مبروك .. ليست هناك أماكن شاغرة في مسقط


أرجو أن يعيد القاريء الكريم العنوان كرَّتيّن أو ثلاث مرّات أو عَشْراً، فأنا أقصد فعلا مسقط وليس أيّانابا القبرصية أو كوستا ديلسول الاسبانية أو هانيا الكريتية أو شرم الشيخ المصرية أو نيس الفرنسية أو أغادير المغربية.
هم يقولون: معذرة فكل الغرف مشغولة في فنادق العاصمة العُمانية البيضاء .. مسقط، أما أنا فأردّ على الاعتذار بالتهنئة لأنني لم أجد إلا بشق الأنفس غرفة خالية في تلك المدينة التي تحتضنك قبل السفر إليها بوقت طويل.
لم تعد سلطنة عمان تبحث عن نفسها سياحيا في ترانزيت المطارات التي تسبقها، وهنا تظهر عبقرية التخطيط السياحي والاعلامي الذي بدا من عدة سنوات مُحَيّرا لمن يتعجل التعريفَ بسلطنة عمان، فاكتشفنا أن العُمانيين كانوا يخططون على نار هادئة، وينتظرون انتصاب الفنادق على طول سواحل العاصمة الجميلة أو على مرأى من روي ومطرح والقرم وغيرها.
سلطنة عمان نجحت في تسويق جمالها دون النزول إلى مسابقة ملكات جمال المدن، ولو كان الفضل ( والفضل لله دائما ) يعود إلى عبقرية الفكر القابوسي مُطْلِق هذه النهضة فإن رجال السلطان قد أصبحوا اليوم أشداء وواثقين في نهج الثورة والنهضة والتطور، وأكثر إيمانا ويقينا بفكر السلطان قابوس بن سعيد.
أستطيع أن أختار ثلة من مواطني العالم العربي، وأنتحي بكل واحد جانبا وأسأله عن رأيه في القيادة، أعني زعيم بلده.
ستأتي الاجابات متراوحة بين الاعجاب والاعتراض وأحيانا الصمت المشوب بالخوف، ما عدا سلطنة عمان.
ولو أغلقتَ غرفة بسبعة أبواب وأسَرَّ إليك المواطن العماني بمشاعره فلن تجد إلا حبا جَمّاَ للسلطان قابوس بن سعيد حتى ولو كان لهذا المواطن تمنيات أكبر، والتمنيات هنا تعني الحراك الوطني في المشاركة بهموم الدولة.
هل سمعتَ عن زعيم دولة تصل به محبته لشعبه لكل شبر فيها حتى أنه يترجل من سيارته ليطلب من صاحب بناية تغيير ألوانها المتضاربة وغير المتناغمة مع لمسات الجمال؟
إنه الفكر الذي جعل من الجولات السلطانية مجلس شورى يتحرك باحثا عن المواطن ولا ينتظر حتى يأتيه القاطن في جوف الصحراء أو في واد بعيد عن القصر والسلطة ورجال الدولة.إذا لم أسمع من رجالي عنك فسآتيك أينما كنت لأنصت إليك!

تلك هي خلجات السلطان قابوس وهو يُحَدّث نفسَه عن حقوق مواطنه في بلد مترامي الأطراف.
ولكن الانبهار بالتجربة العُمانية ينبغي أنْ لا يُنسينا استخدام العين العاشقة والناقدة والتي تخترق المدينة من كل أطرافها لتبحث عما تحتاج إليه من لمسات أو ضروريات لعل صورة العرس المسقطي تكتمل.
شاهدت سائحين أوروبيين في حالة دهشة لم تحجب الفرحة العارمة بالعثور (ربما مصادفة) على منتجع سياحي تراثي عربي ينافس عشرات الجُزر والمدن والأماكن التي تكتظ بها كتالوجات مكاتب السياحة في كل مكان.
قالت لي ربة أسرة نرويجية التقيتها هناك، بأنها لم تجد في كل سفرياتها مكانا أكثر أمنا لبناتها الثلاث الصغار من العاصمة العمانية.
وقال لي شاب كندي بأنه كان يجهل أن هناك جنة في هذا الجزء من العالم العربي رغم أن والده يعمل في عاصمة عربية أخرى.
سلطنة عمان هي الدولة التي أظن أن من حق كل عماني فيها التأكيد على أنه وزير سياحة بدون حقيبة، ووزير إعلام بغير أوامر سامية.
ولكن للأسف الشديد فإن هناك بوادر تشويه هذا العمل الوطني الذي يتكاتف من أجله العمانيون وذلك بوجود عدد كبير من أبناء الجاليات الآسيوية الذين أقلقهم التعمين، فهم يحتلون محال الصرافة ويضعون أسعارا للعملات تجعل السائح أو الزائر يشعر بشبهة الاستغلال. وهم أيضا لا يكترثون للجمال والنظافة والصحة والمظهر وجذب السائحين والزوار خاصة في بعض المقاهي والكافتيريات المتناثرة في الأسواق وقريبا منها، فتعمين محال الصرافة والاستقبال في الفنادق والعمل في المطاعم والمقاهي سيغير تماما تلك الصورة.

