آمال_ محمد الوشيحي ...

آمال:الكنارة ليست من العصافير

مَن يقرأ مانشيتات بعض الصحف عن استجواب العبدالله، وعن تراجع عدد مؤيدي الاستجواب وطرح الثقة، يعتقد أن الدقباسي نفسه سيصوت غداً ضد طرح الثقة، أو أن هذه الصحف تتحدث عن استجواب آخر أخفاه الدقباسي عنا، سامحه الله.

لكن بعيداً عن 'أفلام المقاولات'، وبعيداً عما سيجري داخل قاعة البرلمان، والرهان الذي تم بيني وبين صاحبي، وقلت فيه 'إن أحدا لن يتحدث مؤيداً للوزير إلا النائب القلاف'، وقال هو: 'بل لن يتحدث أحد معه، بعد أن فاض ماء المخالفات على الطحين'...
وإذا تغاضينا عن أن الدقباسي هو صاحب مشروع 'التكويت' الرائع، بينما العبدالله هو صاحب مشروع 'تكبيل الحريات' الضائع، وهنا يتضح الفرق في الأداء السياسي...
أقول بعيداً عن ذاك وذيّاك، تعالوا نشوف المشهد.

فبعد أن عجزوا عن منازلته في الميادين والدواوين، راحوا يشيعون أن 'الدقباسي خرج على القبيلة'!
لأنهم يدركون أن الناس حساسون تجاه بعض المصطلحات، وأن الشعب 'مُخرج' بطبيعته، يُخرج هذا من الملة، وذاك من قبيلته، والثالث من طائفته، والرابع من فئته، والخامس من بلده!
ويبدو أن مَن اقترح هذه الخطة (خطة إشاعة خروج الدقباسي على رغبة قبيلته) هي خطّابة خسيسة، تسعى إلى هدم البيوت، وتفريق الزوجين، كي تبحث عن زوج للمطلّقة، وزوجة للمطلّق، فتستفيد. ملعونة.

طيب خلونا نرجع إلى موضوعنا، وندردش مع الدقباسي وهو خير المدردشين:
شوف يا أبا سالم، أعرف أن المحاولة الخسيسة لانتزاعك من قبيلتك، وتحريضها عليك، جارحة ومؤلمة أشد الألم، أقول ذا وأنا المجرب، لكنني أعرف أيضاً أنك لست نتاج تربية المربيات الآسيويات و'ياي مامي دادي' كي يوقفك مثل هذا التجني عن مواصلة المسيرة، فلا يعجز ويتذمر من النقد، مهما كانت رذالته ورذالة رعاته، إلا العَجَزة، وتكرم لحيتك عن العجز، وتكرم قبيلتك عن الاستماع لما يقوله أمثال هذه الخطّابة.

أبا سالم، خصومك كُثر وسيتكاثرون غداً كالقطط والأرانب، منهم من يخاصمك لأدائك، وهذا على الرأس يوضع، ومنهم من يتقرب إلى القصور، ومنهم من يبحث عن الشهرة على حسابك، وهذا كالعصفور الذي يبحث عن شجرة سدر تظلله بظلها.
وكلما كبرت السدرة كثرت عصافيرها، ولا يضير السدرة كثرة العصافير، وهل سمعت يوماً أن سدرة كتبت على أحد أغصانها: 'لا يوجد شاغر'.
والناس تدرك الفرق بين أشجار السدر والعصافير، فالفرق فارق.
وهو فارق يعلمه عابر السبيل الذي يستظل تحت السدرة، ويعلم أن 'الكنارة'*
إذا سقطت فوق رأسه فهي من السدرة، وأن الفضلات من العصافير.
والشاعر القديم يغني على ألحان ربابته: 'حذرا تنام وفوق رأسك عصافير'، والرواة ينقلون عن بني هلال قولهم: 'حنا عصافير(ن) وأبو زيد سدرة'.
وإذا التفتّ أنت إلى العصافير تُهتَ وضللت الطريق، فالملتفت لن يصل.

أبا سالم... 'هش' العصافير بيدك وواصل شموخك.
* ثمرة السدرة
 
آمال / سمراء... من قوم عيسى

الله يمد بعمره ويشفيه، كبير السَّخرة، المصري الأصيل، محمود بن عثمان السعدني، الذي يسمي الحكومة 'العكومة'، ويشرح الفرق: 'الحكومة تحكم، والعكومة تعكم'، والعكم خنقٌ يتبعه لَكْم.

وعكومتنا مقتنعة بأداء معالي وزيرها الشيخ أحمد العبدالله في جلسة استجوابه، وأنا مثلها، وأشهد أن معاليه أقنعني بردوده، وأشهد أنه ذو الحجة، أو ذو حجة، وأنه النور الذي يضيء دروبنا، والقمر الذي يقهر ظلام غروبنا، وفارس حروبنا، وثلج مشروبنا...

