«قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعملون». (سورة الأعراف ــ الآية 33).
لقد ساء الخيرين والصالحين وعموم المسلمين وجمعية الاصلاح الاجتماعي الحملة الاخيرة التي شنها انصار الاختلاط الجدد الذين يريدون الغاء قانون منع الاختلاط الذي اقرة مجلس الأمة. فماذا يريد هؤلاء؟ هل مزيد من اللقطاء، او عدم الزواج والاكتفاء بالخليلة؟ او كثرة الطلاق بسبب الشك في الزوجة المختلط بها قبل الزواج؟ او الاجهاض بسبب الحمل السفاح؟ او مزيدا من الامراض الجنسية (ايدز، والزهري، والسفلس)، ان اغلب هذه المشاكل جزما بسبب الاختلاط الآثم بين الرجال والنساء، والفتيان والفتيات فهل من مدكر؟
اننا نناشد وبقوة وزيرة التربية والحكومة الرشيدة واعضاء مجلس الامة واعيان البلد بايقاف طوفان الاختلاط في الجامعات والمدارس الخاصة، فقد بلغ السيل الزبى بما تقوم به المدارس الخاصة الاجنبية من احتفالات، ورياضة، وسباحة مختلطة في ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.
الى متى نرى بناءنا المشيد بالأخلاق الحميدة يتعرض للهدم من دون الدفاع عنه، والذود عن حياضه، بل لا بد من المطالبة بمحاسبة هادميه، تبرئة للذمة امام الله عز وجل، وحرصا على مستقبل بلدنا الحبيب، والاجيال القادمة.
ان دولة الكويت الأبية ورجالها ذوي النخوة والعزة والكرامة ممثلين باعضاء مجلس الامة قد أقروا عدم الاختلاط بقانون، خط بماء الذهب وهو تاج على رأس الاجيال القادمة من شعبنا خلقا ودينا وعفة، وليس كما وصفهم احد نواب اباحة الاختلاط (رجال من ورق).
ان قيام الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية بعقد ندوة، شارك فيها التحالف الوطني، تحت شعار «لا للوصاية على الحريات والتعليم المشترك حق دستوري» لا تمثل الا قلة، والاولى ان تواكب الندوات حاجة ونبض الشارع الكويتي الذي يعاني من مشكلات الغلاء والسكن، وانتشار العادات الغربية الفاسدة مثل عيد الفساد فالنتاين، فأين هؤلاء من هذا كله؟ هداهم الله الى سواء الصراط.
ألم يجد دعاة الاختلاط موضوعا يستحق الحشد له الا طلب الغاء قانون الاختلاط، انه الافلاس الفكري والاخلاقي والقيمي والانحدار نحو الهاوية، والبعد عن الحق، فقد ربطوا الحرية بحرية الاختلاط، وغدا بحرية الزنى والفساد والخمر والربا.
ففي الوقت الذي يعلن فيه رئيس الكنيسة الانجيليكانية روان ويليامز، قبل خمسة ايام احترامه للشريعة الاسلامية، وقوله: ان الشريعة الاسلامية ستطبق يوما ما في بريطانيا، ويجب اعطاء المسلمين حقوقهم، نرى وللاسف من المسلمين من يطالب بايقاف قانون منع الاختلاط!! فيا لها من مفارقة.
اننا بهذه المناسبة نحيي د. روان ويليامز على جرأته وشجاعته وتصريحه الصادق والعادل والمنصف، وندعو الله له ولهم بالهداية، وعسى ان يتخذه دعاة الاختلاط قدوة لهم في احترام الاسلام الذي يحرم الاختلاط.
ان جمعية الاصلاح الاجتماعي تدعو البقية الباقية من مؤيدي الاختلاط الى التروي، واتباع الحق، ومخالفة الهوى، والوقوف مع مصلحة الأمة ودولة الكويت، والعودة الى الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم.
ونقول لهم كما قال الله للمؤمنين: «ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون» (سورة الحديد ــ 16).
ماكتب اعلاه هو بيان لجمعية "الفساد" الاجتماعي لمجموعة من الناس تستروا بالدين للوصول الى اعلى المناصب (بني حدس)، للضحك على عقول المساكين من هذا الشعب، بالتمثيل بأن الاسلاميين يملكون صكوك الغفران ومفاتيح الجنة لأتباعهم، مشوهين بذلك سمعة الدين الاسلامي السمح بأساليبهم المنحطة في التعامل مع الاخرين.
ماكتب اعلاه هو طعناً في جميع افراد الشعب الكويتي، شباباً وفتياتاً، كأن الكويت دار دعارة، وافراد هذا الشعب من روادها، كأن الكويت باراً للخمور، وافراد هذا الشعب من رواد هذا البار.
الاساليب والمصطلحات القذرة هي دليل واضح على التربية المنحطة التي حظى بها هؤلاء الإسلاميين، متباعدين كل البعد عن روعة الدين الاسلامي المتسامح مع جميع الأديان بعيداً عن التشدد مع البعيد .. لكن هنا اصبح التشدد مع اصحاب الفكر .. وليس مع الاديان الاخرى !.
البيان الصادر من جمعية الاصلاح هو طعناً بجميع افراد الشعب الكويتي، ليس فقط دعاة الاختلاط وان كان من حقهم المطالبة بإلغاء منع الاختلاط دستورياً، وليس شرعياً، لأننا دولة مدنية لا يحكمها الدين.
لم نشاهد اللقطاء او الطلاق او زيادة العنوسة الا بعد تطبيق منع الاختلاط يادعاة الإصلاح، في حين نراكم تمارسون الفسـاد في الخارج عبر ارسال ابنائكم الى افضل الجامعات العالمية المختلطة، ولكم في ناصر الصانع احد روادكم مثالاً بذلك، فقد جعلتوا من الدين ستاراً للحصول على الدعم المادي من جميع الاطراف.
الا تعلم هذه الجمعية "المنحطة" اخلاقيا بروادها بأن الاختلاط كان موجوداً منذ تأسيس الجامعة حتى سنة 1996 بقيادة كابتن التخلف "مفرج نهار المطيري" لمناداته بتطبيق القانون ليصبح كالطبل .. ليفيده في الانتخابات التي سقط فيها !
الا تعلم هذه الجمعية "البريئة" من المجتمع بأن اغلب افراد الشعب الكويتي، خصوصاً الكبار بالسن بأنهم من رواد هذه الجامعة، فلم نشاهد الايدز ولا الزهري او اللقطاء او غيره مما ذكر في البيان "القذر"، وان دل ذلك .. فيدل على انحطاط هذه الجمعية ومؤيدها التي طعنت بأغلبية ابناء الكويت.
متى يأتي اليوم لنرى افتراض حـُسن النية من الاسلاميين في الشعب الكويتي، متصورين بأن الشعب الكويت منحط اخلاقياً ليعملوا كأوصياء .. لأفراد خلقوا احراراً !