ومسقط العروس تحتاج إلى حديقة حيوانات حديثة وكبيرة ومنظّمة فهي التي ستجذب أطفال السائحين خاصة إذا علمنا بأن السائح الأوروبي يتحرك وفقا لرغبات أطفاله. أغلب الظن أن الأمر لن يكون شاقا فالمحميات الطبيعية تستطيع أن تمد حديقة الحيوانات بما لا تقدر عليه أماكن سياحية أخرى. تحتاج مسقط إلى المزيد من الفنادق فهي في الواقع مرشحة لتصبح بعد سنوات قليلة المنافس الأكبر لكل منتجعات السياحة العربية والأوروبية. مدينة ألعاب مائية حديثة وضخمة كما في جزيرة كريت اليونانية، ستضاعف أعداد العائلات والأسر الراغبة في زيارة مسقط..
نظام أكثر سهولة ويسر في الهواتف والانترنيت لا بديل عنه لتيسير أمور السياحة والتجارة والثقافة، ولو أصبح الانترنيت مجانا في كل فنادق العاصمة العمانية، مع التشديد على التطور في شركة الاتصالات العمانية فإن هذا البلد الرائع سيربح أضعاف ما يمكن أن تحققه شركة الاتصالات الهاتفية، والحقيقة أن خدماتها أقل كثيرا من أمنيات السلطان قابوس في تناغم كل مناحي التطور في سرعة منسجمة لئلا يتأخر جانب ويتقدم آخر.
تحتاج مسقط إلى مكتبات كبرى تتناثر كالحدائق في كل مكان، وأظن أن أفضلها هي ( بوردرس ) المتواجدة في ( سيتي سنتر )، وياليت المسؤولين يعملون على الاسراع في تشجيع انشاء مكتبات في كل منطقة.

هل قابلتَ عمانيا لم يكن سفيرا لبلده؟
إن تكن قابلته فقد عثرت على شيء نادر أو سقطة مصادفة، فالعمانيون هم أصحاب تلك النهضة وليسوا مشاهدين من خارجها، وهم ضيوفك وليسوا مضيفيك من شدة الحياء. الغريب أن الاعصار جونو الذي ضرب شواطيء عمان واجه ما لم يواجهه في أي مكان آخر، ويفتخر العمانيون بأنهم كانوا عائلة واحدة، ويزيد الفخر عندما يقصون عليك نبأ البدء في بناء ما دمره الاعصار بعد أقل من ساعتين على هزيمته أمام صلابة العُماني، تلك الصلابة التي صنعها شعب مسالم ومتسامح. إذا غادرت عُمان ولم يعادوك الحنين إليها بعد يوم أو بعض اليوم، فكأنك لم تزرها! ومَنْ منِّا لم يشتاق إليها حتى قبل الوداع؟

محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
أوسلو في 13 يناير 2008

 

شاهد حر

عضو مميز
أستطيع أن أختار ثلة من مواطني العالم العربي، وأنتحي بكل واحد جانبا وأسأله عن رأيه في القيادة، أعني زعيم بلده.
ستأتي الاجابات متراوحة بين الاعجاب والاعتراض وأحيانا الصمت المشوب بالخوف، ما عدا سلطنة عمان.
ولو أغلقتَ غرفة بسبعة أبواب وأسَرَّ إليك المواطن العماني بمشاعره فلن تجد إلا حبا جَمّاَ للسلطان قابوس بن سعيد حتى ولو كان لهذا المواطن تمنيات أكبر، والتمنيات هنا تعني الحراك الوطني في المشاركة بهموم الدولة.
هل سمعتَ عن زعيم دولة تصل به محبته لشعبه لكل شبر فيها حتى أنه يترجل من سيارته ليطلب من صاحب بناية تغيير ألوانها المتضاربة وغير المتناغمة مع لمسات الجمال؟
إنه الفكر الذي جعل من الجولات السلطانية مجلس شورى يتحرك باحثا عن المواطن ولا ينتظر حتى يأتيه القاطن في جوف الصحراء أو في واد بعيد عن القصر والسلطة ورجال الدولة.إذا لم أسمع من رجالي عنك فسآتيك أينما كنت لأنصت إليك!

