فشل العراق وورطة العرب !

صانع التاريخ

عضو بلاتيني
بحيرة النفط الشرق أوسطية هي أهم شرايين العالم الصناعي ولذلك فهو لا يمكن أن يتركها وشأنها ، إضافة إلى ذلك فإن ضعف أداء الأنظمة السياسية الحاكمة في منطقتنا داخليا وخارجيا بل وعدم اهتمام بعضها ببناء كيان دولة وتحويل النظم السياسية إلى عصابات نهب وتسلط جعل منطقة الشرق الأوسط ساحة رقص مفتوحة لسياسات الأمريكية تقلب أوراقها كيفما شاءت ووقتما أرادت !!!


إدارة العلاقات بين الكويت والعراق تعد أسوأ مثال على فشل الأداء السياسي لحكومات الشرق الأوسط لأن تلك الإدارة السيئة من قبل الطرفين معا قادت في النهاية إلى توريط الأمة العربية كلها ووضع الوطن العربي بشكل شبه كامل تحت الوصاية الأمريكية !!!


على الجانب العراقي شكلت الجارة الضعيفة الصغيرة سهلة الصيد ( الكويت ) هاجسا لكل سياسي بل وعسكري عراقي غير عاقل وأصبحت حلما يراود هؤلاء الذين آمن أكثرهم بإمكانية تحقيقه يوما ما من خلال احتلال الكويت وإلغاء كيانها المستقل من خريطة العالم ، وحده نوري السعيد رئيس وزراء العراق إبان العهد الملكي هو الذي كان يفهم بأن احتواء كويت منفصلة وجارة هو الأجدى للعراق والأنفع من احتلالها وأن ذلك الاحتلال لو تم فإن كلفته ستكون أكبر بكثير من ثروات الكويت التي يتلمظ لهفة عليها مجانين السياسة والجيش في العراق ، لكن نوري السعيد والمنظومة السياسية التي كان يمثلها سقطت وتمزقت ببشاعة تحت جنازير دبابات الجيش العراقي ؛ ذلك الجيش الأهوج الذي أدخل العراق منذ 14/7/1958 م في نفق مظلم لم يخرج منه حتى الآن !!!


أصبح عسكر العراق بعصاباته المتمترسة خلف شعارات حزبية زائفة هم من يدير شأن السياسة العراقية ؛ وقد أقصى هؤلاء أكاديميي ومفكري بلاد الرافدين عن دائرة الضوء وحتى عن دهاليز الظلمة ، وانتهت بذلك فكرة التعايش مع الكويت الجارة لتصبح عملية احتلالها أمرا محسوما ينتظر فقط الفرصة المواتية والتي ظن صدام حسين أنها حانت في أواخر عام 1989 م عندما بدأت الخلافات الكويتية السعودية تلوح في الأفق !

ومع بداية الربع الثاني من عام 1990 م تلقى صدام حسين رسائل أمريكية وإيرانية أفادت بأن احتلال الكويت ثم تكريس مكتسباته بالتقادم بات أمرا ممكنا ؛ فكان ما كان يوم الثاني من أغسطس عام 1990 م ، وحين وجد صدام حسين أن كل المواقف التي عول عليها إقليميا ودوليا قد تبدلت وأن أي طرف سواء كان على ود أو خصام مع الكويت لن يقبل أبدا بتوسيع دائرة النفوذ البترولي والاستراتيجي العراقي ليبتلع الجارة الصغيرة أدرك فداحة خطايا حساباته السياسية ولكن بعد فوات الأوان ، ولو كان صدام حسين سعى إلى جر الكويت إلى مجلس التعاون العربي بدل التفكير في احتلالها والمراهنة الخاسرة على مصر حسني مبارك لكان أخذ كل ما يريد وأكثر من الكويت دون أية كلفة ؛ فقد كانت الجارة الصغيرة على خصومة مع إيران بسبب دعمها له كما أن خلافاتها مع شقيقتها الكبرى ( السعودية ) قد أطلت برأسها لتزيد متاعب ساسة الكويت ؛ وكان من الممكن للعراق لو كانت تُديره قيادة سياسية عاقلة أن يحتوي جارته الصغيرة ويجعلها حديقة خلفية له دون غزو واحتلال ، لكن عقلية الأهوج صدام حسين الفاشلة سياسيا وعسكريا قادت إلى سقوط بغداد بدل ضم الكويت !!!
 