وأشهد أنني أيقنت، بعدما غير النائبان سعدون حماد وعدنان المطوع موقفيهما، أن الأرض تدور حول نفسها وحول الشمس وحول الكنز.
ويا لها من جلسة سال فيها دم النائب مسلم البراك، وسال فيها لعاب البعض.

ولو كنت مكان كتلة العمل الشعبي لتوقفت نهائياً عن الاستجوابات بعد اليوم، كي يتوقف اكتشاف حقول نفط جديدة في بيوت نواب الحكومة، وكي لا يساوم البعض الحكومة على تصويته، فترضخ له الحكومة وترضخ بنا الحكومة.
وإن كنت أثق أن الوزير سيسقط من بلكونة الإعلام ويرتطم بالأرض، بشرط ألا تنفجر الأنهار والينابيع في صحراء البرلمان.

بل لو كنت مكان 'الشعبي' لفتحت ذراعيّ على مصراعيهما للحكومة، ولأعلنت أنني المدافع الرئيسي عنها منذ اللحظة.
وأجزم أن الحكومة حينذاك ستركل البقية بالشلوت، وستطاردهم في الشوارع والمزارع.
بعد ذا، سأتعاقد أنا يا الشعبي مع الحكومة على بناء 'استاد رياضي' أخبّص فيه ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، فيغضب الناس، فتطبطب الحكومة على كتفي: 'ولا يهمك يا بعد عمري'.
وأشفط مناقصات الدولة، مناقصة في ذنب مناقصة، بالجشع المريح، وأحفظ أموالي في صرة، لا أتبرع منها إلا إلى منتخبات مصر وسورية، على اعتبار أن الكويت في جيبي.

ثم أجلس بمساعدة الحكومة ونوابها على كرسي رئاسة البرلمان وفوق أكباد الناس أستعرض خفة دمي.
ولأنني لا أعرف اللائحة الداخلية، فسأدير الجلسات عبر سماعة تربطني بغرفة الكنترول.
ولن أقدم مقترحا واحداً، ولا دراسة واحدة، فأنا لم أنجب الشعب، ولست أمه التي خلّفته.

ولن أحتج على خطأ، فكلما زادت أخطاء الحكومة زادت فرص استثماراتي.

وسأعبث بالاستجوابات كعبثي بمناقصات الدولة، وستهابني الحكومة وسيسميني الناس 'حكيم'، وإس إس السلامو عليكو.


طيعوني يا التكتل الشعبي، من اليوم 'خلوا القرعة ترعى' وتعالوا عندي، تعالوا نجلس تحت إضاءة خفيفة، نستمع لناظم الغزالي:
'سمراء من قوم عيسى من أباح لها / قتل امرئٍ مسلمٍ قاسى بها ولها'.
وبعد انتهاء سمرتنا، سأطيل لحيتي لأتعاقد مع إحدى الفضائيات على تقديم برنامج أتحدث فيه 'من السر ونازل' وأقلب الحلقة 'انكح وانقز*':
'ليبرالي يصرخ في طابور الشباب المنتظرين أمام باب بيته:
بالدور يا شباب ما راح تطير البنت'، و'ليبرالي يدور على الشاليهات يوزع صور ابنته وأخته وأمه، مكتوب تحت الصور: للتنسيق يرجى الاتصال على رقم'...
وتنتهي الحلقة فأقبض أموالاً لا يقبضها طبيب استشاري، وأمسح لحيتي وأضحك بعد أن مسحت على قفا البسطاء.

يا عمي، بَلا استجوابات بَلا وجع قلب.


* اقفز
 

خالد111

عضو فعال
الله يمد بعمره ويشفيه، كبير السَّخرة، المصري الأصيل، محمود بن عثمان السعدني، الذي يسمي الحكومة 'العكومة'، ويشرح الفرق: 'الحكومة تحكم، والعكومة تعكم'، والعكم خنقٌ يتبعه لَكْم.

وعكومتنا مقتنعة بأداء معالي وزيرها الشيخ أحمد العبدالله في جلسة استجوابه، وأنا مثلها، وأشهد أن معاليه أقنعني بردوده، وأشهد أنه ذو الحجة، أو ذو حجة، وأنه النور الذي يضيء دروبنا، والقمر الذي يقهر ظلام غروبنا، وفارس حروبنا، وثلج مشروبنا...

وأشهد أنني أيقنت، بعدما غير النائبان سعدون حماد وعدنان المطوع موقفيهما، أن الأرض تدور حول نفسها وحول الشمس وحول الكنز.
ويا لها من جلسة سال فيها دم النائب مسلم البراك، وسال فيها لعاب البعض.

ولو كنت مكان كتلة العمل الشعبي لتوقفت نهائياً عن الاستجوابات بعد اليوم، كي يتوقف اكتشاف حقول نفط جديدة في بيوت نواب الحكومة، وكي لا يساوم البعض الحكومة على تصويته، فترضخ له الحكومة وترضخ بنا الحكومة.
وإن كنت أثق أن الوزير سيسقط من بلكونة الإعلام ويرتطم بالأرض، بشرط ألا تنفجر الأنهار والينابيع في صحراء البرلمان.

