معركة العبد مع الشيطان " أحداث و وقائع " فمن يتجهز لها ؟ ؟

محب الصحابه

عضو مخضرم
بسم الله الرحمن الرحيم
معركة الشيطان

قال الله تعالى " إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً إنما يدعوا حزبة ليكونوا من أصحاب السعير "
إن الصراع والعداوة بين العبد والشيطان لا تنقطع حتى يخرج آخر نفس وتغرغر الروح , وهذا الصراع هو إختبار من الله للعباد ليبلونا أينا احسن عملاً , فإذا ما أحطنا بحقيقه إحاطة علمية وعمليه , فإنا سنجهز للمعركة التي إن وفقنا الله فيها إنتصرنا وحققنا الغاية من خلقنا " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " . . . وعليك بهذا الجَهَاز :

, فإذا أردت أن تخوض معركتك التي لا مناص منها :
فعليك بأمر الله ونهيه إجعلها كساء يقيك من هوى النفس الذي يهب على جسمك " لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به " , ثم إجعل الإخلاص تاجاً ومغفراً على رأسك يحميك من رياء العمل المفسد له و مزينة لأعمالك ومعظمة لها فتكون كالنور بين عينك يضيئ لك الطريق فترى بنوره و تنعم بخيره و تنجوا من كلاليب الشيطان التي تعرض لك وتشاغلك " فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً " , ثم تتطيب بأنفع الطيب و أجمله الذل لله و الخضوع إليه و دوام ذكره و الأنس به و الإعتراف بالذنب والتقصير في حقه ومحاسبة النفس الدائمة " وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون " , ثم تتقي بدرعك سهام الشيطان القاتلة بالعلم عن الله وعن رسوله بفهم سلف الأمة فالجهل مكانه من العبد كرجل عرض ظهره لسهام العدوا و قفل راجعاً يريد الفرار وما أرى سهامه إلا نافذة فإما أن تُقْعِدْ و إما أن تقتل " كذلك إنما يخشى الله من عبادة العلماء " , ثم تجهز من الزاد ما يقيم به أودك ويثبتك ويعينك على المسير وإن كنت وحدك " فتزودوا فإن خير الزاد التقوى " زاد لا يوهنك ولا يضعف حركتك وبه لا تضل طريقك إن شاء الله , ثم تمتطي خيلك الأصيل وهو توحيد الله ومتابعة النبي صلى الله عليه وسلم , فلا تعمل عملاً إلا موافقاً للشرع مخلصاً فيه " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم " , وتجعل لجامه لجام قوي متين فتجعل مع التوحيد و التقوى والتوكل على الله و الرضا به والتسليم له و الصبر على طاعته وعن معصيته وعلى أقداره , و الجد في الطلب والصدق فيه , فما إن توافيك مصيبة حتى تجر اللجام برفق صابراً راضياً مسلماً طالباً للثواب وخير العوض متوكلاً عليه فلا حول ولا قوة إلا به
مستعيناً في السراء والضراء به وما دام هذا قضاءه " إذاً لن يضيعنا " " وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل " , , ثم تهتف في الأنصار والجند حتى يتأهبوا وتصحبهم في مسيرك " واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعدوا عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا " " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل له الرحمن ودا " فإن ترك هؤلاء الجند والأنصار , لا يكون حتى تكون الدنيا حاضرة , فاطلب الآخرة بهم فإن المعركة شديدة , مدار النصر فيها على الأنصار والأعوان والأمداد ,
ثم لا تقنع بالجند الذين يحيطونك فأرسل العيون في طريقك و أسقط منها الدمع متضرعاً إلى الله " خروا سجداً وبكيا " طالباً الثبات والتوفيق والسداد فإن النفس تعتريها السئآمة و الملل والضعف " كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم , يا ملقب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك " فإذا أرسلت عيونك فالتكن صادقة
في الطلب عارفة بالمطلوب معترفة بالتقصير و جميع الذنوب و لإن صدقت كفاك الله غارات العدو , واجعل إرسالها في كل يوم وليلة ,
ولا تأخذ طريقاً لا تعرفه فتضله أو يكون فيه هلاكك " إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذي أنعمت عليهم " ولا تنظر أي خرّيت ولكن إنظر العارف بالطرق المجرب , السابر لأغوارها , المتمرس عليها يعرفها كما يعرف بيته إذا إنصرف عنها , فانظر عمن تأخذ علمك ومن يدلك على الهداية وطريقها " فاسألوا أهل الذكر عن كنتم لا تعلمون " ,
