الزميل العزيز والمبدع دائما Craftsman :
مَن قال لكَ أنني أتحدث عن خطايا الكويت تجاه العراق ؟؟؟ ،
أنا أتحدث عن خطايا السلطة في الكويت تجاه الكويت ذاتها !!!
في عام 1961 م ورغم ضعف الإمكانات وقتها واجهت الكويت تهديدات عبد الكريم قاسم بانتشار عسكري على طول الحدود الكويتية حتى قبل أن تأتي القوات البريطانية ثم قوات الجامعة العربية ؛ فلماذا حين عُدنا من مفاوضات مدينة جدة مساء الأول من أغسطس عام 1990 م قُمنا بإلغاء حالة الاستنفار في قواتنا ؟؟؟ ،
إلغاء حالة الإستنفار بالجيش الكويتي كان هدف لإعطاء الدبلوماسية وقتا أكبر خصوصا مع دخول أطراف ك خام الحرمين الشريفين الملك فهد طيب الله ثراه والرئيس السابق المصري حسني مبارك والملك حسين ملك الأردن في حل حالة الحشود العراقية على الكويت ,, وايضا عدم استفزاز العراق للقيام بأي عمل جبان تجاه الكويت ليكون ذريعه للإعتداء على الاراضي الكويتيه.
وقد قام عزة الدوري خداع القيادات الكويتية والسعودية بعدما طلب من رئيس المراسم السعودي بأن يجهز موكب واحد مع الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله طيب الله ثراه للقاء خادم الحرمين .
مايعني بدهيا بأن الإجتماع نجح وهذا ماذكره خادم الحرمين الملك فهد رحمه الله بأن عزة الدوري كان مخادع .
لقد ذهبنا إلى جدة لتكون السعودية وسيطا بيننا وبين العراق ؛ فهل هذا مقبول في ميثاق ما يُعرف بمجلس التعاون الخليجي أم أن الواجب كان يقتضي اجتماعا خليجيا في الرياض محضن الأمانة العامة ومقرها ليتبنى ردا موحدا على تهديدات العراق للكويت والإمارات بدل أن ترد الكويت بمذكرة للجامعة العربية في 19/7/1990 ثم تعقبها شقيقتها الإمارات بمذكرة أخرى !!! ...
دول الخليج كانت تراقب الوضع ,,, ودخول قادة كالملك فهد وحسني مبارك لحل الخلاف كان كافي نسبيا لأن الموضوع عربي أكثر منه خليجي .. كما أن الكويت كانت بوضع حرج كون التهديد مباشر على الحدود .
الموضوع لم يكن بين بلدين خليجيين بل بين بلد عربي وبلد خليجي صغير كالكويت.
أما فيما يتعلق بالأمور الطمبخجية كما تقول فإنني أذكر فقط بأنه حينما انسحب العراق من دورة الخليج العاشرة على خلفية أحداث مفتعلة في مباراته مع الإمارات أصدر الاتحاد العراقي للكرة بيانا وضح أسباب الانسحاب وجاء فيه نصا : " لقد حذرتنا المملكة العربية السعودية من أن هناك جوا غير صافٍ للمنافسة في الكويت " ، وأقسم بالله أنني سمعتُ نص البيان عبر إذاعة السعودية ذاتها والتي لا يمكن أن تذيع شيئا لا توافق عليه الحكومة هناك أو تتبناه ؛ فأي إيحاء يمكن أن يتلقاه دكتاتور مجرم كان يفكر بغزو جارته الجنوبية وشطبها من خارطة العالم إذا ما أخذ في اعتباره مثل هكذا موقف ذو أبعاد سياسية لا رياضية ؟؟؟ ...
حذرتنا المملكه العربيه السعوديه على لسان عراقي وفي شأن رياضي لايبرر إجتياح الكويت !
لازالت مبارياتنا مع الاخضر السعودي كلها حماس ونزاع وتحس ان الدولتين على حرب لكن الواقع غير ذلك !!
