بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
ورضي الله عن أصحابه المتقين .... وبعد:-
السجود لغير الله تعالى قد شُرع للأمم التي كانت قبلنا كالمسيحية واليهودية وغيرهما ، لأنه سجود احترام وتوقير وإجلال ، فقد أمر الله تعالى به ملائكته أن يسجدوا لآدم - عليه السلام - بعدما نفخ من روحه ، وقد سجد كل من سيدنا يعقوب - عليه الصلاة والسلام - وأبناؤه وأم يوسف ليوسف - عليه الصلاة والسلام - وهو عزيز في مصر .
فهذا كله سجود اخترام وتوقير وإجلال وتقدير لأنه سجود مخلوق لمخلوق يكون المقصد منه إحترام وإجلال وتقدير وتوقير.
فهذا السجود قد حرّم في شريعتنا الإسلامية بعد مبعث سيدنا محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - فلا يصح ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن نسجد لأحد من الناس أو نركع له على القياس ، فكله حرام ، ومن فعل ذلك فقد فعل الحرام المنهي عنه قي شريعتنا ، والذي كان مباحا في شرائع من قبلنا.
ولا يكون الساجد كافرا أو مرتدا إلا إذا سجد لصنم أو شيئا يُعبد من دون الله تعالى ، لأن سجوده هذا كان توقيرا وإجلالا وتقديرا ، فكيف يوقر ويجلُّ ويقدر شيئا يعبد من دون الله سبحانه فهذا كفر وارتداد عن الدين وقد تكلم في ذلك العلماء وبينوه في كتب متعددة ...
ولا يقكون السجود عبادة إلا إذا نوى الساجد العبادة ، فإذا نوى الساجد العبادة في سجوده لهذا الصنم أو لهذا الشيء الذي يعبد من دون الله تعالى فهو كافر مشرك مرتد ، وهذا الأمر لايقع في المسلمين .
جاء في الترمذي ما نصه: حَدَّثنا مَحمودُ بنُ غيلانَ. أخبَرَنَا النَّضرُ بنُ شميلٍ. أخبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عمرٍو، عن أبي سلمةَ، عن أبي هُرَيرَةَ،
عن النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عَليهِ وسلَّم، قال "لو كنتُ آمراً أحداً أنْ يسجدَ لأحدٍ، لأمرتُ المرأةَ أنْ تسجدَ لزوجِها".
فمن سجد لقبر ما فهو فعل شيئا حراما ، لأن السجود عامة يكون لله سبحانة لا لشيء آخر حتى ولو كان قبر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ولذا تجد الحافظ الذهبي دائما يشير إلى هذا في كتبه وهو يقول في معجم شيوخه الكبير ص55 بعد كلام قال:
(( .... ألا ترى الصحابة من فرط حبهم للنبي صلى الله عليه وسلم قالوا : ألا نسجد لك ؟ فقال : لا ، فلو أذن لهم لسجدوا له سجود إجلال وتوقير ، لاسجود عبادة ، كما قد سجد إخوة يوسف عليه السلام ، وكذلك القول في سجود المسلم لقبر النبيصلى الله عليه وسلم على سبيل التعظيم والتبجيل لا يكفر به أصلا ، بل يكون عاصيافليُعَرَّفْ أن هذا منهيٌ عنه ، وكذلك الصلاة إلى القبر )) اهـ
وكذلك في سير أعلام النبلاء قال هناك بعد كلام:
(( ... فَمَنْ صَلَّى عَلَيْهِ وَاحِدَةً،صَلَّى الله عَلَيْهِ عَشْراً، وَلَكِنْ مَنْ زَارَهُ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - وَأَسَاءَ أَدَبَ الزِّيَارَةِ، أَوْ سَجَدَ لِلْقَبْرِ، أَوْ فَعَلَ مَا لاَيُشْرَعُ، فَهَذَا فَعَلَ حَسَناً وَسَيِّئاً، فَيُعَلَّمُ بِرفْقٍ، وَاللهُ غَفُوْرٌ رَحِيْمٌ.
