الحكومة....والفرعيات

تتعد أشكال الفرعيات وألوانها بألوان القبيلة والطائفة والتيار والعائلة، وتختلف آلياتها على حسب حجم المجموعة، وتبدو جلياً عندما يتم تطبيقها في القبيلة. ويتشبث المواطنين بالمساهمة في الفرعية ليتمسكوا بالحبل الذي من خلاله يتكسبون من خدمات صاحبهم الصحية والوظيفية وغيرها. عندما يفقد المواطن حقوقه، فإنه يلجأ للأشخاص الذين يقدمون خدماتهم المشروعة والغير مشروعة لكسب وده في الانتخابات الفرعية.

الفرعيات بألوانها المختلفة تعزز سلبيات الناخب والمرشح على حد السواء. فالمرشح يستغل منصبه وسلطته ليس للعمل في نهضة البلد وتطويره بل ليسعى في بناء قاعدته وشعبيته من خلال إرضاء ناخبيه. وحاجة الناخب المستمرة لهم، تعزز تنافس المرشحين على تجاوز القوانين لاكتساب القوة والصيت.

هذه العلاقة بين المرشح والناخب هي حصاد حكومي نتج عن فشلها في إشباع حاجة المواطن من جانب الصحي والتوظيفي والتعليمي وغيرها. الحكومة عززت دور الفساد الإداري من خلال تعاملها مع النواب ووزرائها مما جعلها تنتقل بين أطياف المجتمع. الحكومة هي التي أجبرت النائب ليراكض وراء المواطن في الوزارات، وهي التي أهملت الصحة حتى يتكسب النائب في العلاج في الخارج، وهي التي ركنت المحافظ والمختار على جنب حتى تشغل النائب بطلب المطبات والتحويلات المرورية وغيرها.

كل هذه العوامل ساهمت في تشويه دور النائب من تشريع ورقابة ورسم الرؤى، وجعلته يراهن على بقائه ليس بما أنجزه للوطن، بل على مدى الخدمات الجانبية المقدمة إلى المواطن. الفرعيات مرفوضة شكلا بسبب قانونها الدستوري، ولكن عجز الحكومة فيما تركته في مؤسساتها جعلت المواطن يتمسك في مضمونها.
 
لا فض فوك ومات حاسدوك أخي الكريم على تلك الكلمات التي خطت من ذهب ....

ما احوجنا اليوم الى قول الحق حتى لو كان على أنفسنا .... ما أحوجنا اليوم الى وقفة مع النفس لمراجعة سلبياتنا ومعالجتها لتحل محلها الايجابيات .... ما أحوجنا اليوم الى معرفة الداء ووصف الدواء ..... ما أحوجنا اليوم الى جلد الذات واصلاحها قبل الهجوم على الغير ..... ما أحوجنا اليوم الى نبذ القليل الذي يفرقنا والالتفاف على الكل الذي يجمعنا.... ما أحوجنا اليوم الى صوت العقل والمنطق والحكمة ..... ما أحوجنا اليوم الى الالتزام بالقوانين والانظمة التي تحقق العدالة والمساواة للجميع .

شكراً لك من كل قلبي .... كم كنت أتمنى أن يحمل فكرك الكثيرون :إستحسان::إستحسان::إستحسان::وردة::وردة::وردة:
 
التعديل الأخير:
مرحبا أخي حمود، يسعدني ويشرفني مرورك واطلاعك على المقالة، وإطرائك وسام على صدري عسى الله يوفقنا وإياك لما فيه خير لمجتمعنا ولبلدنا...
نتمنى أن يعم الوعي السليم لأفراد المجتمع بممارسة حياة راقية تليق بشعب يستحق التنمية....
أحد هذه الأمنيات أن نملك ناخب حر يملك رأيه في الانتخابات ليفرض على المرشحين الاصلاح والانجاز......
 
أعلى