من هنا وهناك ..!

متهم

عضو فعال
هنا سأثرثر أنا الذي لا اجيد غير الثرثرة اظنكم تعرفوني .!!
ومن لا يعرفني اقول نعم انا الذي لا اجيد الكتابة ولا الإملاء ولا اي شيء آخر انا الذي اخبرني استاذي ذات درس  
" والنبي منتش نافع يابني " ففتح لي الآفاق بأن اكون وزيراً او مستشارًا حكومياً  او اي شيء من تلك الاشياء التي "ملهاش لزمه في هذا البلد " .!

احدهم قال لي بلؤم لماذا تنتقد الحكومة الشيخ ناصر فأخبرته بلغةً صادقه كي يشتروا صمتي .!
هكذا علمني العدوة وحماد ان المعارضة في اول الطريق ترفع "الغلة" في أخره ..!!

بعد ان اغلقت دكاني في تويتر ها أنا اقص شريط دكاني الجديد هنا انا الذي لا اجيد شيء حتى  الكلام 

..........






أسوأ ما في الفقد ليس الفقد ذاته بل إجباره لك أن تنحدر في التفكير ونبش كل احتمالات الغياب .. كل شيءٍ مرجّح! هكذا يخبرنا الغياب المفاجئ* 

تلك العباره قالها صديق عزيز جدًا قبل ان يركب قوافل الغياب ويستودع حبه في قلوبنا ويرحل فعلاً الغياب المفاجئ يصيرنا على موائد الشك يستقطب طيور التشاؤم لتحلق في سديمنا 
تتلبد ارواحنا بالسود ويفترسنا الحنين وحين نجنح للخيال لا يسعفني إلا بالمآسي ويفتح لنا باب يطل على قبوٍ مظلم مرعب ليتهم حين يرحلون يأخذون أشيائهم التي تعلق بالذاكرة معهم ..


.......
 
ضحكات الاطفال في أذني ترانيم المطر على سقف بيتنا العتيق  رائحة الارض بعبير الغيث إبتهال العجائز  وحكايا "الشيبان"حول النار طقطق الحطب في سعيرها أسراب الطيور المهاجرة التي ماعادت تزورنا على عادتها
كل هذه التفاصيل هجرتني ماعادت في واقعي فقط تنبعث دفعة واحده من ردهات الذاكرة ويكاد يقتلني الحنين آه مال هذا النسيان لا يلتهما ويريحني منها
 

متهم

عضو فعال
إن تحدث غنام فأنصتوا ...


5- الأبطال المتقنون ..!
نحن أبطال شاشة هذه الدنيا ، نعيش في مسلسلٍ متتابع ..
لم نختر أدوارنا ، نرتجل نصوصنا .. وتمثيلنا حقيقة !
نقف على خشبة مسرحٍ عريض ، والجمهور مايلبث قليلاً حتى يحل محلنا ونحل محله !
نتعاقب الأدوار بشكل مستمر ..
لدينا التراجيديا ، والدراما ، والميلودراما . والكوميديا ، والرعب ، كل شيء تجدونه في مسرحنا !

فكروا قليلاً سترون أن ما نشاهده على الشاشة المنزلية ..
.. نموذجٌ مصغر لما يحدث في الشاشة الأكبر ! 
نحن بارعون حقيقةً ، نتقمص الأدوار بإتقان،
نبكي حين نُفجع بدموع حقيقية ، ونحزن حين نحزن بإتقان ،وإذا فرحنا تهللت أساريرنا بجلاء !

أما التشويق الذي هو من أهم أدوات تقييم العرض .. فيبلغ مداه!
كيف لا والحلقة الأخيرة غير معروفة ! والأحداث تتوارى خلف ستارة الأيام ..
ربما ينتهي دور أحدنا غداً ، أو هذه اللحظة ..
..ربما يكمل معنا طويلاَ .. وربما نحن من نتركه ونغادر المسرح !

الأحداث لا أحد يتجرأ فيحرقها/يسربها .. نسير نحو الغموض !
لذلك تأتي مصادفاتنا مزلزله..
وأفراحنا معبره ..
ومفاجأت السيناريو لا تنقضي .. 
كلنا ممثلون حتى إشعارٍ آخر !
..
دعوني أعرفكم على إحدى بطلات مسرحنا الكبير..

أم تركي ، قرويةٌ تسكن بجوارنا قديماً .. تؤدي دور الصديقة الوفيه !
تتقن في هذه الحياة دور الخير و النبل و الوفاء ، والحق أنها تستحق الأوسكار للإبهار الذي تؤديه !
وعندما تراها لا يمكن إلا أن تدخل قلبك ..
سماحة وجهها تفضح طهر قلبها ، وطهر قلبها يعكس على وجهها إشعاع الحب والصفاء .
لطالما رأيتها في بيتنا قبل أن أنام ، ولطالما رأيتها أول ما أفيق .. 
ولطالما كنت أعتبرها أماً أخرى لا جارةً صديقة !
كانت تحبنا وتحب أمي ، أعز الأصدقاء جميعاً ..
كثيراً ماعاتبت أمي /
-لماذا رفضتي ؟! لماذا ترفضين ؟ الطفل الواحد ليس إستقراراً ! 
أقدمي على التجربة الأخرى المرأة في الدنيا ليس لها إلا بنيها !
.. ووحيدك ..اسأل الله يبقيه لك ، لكن من يدري؟
فالأقدار تحفل بالغموض !
لديَ خمسة ولديك واحد ، رغم تقارب سنينا يا صديقة ، بربك لا تيأسي وأقدمي ..
هذا الحوار المكرور ، تتقنه أم تركي بأداءٍ يفوق الوصف ..
إلحاحٌ مشفق ، تطفلُ محب ، لكن أمي تأبى !
تلح هي فتصر أمي على قرارها ، لقد ترهبنت في صومعة الصغير ولا رجعة !

