مفـوّه .. !

البريكي2020

عضو فعال
مفـوّه .. !
بقلم : أحمد مبارك البريكي
Twitter : @ahmad_alburaiki

كـان رحمــه اللـه قبيح الوجـه كئيب المنظر لكنه وفي، وكان شجاعا لكنه نحيس، شي يغطي شي، هو الزين اللي فيه الزعفراني أنه يقول السيئات ويحط الحسنات وأنت تحكـم!
سيسجـل التـاريخ يومـا شيئـا من قبيل هذا الكلام على لسان زعفراني آخر من كويت المستقبل!
تذكرت مقطع الزعفران هذا وأنـا أجـول في تقاسيم وجوه مرشحي مجلس الأمـة، فبرق ورعد في ذاكرتي أحدهم غفر اللـه ذنوبه التي لا تعد ولا تحصى، بعـد أن خدعنـا باسـم الدين فتربع على عرش ملاييـن من الدنانيـر تغنيـه عن السلف والدين.. ما بقي حيـا، وبعد موتـه سيرثهـا على كاهلـه أمام ربه فيسـأله اللـه عن النعيـم!
إمـام وخطيب لمسجـد مفوّه، لا يشـق له غبـار، كنت وقتها يافعـا لا يحق لي التصويت لكني كنت أتوسل إلى والدي ليهبه صوته، كان يأسرني حديثه، وجمال منطقـه، وسحر بيــانه، وحسـن تدبيره في صف الكلام الذي انتهى بتدميرنـا!
كنـا نحرص كثيرا أنا ورفاقي على الحضور إلى الندوة اللي كان فيها هو القدوة، فنخرج منها ونحن قانطون من الحياة وملذاتها، فنتطلع لوصوله لمجلس الأمة كي يقيّـم مسار الأمة!
نجح ذلك القدوة أبو الندوة، فقصرت لحيته شيئا فشيئا، حتى صارت (عوارض) سأله أحدهم: فلان أين إكرامك للحى؟
فأجاب: لقد جرفني التيـار!
كـان رحمه اللـه (حيا أم ميتا) يرى الدنيـا لا تساوي جنـاح بعوضـة، فصار يمتطي جنـاح الطائـرات ويجوب بهـا ملذات الدنيـا..!
اعتزل السياسة وركن إلى قطاف أمواله التي حصـدها في جيبـه من ثمـن خدعة لسـانه المعسـول التي غسلت العقـول!
 
أعلى