و إذا نزلت سهلاً فأسرع و جد في السير , ولا يكون ذلك إلا عندما تكون النفس في إقبال فاشد المئزر و أسهر عينيك و أيقظ قلبك , و إذا صعدت جبلاً فالهوينة الهوينة , فإنه لا يكون ذلك إلا إذا كانت النفس في إدبار , فلا تشتد في سيرك حتى لا تعثر , " فإن لكل عمل شرة ولكل شرة فترة " فالقصد القصد في الطلب , وقليل دائم خير من كثير منقطع , و إذا أردت أن تنزل للراحة فاختر المكان المناسب , وليكن ذلك في المباح الذي يفرح القلب أو يعين على طاعة و إن نية الطاعة في المباح تحيله إلى عبادة يؤجر عليها العبد ,
فإذا نصب لك مكان القرار وكنت خالياً بنفسك فيه وقد إشتدت ظلمة المكان و خيم السكون على الأنفس والأرواح فأوقد في قرارك
شموع المراقبة و الحياء من الله " إستحي من الله كاستحيائك من رجل عظيم ذا هيبة في قومك " " الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " , فما تلبث حتى تنزل عليك السكينة والأمان والطمأنينة فتقترب من الله وتأنس , فأطلق في ذلك المكان عينيك , " عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله " ومن السبعة الذين يظلمهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله " و رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه " , ثم يمم نحو ساحات النزال ومنازل الشجعان ومرابع الفرسان , وإذا ما وصلت فاختر المنزل وليكن مكانك حيث وقف محمد صلى الله عليه وسلم وحيث أمر الله عز وجل , فلا تقف لتصارع الشيطان وأعوانه وفي ذات الوقت تعينهم , وليكن في خاطرك قول الله تعالى " الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً " " عاملة ناصبة " , وإذا إشتعل الفتيل و أضرمت النار وأصم صليل السيوف الآذان ونزل الشجعان وتصادمت الأبطال وتعاركت الخيول , بدأت المواجهه وبدء الصراع والمجاهدة , فلا يفوتنك فرائض الله قدمها على غيرها " وما تقرب إلى عبدي بشي أحب إلى مما إفترضته عليه " ولا يشغلنك عدوك بالمفضول عن الفاضل أو المستحب عن الواجب , فإن هذا يضعف عزمك وقد تخسر المعركة في نهايتها ,
و إذا أردت أن تبيد خضراء عدوك فكن حفياً بالتوحيد و الإخلاص
وتعليم دين الله .... ألخ وكل عمل متعدي يسجل لك في سجل الحسنات حتى وانت نائم وقد يأخذ أحد إخوانك منك علم في دين الله
أو يتعلم منك سنة من سنن المصطفى عليه الصلاة والسلام فينشرها , وكل ذلك في ميزانك , فيعجز عدوك على التأثير فيك , أو إضعاف عزمك فضلاً عن قلب ميزان المعركة , ولا تنسى القصد في الهجمات و ان تكون موزونة و في غاية الإحكام مستعيناً فيها على الله و مخلصاً فيها له على علم وبصيرة , فإن الضربة ستكون موجعة , ولا أظن الشيطان سيصمد أمامك كثيراً فهو يفضل الإنسحاب حتى يخر ج من هذه الوقعة بأقل الخسائر و لإن جاهدته لينصرنك الله عليه " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا و إن الله لمع المحسنين " , فإذا إنسحب عدوك تاركاً لك الأرض و ما عليها من ثروات , فأصبحت على قدر كبير من العلم و العبادة و الإخلاص و اليقين والتوكل , قد ملئ قلبك بالتوحيد ونفع الناس والحرص على هدايتهم , ودانت لك الأرض ودان اهلها , فغدوت لا تتعبك عبادة ولا تؤثر فيك وسوسه ولا
تشغلك عن الله مسألة , وجلست على عرش الملك و أصبح الملوك من حولك و الحرس بين يديك و الجند رهن إشارتك و الخدم لا ترد لك طلب , فأصبحت على قدر ودين , فاحذر حال الرخاء
ولا يغرنك فرار الشيطان من أرض النزال فإن النزال والمجاهدة والقتال لها أعوان تعينك والنفس مع التحدي تصل , اما حال الرخاء فالكل مشغول , تلك هي الدنيا " أخوف ما أخاف عليكم ما يفتح الله عليكم من زهرة الحياة الدنيا " , وانظر الفقيه الخطاب عمر رضى الله عنه يقول " إبتلينا بالضراء فصبرنا وأبتلينا بالسراء فلم نصبر " , لأن الغفلة تكون مع الراحة و التسويف , وإذا كانت الدينا حاضرة في ميدان فو الله لا يردها إلا توفيق الله للعبد والبقاء على الحال الأول , وانظر الفقيه الخطاب عمر رضى الله عنه يقول " تركت صاحبي على حال و أكره أن اخالفه " , ثبات حتى الممات , ولا تنسى الدعاء بالثبات و الأخذ بأسبابها و الحذر مما يذهب هذا الثبات و أعظمه الدنيا , فلكم أضلت من عالم و أغوت من عابد " تعلمت العلم ليقال عالم فقد قيل : خذوه إلى النار , تصدقت ليقال جواد فقد قيل : خذوه إلى النار , قرأت القرآن ليقال قارئ فقد قيل : خذوه إلى النار , جاهدت ليقال : جريئ فقد قيل : خذوا إلى النار , أول من تسعر بهم النار " وكانت الدنيا وحبها هي القاسم المشترك فجعلت من العسل خلاً
ومن اللبن خمراً . . . .
أخوكم السلطان سنجر (انا المسلم)
 
أعلى