الثاني عشر:
الإخوان المسلمون ومولاة النظام الإيراني ولو مارس الاعتقالات والتصفيات:
صرَّح يوسف ندا في حوار معه على الجزيرة
بأنَّ ما أفرزته الثورة الإيرانية من قيام الدستور على أساس طائفي كان غلطة أثرَّت في مسيرة وحدة المسلمين،
ولكنَّ ذلك لم يؤثِّر أبدًا في العلاقات الإخوانية الإيرانية،
وبرَّر ذلك بقوله:
”هو مبدأ عام عند الإخوان؛ إنه في وسط الإسلاميين:
(نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضًا فيما نختلف فيه)”.
وهنا سُئِل يوسف ندا:
حتى ولو أدى الأمر إلى اعتقال كثير من أهل السنة وإلى سجنهم وإلى قتل بعضهم وتصفيتهم؟
فأجاب يوسف ندا:
”ليس هناك عمل بدون أخطاء، والمفروض إذا كان فيه اعتقالات وإذا كان فيه أي شيء المفروض إن إحنا نساعد في إزالتها مش إن إحنا نقطع، لأن أي قطع معناه إنه تزيد الأخطاء مش إنها تنقص”.
وأكَّد ندا على أنَّ العلاقة بين الإخوان وإيران لم يحصل فيها فتور على الرغم من الوضع الطائفي الذي أفرزته الثورة،
وعلى الرغم مما بدر من صادق خلخالي مسؤول المحاكم الثورية آنذاك من تكفير للإخوان ووصفهم بعملاء الشيطان.
وقال يوسف ندا أيضًا:
”مش معنى إن إحنا مختلفين معاهم في موضوع أحمد مفتي زاده (أحد كبار الإخوان المسلمين في إيران) أو غيره إن إحنا نقطع صلاتنا،
لو قطعنا صلاتنا بأي واحد يبقى ما هنصلح أي غلط، إحنا بنعتقد إن هو لازم يتصلح، فالعلاقة تفضل موجودة،
يعني: (نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضًا فيما نختلف فيه)”!
وهكذا تَهُون أخطاء إيران في نظر الإخوان المسلمين وتذوب تمامًا تحت شعار
(يعذر بعضنا بعضًا فيما نختلف فيه)،
ولو كانت تلك الأخطاء هي الاعتقال والحبس والقتل والتصفية والممارسات الطائفية!
وتبقى المصالح السياسيَّة والروح الثَّوريَّة هي المساحة المشتركة التي تعلو على أيِّ أمرٍ آخر.
وفي الوقت الذي لا يجد الإخوان المسلمون أيَّ بأسٍ في أن يعذروا النظام الإيراني إذا صدر منه ما صدر ولو كانت الجرائم الموبقة حفاظًا على المكاسب السياسيَّة؛
فإنَّهم لا يتورَّعون أبدًا عن رفع سيف التهديد والوعيد والتحريض على الأنظمة الأخرى من دون أن يطبِّقوا معها لا من قريبٍ ولا من بعيد – في ازدواجيَّة مفضوحة – قاعدتهم المزعومة
(يعذر بعضنا بعضًا فيما نختلف فيه)!
الإخوان المسلمون هم الممهِّد الحقيقيُّ لإيران تعقيبا على مقال (العدو الحقيقي) لمحمد المنصوري | مدونة كاتب إماراتي -
http://emarati77.wordpress.com/2012/04/23/الإخوان-المسلمون-هم-الممهِّد-الحقيقي/