النموذج الإسلامي !!!

الطارق

عضو ذهبي
من الموضوعية والتعقل عدم تعليق حل المشاكل المعقدة على سبب واحد ، فدائما ماتكون أسباب المشاكل المعقدة متعددة وليست سببا واحدا ، نعم تتفاوت درجة تأثير تلك الأسباب في المشكلة لكن كل سبب من تلك الأسباب يعد سببا معتبرا وحيويا في وجود المشكلة أو في استمرارها .

من ذلك أنطلق في القول : أن سبب من أسباب مشكلة غياب ( النموذج الإسلامي ) هو غياب فهم طبيعة ذلك النموذج لإسلامي .

قد يتبادر إلى ذهن البعض سؤال يقول : عن أي نموذج إسلامي تتحدث ؟! وهذا السؤال نابع من كون كلمة نوذج توحي عادة بالشكل القياسي المحدد التفاصيل واللون والشكل والطعم والحجم والملمس وغيره من تفاصيل تنطبق على النماذج المادية الملموسة وهذا الإسقاط خاطئ حين التحدث عن النماذج الفكرية الأيديولوجية .

إن النموذج الفكري الأيديولوجي وهنا أتحدث عن المنوذج الإسلامي لا تحدد تفاصيله بشكل يجعل الخروج عن تلك التفاصيل خروجا عن النموذج بالكلية ، وإنما للنموذج الإسلامي إطار عام يحوي في داخله تنوعا كبيرا يصل في بعض أجزائه حد التناقض ، ومع ذلك تشكل تلك المتناقضات والإتفاقات جميعا ذلك النموذج الإسلامي .

لقد كان وجود ذلك الفهم الخاطئ للنموذج الإسلامي ( النموذج المحدد التفاصيل ) أرضا خصبة لزرع الفتنة والشقاق بين الأمة ، فطرحت تلك التساؤلات الممجوجة مثل : هل نطبق نموذج الإخوان المسلمين الإسلامي ؟ أم النموذج الوهابي ؟ أم نموذج الطالبان ؟ أم نموذج إيران ؟ أم موذج بني أمية حتى ؟! وليس ذلك كله هو النموذج الإسلامي ، بل أزيد على ذلك بالقول : أن فترة الخلافة الراشدة لم تكن لتحقق ذلك النموذج الإسلامي لولا التزامها بذلك الإطار العام ، ومصداق ذلك أن في تلك الفترة المحدودة من التاريخ الإسلامي تنوعت آلية الحكم لكل خليفة من خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ذلك لأنهم فهمو أن النموذج الإسلامي لا يعتمد على التفاصيل مادام إطاره العام محفوظا و قائما .

والحديث عن ذلك الإطار العام لا يكاد يختلف عليه المفكرين الإسلاميين والذين تجدهم في تفاصيله يتناقضون في بعض الأحيان ، فكل المفكرين الإسلاميين تقريبا يرون للنموذج الإسلامي عدة محددات تحدد إطاره العام ، من تلك المحددات على سبيل المثال :

1- العقيدة الإسلامية المؤمنة بأركان الإيمان الستة .
2- العبادة الإسلامية المؤدية لتلك الأركان العبادية الخمسة .
3- مجموعة القيم الأخلاقية الإنسانية التي جاء الإسلام ليتممها .
4- قواعد عامة راسخة في الإسلام ( حرية ، العدل ، المساواة ، العلم ، العمل ) .

تلك بعض العناصر الرئيسية المحددة لذلك الإطار العام للنموذج الإسلامي ، ونرى أن مجال الإختلاف حول آليات تطبيق تفاصيل تلك المحددات هو مجال واسع وهو إختلاف محمود ومقبول مادام في ذلك الإطار .

لو كان ذلك الفهم هو السائد في المجتمعات الإسلامية لتبدلت كثير من أحوال تلك المجتمعات ، ولتوجه الجهد في تحقيق ذلك النموذج الإسلامي في ظل ذلك الإطار ولانصرف الناس عن الصراع حول تفاصيل جزئية في ذلك النموذج لا ترقى لأن نشنّ من أجلها المعارك الداخلية التي أخّرتنا سنوات طويلة عن القيام بواجبنا الحضاري .

ولو كان ذلك الفهم متحققا في عقول أبناء الأمة الإسلامية ، لنزعت من عقولهم وقلوبهم خواطر اليأس من عودة الإسلام للريادة مرة أخرى ، في ظل هجمة أممية تمنع تلك العودة وتزين في نفوس أبناء الأمة القبول بهذا الواقع المرّ ، يساعدهم في ذلك وجود هذا الفهم الخاطئ ( للنموذج الإسلامي) .


هكذا أفهم النموذج الإسلامي ، وهذا ما أنا متفائل بانتشاره ، ففي انتشار هذه الفكرة والآن خاصة أهمية قصوى ، استعدادا لمرحلة مهمة في تاريخ الأمة الإسلامية لا نريد لها فيها أن تجتر صراعات الماضي في ظل بيئة راعية لتلك الصراعات ( النموذج محدد التفاصيل ) .


وسلامتكم
 
هكذا أفهم النموذج الإسلامي ، وهذا ما أنا متفائل بانتشاره ، ففي انتشار هذه الفكرة والآن خاصة أهمية قصوى ، استعدادا لمرحلة مهمة في تاريخ الأمة الإسلامية لا نريد لها فيها أن تجتر صراعات الماضي في ظل بيئة راعية لتلك الصراعات ( النموذج محدد التفاصيل ) .

أنا هكذا لم أفهم النموذج الإسلامي!

نموذج محدد التفاصيل ولكن اين ومتى وكيف تريد أو ترى كيفية الوصول لهذا النموذج الأسلامي ؟

هل تريد ان تنهض هذه المجتمعات من وحل التخلف الذي تعيش فيه ؟

يقال في مثل هذه الظروف ( غني يا ليل ما أطولك ! )
 
أعلى