المصدر : جريدة القبس العدد 15203 يوم السبت الموافق 23مارس 2008
استثمروا القضية في الانتخابات الماضية ونجحوا بسهولة
هل سيكون ضحايا الدوائر الخمس ... فرسانها ؟
النواب المستقلين يخوضون التجربة بعد ان أصبحوا معارضة
الخيار الوحيد امام النواب الوطنيين التحالف في قائمة " الكويت "
كتب : سعد العتيبي
أشعلت قضية الدوائرالخمس المشهد السياسي في مايو 2006 ، فانطلقت آنذاك حملة شبابية واسعة بشعار " نبيها خمس " الامر الي أدى الى احتدام المواجهة بين ما اطلق عليهم " النواب ا 29 " والحكومة ، فانتهت بحل المجلس .
واستثمر هؤلاء النواب بذكاء قضية الدوائر فشنوا في حملاتهم الانتخابية هجوما كاسحا على مؤسسة الفساد التي كانت تعارض هذه القضية فعادوا من جديد وبكل سهولة حيث كان الشارع السياسي يسير بكل مكوناته باتجاه تأييد هؤلاء النواب الوطنيين ، فكانت الغلبه لهم وحققوا انتصاراً لم يتوقعه اكثر المتفائلين فعاد منهم 28 نائبا الى مجلس 2006 .
وقد تكون الصورة الآن مختلفة تماماً ، فليس هناك ما يجمع هؤلاء النواب حيث اختلفوا في قضايا كثيرة ، فجاء الحل قبل أن يتفقوا على قضية شعبية تتصدر حملاتهم المقبلة ، وهناك من يرى بأن هؤلاء النواب سيواجهون مأزقاً حقيقياً في مسألة التنسيق حيث كانوا في السابق يتنقلون بين مقار زملائهم كون لا احد ينافس احد في دائرته بينما الآن فتحت الدوائر على بعضها البعض فأصبح الكل ينافس الكل ، فهل من المكن أن يستضيف مرشح منافسه الآخر في مقره فيكسب من قاعدته وجمهوره ؟ قد يكون ذلك مستبعداً .
وفي الجانب الآخر فان ما أطلق عليهم النواب المستقلين في مجلس 2003 فقد منوا بخسارة كبيرة في انتخابات 2006 نتيجة موقفهم الرافض لنظام الدوائر الخمس الا أنهم يأتون اليوم وقد لعبوا دور المعارض المشاكس للحكومة طوال فترة المجلس الماضي حيث تسببوا في الكثير من المتاعب للحكومة بل استغلوا لعبة الشارع ، فكانوا يأججون في كل قضية ، ويهددون بالنزول الى الشارع في كل مناسبة ، ولعل القضايا الاخيرة بدءً من اسقاط القروض ووصولا الى زيادة الخمسين دينار ونهاية بازالة الدواوين دلالة واضحة على تفوق هؤلاء النواب في المشاغبة ودغدغة مشاعر الناس الامر الذي شكل عائقاً أمام حكومة ناصر المحمد للاستمرار ففشلت في مواجهة مشاريع وقوانين يطرحها هؤلاء النواب
وبين هؤلاء وهؤلاء انتقل مجموعة من النواب من كفة ما أطلق عليهم " النواب ال 29 " الى ضفة ما كان يعرف ب " كتلة المستقلين " ، وبين هذه الضفة وتلك ضاعت الحكومة فقدمت استقالتها ، فجاء الحل .
وبعد ان ضاعت السكرة وجاءت الفكرة ، كيف سيكون تعامل النواب مع معركة الانتخابات المقبلة في ظل ظروف متغيرة ومتشابكة اذهلت المراقبين وفي ظل قضايا استجدت على الساحة مثل قضية التأبين وتأثيراتها على المشهد الانتخابي وتوجهات الناس التى عادة ما تتجه الى التغيير
وأمام هذه التحديات والمستجدات ، سيتوه الكثير من النواب السابقين ، وسيعيد بعضهم حساباته من خوض الانتخابات او الابتعاد ، فبقدر ما كان نواب المجلس الماضي يتوقعون الحل منذ فترة الا أنهم لم يتوقعوا ان تكون جلسة مجلس الوزراء الماضية هي الشعرة التي ستقصم ظهر البعير بشكل سريع وغير متوقع لكثير من المراقبين .
وفي ظل تلك الصورة الجديدة ، سيواجه النواب الوطنيين الذين حاربوا الفساد وكافحوا من اجل المحافظة على المال العام ووقف التعديات على اراض الدولة سيواجهون خصماً مستتراً الا انه نشط في الخفاء وسيدفع باتجاه طرح وجوه جديدة في المناطق لعلها تنافس النواب الوطنيين ، فخسارة هذا الخصم في الانتخابات الماضية مازالت ماثلة ، ويريد الآن رد الاعتبار لم استبعده من الواجهة .
وفي ظل هذا التحدي ، ليس هناك خيار امام فرسان الدوائر الخمس الا أن يرتبوا اوراقهم من جديد ويتفقوا وبشكل سريع على تركيب قائمة جديدة وليطلق عليها مثلاً قائمة " الكويت " ، فمن الصعوبة الآن على النائب لوحده أن يغطى دائرته الواسعة من دون وجود قواعد انتخابية وكوادر نشطة تنتشر في المقار الانتخابية ومراكز التصويت ، فالتحديات كبيرة والمصاعب أكبر أمام هؤلاء النواب اذا لم يكن هناك نوعاً من التفاهم والتنسيق لمواجهة نواب آخرون تشير التوقعات الى انهم قاموا بتشكيل قوائم لشراء الاصوات .
وتلك المسأله تفتح الباب أمام ضرورة تحتمها اللعبة الجديدة لتشكيل تحالفات وقوائم يمكن من خلالها لنواب الدوائر الخمس التعاطي مع الدوائر التي كبرت الى حد ما ، قبل أن يدفعوا ثمن وقوفهم معها . ( انتهى ) .
هذه آخرتها ربعنا راحوا وطي والله يستر عليهم ، هل تتوقعون بأن هذا الكلام صحيح ؟!!