فَوَاللهِ مَا يَحْصَلُ الانْزِعَاجُ لِمُسْلِمٍ،وَالصِّيَاحُ وَتَقْبِيْلُ الجُدْرَانِ، وَكَثْرَةِ البُكَاءِ، إِلاَّ وَهُوَمُحِبٌّ للهِ وَلِرَسُوْلِهِ، فَحُبُّهُ المِعْيَارُ وَالفَارِقُ بَيْنَ أَهْلِ الجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ، فَزِيَارَةُ قَبْرِهِ مِنْ أَفَضْلِ القُرَبِ،وَشَدُّ الرِّحَالِ إِلَى قُبُوْرِ الأَنْبِيَاءِ وَالأَوْلِيَاءِ، لَئِن ْسَلَّمْنَا أَنَّهُ غَيْرُ مَأْذُوْنٍ فِيْهِ لِعُمُوْمِ قَوْلِهِ - صَلَوَاتُاللهُ عَلَيْهِ -: (لاَ تَشُدُّوا الرِّحَالَ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِمَسَاجِدَ).
فَشَدُّ الرِّحَالِ إِلَى نَبِيِّنَا -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُسْتَلْزِمٌ لِشَدِّ الرَّحْلِ إِلَى مَسْجِدِهِ، وَذَلِكَ مَشْرُوْعٌ بِلاَ نِزَاعٍ، إِذْ لاَ وُصُوْلَ إِلَى حُجْرَتِهِ إِلاَّ بَعْدَ الدُّخُوْلِ إِلَى مَسْجِدِهِ، فَلْيَبْدَأْ بِتَحِيَّةِ المَسْجِدِ، ثُمَّ بِتَحِيَّةِ صَاحِبِ المَسْجِدِ - رَزَقَنَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ ذَلِكَ آمِيْنَ ) (4/484- 485).
ويقول الإمام المناوي في فيض القدير يقول:
(( (لو كنت آمراً) وفي رواية لو كنت آمر (أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها) فيه تعليق الشرط بالمحال لأن السجود قسمان سجود عبادة وليس إلا للّه وحده ولا يجوز لغيره أبداً وسجود تعظيم وذلك جائز فقد سجد الملائكة لآدم تعظيماً وأخبر المصطفى صلى اللّه عليه وسلم أن ذلك لا يكون ولو كان لجعل للمرأة في أداء حق الزوج وقال غيره: إن السجود لمخلوق لا يجوز وسجود الملائكة خضوع وتواضع له من أجل علم الأسماء الذي علمه اللّه له وأنبأهم بها فسجودهم إنما هو ائتمام به لأنه خليفة اللّه لا سجود عبادة {إن اللّه لا يأمر بالفحشاء} ...... )) اهـ
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
ورضي الله عن أصحابه المتقين .... وبعد:-
السجود لغير الله تعالى قد شُرع للأمم التي كانت قبلنا كالمسيحية واليهودية وغيرهما ، لأنه سجود احترام وتوقير وإجلال ، فقد أمر الله تعالى به ملائكته أن يسجدوا لآدم - عليه السلام - بعدما نفخ من روحه ، وقد سجد كل من سيدنا يعقوب - عليه الصلاة والسلام - وأبناؤه وأم يوسف ليوسف - عليه الصلاة والسلام - وهو عزيز في مصر .
فهذا كله سجود اخترام وتوقير وإجلال وتقدير لأنه سجود مخلوق لمخلوق يكون المقصد منه إحترام وإجلال وتقدير وتوقير.
فهذا السجود قد حرّم في شريعتنا الإسلامية بعد مبعث سيدنا محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - فلا يصح ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن نسجد لأحد من الناس أو نركع له على القياس ، فكله حرام ، ومن فعل ذلك فقد فعل الحرام المنهي عنه قي شريعتنا ، والذي كان مباحا في شرائع من قبلنا.
ولا يكون الساجد كافرا أو مرتدا إلا إذا سجد لصنم أو شيئا يُعبد من دون الله تعالى ، لأن سجوده هذا كان توقيرا وإجلالا وتقديرا ، فكيف يوقر ويجلُّ ويقدر شيئا يعبد من دون الله سبحانه فهذا كفر وارتداد عن الدين وقد تكلم في ذلك العلماء وبينوه في كتب متعددة ...
ولا يقكون السجود عبادة إلا إذا نوى الساجد العبادة ، فإذا نوى الساجد العبادة في سجوده لهذا الصنم أو لهذا الشيء الذي يعبد من دون الله تعالى فهو كافر مشرك مرتد ، وهذا الأمر لايقع في المسلمين .
جاء في الترمذي ما نصه: حَدَّثنا مَحمودُ بنُ غيلانَ. أخبَرَنَا النَّضرُ بنُ شميلٍ. أخبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عمرٍو، عن أبي سلمةَ، عن أبي هُرَيرَةَ،
عن النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عَليهِ وسلَّم، قال "لو كنتُ آمراً أحداً أنْ يسجدَ لأحدٍ، لأمرتُ المرأةَ أنْ تسجدَ لزوجِها".
