتاوى الباطلة التي يستصدرها ((الفقهاء المأجورون)) ويذيعونها بين الفينة والأخرى بما يفيد في استثمار الدّين وشرع ربّ العالمين لمساندة الظّالمين وفرض الحجر والوصاية على المستضعفين لقد صار واضحا تماما أنّه بعد الانتهاء من استخدام فزّاعة صدّام حسين بسقوط ((نظام البعث العراقيّ))، جاء الدّور على استعمال فزّاعة ((التّشيّع)) والولاء لنظام الملالي أملا في التّحريض على إيران وإسقاط نظامها علّ الجوّ يصفو لأحباب ((البيت الأبيض)) ((لا أصفى لهم الله جوّا))، ونسوا ـ شأنهم في ذلك شأن كلّ غبيّ ـ أنّه عندما يتغيّر عنصر ما، في بنية ما، فإنّ سائر العناصر المكوّنة لتلك البنية تتفاعل مع معامل التّغيير تلقائيّا فتتغيّر تلك البنية بالتّبع، أردت أن أسرد هذه الوقائع على عجل للتّأكيد على أنّ روّاد الفيسبوك، ومشاهدي القنوات الفضائيّة ليسوا بذاكرة مثقوبة ولا هم في متناول أيّ كان ليحرّضهم على القيام بهذا الشّيء أو ذاك، فللنّاس عقول وقلوب ولا يلدغ المرء المؤمن من جحر مرّتين، فالحمد لله أن بشّرت جميع المؤشّرات والدّلائل بمقدم الطّهارة السّياسيّة الوشيك بإذن الله، ونسأل الله جلّ في علاه، أن يزهق الظّلم ويأخذ الظّالمين أخذ عزيز مقتدر، وأن يجلي ليل الاستكانة والخنوع عن أمّة الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها والله المستعان وهو حسبي ونعم الوكيل، وإنّا لله، وإنّا إليه راجعون

ياشيخ كبر خطك خلينا نقرا عدل علشان نرد عليك ..!!!
 

سليّم

عضو ذهبي
لا أدري ماذا أقول عن هذا الموضوع "الملتهب" ؟!، ولا أدري كيف أصف تلك الإسقاطات العجيبة ؟!، ولا كيف اتفهم هذه "الأنا" المتعالية ، والخطاب الثوري بكل معانيه إلا من نفسك ؟!، ولا حتى كيف أبرر - كقارئ بسيط- انتشال إيران ، في الأخير ، من "العجين" ؟!.
أستاذنا المحب .
مقالك روعة ، ولكن ...!!.
 
أيّها الأخ الكريم المحترم، إنّ الحقيقة مرّة مرارة العلقم وقد لا تستساغ بسهولة، لعنفها أحيانا ووقاحتها أحيانا أخرى، لذلك لا بدّ من الاستعانة بالذّاكرة، بالتّاريخ، لقراءة تفاصيلها وتحليل بعض ما مؤشّراتها درءا لكلّ مفاجأة محتملة، عزيزي أنا لم أبرّئ الجمهوريّة الإسلاميّة فالتّاريخ شاهد على مساهمتها في تشكيل المشهد السّياسيّ بالمنطقة، ولكنّني مجروح من خطاب مزدوج يحتمر متلقّيه حين يقفز عن دور الأخ في الكيد لأخيه ويلقي باللاّئمة على جاره، كيف تلوم إسرائيل على جدار الفصل العنصريّ وتقاضيها في المحاكم الدّوليّة إن كان إخوة يبنون جذارا ليس من الإسفلت وإنّما من الفولاذ ليقطعوا عن المستضعفين حيلة المضطرّ، وهكذا أرجو الله جلّت قدرته وتعالى اسمه أن يوفّقنا لصالح القول والعمل وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الأطهار
 

سليّم

عضو ذهبي
مرحباً بعودتك يا أستاذ محمد المحب
بداية ، ثق أني لا أختلف معك في عموم موضوعك ، ولكني أستنكر لغته الفجة ، ربما شعورك بالمرارة ، أو العنف ، أو بالوقاحة ، كما تشير ، دعتك إلى الاستعانة بذاكرتك ، لكي تقرأ تفاصيلها وتحليلها بما تختزله فيها ؛ لذا كان الخطاب ، من وجهة نظري ، ملتهب بشدة ، وفيه سيل من الألفاظ "القبيحة" ، والذي يجعلني أستنكرها من شخص عادي ، فما بالك بشخص بمثل مقامكم ، ثم أن هناك إسقاطات عجيبة جداً ، تجعل موضوعك ، على رغم من ظاهره الناقد للكل ، بما فيهم أصحاب العمائم السود ، يتجه إلى محاولة تبرير ، أو قل تجميل بعض الأنظمة ، وكأنك تقول ، كما في المثل العامي :"أعور في ديرة عميان"!!.
ومع اتفاقي المسبق معك في ما تفضلتم به ، إلا أني أختلف معك في بعض التفاصيل الصغيرة ؛ أهمها :
1-قولك :" فجنّدوا مع وكالة المخابرات الأمريكيّة تشكيلات المجاهدين للإطاحة بنظام نجيب الله ودحر الاتّحاد السّوفيتي من أفغانستان "
ومن باب عدم التعميم ، أعتقد أنك تعلم أن الأكثرية منهم ، لم يكن لهم علاقة بمن ذكرت ، ولم يتركوا بلادهم لأجل معاهدة صليبي ومقاتلة آخر ، ورحم الله موتاهم ، وتقبلهم في الشهداء .
2-قولك :" وكلّنا يتذكّر الفتاوى التي استصدرت من ((دور الإفتاء)) و ((المجامع الفقهيّة)) ".
تلك الفتاوى ، في اعتقادي ، لم تستصدر من الدور والمجامع ، وإلا كان كل من أستفتى = أستصدر ، وهي رأي فقهي ، كان بإمكانك أن تنقضه بالأدلة ، بعيداً عن تعليب الاتهامات ضدهم ، وفي المقابل ، والذي أعتقد أنك (لا) تعلم عنه شيئاً ، هناك علماء قبضوا ثمن خيانة احتلال دولة باكملها ، وإليك التفصيل على هذا الرابط :http://www.nationalkuwait.com/vb/showthread.php?t=197304
وقد أغلق الموضوع ، بداعي التكرار ، وعلى الرغم أني لم استطع فتح رابط الموضوع المكرر ، إلا أني أصدق أنه كذلك !!.
3-قولك :" أم كيف له أن ينسى الإذن غير المعلن للعدوّ الصّهيونيّ في حصار غزّة وتحريضه على ليّ الذّراع الإيرانيّة بهذين البلدين الشّقيقين "
وقولك :" العفن في اتّجاه أن يتحقّق على السّاحة السّوريّة ما يريد الصّهاينة والأمريكان تمريره من مخطّطات؟ ـ ينعق النّاعق منهم فيعيب على إيران شراء الأسلحة من إسرائيل "
العيب عيب يا أستاذ ، وليس له مبرر ، وحتى لو كان أخوه لصاً ، لا يعطيه هذا صك براءة ؛ بحكم أن الكل "عصابة" !!.
أما لي الذراع الإيرانية ، كما تصف ، فلم نشاهدها ، أو نسمعها ، بل بالعكس ، رأينا أن إيران تلعب بقضايا الشعوب وعواطفهم ، وتستغل سذاجتهم لتنفيذ خططها ، وتوسيع نفوذها ، ولكنهم ، وفي أدنى مشكلة لهم ؛ لا تسمع لـ طهران إلا الجعجعة ، ولم يكن ثمة يد ، أو رقبة تلوى !!.
ثم عندما تتكلم عن الطائفية يا أستاذ ؛ أرجو أن تنفض الغباء عن تراثكم الديني ، وأن تقرأ ، ولو بمكبر ، وتكشف عن تلك الأنفاس الكريهة النتنة (المعذرة من تلك الألفاظ فقد اصبت بالعدوى) فيه ضد النواصب (أهل السنة) ، والذي لا يوجد له نظير في الشرائع ، وأيضا ، أرجو أن "تحاول" الاستماع لتلك الأصوات "المنكرة" على الشط الآخر من الخليج العربي ضد جيرانها ، فما بالك تتباكى على جار ، وتنسى البقية !!.
تحياتي لكم ، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم .
 
