الزهار.. و يبدوا كالأسد خارج من عرينه... لإلقاء النظرة الأخيره
على ابنه الثاني و الذي استشهد أمس 15/يناير/2008
الزهار يودع نجله الثاني
القائد اليداني (حسام)
بعدما ودع ابنه البكر عام 2004
---------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي الكريم الأستاذ المجاهد د. محمد محمود الزهار
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته,,,
لا أعلم إن كنت ستقرأ هذه السطور أم لا, لكن الذي أقصده من رسالتي المتواضعة الزهيدة, هو
إضافة قطرة إعجاب في بحر جهادكم المعظم.
---------------------------------------------------------------------
سيدي الكريم:
قرأت خبر استشهاد إبنكم و فلذة كبدكم ليلة أمس, و هو الإبن الثاني لفضيلتكم و الذي يختاره
ربي سبحانه و يكرمه, و يكرمكم به بشرف الشهادة, و إن كانت كلمات الإعجاب تتزاحم لتحجز
مكانا لها في هذه الرسالة, فلست ألمح إلا أسمى كلمات التهاني و التبريكات, خفاقة براقة
كسمـوّ و علـوّ شرف جهادكم, و عظيم نضالكم.
---------------------------------------------------------------------
الدكتور الكريم و الأستاذ الكبير:
إن مشاهدة صوركم و أنتم تلقون نظرة الوداع لإبنكم الشهيد, برباطةجأش و صلابة عزم, و هو
مترجل في ثلاثجة الموتى, إنما هو مشهد لا نألفه نحن في زماننا هذا, قرأنا عن مشاهد قد
تشابهه في سير الصالحين و تراجم التابعين الأكرمين, لكن استعارة مشهدا من عزة الأبطال
الأخيار, و المجاهدين الأبرار, و ترجمته في عصرالذل و الإنكسار, و الهزيمة و الإنحدار, لهو نبراسا
يبقى في سجل دعوتكم التي أفنيتم عمركم من أجلها, و كرستم حياتكم في سبيلها.
---------------------------------------------------------------------
سيدي الكريم:
ففي الوقت الذي أنتم تسعون فيه لإسترجاع ما قد سلب من مقدسات أمتنا, و تجاهدون بعزم
لإسترجاع عزتنا و إبائنا, يجتمع قوم من أبناء جلدكم مع من سفك دماءكم و دنس مقدساتكم,
يستشهد نجلكم في صبيحة يوم أسفرت ليلته عن اجتماع حافل و سري بين وزيرة الخارجية
الإسرائلية مع رئيس وزرائكم و مستشار رئيسكم المدعي: أحمدقريع, و لا عجب من ذلك, فالطيور
على أشكالها تقع, و لغة النفاق واحدة لا تتغير, من عهد سيد المجاهدين سيدنا محمد صلى الله
عليه و على آله و سلم, إلى يومنا هذا.
---------------------------------------------------------------------
الأستاذ المعظم:
سمعتم من يصف يجاهدكم بأنه حرب للكراسي و سعي للسلطة و نيل للشهرة! قد يضحي من
يطلب ذلك بماله و و بوقته و بصحته و, لكني لا أظن أن من يطلب شهرة يضحي بابنيه و يقدم صدره
للعدو و ينفر لربه كنفير المؤمنين خفافا وثقالا, و ابشكرم أنكم ستسمعون أمثال هؤلاء الرويبضة في
كل حين بل و في كل عصر, لكن ثبات نضالكم و عظم جهادكم أدهى و أمر, و كفيل بأن يخرس
أحفاد عبدالله بن أبي سلول في عصرنا هذا و في كل عصر.
---------------------------------------------------------------------
الأستاذ الفاضل:
إن كان هناك ختاما لهذه الخواطر المرسلة, فلست أجد أبلغ و أجمل من هذه البشارة من سيد
المجاهدين عليه الصلاة و السلام, أزفها لكم و هي ليست بجديدة على مسامعكم, فمن أجلها
كافحتم و في سبيلها ضحيتم, قال عليه الصلاة و السلام: لاتزال طائفة من أمتي ظاهرين على
الحق لعدوهم قاهرين لا يغرهم من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله عز و جل و هم كذلك ، قالوا يا
رسول الله و أين هم ؟ قال ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس.
بارك الله في نفيركم و جهادكم , و بارك إقدامكم و احجامكم, و تقبل نجليكم و صهركم, و سائر
شهداءكم, وحشرهم مع سادة الشهداء كحمزة و الحسين رضي الله عنهما و رضوا عنه
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
Brilliant 2008
---------------------------------------------------------------------