الزمن : اليوم
التوقيت : 8:30 صباحاً
المكان : خط سريع باتجاه الديرة
الحدث : قلتُ جَب !
التفاصيل ..
استيقظَت عينايْ أولاً .. ثمّ دماغي .. والأخير كان جسدي ..
انتزعت نفسي من مرقدي انتزاعاً ..
تذكرت استذكار الدروس الجديدة لصغيرتي .. و كأنّ حقيبتها المدرسية الوردية تنظر إليْ كأنها تناديني , تعالي يا بطة .. وأنا أتمنّع , فرأسي مزحوم , ونشاطي مزكوم ..
كيف سأعطيها حقها بالتعليم وأنا كسو و و و و لة و مكسورة ..
قررتُ سريعاً حتى بعد أن تركتُ فرشاة الأسنان تُقبّل أسناني ..
أن أبحث عن مفتاح السيارة والتقي بالمشاتل .. أريد أن اشتري زهوراً تعكس ألوانها على واجهة حياتي ..
المعاش نازل وأتتني زيادة محترمة اللهم لك الحمد والمنة ..
وهذا ثاني شهر أجد راتبي مزيود ..
يا عساه دوم زايد وهمي تحت رجله منقوص ..
لابد من الاستفادة من هذه الزيادة لتعود بالنفع على شخصي الكريم ..
هكذا قلت لنفسي ..
140 كيلو متر .. وإن زدتم زدنا !
هكذا انا معتادة ودواسة البانزين الصامتة ..
كانت أمامي سيارة واضح ان بها امرأة فالمقعد كأنه لا احد عليه ..
مثل حالي بالضبط !
وكانت صاحبة السيارة واحب لو اسميها بصديقتي على الخط السريع .. كانت تشير إليّ بحركات لم افهمها ..
وانا لصيقة بها ..
وخري !
فتحي الطريج ..
إلا انها تعاند وبدأت تخفف بالقيادة ..
فتجاوزتها وكأنني في رالي نسائي سخيف ..
نمت عليها بسيارتي ..
لا أعلم لماذا فعلت ذلك لكنني نمت !
واصبحتُ قبلها .. فلما نظرتُ إليها بالمرآة وجدتها تفتح فمها على الآخر كأنها تسبني !
لا بل كانت تسبني و تشير بيدها بحركات تصفني بـ : يا مجنونة !
هي لم تُخطئ بالوصف حاشا لله ..
فأردتُ أن أجيبها بنفس لغتها .. فوضعت سبابتي بشكل أفقي منتصف شفتي وقلت لها : جب !
لا ..
بل لم أكتفي بهذا الفعل الشوارعي ..
كنت أرزم بريكات في وجهها ..
أريدها أن تصدمني فتنزل من سيارتها غاضبة لأقوم أنا بتمجيع شعرها !!
لكن الحمد لله أنها كانت حكيمة وجبانة ومؤدبة وخوافة ..
يا الله..
من زمان لم أقل لأحد جب ..
شكراً لها وجزاها ربي كل خير أن تحمّلتني ..
أعلم أنها ستقص الحكاية على زوجها وستزيد .. وأعلم انني نادمة ومتأسفة وأتمنى لو أراها لأقبّل رأسها وأقول لها اعذريني فأنا أنهار ..