أما فيما يتعلق بأصحاب الحلوج الخايسة كما تصفهم فإن حكومتكَ أعادت العلاقات مع حكوماتهم الخائنة دون أي اعتذار لتغدو أقوى مما كانت عليه قبل الغزو ؛ بل إن التعريض بملوكهم بات الأن تهمة أمن دولة في الكويت ؛ فهل هذا جاء من باب الإحسان والأخوة أم أن لأصحاب المشاريع الاستثمارية الذين هيمنوا على جزء كبير من مفاصل السياسة الكويتية كلمتهم التي لا ترد ومصالحهم التي تتعدى مصلحة الوطن في أهميتها ؟؟؟ ...
الكويت حزء من الوطن العربي الكبير وسياسة تقريب الشعوب العربيه للكويت هي أفضل من سياسة تكريه الناس بالكويت .
أما فيما يختص بقصة النفط فإن الجهات الدولية المعنية هي التي رصدت زيادة الإنتاج الكويتي من النفط مباشرة بعد وقف إطلاق النار بين العراق وإيران تماما كما ترصد كل تحرك نفطي لدول البترول الخليجية التي لا تعلن شيئا لشعوبها حول ما تعده سرا خطيرا من أسرار دولها ، ونحن لا نصنف هذه الخطوة الغريبة على أنها خطأ في حق العراق ولا نقول أبدا بأنها مبرر لجريمة دكتاتوره لكننا نتساءل عن مصلحة الكويت كدولة من مثل هكذا خطوة ؟؟؟
لنفترض جدلا بأن الموضوع نفطي ,,
إذا لماذا لم يقم العراق بذلك الوقت بإحتلال موقع نفطي شمالي فقط ,, العراق قام بإحتلال دولة الكويت كامله وقام بتهديد مناطق السعودية الشماليه وتعرضت الخفجي لإطلاق صواريخ ويذكرون ذلك تماما أهل المناطق الشماليه من المملكه ووضعت السعودية قواتها بحالة إستعداد قتالي وإنفتحت أكثر الألوية هناك وأرسلت قوات من الجنوب السعودي إلى الشمال السعودي
نوايا صدام كانت تهديد كامل واللعب حتى على السعودية وكأنه يقول لهم "توقفون معاي ولا أكمل " ,, لكن السعودية كانت أذكى ,, فهي وضعت نفسها أمام فوهة المدفع بإحتضان القيادات الكويتية كافه منذ ساعات الفجر الأولى للغزو , كما ذكر الأمير الوالد الشيخ سعد بأن القوات العراقيه لم تكن تريد إحتلال موقع حدودي نفطي بل كان الهدف هو العاصمة وصولا لقصور الحكم والدولة كامله لإبادة الشرعية الكويتية وتحبيط معنويات المواطنين!
وإذا ما ربطنا ذلك بما حصل في الكويت منذ نهاية الحرب العراقية الإيرانية وحتى وقوع الغزو فسنجد أن وزير النفط الذي كان معنيا بما حدث قد ابتعد مع احتدام الأزمة مع العراق عن وزارة النفط وظل متمسكا بوزارة المالية ؛ فما الذي حدث بعد ذلك وما هو اليوم وضع ذلك الوزير وابنه وما دورهما في تخريب العملية السياسية الكويتية ؟؟؟ ...
تبقى النقطة الأخيرة وهي اعتراف الدوري ؛ فالدوري اعترف بأن فعلة سيده كانت خطأ بعدما كان إعلام وأزلام ذلك السيد يضفيان عليه صفات الألوهية وينزهونه عن كل خطأ ؛ وهذه هي النقلة الفارقة ذات القيمة التاريخية والتاريخية فقط لأن الدوري وربعه لن يستفيدوا أبدا من مراجعة الماضي لأن أوان تصحيح المسار قد فات بالنسبة لهم ، لكن ماذا عنا نحن ؟؟؟
هل سنظل نضفي القداسة على مَن أداروا الأزمة مع العراق وأداروا علاقاتنا السياسية إقليميا ودوليا وتحكموا في قراراتنا النفطية أم علينا مراجعة الذات ونحن نعيش الفرصة الأخيرة لتصحيح المسار ؟؟؟ ...