وفي صباح رحلينا للرياض مغادرين الإقامة الدائمة في القرية ..
.. كانت أم تركي تقف بوجهٍ مكلوم تؤدي دور الحزن الذي فرضه النص !
واقفةً امام باب بيتنا ، تبكينا كأننا الأموات لا الراحلين !
تشيع صديقتها وصغير صديقتها كما لو كانوا لن يعودوا أبداً ..
أي دورٍ ذاك السابعة صباحاً ، أي دموعٍ تسربلت ! أبهرت فبكت وأبكت !

- ولأن المسلسل الذي نعمل فيه لا يمكن التنبؤ بأحداثه ..
ولأن أدوارنا تتنقل بين الضحك و البكاء و الخوف ..
حدثٌ زفه شهر رمضانٍ ، انتفض السيناريو فجأةً ، أولد فجيعةٌ لا تنسى !

مات ثلاثة ٌ من أبناء صديقتنا القديمة في حادث سير أثناء عودتهم من العمره
ثلاثة ٌ غادروا مسرحنا على الإسفلت الأسود ،والرابع قضى نحبه في سرير المستشفى الأبيض !
هكذا بقي لها بين ليلةٍ وضحاها خامسها الوحيد ، وفتاتين بعمر الزهور ..
صادر المسلسل المهم دور الصديقة الودود الحنون ،
وأعطاها دوراً جديداً : دور الثكلى الحزينة ، ولا تسل أم تركي عن جودة الإتقان !

لم تعلم وهي تنصح أمي بالإقدام والإكثار من الضنى ، أن هذه الدنيا تخبيء لها هذا النص السوداوي !
لا خمسةٌ ولا عشرةٌ يغنون شيئاً إذا قال النص انتهى عملكم ، تفضلوا مع هذا الباب الأسود !
وواحد ٌ كعشرة ، إذا كانوا سيرحلون يوماً و يبقى هو مستمراً في المسلسسل العجيب !

عندما قالت لأمي ذات صباحٍ قروي :
هذا الطفل وحيدك ومن يدري، فالأقدار تحفل بالغموض ..
.. لم تكن تدري أن خبايا النص وأوراق السيناريو البعيدة ، غامضة ٌ على الجميع !
:
بطلةٌ أخرى من أبطال مسلسلنا الكبير ،
غزوى وما أدراكم ما غزوى ، فداء غزوى الغواني !
الأنثى الحسناء .. الأنثى الحلم .. لو لم تكن في قريتنا وعاشت في الإغريق لكانت عندهم آلهة الجمال !
تلك الفاتن كان دورها في الحياة عجيباً حقاً !
تقول أمي دائماً :
أسوأ النساء حظاً في الحياة ، أبهرهن جمالاً !
لا أدري أتتفقون معها ؟

لكن غزوى تثبت صدق أمي..

عاشت بيننا طويلاً وبدأ مسلسها المتنقل ،
انتقلت لقريةٍ بعيدة ، وجاءت بعد عشر سنين تحمل لقلب مطلقة !
عادت بوجهٍ يقطر حزناً ، كانت كالكعكة اللذيذة، فكأنما إمتدت لها يد طفلٍ جائع فشوهت زخرفها !

عادت ، ومالبث أن ضرب السيناريو مرةً أخرى فمات عائلها الأب ،
عاشت في الدار الأظلم وحيدة !

وبعد سنين ، تجدد فصلٌ في دورها الرتيب ..
تخيلوا .. من قلب نجد ، تمضي لتكمل حياتها في الجوف مع قريبٍ لها !
هكذا فارقتنا في صمت ، ذهب الجمال عن قريتنا وتوجه شمالاً !

عرفنا فيما بعد ..في السنين المتعاقبة سريعاً ..:
أن هذه الحسناء أعياها السكر وأصابها العمى وهي تخطو إلى الخمسين..
وأين تمكث ؟
تمكث في الرعاية الإنسانية في الجوف! في البعيد عنا 
في ظلماتٍ ثلاث : ظلمة بصر وظلمة قهر وظلمة اغتراب !
وصيتها إن ماتت .. فتلقبروني في قريتنا القديمة ! أرض أمي وأبي وصباي القديم
وكان لها ماأرادت .. نفذها القريب البعيد !
صلينا عليها يوماً ، حين عاد مقدمها الميمون ..
خرجت بحسنها و بهائها ، وعادت محمولة ً على الأكتاف !
إنتهى دورها في هذا العرض ، فلتغادر بجمالها و بؤسها و أقدارها المتوحشة إلى حفرةٍ في الأرض التي ولدت فيها !
قصةٌ من قصص مسلسلنا الذي لا نعرف خاتمته ..
أرأيتم .. كلٌ منا في هذا العرض ممثل ..بطلٌ متقن ! 
مسلسلٌ عجائبي ، لا أحد يضمن فيه دوره !
ربما لا أعود لأستكمل هذا المتصفح ، ومن يدري لربما كتبت فما عاد بعض من يقرأني !
ولا يمكن أن نتنبأ فيه حتى بالحلقة القادمة ،
نسير كالعُمي ، لا نؤدي!
بل يرافقنا الإرتجال فقط !
أليس كذلك ؟
 
أعلى