بسم الله والحمد لله والصّلاة والسّلام على من بعثه الله رحمة للعالمين، وعلى آله الطّاهرين وصحبه الأبرار المجاهدين من الأنصار والمهاجرين، السّلام عليكم ورحمة الله وبعد، أشكرك أخي وحبيبي، وأتمنّى أن تكون بخير وعافية من الفائزين برضوان الله، وبعد، أصدقك القول لم أجد بعد العبارة التي تترجم ما أشعر به من ضيق اتّجاه منطق أعور لا يرى سوى بعين واحدة وأعلم علم اليقين أنّ الفريقين يستقون من ((مشكاة)) واحدة، فاسمع من هؤلاء واسمع من أولئك تجد نفس الأسلوب في التّعامل مع الآخر المختلف، والأسلوب هو الإنسان كما يقول أحد الإفرنجة، أسلوب يقوده البغض وتفوح منه الكراهية ويهيمن عليه التّكفير ثمّ يرفع لواء الشّيطنة: شيطنة الآخر الذيم لم يعد عدوّا قوميّا وإنّما صار أيضا عدوّا لله وللإنسانيّة، أنا لا أستسيغ ولن أستسيغ أبدا كيف يغدو الصّهاينة وتصبح الكنائس لإنجيليّة المتطرّفة التي أعلنت بصراحة الحرب على الإسلام أقرب إلى مسلم من جار هو من أهل القبلة، لا أستسيغ ولن أستسيغ مطلقا كيف يغدو قوم منهم البخاريّ ومسلم وسيبويه وغيرهم من العلماء الأعلام الذين كان ولا يزال لهم من الفضائل ما لا يعدّه إحصاء كفّارا بجرّة قلم فتستحلّ هكذا دماؤهم وأعراضهم، أعلم أنّ تيّار الإخباريّين منهم بزعامة الخطّابيّة هم كذلك على نفس الصّنيع الشّائن الذي لا يقبله عقل ولا دين، وأعلم أيضا أنّ فيهم المنصف والعاقل الذي لن يتهاون في الأخذ بالحقّ متى ظهر له واستيقن منه مثل سماحة آية الله البرقعيّ، فالله سبحانه وتعالى يقول عن أهل الكتاب وهو جلّ وعلا أعلم بعداوتهم للتّوحيد والموحّدين: ((ليسوا سواءا)) لذلك فإنّ مروؤتي تأبى عليّ كما يأبى عليّ ديني أن أقترف جريرة التّكفير أو أتلبّس بالبغضاء والكراهيّة لأحد، وإلاّ ما الفرق الذي بيني وبين من يفعل ذلك؟ بم سأتميّز عنه؟ كما لا أستسيغ هذه الحملة الضّروس هذه الأيّام التي تأتي في سياق لا يخفى على متتبّع، وإلاّ لم لم تكنّ هذه الحملة المشبوهة زمن الشّاه مثلا؟ هل أقوالهم الرّديئة عن الصّحابة وعن أمّ المؤمنين رضي الله عنا وعن أبيها مستحدة؟ أين كان هؤلاء من قبل؟ وهل بطريقة الإخباريّين في البغض والكراهيّة والتّكفير ستضاء المحجّة ويتبيّن الحقّ للعامّة وغير المطّلعين؟ هذا هو قصدي ومرادي، فإن أصبت فبتوفيق من الله، وإن أخطأت فمنّي ومن الشّيطان وأستغفر الله العظيم وأتوب إليه، صلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطّاهرين، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
 

