على التسليم الجدلي ,, بأن
الكلام المنقول صحيح النسبة ، وأنه غير مبتور من سياقه في الكتاب نفسه
لأني لا أعرف الكتاب المذكور ولم أقرأه للأمانة العلمية
الكلام المنقول صحيح ولو لم يكن صحيح أو مشكوك فيه فلماذا تدافع عن كلام لم تتأكد من نسبته له
إلا إذا كنت متأكد من هذا الكلام وتتحاشى الحقيقه
وهاهي الصفحات من كتابه
=========
فالرأي يا زميل :
أن عقيدة الحلول والاتحاد ووحدة الوجود كمفاهيم: ليست متساويات بإطلاق
أو مترادفات لفظية كما تقرر !
كما ينبغي أن تعلم بأنَّ وحدة الوجود ,, كمفهوم فلسفي إشراقي
تختلف عن الحلول ؛ باعتبار أن ما له ذاتين غير ما له ذات واحدة !!
فهما معتقدان متغايران ,, ومن مستقبح الخطأ يا زميل
أن تنبه الخطأ بخطإ آخر !!!
يا زميل أهل الأهواء تشرق وتغرب بهم أهوائهم
والدليل أن الجاميه خوارج مع الدعاة ومرجئه مع الحكام
=======
العبارات المنقولة عن الشيخ خاصة التعبير بـ"الاتصال" ,, فيها ترسل أدبي وتجوّز ٌ واضح
مراعاة لمقام ,, التوصيف البياني الواضح !
فإما أن يحمل كلامه على ما يصح ويكون مقبولاً عند العقلاء؛ وهو المطلوب شرعاً
فنقول : قد توسّع الشيخ في عبارته وتجوّز .
وإما أن نحمل الكلام على أسوأ المحامل ,, وهذا لا يجوز ويقبح بأهل الإنصاف
وبشرف الخصومة ,, فنقول زوراً وبهتاناً: كان يقرر الاتحاد والإلحاد !!!!!
إذا توسع شيخكم فى عباراته وتجوز
والقاعدة الشرعية المستصحبة هنا / أن باب الإخبار عن الله تعالى أوسع وأرحب من باب الصفات
==========
علماً بأن في كلام المتقدمين إلماحة إلى بعض ما ذكرته لك
فعلى سبيل التمثيل العشوائي ,, لا الاستقضاء أو التتبع :
1- قال ابن القيم في مدارج السالكين :
"ومراد القوم بالاتصال والوصول اتصال العبد بربه ووصوله إليه، لا بمعنى اتصال ذات العبد بذات الرب كما تتصل الذاتان إحداهما بالأخرى ولا بمعنى انضمام إحدى الذاتين إلى الأخرى والتصاقها بها .
وإنما مرادهم بالاتصال والوصول إزالة النفس والخلق من طريق السير إلى الله ولا تتوهم سوى ذلك فإنه عين المحال.
فإن السالك لا يزال سائرا إلى الله تعالى حتى يموت فلا ينقطع سيره إلا بالموت فليس في هذه الحياة وصول يفرغ معه السير وينتهي، وليس ثم اتصال حسي بين ذات العبد وذات الرب فالأول تعطيل وإلحاد والثاني حلول واتحاد.
وإنما حقيقة الأمر تنحية النفس والخلق عن الطريق فإن الوقوف معهما هو الانقطاع وتنحيتهما هو الاتصال".
وقال: "
قال : والاتصال ثلاث درجات الدرجة الأولى اتصال الاعتصام ثم اتصال الشهود ثم اتصال الوجود واتصال الاعتصام تصحيح القصد ثم تصفية الإرادة ثم الحال.
أما القسمان الأولان وهما اتصال الاعتصام واتصال الشهود فلا إشكال فيهما فإنهما مقاما الإيمان والإحسان فاتصال الاعتصام مقام الإيمان واتصال الشهود مقام الإحسان
وعندي أنه ليس وراء ذلك مرمى وكل ما يذكر بعد ذلك من اتصال صحيح فهو من مقام الإحسان فاتصال الوجود لا حقيقة له ولكن لا بد من ذكر مراد الشيخ وأهل الاستقامة بهذا الاتصالومراد أهل الإلحاد القائلين بوحدة الوجود منه" اهـ
2- وقال ابن تيمية في مجموع الفتاوى:
"ولقوة الاتصال : زعم بعض الناس أن العالم والعارف يتحد بالمعلوم المعروف وآخرون يرون أن المحب قد يتحد بالمحبوب . وهذا إما غلط ؛ وإما توسع في العبارة، فإنه نوع اتحاد : هو اتحاد في عين المتعلقات من نوع اتحاد في المطلوب والمحبوب والمأمور به والمرضي والمسخوط ؛ واتحاد في نوع الصفات من الإرادة والمحبة والأمر والنهي والرضا والسخط بمنزلة اتحاد الشخصين المتحابين . [ثم قال]:
وإنما المقصود هنا : أن المعروف المحبوب في قلب العارف المحب : له أحكام وأخبار صادقة ؛ كقوله تعالى : { وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله } وقوله تعالى { وله المثل الأعلى في السماوات والأرض } وقوله تعالى { وأنه تعالى جد ربنا } وقوله : { سبح اسم ربك الأعلى } . وقوله في الاستفتاح : { سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ؛ ولا إله غيرك } . ويحصل لقلوب العارفين به استواء وتجل لا يزول عنها يقر به كل أحد ؛ لكن أهل السنة يقرون بكثير مما لا يعرفه أهل البدعة ؛ كما يقرون باستوائه على العرش . ومثل قوله صلى الله عليه وسلم { عبدي مرضت فلم تعدني فيقول : أي رب كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟ فيقول : أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلو عدته لوجدتني عنده } . فقد أخبر أنه عند عبده ؛ وجعل مرضه مرضه والإنسان قد تكون عنده محبة وتعظيم لأمير أو عالم أو مكان : بحيث يغلب على قلبه ويكثر من ذكره وموافقته في أقواله وأعماله فيقال : إن أحدهما الآخر كما يقال : أبو يوسف أبو حنيفة . ويشبه هذا من بعض الوجوه : ظهور الأجسام المستنيرة وغيرها في الأجسام الشفافة كالمرآة المصقولة والماء الصافي ونحو ذلك . بحيث ينظر الإنسان في الماء الصافي السماء والشمس والقمر والكواكب . كما قال بعضهم : إذا وقع السماء على صفاء كدر أنى يحركه النسيم ؟ ترى فيه السماء بلا امتراء كذاك البدر يبدو والنجوم وكذاك قلوب أرباب التجلي يرى في صفوها الله العظيم وكذلك نرى في المرآة صورة ما يقابلها من الشمس والقمر والوجوه وغير ذلك . ثم قد يحاذي تلك المرآة مرآة أخرى فترى فيها الصورة التي رئيت في الأولى ويتسلل الأمر فيه . وهذه المرائي المنعكسة تشبه من وجه بعيد ظهور اسم المحبوب المعظم في الورق بالخط والكتابة سواء كان بمداد أو بتنقير أو بغير ذلك فإنه هنا لم يظهر إلا حروف اسمه في جسم لا حس له ولا حركة وفي الأجسام الصقلية ظهرت صورته ؛ لكن من غير شعور بالمظهر ولا حركة فالأول مظهر اسمه وهذا مظهر ذاته . وأما في قلوب العباد وأرواحهم : فيظهر المعروف المحبوب المعظم وأسماؤه في القلب الذي يعلمه ويحبه . وذلك نوع أكمل وأرفع من غيره بل ليس له نظير . وإلى ذلك أشار بقوله : { كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه } وهو الذي قال : { ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله } وقال : { فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا } وكذلك قوله : { ليس كمثله شيء } وقوله : { مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل } .
فصل : فهذا القدر لا يخالف فيه عاقل فإنه أمر محسوس مدرك وهو أقل مراتب الإقرار بالله ؛ بل الإقرار بوجود أي شيء كان وأقل مراتب عبادته ومحبته والتقرب إليه ثم مع ذلك هل يتحرك القلب . والروح العارفة المحبة أم لا حركة لها إلا مجرد التحول من صفة إلى صفة ؟ . ( الأول مذهب عامة المسلمين . وجمهور الخلق . ( والثاني قول المتفلسفة ومن اتبعهم ؛ إذ عندهم أن الروح لا داخل البدن ولا خارجه ولا تتحرك ولا تسكن . وأما الجمهور فيقرون بتحركها نحو المحبوب المطلوب كائنا ما كان . ويقر جمهور المتكلمين بأنها تتحرك إلى المواضع المشرفة التي تظهر فيها آثار المحبوب وأنواره كتحرك قلوب العارفين وأبدانهم إلى السموات وإلى المساجد ونحو ذلك . وكذلك تحرك ذلك إلى ذات المحبوب من المخلوقين كالأنبياء والملائكة وغيرهم وكل من الفريقين يقر بتجلي الرب وظهوره لقلوب العارفين وهو عندهم حصول الإيمان والعلم والمعرفة في قلوبهم بدلا من الكفر والجهل ؛ وهو حصول المثل والحد والاسم في السماء والأرض . وأما حركة روح العبد أو بدنه إلى ذات الرب فلا يقر به من كذب بأن الله فوق العرش من هؤلاء المعطلة الجهمية الذين كان السلف يكفرونهم ويرون بدعتهم أشد البدع ومنهم من يراهم خارجين عن الثنتين والسبعين فرقة : مثل من قال إنه في كل مكان أو إنه لا داخل العالم ولا خارجه ؛ لكن عموم المسلمين وسلف الأمة وأهل السنة من جميع الطوائف تقر بذلك ؛ فيكون العبد متقربا بحركة روحه وبدنه إلى ربه مع إثباتهم أيضا التقرب منهما إلى الأماكن المشرفة وإثباتهم أيضا تحول روحه وبدنه من حال إلى حال . ( فالأول مثل معراج النبي صلى الله عليه وسلم وعروج روح العبد إلى ربه وقربه من ربه في السجود وغير ذلك . ( والثاني : مثل الحج إلى بيته وقصده في المساجد . ( والثالث : مثل ذكره له ودعائه ومحبته وعبادته وهو في بيته ؛ لكن في هذين يقرون أيضا بقرب الروح أيضا إلى الله نفسه فيجمعون بين الأنواع كلها . وأما تجليه لعيون عباده فأقر به المتكلمون الصفاتية ؛ كالأشعرية والكلابية . ومن نفى منهم علو الرب على العرش قال : هو بخلق الإدراك في عيونهم ورفع الحجب المانعة . وأما أهل السنة : فيقرون بذلك وبأنه يرفع حجبا منفصلة عن العبد حتى يرى ربه كما جاء في الأحاديث الصحيحة ."اهـ
أرجو أن تقرأ بتمعن ، والفهمَ الفهمَ !
:وردة: