مصر " تنتخب "ونحن" ننتحب " ... ويا قلب لا تحزن !


أشعر بهيبة اسم هاشتاق " مصر تنتخب " وأنبهر من الطموح المليئ بين ثنايا التغريدات
التي تستبشر خيرا بولادة حقبة تاريخية مودعة عهد الطاغية حسني مبارك


وأتصفح هاشتاقنا الموسوم ب " استجواب_ الشمالي " فأرى استهزاء وغرور
وأماني فارغة ومطالب جادة وملاحظات جيدة
ثم أستذكر حالنا وأحتار بين استجواب وزير المالية
أم التراشق اللفظي فيه
أم غرامة الداو ذات المليارين دولار
ويا قلب لا تحزن !


سمعنا في الإستجواب عن مخالفات جسيمة في التأمينات الإجتماعية
وتبديد لمليارات سائبة ليس لها صاحب ولا حافظ
وفي النهاية قدم الوزير استقالته دون أن نعرف ماهي الإجراءات التي ستتخذ ضد المخالفات المذكورة في الإستجواب !
ويا قلب لا تحزن !


ثم رأينا وسمعنا مكرهين إلى فاصل من كلمات بارز بها المستجوبون وزير المالية لتحجيمه
من تراشق لفظي استخدم فيه البراك والطاحوس عبارات غير لائقة
وختموا استجوابهم بكلمة : إلى مزبلة التاريخ ... !
وهم في الوقت نفسه يطالبون بمحاكمته فكيف يقولون إلى مزبلة التاريخ وهم يتهمونه ولم يدينوه !
ولم نتأكد نحن وهم من براءته !
مع أن وليد الطبطبائي زكاه وشهد له بنظافة اليد !
لكنه " أكشن " ومايسوي
ويا قلب لا تحزن !


ثم ونحن في غمرة ذلك نتفاجأ بغرامة الداو البالغة أكثر من مليارين دولار تتحملها خزانة الدولة
ونحتار: هل نحمل الخطأ حكومتنا ذات الجيش العرمرم من المستشارين القانونيين ؟
أم نحملها مؤسسة البترول وقياداتها الذين وقعوها ورعوها
أم نحملها نواب مجلس الأمة الذين غفلوا عنها وانشغلوا بما هو دونها !


في النهاية كما هي البداية نحن الشعب سمعنا عن حجم هذه الغرامة الهائلة
ونحن من يتحملها من المال العام بمليارين دولار تدفع ببرود بسبب خطأ جزائي
كما تحملنا مخالفات وزارة المالية والتأمينات وسمعنا عن حجم الفساد فيها
واستمعنا إلى التراشق اللفظي فيه

أصبحنا " ننتحب " على ما آلت إليه أوضاعنا من تبديد للمال العام
وعدم توفير حياة كريمة للمواطن الكويتي
فهو يرزح تحت الغلاء ويعاني من ارتفاع الإيجارات منتظرا بيت العمر
ويصارع البطالة لنيل عيشة هنيئة ويرى مقدراته تنتهب دون رقيب
ولا يشاهد تنمية محترمة تليق في بلده وخيراته
" ويا قلب لا تحزن "
والسؤال : ما هو السبيل لإصلاح ذلك ؟
 
أعلى