سليّم

عضو ذهبي
أخي وأستاذي الفاضل / محمد المحب
للأسف ، أنا أشكي من عدم انتقائية الألفاظ عند بعض الإخوة ، فبعضهم يحسب أنه وبمجرد الادعاء بحب المجاهدين ؛ فلابأس في نظره أن يكفر ، أو يشتم ، أو على الأقل يسفه الآخرين ، وهو بهذا يرى أن فعله الأخير أضعف الإيمان !! ، وبعضهم ، يرى أن الغاية تبرر الوسيلة ، وأن له في الجراثيم والميكروبات والتي لا تنجح في عملها ، بل الأصح أنها لا تعيش إلا في داخل الجسم ، قدوة ، ويرى فعله من "كمال الدين" ، فيتلبس ديانة ، أو جنسية العدو في سبيل النيل منه ، حتى أن بعضهم أصبح من قبائل معروفة !!، هذا ناهيك أن هناك من يظن نفسه دكتوراً نفسياً ، وأصبح يطبق على الأصحاء ما يسمعه من "معاينيه" ، وأعتقد أنك تشاركني في أن سبب تلك المشاكل ، عند البعض ، يرجع إلى عدم اكتمال النضج العقلي لدى بعضهم ، أو قد يكون بسبب العمر ، أو التجربة والاحتكاك بالآخر ، أو قد تكون تربية فاشلة ، وثقافة "المحيطين" المتدنية ، أو أشياء أخرى لا أستطيع تفسيرها ، وبالتالي تخرج ألفاظهم بعيدة عن التربية الأخلاقية الإسلامية ، والسمت النبوي ؛ والذي هو قدوة الجميع ، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، ولكني عندما أجد تلك الألفاظ عند شخص ، أعتقد أن بيني وبينه أكثر من عقدين من السنين ، وفيه ، حسب الصورة الرمزية لكم ، من الوقار وسعة الإطلاع الشيء الكثير ؛ يزداد استغرابي!!.
أستاذي الفاضل
لستُ في حاجة إلى لفت أنظاركم الكريمة أن هناك كلمات "مهذبة" تغني عن أخرى منافية لها خلقياً وأدبياً ، ولها نفس الدلالة ، وبصيغة أجمل وأكمل ، فبإمكانك ، على سبيل المثال ، أن تقول : أن رأيي أحادي النظرة ، أفضل بمراحل من جملة "منطق أعور لا يرى سوى بعين واحدة" ، حتى أن جملة "أحادي النظرة" تدل على ثقافة أكبر ، كما تدل على مفهوم "تقبل الآخر" بصدق ، وليس بشعارات براقة ، وصوت "كراوني" حزين ، والذي تخالفه "أنغام" نشاز ، تجرح الأحاسيس قبل الأذان ، ناهيل عن تلك السقطات المريعة ، والتي تبحث عن عذر للـ"الحبايب" ، ثم يا أستاذ أن جملة "أصدقك القول لم أجد بعد العبارة التي تترجم ما أشعر به من ضيق اتّجاه منطق أعور لا يرى سوى بعين" تدل على أنك أنت صاحب النظرة الأحادية ، والفكر الأوحد ، والرأي الصائب ، وها أنت تغضب وأنا متفق معك في الاجمال !! ، وخالفتك في بعض المسائل البسيطة فقط ، وطرحت وجهة نظري في ما أراه ، فما بالك لو خالفتك تماماً ؟! ، بل ما بالك لو كنت مسؤولاً عن شعب بأكمله ؛ فهل ستردد "الجملة الفرعونية" الشهيرة على الجميع ؟!.
مازلت أقول ، يا أستاذ محمد ، أن كنت محقاً في ما تطرح ؛ فأبدأ بتراثكم وخطابكم الديني ، ولا تنسى أن هناك فرق بين العفل وردة العفل ، فأبحث عن أصل المشكلة ، والتي جرت عصبة أهل القبلة الواحدة إلى الانقلاب على بعضهم البعض ، فمن بدأ ليس كما دافع عن نفسه ، أما أن تساوي الجميع في التهمة ، ومن ثم تجمل أحدهم ، وتبحث له عن عذر ، وبعد ذا تتهم القارئ بـ"المنطق الأعور" إذا خالفك في رأيك ، وهذا بالضبط هو مبدأ "رمتني بدائها وأنسلت".
ولكم تحياتي ، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم .
 