تلك هي خلجات السلطان قابوس وهو يُحَدّث نفسَه عن حقوق مواطنه في بلد مترامي الأطراف.
ذكرتني بالمتنبي يا شيخ... :)

والعبودية والديمقراطية والحرية وحسني مبارك.. اين ذهبت؟
أم ان السياحة لحست مخ السياسة؟ :)

الله يسامحك يا محمد كان عندي أمل...

مبروك الوظيفة الجديدة
 
الوظيفة الجديدة

أخي العزيز شاهد حر،
لعل ما أثّر عليّ حُزنا في رأيك بــ ( الوظيفة الجديدة ) هو أنني أحترمك، وأقدّر آراءك الحرة كشاهد حر، ولكن جانبك الصواب هذه المرة.
هل أنا مخطيء إنْ أثنيت على دولتين أو ثلاث من عالمنا العربي المسكين؟
هل تعرف أنني ممنوع من زيارة أكثر من ثلثي الوطن العربي الكبير جدا، بل لم أتمكن من حضور حفل تخرج ابنتي في الجامعة بمصر والتي حصلت فيه على امتياز مع مرتبة الشرف الأولى، ولا أستطيع أن أقوم بزيارة قبري والدي ووالدتي ،رحمهما الله، ولا أن ألتقي بأفراد عائلتي وأسرتي؟
لم أكن المتنبي قط، ولم أمتدح من يدفع لوظيفتي، وعندما اتصل بي القائم بالأعمال العراقي في السويد بعيد الغزو الآثم لدولة الكويت ليعرض علي كل الاغراءات كان ردي الرفض، وبأنني سأخصص إذاعة صوت العرب من أوسلو ومجلة طائر الشمال لفضح عدوانية طاغية بغداد.
وقال لي السفير الليبي في كوبنهاجن منذ سنوات: لو وقفت معنا بنصف ما تقف مع الكويت لأغدقنا عليك ما لم تحلم به، ورفضت.
وهناك عشرات من الصحف والمجلات العربية التي يصغر بجانبها المتنبي ( مدحا وليس لغة )، ومع ذلك فأنت، أخي العزيز، تستكثر علي أن أقول كلمة ثناء في نظام عربي وكأن مهمتي في دائرة الدراما والعنف والهجوم فقط، فإذا خرج مديح من قلمي فأنا في وظيفة متنبية جديدة.
أحسب أن بامكانك، أخي الكريم، أن تهبط بطائرة في أي مطار عربي دون أن تمسك أي يد بسوء، أما أنا فالمطلوب معرفة الترانزيت قبل السفر لئلا تهبط الطائرة في مطار عاصمة عربية لا يروق قلمي لحاكمها.

ومع ذلك فأنا في قفص الاتهام لأنني أثنيت على نظام عربي..
سلطنة عمان دولة خرجت من هامش التاريخ والجغرافيا في عام 1970 ولم يكن بها أكثر من مدرستين ومستشفى واحدا في مساحة 309 ألف كيلومترا مربعا.
وانتاجها من النفط أقل من جيرانها، وكانت لها مشاكل وقضايا حدودية مع اليمن والسعودية والامارات فتم حلها بفضل فكر السلطان قابوس الذي قال: حتى لو أخذت دولة عربية مجاورة عدة كيلومترات منا فنحن الرابحون.
وسلطنة عمان الدولة الخليجية الوحيدة التي نجت من الطائفية، ولا يعرف أحد عن الوزراء وأعضاء مجلس الشورى من هو السني والشيعي والإباضي.
وسلطنة عمان لم ينخرط أي من مواطنيها في عمليات ارهاب وتفجير.
وسلطنة عمان حصلت على جوائز من منظمات دولية في البيئة والحفاظ على ماء الشرب والنظام الصحي والنظافة في المستشفيات.
وسلطنة عمان نجحت في التعمين حتى أن كل سائقي سيارات الأجرة عمانيون يتحدثون عن شرف المهنة للمواطن مهما كانت دونية الوظيفة.
وحققت المرأة نجاحات رائعة وتولت وزارات مهمة، وحققت الدولة معدلا متقدما جدا في التعامل مع المسنين والمعاقين حتى أن سيارات تجوب الدولة تم وضعها لرعاية من لا يستطيعون مغادرة منازلهم.
والسلطان قابوس يهتم بأصغر الأمور، والشؤون في الدولة والمحليات أهم لديه من استقبال الكبار وحفلات التلميع الخارجية.
وسلطنة عمان الدولة الوحيدة التي تمكن زعيمها من ضم ثوار مناهضين له إلى جهاز الحكم، وأقنعهم أنها بلدهم جميعا رغم انتصاراته في بداية السبيعينيات.

