عاشق الكتب
عضو مميز
كان الناس بعد رسول الله أمةً واحدة ، فرأينا الفتوحات والانتصارات على فارس والروم ، فتفرق المسلمون بمقتل عثمان رضي الله عنه إلى فرق وأحزاب ، روافض ، خوارج وأمثالهم ، وأصبح المسلمون تحت ولاية أكثر من خليفة ووالي وزعيم ، فتوقفت الفتوحات والانتصارات ، وانشغل المسلمون بخلافاتهم وحروبهم الداخلية .
ثم اجتمع المسلمون بعد ذلك في ( عام الجماعة ) على معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ، وتم بذلك قهر أهل البدع والفتن من الخوارج والروافض ، فرجعت الفتوحات والانتصارات ، وغزا المسلمون القسطنطينية ، ثم تفرق المسلمون بمقتل الحسين وتعدد الخلفاء ما بين عبد الله بن الزبير ومروان وابنه عبد الملك ، فتوقفت الفتوحات .
ثم تغلب عبد الملك بن مروان ، وكان ملكاً وراثياً استبدادياً عضوضاً ، فيه حسنة قمع الخوارج والروافض ، فرجعت الفتوحات والانتصارات ، وأصبح ابنه هشام بن عبد الملك أعظم ملوك الدنيا ، وأصبحت خلافة المسلمين في أوج اتساعها من الأندلس إلى حدود الصين ، كله تحت ملك وراثي ، ولكن عزة الإسلام ظهرت فيه ، ثم تفرق الناس بدعوة بني العباس ، فقُتِلَ فيما بعد مروان الحمار ، فانتقلت الخلافة الأموية إلى الأندلس ، فأصبح للمسلمين خليفتان ، ثم ثلاثة فأكثر حتى يومنا هذا ، وبدأت عصور الانحطاط السياسي والعقدي .
ففي ظل هذه الصراعات وبسبب أهل البدع والفتن الخوارج والروافض ثم المعتزلة والأشاعرة وغيرهم تأججت الصراعات بين المسلمين وتفرقت دولتهم إلى دول ثم دويلات ، فأول ثورة في الإسلام كانت ثورة بدعية مارقة على عثمان بن عفان دمرت سياسة المسلمين ، أول من تسبب بتفرق المسلمين وتشتتهم إلى دويلات ضعيفة متهالكة هم أهل البدع والفتن .
ثم رأينا اليوم من يدعو إلى خدعة كبيرة ووهم عظيم ، وهو أن نجتمع فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ، وكيف يكون الاجتماع والاتفاق بين المتفرقين في عقائدهم وأفكارهم ؟ وكيف يعذر بعضهم بعضاً إذا كانوا عقائديين لا يؤمنون بالتسامح ولن يؤمنوا به إلا إن كان الهدف المشترك هو المصلحة الدنيوية وليس مصلحة الدين الذي لم يتفقوا عليه أصلاً ؟
إذا كان الجسد مريضاً مليئاً بالعلل والأمراض والجراثيم فكيف تريد منه أن يحمل سلاحاً ؟ لا حل إلا بالاتفاق على العقيدة ، والعقيدة الصحيحة فقط ، وهي العقيدة السلفية ، أما التوهم بأن هذه الفرق المتفرقة ستجتمع على هدف واحد ، فهذا وهم ومحض خيال ، ما سُميت الفرق فرقاً إلا لتفرقها ، فكيف تريد من المتفرق أن يجتمع وهو لم يبذل سبب الاجتماع ؟
ولو كان الأمر كذلك ، فإن الاجتماع على إمام واحد وحاكم واحد ليس لازماً لنصرتهم على أعدائهم ، ألا ترون أن الضعف دب في هذه الأمة بسبب تعدد الخلفاء ؟ هذا في الجانب السياسي ، ألا ترون أن الضعف بدأ يدب في الأمة بسبب تعدد العقائد والفرق ؟ وهذا في الجانب العقائدي .