الحجاز

عضو فعال
بسم الله والحمد لله والصّلاة والسّلام على من بعثه الله رحمة للعالمين، وعلى آله الطّاهرين وصحبه الأبرار المجاهدين من الأنصار والمهاجرين، السّلام عليكم ورحمة الله وبعد، أشكرك أخي وحبيبي، وأتمنّى أن تكون بخير وعافية من الفائزين برضوان الله، وبعد، أصدقك القول لم أجد بعد العبارة التي تترجم ما أشعر به من ضيق اتّجاه منطق أعور لا يرى سوى بعين واحدة وأعلم علم اليقين أنّ الفريقين يستقون من ((مشكاة)) واحدة، فاسمع من هؤلاء واسمع من أولئك تجد نفس الأسلوب في التّعامل مع الآخر المختلف، والأسلوب هو الإنسان كما يقول أحد الإفرنجة، أسلوب يقوده البغض وتفوح منه الكراهية ويهيمن عليه التّكفير ثمّ يرفع لواء الشّيطنة: شيطنة الآخر الذيم لم يعد عدوّا قوميّا وإنّما صار أيضا عدوّا لله وللإنسانيّة، أنا لا أستسيغ ولن أستسيغ أبدا كيف يغدو الصّهاينة وتصبح الكنائس لإنجيليّة المتطرّفة التي أعلنت بصراحة الحرب على الإسلام أقرب إلى مسلم من جار هو من أهل القبلة، لا أستسيغ ولن أستسيغ مطلقا كيف يغدو قوم منهم البخاريّ ومسلم وسيبويه وغيرهم من العلماء الأعلام الذين كان ولا يزال لهم من الفضائل ما لا يعدّه إحصاء كفّارا بجرّة قلم فتستحلّ هكذا دماؤهم وأعراضهم، أعلم أنّ تيّار الإخباريّين منهم بزعامة الخطّابيّة هم كذلك على نفس الصّنيع الشّائن الذي لا يقبله عقل ولا دين، وأعلم أيضا أنّ فيهم المنصف والعاقل الذي لن يتهاون في الأخذ بالحقّ متى ظهر له واستيقن منه مثل سماحة آية الله البرقعيّ، فالله سبحانه وتعالى يقول عن أهل الكتاب وهو جلّ وعلا أعلم بعداوتهم للتّوحيد والموحّدين: ((ليسوا سواءا)) لذلك فإنّ مروؤتي تأبى عليّ كما يأبى عليّ ديني أن أقترف جريرة التّكفير أو أتلبّس بالبغضاء والكراهيّة لأحد، وإلاّ ما الفرق الذي بيني وبين من يفعل ذلك؟ بم سأتميّز عنه؟ كما لا أستسيغ هذه الحملة الضّروس هذه الأيّام التي تأتي في سياق لا يخفى على متتبّع، وإلاّ لم لم تكنّ هذه الحملة المشبوهة زمن الشّاه مثلا؟ هل أقوالهم الرّديئة عن الصّحابة وعن أمّ المؤمنين رضي الله عنا وعن أبيها مستحدة؟ أين كان هؤلاء من قبل؟ وهل بطريقة الإخباريّين في البغض والكراهيّة والتّكفير ستضاء المحجّة ويتبيّن الحقّ للعامّة وغير المطّلعين؟ هذا هو قصدي ومرادي، فإن أصبت فبتوفيق من الله، وإن أخطأت فمنّي ومن الشّيطان وأستغفر الله العظيم وأتوب إليه، صلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطّاهرين، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

اخي انت هنا تخلط الأمور

اتحدى ان تأتي بفتوى لأحد علماء اهل السنه المعتبرين يكفر عموم الشيعه
اهل السنه يقسمون الشيعه الى اقسام
منهم الكافر : وهم من ادعى بتحريف القرآن ، ومن كفر الصحابه ، ومن طعن بعرض الرسول صلى الله عليه وسلم
فان كان عالما بما يقول فهو كافر ... وان كان من العوام المتبعين بجهل لا يكفر حتى تقام عليه الحجة ، فان قبلها فتوبته الى الله ، وان ردها فهو كافر
اما الشيعه الذين يقولون بولاية علي رضي الله عنه ، ويقدمونه على الشيخين ، ولا يلعنوا ولا يسبوا ولا يحرفوا ولا يطعنوا . فهم ليسوا كفارا
واختيارهم لعلي شأن لهم ، لا نوافقهم عليه ، ولا نقاتلهم من اجله

يا اخي من الشيعه من ادعى علم الغيب للأمه ، ومن ادعى انهم يحيون الموتى ، وانهم اشرف من العرش ، ومن يطوف بالقبور ويدعو اهلها من دون الله

ولكن لن تجد فتوى لاهل السنه تعمم بكفر الشيعه ، فلا تفتري عليهم

اما ما يحدث هذه الأيام ، فهناك امور سياسية يجب مجابهتها ، فايران اليوم اعلنت العداء لنا ، فسواء كانوا مسلمين ام نصارى ام يهود ، فعلينا الدفاع عن انفسنا .

انت تنسى ان ايران في عهد خاتمي عندما سلكت طريقا اصلاحيا مع جيرانها ، لاقت ترحيبا ، وكانت زيارات خاتمي للملكة ولدول الخليج تقابل بالترحاب .

ولكن ايران اليوم هي عدو حقيقي ، ام انك لا تتابع قنواتهم ، وتصريحات مسئوليهم

فليس هناك دخل لمذهبهم فيما يجري ، خلافنا مع توجههم لبث الفتن في داخل منطقتنا ، بدعمهم للغوغائيين ، وارسالهم للجواسيس ، وتجنيد العملاء.

اتمنى ان يحكم ايران نظام راشد ، عندها سينعم الخليج بالهدوء ، وذلك لأن دول الخليج لا تملك اي نوايا عدائية تجاه ايران مسالمه .

دول الخليج منشغله بالتنمية والبناء ، بينما ايران منشغله باشاعة الفوضى
 
بسم الله والحمد لله وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطّاهرين، وبعد إخوتي الكرام السّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أسأل الله الكريم ربّ العرش العظيم أن يجعلنا مع الصّادقين،ممّن لهم الأمن وهم مهتدون، إخوتي للإشارة فقط لا أعرف لي دينا غير الإسلام الذي جاء به خاتم النّبيئين صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولا أعلم لي تراثا يستحق منّي الاحتفاء والعناية غير القرآن الكريم أعرض عليه كلّ قول فما وافقه أخذته وعملت به قدر الاستطاعة، وما خالفه رميت به عرض الحائط، فمذهبي هو مذهب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، وهو عينه مذهب أبي بكر الصّدّيق ثاني اثنين إذ هما في الغار، ومذهب أبي حفص عمر الفاروق، ومذهب ذي النّورين عثمان بن عفّان، ومذهب أبي محمّد الحسن وأبي عبد الله الحسين، ومذهب سعد وسعيد وعبد الرّحمن بن عوف، ومذهب فاطمة الزّهراء وأمّها خديجة الكبرى، ومذهب عائشة وحفصة وسائر أزواج النّبيّ أمّهات المؤمنين، وهو ذلك التّراث الذي زكّاه الله وطهّره وأظهره، ووعد من اعتصم به بالهداية إلى الصّراط المستقيم والنّجاة من الفتنة ومن العذاب الأليم، ليس لديّ ما أخفيه أو أخجل به، وأكره الاختباء وراء الكنى والمجاملة بمدح ما لا أراه يستحقّ مدحا، وأنا على يقين تامّ بموعود الله لعباده المؤمنين، واثق من أنّ هذه بداية النّهاية لعصر الظّالمين وملكهم الجبريّ، مؤمن بأنّ الله جلّ وعلا سيصلح هذه الأمّة بعد فسادها، فما بين طرفة عين وانتباهتها يغيّر الله من حال إلى حال، إخوتي الكرام، إنّ من يتصفّح المواقع الإلكترونيّة المختلفة من الفريقين معا سيرى ويجد مصاديق ما ذكرت وما وصفته بالمنطق الأعور، وهو والله كذلك ولا أجد له وصفا مناسبا غير ذلك، فالتّنطّع ملّة واحدة وهو لا لون له، لأنّه يعبّر عن أعراض مرضيّة وعقليّة دالتونيّة لا ترى إلاّ لونين: إمّا أبيض أو أسود، عقليّة اختزاليّة لا تطيق ما سنّه الله في الخلق من سنّة الاختلاف، هكذا وجدت ذلك المنطق وتلك العقليّة ولا أنتحل صفة المعالج النّفسيّ لأنّني لست من ذوي الاختصاص ولكن أعبّر عن تجربة فكريّة عشتها واحتككت بأصحابها، وأتمنّى مخلصا أن أكون مخطئا لأنّ هول ما فوجئت به منهم كان صادما، وهو ما عبّرت عنه بصدق وشجاعة ولا يهمّني الاعتراض على الشّكل إن كان المضمون معبّرا والجوهر سليما، فقد أمرنا أن نحكم بالظّاهر والله يتولّى السّرائر فهو سبحانه العليم بالسّرّ وأخفى، هو حسيبنا وهو نعم الوكيل، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم، وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطّاهرين في البدء وفي المنتهى
 