أخي العزيز،
لست متنبيا أو منخرطا في وظيفة جديدة، وأنا على قائمة الممنوعين حيث تستطيع أنت أن تمرح وتتنزه.
إنني أدفع ثمنا غاليا وكان بامكاني فعلا أن أحصل على ثلاث وعشرين وظيفة كالمتنبي تماما، فهل تراني كبيرا في المخاصمة وصغيرا في المصالحة؟
لم أجامل الكويت أو سلطنة عمان فيما ذكرته من مزايا وانجازات ومكتسبات، لكنني قلت الحق .. كل الحق عندما أوجعت كلماتي أكثر من خمسة عشر مستبدا.
رفقا بي، أخي العزيز شاهد حر، فكلماتك كانت جارحة جدا.
وتقبل محبتي

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو النرويج​
 

المعتصم

عضو فعال
اما الإقتباس اللذى استشهد به الأخ شاهد حر

فأنا أؤيد كاتب الموضوع عليه وبشده ايضا

فقد انتشلهم قابوس من الثرى ورفعهم للثريا والنتائج فى السلطنه تغنى حتى عن القياس
 

فديت ترابها

عضو مميز
اختى محمد عبدالمجيد

نعم ماقلته عن السلطان قابوس كان بمحله لقد انتشل السلطنه من الظلمات الى النور بزمن والده

واصبح المواطن يعمل بكل المهم دون النظر الى مستوى المهنه واصبح الاكتفاء الذاتى للدوله شبه كامل لانهم يعيشون على زاد اليوم وجود من الموجود واصبح حبهم للقياده كبير لانها رسمت الثقه على وجه كل مواطن عمانى,,نعم اخرجت شعب لانها قادة الشغب نحو النجاح والرقى بالمجتمع ووضعت الخطط للنهوط بالدوله من خلال المواطن الذى اصبح مؤهل لقياده الدوله بكل الاماكن والسبب حبه لها

شكرا لقلمك وشكرا جزيلا لك
 

aDrenaline

عضو مميز
ابوي من اكثر الناس اصرار على شراء عقار في عمان
يجد راحه كبيره هناك
مع ان زارها من فتره ليست بالقصيره

بالفعل عمان دوله تسمى مثاليه بمفاهيمنا


يعطيك الف عافيه
 
هل أنا كويتي؟


إلى ضربة جزاء مع مودتي،

سؤالك من الصعب الاجابة عليه، فأنا مصري من مواليد الاسكندرية وهي أول مدينة شهدت مظاهرات في الثامنة والنصف صباح الثاني من أغسطس عام 1990 ضد الغزو العراقي الآثم.
أعيش في أوروبا منذ 35 عاما، وأحمل الجنسية النرويجية منذ عام 1981
بلغت عامي الواحد والستين منذ بضعة ايام.
يتعامل معي الكويتيون لسنوات طويلة على أنني ( كويتي أصيل ) ولم أشعر في ربع قرن منذ أول زيارة لي لدولة الكويت بأي تمييز، بل لعلي لا ابالغ إن قلت بأن الكويتيين، مسؤولين ومواطنين ومثقفين وإعلاميين، يفتحون لي قلوبهم كما لم يفتحوها من قبل لكويتي أكثر أصالة مني.

هل تجدني قد أجبت على سؤالك؟

مع تحياتي القلبية

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو النرويج
 

شاهد حر

عضو مميز
اهلا بالشيخ محمد (لم اكن اعلم ان تجاوزت الستين :) ..
فعذرا مرتين.. والثانيه بسبب حساسيتي المفرطة تجاه المدح..

لقد زرت عمان وألتقيت من أهلها من أظن فيه الصدق والنزاهة ورأيت أمورا مختلفة عما ذكرته.. كما أني لا أميل للتعميم والأحكام المسبقة وإختزال الأوطان في أشخاص أو نسب التطور الطبيعي إلى عبقرية فرد.. وأحاول أن أتجنب الخلط بين الإنطباعات والتقييم الموضوعي..

لكل ما سبق وجدت نفسي مختلفا معك في هذا الموضوع.. ومستغربا أسلوب المدح وأنت الذي أوجعت كلماتك أكثر من 15 مستبدا كما ذكرت.

أرجو ألا تأخذ أي تعليق بشكل شخصي..

تحياتي واحترامي :)
 

waleed.k

عضو ذهبي
لم أتشرف بزيارة سلطنة عمان من قبل ..
إلا أنني سمعت كثيرا عن حب أبناء السلطنة لسلطانهم عن طريق أصدقاء الدراسة العمانيين !
قرأت عن عمان كثيرا عبر الانترنت .. هي إحدى أهم الوجهات السياحية لأميرنا صباح -حفظه الله- ،، الطبيعة خلابة .. شعب ودود .. استقرار أمني سياسي بعيدا عن أجواء الديمقراطية المجنونة :D
هدوء يفتقده أبو ناصر في الكويت :)
بوركت عزيزنا محمد
 
أعلى