يبكيها القصيبي وابن جبر ..

كنت في حديث مع أحد الاخوان السعوديين قبل عدة أيام وكان يسأل عن الكويت و ما الذي يحدث في الكويت ؟ ولماذا صوتكم عالي في المنطقة مع ان لا تغيير في الواقع ؟


قلت له ان الكويت تمر الان بمرحلة تغيير ربما بطئ و ان هناك حراك سياسي يقوده الشباب وان هناك مطالب مرتفعة السقف قد تؤدي الى تغيير موازين القوى في البلد .. وايضا هناك صراع مصالح و صراع بين المتنفذين وايضا صراع داخل اسرة الحكم و كل ذلك ادى الى ارتفاع الاصوات عاليا .. لكن لاختلاف المشارب و المصالح ادى الى ان ارض الواقع لم يتغير عليها شيء يذكر ..


فقال: وانت ما هو دورك ؟ قلت: اشارك بالحضور في اغلب الاعتصامات و المسيرات و التجمعات و الندوات الخ ... فقال : وماذا تريد ؟ قلت : اريد ان تصل الرسالة و يصل صوتنا كمواطنين للمسئولين من الكبير وحتى الصغير بأننا سئمنا من وضع البلد و نستحق الافضل في كل شيء .. من الخدمات و التنمية و الدخل و حتى الوزراء و رئيسهم .. و ايضا ما يخوفنا هو ان البلد يسير نحو الهاوية و نحن نصرخ و نحذر قبل فوات الآوان ..


فقال : هل تعتقد ان الجميع سمع صوتكم ؟ بما فيهم اصحاب القرار ؟ قلت : نعم .... وصلت مطالبنا صوت وصورة .. حتى بإعترافك ان اصوتنا كانت عالية وكانت مسموعة حتى في دول الخليج حولنا ..


فقال : وهل تغير شيء ؟ قلت : لا ... بل حدث العكس .. زاد الفساد و تحول مجلس الامة المكان الوحيد الذي كان ينحاز للشعب و يهتم بمقدرات الشعب و يراقب اموال الشعب .. اصبح مجلس مضحك و في يد وزيرة من الوزراء تلعب به يمينا و شمالا و ليس حتى بيد رئيس الوزراء لكانت المصيبه أهون .. زاد ايضا العبث بالمال العام وزاد عدد المسجونيين بسبب قضايا رأي وزاد تضييق الخناق على الاعلام و الصحافة الحرة و اصبح كل من يطالب بالاصلاح مشبوه و تحت المراقبه اللصيقه وحتى القضاء اصبح في دائرة النقد .. واصبحت البلد تسير نحو الهاوية بسرعة الضوء بدل ان كانت تسير بسرعة 120 كم ..


فقال : اذا انتهى دورك ... قلت كيف : قال لقد وصلت الرسالة وصراخك وصل للسماء و اصبح الامور أكثر سوء .. اذا لا فائدة من كثرة الكلام و الصراخ والاعتصامات و الندوات .. انت كمواطن تخاف على بلد انتهى دورك .. وأمر الله لابد ان يحصل .. اذهب و عش حياتك طبيعة وتمتع بما بقي لك عمر بعيد عن السياسة وازعاجها .. قلت له : البلد سوف يضيع اذا لم نتحرك و نواصل المطالبة بالاصلاح ..


فقال : قمت بما هو واجب عليك .. والان بقي دور غيرك من بيدهم الامور و الحل و العقد .. ومثل ما تقولون في الكويت .. صوتك وصل .... وانتهى الامر .. هناك من هو ادرى منك بأمور البلد هناك اسرة حاكمة وهناك وزراء و اعضاء و قضاه ومستشارين و خبراء و ضباط كبار و تجار كل هؤلاء يهمهم امر البلد أكثر منك ؟؟ انت من انت ؟ مجرد مواطن تنتظر راتبك نهاية الشهر .. صحيح ؟ قلت: صحيح ..

فأكمل قائلا : هل انت تاجر و تخاف على اموالك و مناقصاتك ؟ هل انت عضو سابق تريد ان تعود لنفوذك ؟ هل انت حزبي تريد ان يقفز حزبك للسلطة ؟ هل انت اراجوز في فضائية تريد ان تتكسب من وراء برامجك ؟ هل انت ديناصور في وزارة تريد ان تمتص كل الامتيازات ؟ هل انت طفيلي عايش على فتات المتنفيذين اصحاب المناقصات ؟ هل انت قيادي تتكسب بالرشاوي من وظيفتك ؟ انت صاحب جاه تبحث الناس عن رضاك ؟ هل انت كاتب صحفي تكسب المقسوم من كل الاطراف ؟ هل لك اي مصلحة خاصة في هذا البلد ؟ هل انت تاجر محتكر للاراضي او تاجر متلاعب في الاسهم ؟ هل انت تاجر اغذية او لحوم فاسدة ؟ هل عندك اراضي زراعية او صناعية ؟ هل عندك شاليهات و جواخير ؟ هل عندك بيت تسكنه على اقل تقدير ؟

قلت : لا .. لا ... لا ... لكل ما ذكرت ..


قال : اذا لماذا تتعب نفسك و تصارخ و كل يوم تخرج للمسيرات و الندوات و الازعاج و قد تتعرض للضرب من قبل القوات الخاصة .. راس مالك هالراتب اللي تقبضه آخر الشهر .. وحتى لو ضاع ما عليه حسوفه ..


انت مثل راعي المثل المشهور عندنا في السعودية ما قبل النفط .. عندما حصل كسوف للشمس جاء الناس يركضون لرجل وكانوا خائفين وقالوا الشمس كسفت وربما اليوم هو يوم القيامة وراح نموت .. فأكمل ارتشاف قهوته وقال الدنيا ما راح نبيكها ... لكن .. يبكيها القصيبي وابن جبر .. وهؤلاء الاشخاص كانوا مليونيرات ذلك الزمان .. واصبحت كلمته .. يبكيها القصيبي وابن جبر .. مضرب للمثل ..


!!!
 

الشاهيين

عضو مميز
عاد مادري ليش تذكرت هالخبر. وصادر بتاريخ اليوم
استقال وزير خارجية إيطاليا جوليو تيرزى دى سانت اجاتا اليوم، الثلاثاء، قائلاً إنه يعارض قرار حكومته بإعادة اثنين من مشاة البحرية الإيطالية المتهمين بقتل صيادين اثنين إلى الهند.
وصرح تيرزى إمام البرلمان، 'لا أستطيع أن أكون جزءًا من هذه الحكومة'.
 
أعلى