خرجة "العلم"

العلم رمز الحرية والسيادة للوطن، ورمز التاريخ والاستقلال، بل هو هوية البلد ومكانته. تُعرف الدول بعلمها، وتفتخر في علوه وتتنافس في مختلف الميادين لترى علمها يرفرف عاليا، كما تسعى جاهدة لتجعله خالدا!!!. وتُقدر حب الفرد بمدى حبه المعنوي والمادي لعلمه حتى يعكس مدى اخلاصه لبلده. وعندما تحدث الدكتور الطبطبائي عن "الخرجة" العلم وعدم رفعها في الميادين الرياضية وبأسباب "تطارح" التجار والأبناء، لأن تجاهل قانون سب "النبي" يؤدي الى التعدي على الوطن لأن من لا خير في دينه الاسلام الذي يحث على الولاء والطاعة ونصرة ولي الأمر والاخلاص والعفو والاتقان، فإنه حتما وبلا شك لا خير فيه لوطنه ولا لولي أمره!!!

وأنا هنا لست أبرر لدكتورنا الفاضل، ونؤمن بأن "كل ابن آدم خطاء"، ولكن عطاء الدكتور يعكس فقط خطأه التعبيري، وتاريخه الوطني يثبت تفانيه وإخلاصه لوطنه خاصة في وقت أزمة العدوان، عندما لبى نداء الفداء والعلم...في حين كان من الناس من خبأ العلم تحت الفرش والتراب!!!... ولم تغب عن أغلبية الشعب الاصوات الشاذة التي تنادي بكرامة البيرق لتخلق على واقعهم الكئيب مشكلة وطنية زائفة يتنادون بها لتغطية كبواتهم ومساوئهم الكريهة.

هل لفظ الخرجة أبلغ من إزالة العلم الوطني في ميدان عسكري ورفع علم إيراني في مكانه!!! أم الخرجة أبلغ من تبذير أموال الوطن يمنة ويسرة من غير حق ولا إصلاح أم الخرجة أهم من تفشي فساد الغذائي والصحي والتعليمي والرياضي والأمني!!!. فإننا نحافظ على هوية وطننا وعلمنا عندما نصلح بلدنا من الخونة الفاسدين والتجسسين، ونحافظ عليها عندما نرجع أموال الوطن ونسترجع هيبته، ونحافظ عليها عندما نكرم الفرد ونصلح مستواه الصحي والتعليمي والغذائي والتعليمي والرياضي...فعندها نتكلم عن نوع "خرجة" العلم المترفرفة بعد إعلائها!!!
 
أعلى