Diplomatic

عضو مميز
مقال رائع ،، أحييك

أنا من وجهة نظري أن التهديدات العراقية للكويت مازالت موجودة حتى بعد سقوط صدام حسين ،، ومالتصريحات من الساسة العراقيين من حين لاخر إلا تأكيد على هذه النقظة ،،
وهذا بسبب سياسة الكويت التي تتبعها وهي سياسة " أدفع يكفيك شره " لو كانت السياسة الكويتية واضحة من البداية وحازمة لما وجدنا هكذا تهديد من فترة لأخرى ،،
لو تعلمت الكويت الدرس بعد إبان الغزو لكانت سعت إلى تسليح نفسها وتطوير جيوشها كما تعلمت الدرس السعودية وجميل دول الخليج حيث يحسب لها الحساب ،،

بل بالعكس فقد دأبت لتجنيس الإيرانيين وكل من هواه ضد كيان الخليج ،، وضربت الوحدة الوطنية بتهميشهم القبائل وسكوتهم عن من يضرب وحدة الكويت ،، وأخرها السكوت المرعب من ساسة العراق ،،

الحل هو بمحاولة الكويت بتحسين علاقتها مع باقي دول الخليج التي جفت قليلاً بسبب تصريحات ودعم بعض الرجال بالكويت إلى ضرب الوحدة الخليجية ،، وأيضاً باعتمادها على نفسها بالتسليح وتطهير الجيش من كل من له ميول ضد مصلحة الكويت العليا ومن ضمنها المصالح الكويتية الخليجية والعربية ،

دمت :وردة::وردة:
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

صانع التاريخ

عضو بلاتيني
مقال رائع ،، أحييك

أنا من وجهة نظري أن التهديدات العراقية للكويت مازالت موجودة حتى بعد سقوط صدام حسين ،، ومالتصريحات من الساسة العراقيين من حين لاخر إلا تأكيد على هذه النقظة ،،
وهذا بسبب سياسة الكويت التي تتبعها وهي سياسة " أدفع يكفيك شره " لو كانت السياسة الكويتية واضحة من البداية وحازمة لما وجدنا هكذا تهديد من فترة لأخرى ،،
لو تعلمت الكويت الدرس بعد إبان الغزو لكانت سعت إلى تسليح نفسها وتطوير جيوشها كما تعلمت الدرس السعودية وجميل دول الخليج حيث يحسب لها الحساب ،،

بل بالعكس فقد دأبت لتجنيس الإيرانيين وكل من هواه ضد كيان الخليج ،، وضربت الوحدة الوطنية بتهميشهم القبائل وسكوتهم عن من يضرب وحدة الكويت ،، وأخرها السكوت المرعب من ساسة العراق ،،

الحل هو بمحاولة الكويت بتحسين علاقتها مع باقي دول الخليج التي جفت قليلاً بسبب تصريحات ودعم بعض الرجال بالكويت إلى ضرب الوحدة الخليجية ،، وأيضاً باعتمادها على نفسها بالتسليح وتطهير الجيش من كل من له ميول ضد مصلحة الكويت العليا ومن ضمنها المصالح الكويتية الخليجية والعربية ،

دمت :وردة::وردة:


أهلا بمرورك وشكرا على إطراءك :

نعم ؛ إن سياسة ادفع حتى تتقي شره سياسة فاشلة لأن العراق بلد أغنى وأكبر من الكويت ؛ والتعامل معه على هذا الأساس لا يجدي أبدا ،

في عام 1963 م قدمت الكويت للعراق 32 مليون دينارا كويتيا فقط لا غير ؛ وقد كانت لها قيمة المليارات في زماننا هذا ، تم ذلك بعد انقلاب البعثيين المتحالفين مع عبد السلام عارف على عبد الكريم قاسم !!!

لقد كانت قراءة الكويتيين خاطئة إذ ظنوا أن مشكلتهم كانت مع شخص عبد الكريم قاسم فقدموا الأموال لمَن انقلب عليه وخلفه في السلطة ، وبعد 45 سنة من ذلك الحدث أي في عام 2008 اتهمت وسائل إعلام عراقية وسياسيون عراقيون الكويت بأنها هي التي دعمت البعثيين للوصول إلى السلطة في العراق مستدلة على ذلك بمبلغ الاثنين وثلاثين مليون دينار التي قالت وسائل إعلام عراقية أنها كانت عبارة عن صندوق مول الانقلاب البعثي بدعم كويتي !!!

الجهات التي اتهمت الكويت بدعم الانقلاب البعثي هي نفسها التي تلقت الدعم الكويتي قبل وبعد احتلال العراق وإسقاط نظام صدام حسين ؛ وهي نفسها التي تهدد الكويت اليوم !!!

إذًا فإن إدارة العلاقة مع العراق من قِبل الكويت كانت فاشلة تماما مثلما أنها كانت فاشلة من قِبل الجانب العراقي ، واليوم فإن العراق والكويت معًا تعانيان من السطوة الأمريكية والتغلغل الإيراني ؛ وقد وصل الحال بساسة البلدين إلى أنهم لم يعودوا قادرين على اتخاذ قرار مستقل يصحح خطايا الماضي حتى لو رغبوا في ذلك لأن مصالح الأمريكان والفرس لها رأي آخر !!! ...
 
الله يرحم صدام حسين وعسى مثواه الجنه يارب يكفي نطقه للشهادتين قبل وفاته
برايي صدام افضل من حكم العراق ويكفي موقفه تجاه ايران
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

عمر بن معاويه

عضو مخضرم
شئ محير

الا تعلمون ان العراق حاليا بلد ديمقراطي و متنوع فكريا وليس مثل زمن صدام حسين؟؟!

يعني التعامل والموقف الرسمي فقط مع الحكومة والدولة العراقية ولا علاقة لها بمواقف الاحزاب
 
أعلى