فإذا لم تجتمع الأبدان على بدنٍ واحد ، فأنَّى لها أن تنتصر ، وإلا لاستطاعت الفرق والأحزاب والجماعات المتفرقة في الساحة على قهر أعداء الأمة من الخارج وإلقاء صهاينة دولة اليهود في البحر ، وإذا لم تجتمع الأديان على دين واحد ، فأنَّى لهم النصر .
من هنا جاءت الإرشادات النبوية بضرورة الاجتماع ، فقال النبي عليه الصلاة والسلام : ( أن تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ) ، جماعة المسلمين هم أهل العلم بالحديث أي علماء أهل السنة ، فالاجتماع على إمام الدنيا ، وهو الحاكم وولي الأمر ، والاجتماع على ولاة أمور المسلمين في العلم ، وهو العلماء ، هو السبيل للنصر .
فالاجتماع على بدن واحد ، وهو إمام المسلمين ، والاجتماع على دين واحد - وهو مذهب أهل السنة والجماعة ، مذهب السلف الصالح - هو السبيل الواحد لعزة هذه الأمة ونصرتها على أعدائها ، أما هذا التشتت والتفرق على أحزاب وفرق وجماعات متفرقة ، متناحرون على الدنيا ، متفرقون في عقائدهم وأهدافهم وغاياتهم الدنيوية والسياسية ، فإن هذا لن يأتي بالنصر والتمكين ولو ولج الجمل في سم الخياط .
لذا تجدون أن أكثر ما يسعى له أهل البدع والفتن هو بث الفرقة بين المسلمين وولاة أمورهم من الأمراء والعلماء ، فتجدونهم يسعون لهذا الهدف الخبيث بشتى الوسائل عبر التشكيك والتحريض والتشويه والافتراء والحسد والكذب والبهتان ، والهدف هو جمع الناس حولهم ولفت الأنظار إليهم وإظهارهم بمظهر القادة والسادة والمنقذون لهذه الأمة .
ولكن ، للباطل جولة وللحق دولة ، فإن جهودهم لا تعدو أن تكون هباءاً منثوراً ، ببركة أهل العلم والحق والسنة وعملهم الدؤوب لتبين الحق للأمة .
فلا نصر ولا خير إلا باجتماع الأديان واجتماع الأبدان .
ثم اجتمع المسلمون بعد ذلك في ( عام الجماعة ) على معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ، وتم بذلك قهر أهل البدع والفتن من الخوارج والروافض ، فرجعت الفتوحات والانتصارات ، وغزا المسلمون القسطنطينية ، ثم تفرق المسلمون بمقتل الحسين وتعدد الخلفاء ما بين عبد الله بن الزبير ومروان وابنه عبد الملك ، فتوقفت الفتوحات .
ثم تغلب عبد الملك بن مروان ، وكان ملكاً وراثياً استبدادياً عضوضاً ، فيه حسنة قمع الخوارج والروافض ، فرجعت الفتوحات والانتصارات ، وأصبح ابنه هشام بن عبد الملك أعظم ملوك الدنيا ، وأصبحت خلافة المسلمين في أوج اتساعها من الأندلس إلى حدود الصين ، كله تحت ملك وراثي ، ولكن عزة الإسلام ظهرت فيه ، ثم تفرق الناس بدعوة بني العباس ، فقُتِلَ فيما بعد مروان الحمار ، فانتقلت الخلافة الأموية إلى الأندلس ، فأصبح للمسلمين خليفتان ، ثم ثلاثة فأكثر حتى يومنا هذا ، وبدأت عصور الانحطاط السياسي والعقدي .
ففي ظل هذه الصراعات وبسبب أهل البدع والفتن الخوارج والروافض ثم المعتزلة والأشاعرة وغيرهم تأججت الصراعات بين المسلمين وتفرقت دولتهم إلى دول ثم دويلات ، فأول ثورة في الإسلام كانت ثورة بدعية مارقة على عثمان بن عفان دمرت سياسة المسلمين ، أول من تسبب بتفرق المسلمين وتشتتهم إلى دويلات ضعيفة متهالكة هم أهل البدع والفتن .
