بسم الله الرحمن الرحيم
((تسلط الأديان))
كان الناس أمة واحدة من زمن أبونا آدم عليه السلام حتى قبيل زمن نوح عليه أفضل الصلاة والسلام , فبعث الله نوح مصحح للعقيدة وللإسلام الصحيح بعد أن ظهر الشرك وعبادة غير الله , وبعده عليه السلام تكاثر الرسل والأنبياء لتبليغ دين الله عز وجل بعد هذا الإنحراف , واصبح الناس يدينون بغير الدين الإسلامي الحنيف , ونتيجة هذا الإنحراف تسلطة هذه الأديان الكفرية التي ما أنزل الله بها من سلطان , فعلى سبيل المثال الدين النصراني , فقد بعث الله نبيه عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم لبني إسرائيل كي يصحح لهم دينه جلا وعلا الذي أرتضاه , فما كان منهم إلا أن حاولوا أن يقتلوه , وما قتلوه ولكن رفعه الله إليه , وكان هناك بقية صالحة من حواريّ عيسى عليه السلام , يدعون للدين الحق الذي أنزله الله على رسوله عيسى عليه السلام , ولكن لم يتركوهم اليهود على ماهم عليه , بل حاربوهم وقاتلوهم , ودخلوا معهم في دينهم نفاقاً لكي يهدموا الدين القويم , وبالفعل أدخلوا عليهم الشبه وعقيدة التثليت والعقائد الباطل بدعوه أن عيسى هو الله , حتى كفر من كفر إلا من رحم ربي , فظن الناس أن هذا هو دين عيسى عليه السلام , فاصبح يقود النصارى ثلة من الكفار الرهبان والقسيسين , وأصبحت أوروبا هي البلاد الأولى للنصارى , ففي العصور القديمة والمتوسطة المظلمة , كان هناك تسلط ظاهر من أتباع هذه الأديان الباطلة المحرفة التي لم ينزل الله بها من سلطان , فكانت الكنيسة هي بيت الحكم , تحكم في أمور العامه في كل شيء على منهجها المنحرف الضال , فكان هناك الظلم والقتل والتشريد وأكل المال , فكان العامل يعمل ويذهب ماله هباءً منثوراً للكنيسة في بطون القسيسن والرهبان , فكان الظلم مستشري , وكان التقاتل بين الكنائس ظاهر , فبالجملة كانت الكنيسة تقودهم في كل شيء , حتى أنزعج الناس من هذه التصرفات , فحاولوا أن يُنحوا ويفصلوا جانب الدين عن الدولة , والسبب هو هذا التسلط المقيت , فالبفعل قامت المظاهرات والتجمعات , وأُلزمت الكنيسة بأن تتخلى عن السياسة , وبالفعل تم ذلك , حتى قيل مال لله لله ومال قيصر لقيصر , فانتشر الفكر العلماني وهو فصل الدولة عن الدين أو السياسة عن الدين , وغيرها من الأفكار كالليبرالية , فانتعش الأوروبيون بعد هذا التسلط المقيت من هذه الأديان الضاله , فاصبحوا بفضل هذه الإنتفاضات على ماهم عليه الأن من تطور وغيره , فمنهم من أسلم وهتدى إلى نور الإيمان , ومنهم من اتبع هذه الأفكار تخلص من تسلط الكنيسة , فمن هذه الأسباب بدأت هذه الأفكار.
المعلوم أن ديننا الإسلامي دين كامل محفوظ من الرب جلا وعلا حيث قال ((إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)) الآيه , فبحفظه من الله يتيقن لنا أنه صالح لكل زمان ومكان , وأنه هو القائد نحو التطور , فبه نتحاكم وبه نتعايش , فهو دين كامل مكمل شمولي لجميع شؤون الحياة العملية والعلمية , فديننا الإسلامي أصبح مستهدف من أعدائه بكل شيء , فيحاولون أن يهدموا هذا الدين بما استطاعوا , فهم حاولوا وحاولوا فنجحوا مرة وانتكسوا مرة , وفي زماننا هذا ومع كثرة الوسائل التي تربط العالم , قاموا يقذفون بسمومهم على أبناء المسلمين , فيقولون مما يقولون , أنكم ياأيها المسلمون سبب تأخركم وعدم تطوركم هو دينكم , فنحن كان ديننا سبب تأخرنا وتخلفنا , فلما فصلنا الدين عن الدولة وما لحقه من أشياء , تطورنا وتقدمنا , ففصلوا سياستكم عن دينكم , تتطورون وتتقدمون إلى الأمام , وللأسف أصبح بعض أبناء هذا الدين يدعوا إلى هذا الشيء متناسياً , أن هناك فرقٌ بين ديننا ودينهم , فديننا دين محفوظ , وأما دينهم دين باطل منحرف , فالسياسة من ديننا لا تخرج عنها , لأن عندنا دستوراً سماوياً كفل لنا العيش الرغيد والكريم أن أتبعناه حق أتباعه , فالدولة جزء لا يتجزء من الدين , فالإسلام دين حوى الدنيا والآخره , فلسنا بحاجة للعلمانية ولا الليبرالية كي تسير أمور حياتنا العملية والعلمية , فديننا دين شمولي ودين حفظ للأنسان كرامته المعيشية , فهو دين دليل وحجة , وليس دين آراء وأطروحات , فهو يحترم الآراء المعتمدة على دليل ويمقت الآراء التي لا تعتمد على دليل , فهو منزل من الحق سبحانه به هداية البشرية في دينهم ودنياهم , ينعمون تحت ظل الإسلام وحكمه , فهو شريعةً ومنهاجاً في هذه الحياة , ليس محتاج لأفكار ما أتت إلا إنحلال من الدين المنحرف , وديننا ليس منحرف بل محفوظ من رب السماوات والأرض.
أخيراً
أعتذر على هذا الإسهاب وهذا التطويل الخارج عن إرادتي.
همسه // إن ضعف أمتنا وتأخرها سببه تركها لدينها الحنيف !!
مودتي
محبكم