بسم الله والحمد لله وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله، أخي الكريم المكوّن الإيرانيّ كما المكوّن التّركيّ جزء لا يتجزّأ من أمّة الإسلام وجناحان لمنطقة الشّرق الأوسط لا يمكن الاستغناء عنهما شاء من شاء أو أبى من أبى، ولعلّ المنطق العروبيّ القبليّ القوجيّ الطّائفيّ لا يسعف في قراءة المشهد بتأنّ وروّيّة لذلك تراه مندفعا يستثير حميّة الجاهليّة، إيران رقم في معادلة الشّرق الأوسط وينبغي قبول هذه الحقيقة والتّعامل معها بحكمة وبتفكير استراتيجيّ، وإلاّ فسيفوت الأوان وسيكون المفرّط كما كان دائما هو الأولى بالخسارة والله المستعان
 

سليّم

عضو ذهبي
أستاذي الفاضل / محمد المحب
كم كانت سعادتي غامرة وأنا أقرأ ردك الأول ، ولكني صدمت ، ليس عندما قرأت تأكيدك واصرارك على جملة "المنطق الأعوج" ؛ فبالآخر هو رأيك ولفظك ، وأنت حر في تعبيرك وأختيارك كلمات ، وفي صياغة موضوعك بأي شكل من المعاني تريد ، بل صدمت عندما وصلتُ إلى هذا النص :
"ولا أنتحل صفة المعالج النّفسيّ لأنّني لست من ذوي الاختصاص " !!.
ليكن في يقينك ، أني والله لم أقصدك بسوء أبداً ، بل كنتُ أبث لك معاناتي ، ولم أعر أختلاف مذاهبنا ، أو حتى أختلاف أعراقنا اهتماماً يذكر ، وكنتُ أعتقد أنك ستشير عليّ برأيك في الموضوع ، ولم أشك أبداً أنك ستحور المسألة لشخصكم الكريم ، ولكي تطمئن أكثر ، إليك هذا الرابط ، ففيه عينة من كل هؤلاء الثلاثة (المجاهد) ، (المتلون) ، (الطبيب النفسي) ؛ الرابط:http://www.nationalkuwait.com/vb/showthread.php?t=196944

فقط أتوقف عند قولك :"ولعلّ المنطق العروبيّ القبليّ القوجيّ الطّائفيّ لا يسعف في قراءة المشهد بتأنّ وروّيّة لذلك تراه مندفعا يستثير حميّة الجاهليّة، إيران رقم في معادلة الشّرق الأوسط وينبغي قبول هذه الحقيقة والتّعامل معها بحكمة وبتفكير استراتيجيّ، وإلاّ فسيفوت الأوان وسيكون المفرّط كما كان دائما هو الأولى بالخسارة".
المنطق العروبي القبلي (القوجي) الطائفي!!.
يستثير حمية الجاهلية !!.
التعامل مع إيران بحكمة وبتفكير استراتيجي !! .
وإلا فسيفوت الاوان !!.
وسيكون المفرط (نحن طبعاً) كما كان دائماً هو الأولى بالخسارة!!.

والله لا أدري ماذا أقول يا أستاذ محمد؟! ، ولكن يبدو أننا فعلاً من أصحاب "المنطق الأعور المعوج" ، فأنت تعرف أن أصحاب ذلك المنطق الأعور ؛ لا يرى إلا بعين واحدة فقط !! ، وأننا مبتلون ونحن لا نعرف !!، وفوق هذا نتهم غيرنا بالرؤية الأحادية ، والتعصب لرأيه ، وأنه صاحب الفكر الأوحد ، والرأي الصائب ؛ فنرجو المعذرة منكم ، فقد وصلت الفكرة ، وأتضحت الرؤية ؛ وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم .
 
أعلى