ثم رأينا اليوم من يدعو إلى خدعة كبيرة ووهم عظيم ، وهو أن نجتمع فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ، وكيف يكون الاجتماع والاتفاق بين المتفرقين في عقائدهم وأفكارهم ؟ وكيف يعذر بعضهم بعضاً إذا كانوا عقائديين لا يؤمنون بالتسامح ولن يؤمنوا به إلا إن كان الهدف المشترك هو المصلحة الدنيوية وليس مصلحة الدين الذي لم يتفقوا عليه أصلاً ؟
إذا كان الجسد مريضاً مليئاً بالعلل والأمراض والجراثيم فكيف تريد منه أن يحمل سلاحاً ؟ لا حل إلا بالاتفاق على العقيدة ، والعقيدة الصحيحة فقط ، وهي العقيدة السلفية ، أما التوهم بأن هذه الفرق المتفرقة ستجتمع على هدف واحد ، فهذا وهم ومحض خيال ، ما سُميت الفرق فرقاً إلا لتفرقها ، فكيف تريد من المتفرق أن يجتمع وهو لم يبذل سبب الاجتماع ؟
ولو كان الأمر كذلك ، فإن الاجتماع على إمام واحد وحاكم واحد ليس لازماً لنصرتهم على أعدائهم ، ألا ترون أن الضعف دب في هذه الأمة بسبب تعدد الخلفاء ؟ هذا في الجانب السياسي ، ألا ترون أن الضعف بدأ يدب في الأمة بسبب تعدد العقائد والفرق ؟ وهذا في الجانب العقائدي .
فإذا لم تجتمع الأبدان على بدنٍ واحد ، فأنَّى لها أن تنتصر ، وإلا لاستطاعت الفرق والأحزاب والجماعات المتفرقة في الساحة على قهر أعداء الأمة من الخارج وإلقاء صهاينة دولة اليهود في البحر ، وإذا لم تجتمع الأديان على دين واحد ، فأنَّى لهم النصر .
من هنا جاءت الإرشادات النبوية بضرورة الاجتماع ، فقال النبي عليه الصلاة والسلام : ( أن تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ) ، جماعة المسلمين هم أهل العلم بالحديث أي علماء أهل السنة ، فالاجتماع على إمام الدنيا ، وهو الحاكم وولي الأمر ، والاجتماع على ولاة أمور المسلمين في العلم ، وهو العلماء ، هو السبيل للنصر .
فالاجتماع على بدن واحد ، وهو إمام المسلمين ، والاجتماع على دين واحد - وهو مذهب أهل السنة والجماعة ، مذهب السلف الصالح - هو السبيل الواحد لعزة هذه الأمة ونصرتها على أعدائها ، أما هذا التشتت والتفرق على أحزاب وفرق وجماعات متفرقة ، متناحرون على الدنيا ، متفرقون في عقائدهم وأهدافهم وغاياتهم الدنيوية والسياسية ، فإن هذا لن يأتي بالنصر والتمكين ولو ولج الجمل في سم الخياط .
لذا تجدون أن أكثر ما يسعى له أهل البدع والفتن هو بث الفرقة بين المسلمين وولاة أمورهم من الأمراء والعلماء ، فتجدونهم يسعون لهذا الهدف الخبيث بشتى الوسائل عبر التشكيك والتحريض والتشويه والافتراء والحسد والكذب والبهتان ، والهدف هو جمع الناس حولهم ولفت الأنظار إليهم وإظهارهم بمظهر القادة والسادة والمنقذون لهذه الأمة .
ولكن ، للباطل جولة وللحق دولة ، فإن جهودهم لا تعدو أن تكون هباءاً منثوراً ، ببركة أهل العلم والحق والسنة وعملهم الدؤوب لتبين الحق للأمة .
فلا نصر ولا خير إلا باجتماع الأديان واجتماع الأبدان .