فمن سجد لقبر ما فهو فعل شيئا حراما ، لأن السجود عامة يكون لله سبحانة لا لشيء آخر حتى ولو كان قبر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ولذا تجد الحافظ الذهبي دائما يشير إلى هذا في كتبه وهو يقول في معجم شيوخه الكبير ص55 بعد كلام قال:
(( .... ألا ترى الصحابة من فرط حبهم للنبي صلى الله عليه وسلم قالوا : ألا نسجد لك ؟ فقال : لا ، فلو أذن لهم لسجدوا له سجود إجلال وتوقير ، لاسجود عبادة ، كما قد سجد إخوة يوسف عليه السلام ، وكذلك القول في سجود المسلم لقبر النبيصلى الله عليه وسلم على سبيل التعظيم والتبجيل لا يكفر به أصلا ، بل يكون عاصيافليُعَرَّفْ أن هذا منهيٌ عنه ، وكذلك الصلاة إلى القبر )) اهـ
وكذلك في سير أعلام النبلاء قال هناك بعد كلام:
(( ... فَمَنْ صَلَّى عَلَيْهِ وَاحِدَةً،صَلَّى الله عَلَيْهِ عَشْراً، وَلَكِنْ مَنْ زَارَهُ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - وَأَسَاءَ أَدَبَ الزِّيَارَةِ، أَوْ سَجَدَ لِلْقَبْرِ، أَوْ فَعَلَ مَا لاَيُشْرَعُ، فَهَذَا فَعَلَ حَسَناً وَسَيِّئاً، فَيُعَلَّمُ بِرفْقٍ، وَاللهُ غَفُوْرٌ رَحِيْمٌ.
فَوَاللهِ مَا يَحْصَلُ الانْزِعَاجُ لِمُسْلِمٍ،وَالصِّيَاحُ وَتَقْبِيْلُ الجُدْرَانِ، وَكَثْرَةِ البُكَاءِ، إِلاَّ وَهُوَمُحِبٌّ للهِ وَلِرَسُوْلِهِ، فَحُبُّهُ المِعْيَارُ وَالفَارِقُ بَيْنَ أَهْلِ الجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ، فَزِيَارَةُ قَبْرِهِ مِنْ أَفَضْلِ القُرَبِ،وَشَدُّ الرِّحَالِ إِلَى قُبُوْرِ الأَنْبِيَاءِ وَالأَوْلِيَاءِ، لَئِن ْسَلَّمْنَا أَنَّهُ غَيْرُ مَأْذُوْنٍ فِيْهِ لِعُمُوْمِ قَوْلِهِ - صَلَوَاتُاللهُ عَلَيْهِ -: (لاَ تَشُدُّوا الرِّحَالَ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِمَسَاجِدَ).
فَشَدُّ الرِّحَالِ إِلَى نَبِيِّنَا -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُسْتَلْزِمٌ لِشَدِّ الرَّحْلِ إِلَى مَسْجِدِهِ، وَذَلِكَ مَشْرُوْعٌ بِلاَ نِزَاعٍ، إِذْ لاَ وُصُوْلَ إِلَى حُجْرَتِهِ إِلاَّ بَعْدَ الدُّخُوْلِ إِلَى مَسْجِدِهِ، فَلْيَبْدَأْ بِتَحِيَّةِ المَسْجِدِ، ثُمَّ بِتَحِيَّةِ صَاحِبِ المَسْجِدِ - رَزَقَنَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ ذَلِكَ آمِيْنَ ) (4/484- 485).
ويقول الإمام المناوي في فيض القدير يقول:
(( (لو كنت آمراً) وفي رواية لو كنت آمر (أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها) فيه تعليق الشرط بالمحال لأن السجود قسمان سجود عبادة وليس إلا للّه وحده ولا يجوز لغيره أبداً وسجود تعظيم وذلك جائز فقد سجد الملائكة لآدم تعظيماً وأخبر المصطفى صلى اللّه عليه وسلم أن ذلك لا يكون ولو كان لجعل للمرأة في أداء حق الزوج وقال غيره: إن السجود لمخلوق لا يجوز وسجود الملائكة خضوع وتواضع له من أجل علم الأسماء الذي علمه اللّه له وأنبأهم بها فسجودهم إنما هو ائتمام به لأنه خليفة اللّه لا سجود عبادة {إن اللّه لا يأمر بالفحشاء} ...... )) اهـ
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين