ظلال السيوف
عضو فعال
مشكلة سوريا ليست في عصابة الأسد وإنما في "اختطاف الجهاديين" للثورة؟
2012-10-13 كتب خالد حسن في صحيفة العصر
أمر الغرب محير: هل سيتدخل لمنع السلفيين من الاستئثار بالحكم في سوريا (كما يزعم) بعد الأسد أم سيتدخلون لمنع محرقة الأسد وإبادته لشعبه؟
يبدو أنهم إذا تدخلوا فلمنع الإسلاميين وصدهم لا لوقف مجازر الطاغية، هذه هي حسابات الساسة في الغرب.
هذا ما كان يتخوف منه الكثيرون: أن يتحول اهتمام الغرب بالثورة إلى متابعات تفصيلية جانبية وحالة من الفزع مما يسميهم "الجهاديون السلفيون".
ليس فيه صحيفة أمريكية أو بريطانية أو فرنسية تصفحتها في الفترة الأخيرة إلا وتغطيتها للثورة السورية لم تتجاوز تقارير لمراسليها عن "الجهاديين" وكتائبهم وقتالهم وغنائمهم وتهديداتهم ومخاطرهم.. أمس أسسوا كتائب واليوم استولوا على قاعدة جوية وغدا غنموا صواريخ وبعد غد حولوا سوريا إلى معاقل "طالبانية".
وهكذا في مسلسل طويل ممل من حلقات لا تنتهي وتختزل ثورة سوريا الرائعة في مجموعات جهادية يراد تضخيمها والتخويف منها لتصبح هي القضية الكبرى.
وأخشى أن تتحول الثورة السورية مع مرور الأيام وتدفق سيل التدليس الإعلامي الغربي المكشوف إلى قصة "طالبان" جديدة.
وإذا كانوا أصحاب بأس وقتال وصبر وجلد وخبرتهم بالمعارك والمواجهات تفوق غيرهم فهل يُمنعون من المشاركة في الثورة لأنهم "جهاديون سلفيون"؟
وإذا كانوا جزءا من الثورة وشاركوا في التحرير، فهل يعقل أنهم بعد انتصار الثورة على عصابة الأسد أن ندفع بهم بعيدا ونتبرأ منهم؟
وإذا كانوا منظمين ومجهزين ومسلحين وحققوا تقدما ميدانيا، فهل يثور عليهم باقي الثوار والمقاتلين لأنهم "جهاديون"؟
المطلوب أمريكيا وغربيا أن يترك الثوار وكتائب الجيش الحر مواقعهم في مواجهة العصابة الإجرامية للأسد ليتفرغوا لمطاردة "الجهاديين"، لأنهم جهاديون وفقط، هل هذا ما يريدونه من الثوار أن يقتتلوا فيما بينهم وأن يطارد بعضهم بعضا، أن يُعزل الجهاديون ولو بالقوة لأنهم سلفيون وفقط؟
وهكذا تنقلب الموازين والحقائق، فمشكلة سوريا ليست في الأسد وحكمه الإجرامي وطغيانه، وإنما في السلفية الجهادية القادمة من الشرق والغرب، هذا ما تسوقه بعض الدوائر السياسية ومخابر التحليل.
وهذه خاتمة الثورة في سوريا يسدل ستارها على انقسامات واقتتال داخلي، وبعدها يحسم الوضع بعيدا عن الأضواء وفي غفلة من الثوار وانشغال بعضهم بالانقسامات وتبادل التهم.
تسرق الثورة وتختطف من أيدي رجالها وصناعها والسبب قطع الطريق على الجهاديين؟ هل هذا ما يراد بالثورة؟ هل هذه النهاية التي ستفرض عليها.
لم يشاركوا في صنعها ولا في تفجيرها ولا في استمرارها وتألقها وما حققته على أرض الواقع. ويريدون تدارك ما فاتهم بفرض "الخاتمة" التي تخدم مستقبلهم في المنطقة لا مستقبل سوريا الديمقراطي التعددي المنشود، أيا كان الحاكم المنتخب الذي تفرزه صناديق الاقتراع.
والأصل في مشكلات الثوار وتبايناتهم وانقساماتهم أن تعالج بعيدا عن الصخب والضجيج، ويتصدى لمعالجة حالات الغلو في بعض الكتائب أولو الرأي والنظر والحكمة.
وليس مطلوبا أن نقنع "الجهاديين" بتغيير أفكارهم الآن ولا بمحو الحضور الجهادي من خريطة سوريا اليوم أو غدا، فالإلغاء منطق المستبدين والمتغلبين بالقوة والقهر والشوكة. وهم جزء من الثورة وبأسهم في القتال لا ينكر وتحملهم وتضحياتهم وصمودهم لا ينكره إلا جاحد.
وإذا كانوا جزءا من الثورة وشاركوا في التحرير، فهل يعقل أنهم بعد انتصار الثورة على عصابة الأسد أن ندفع بهم بعيدا ونتبرأ منهم؟
كما لا يمكن إقرارهم على بعض غلوهم في الحكم على الآخرين وفرض الأحكام على المجتمعات وحمل السكان على تطبيق الشريعة وما إلى ذلك مما عرفوا به.
ولكن زمن الثورة يختلف عما بعده، والأمور تنضج بالمحاورة والتقريب وأما التطابق أو التوافق الكلي فليس مطلوبا ولا هو ممكن، ويجتهد العقلاء وهم كثر في تغليب إرادة التعايش والاختيار الحر والنزيه يمنع من التصادم.
التعليق
بعيدا عن العواطف اجد ان المقال قيم ويستحق القرأة بتمعن
ابدي اعجابي بكاتب هذه المقاله واتفق معه في طرحه
فائن كان هناك ذنب فهو يحسب على من تخلو عن ثوار سوريا وتركوهم كل هذه المده في مواجهة مصيرهم مع عصابات الأسد مع علمهم بوجود فجوة كبيره في ميزان القوى بين الطرفين
فما هو الحل امام ثوار سوريا
اما ان يقتلون من الأسد وعصابته وحلفائه
او يقبلون بمن يمد لهم يد العون والمساعده ويقف معهم كتفا بكتف
بعيدا عن العواطف اجد ان المقال قيم ويستحق القرأة بتمعن
ابدي اعجابي بكاتب هذه المقاله واتفق معه في طرحه
فائن كان هناك ذنب فهو يحسب على من تخلو عن ثوار سوريا وتركوهم كل هذه المده في مواجهة مصيرهم مع عصابات الأسد مع علمهم بوجود فجوة كبيره في ميزان القوى بين الطرفين
فما هو الحل امام ثوار سوريا
اما ان يقتلون من الأسد وعصابته وحلفائه
او يقبلون بمن يمد لهم يد العون والمساعده ويقف معهم كتفا بكتف