بل لو كنت مكان 'الشعبي' لفتحت ذراعيّ على مصراعيهما للحكومة، ولأعلنت أنني المدافع الرئيسي عنها منذ اللحظة.

وأجزم أن الحكومة حينذاك ستركل البقية بالشلوت، وستطاردهم في الشوارع والمزارع.

بعد ذا، سأتعاقد أنا يا الشعبي مع الحكومة على بناء 'استاد رياضي' أخبّص فيه ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، فيغضب الناس، فتطبطب الحكومة على كتفي: 'ولا يهمك يا بعد عمري'.

وأشفط مناقصات الدولة، مناقصة في ذنب مناقصة، بالجشع المريح، وأحفظ أموالي في صرة، لا أتبرع منها إلا إلى منتخبات مصر وسورية، على اعتبار أن الكويت في جيبي.

ثم أجلس بمساعدة الحكومة ونوابها على كرسي رئاسة البرلمان وفوق أكباد الناس أستعرض خفة دمي.

ولأنني لا أعرف اللائحة الداخلية، فسأدير الجلسات عبر سماعة تربطني بغرفة الكنترول.

ولن أقدم مقترحا واحداً، ولا دراسة واحدة، فأنا لم أنجب الشعب، ولست أمه التي خلّفته.

ولن أحتج على خطأ، فكلما زادت أخطاء الحكومة زادت فرص استثماراتي.

وسأعبث بالاستجوابات كعبثي بمناقصات الدولة، وستهابني الحكومة وسيسميني الناس 'حكيم'، وإس إس السلامو عليكو.


طيعوني يا التكتل الشعبي، من اليوم 'خلوا القرعة ترعى' وتعالوا عندي، تعالوا نجلس تحت إضاءة خفيفة، نستمع لناظم الغزالي:
'سمراء من قوم عيسى من أباح لها / قتل امرئٍ مسلمٍ قاسى بها ولها'.
وبعد انتهاء سمرتنا، سأطيل لحيتي لأتعاقد مع إحدى الفضائيات على تقديم برنامج أتحدث فيه 'من السر ونازل' وأقلب الحلقة 'انكح وانقز*':
'ليبرالي يصرخ في طابور الشباب المنتظرين أمام باب بيته:
بالدور يا شباب ما راح تطير البنت'، و'ليبرالي يدور على الشاليهات يوزع صور ابنته وأخته وأمه، مكتوب تحت الصور: للتنسيق يرجى الاتصال على رقم'...
وتنتهي الحلقة فأقبض أموالاً لا يقبضها طبيب استشاري، وأمسح لحيتي وأضحك بعد أن مسحت على قفا البسطاء.

يا عمي، بَلا استجوابات بَلا وجع قلب.


* اقفز


.
مقال ولا كل مقالاتك يالوشيحى
شامل وجامع ومختصر لـ كثير من الحراك فى بلدنا الحبيب..والدنيا هى عباره عن عهد بعد عهد
وهذا عهد جديد كما العهود التى مضت سوف يمضى كما العهود التى خلت.

ننتظر مقالك والجديد ... يا كاتبنا العزيز.​
 

kwt.store

عضو مخضرم
استاذ محمد الوشيحي

انا من المتابعين لقراءة مقالاتك
ولكن في الفترة الأخيرة ابتعد عنها بسبب

استخدام مفردات لاترتقي لذائقة القارىء

ارجوا اعادة النظر بإسلوب مقالك

وحاول أن تبتعد عن تقليد فؤاد الهاشم

حتى لا تضيع مشيتك ومشيت الهاشم
 
أمال / مشمش عليه السلام

خذ عندك آخر خبر وأحدث هلوسة في الأسواق، مشعوذ، غباؤه إلى ركبته، يطالب بهدم المسجد الحرام، شرّفه الله، وإعادة بنائه بما يسمح بفصل النساء عن الرجال.
على اعتبار أن من سبقوه من رجال الدين الذين لم يفتوا بمثل فتواه، كانوا متخاذلين عن تطبيق تعاليم دينهم! ولو كنتُ مكانه، هو وبقية المشعوذين من أمثاله، لأفتيت بأن يتم حرق النساء عن بكرة أبيهن، الله يلعن أبو النساء، كي نخلص ونرتاح منهن مرة وإلى الأبد.

لا لا لا آسف، يبدو أن غباءه انتقل إليَّ بالعدوى كإنفلونزا الخنازير، فالخشية أن يتم حرق النساء فيجلس المشعوذون بطّاليّة عطالية، لا شغل ولا عمل، ولا فتوى ولا ثروات، فيجف الحليب في أثدائهم، وتذبل أزهار بساتينهم، بعدما كان مؤشر سوق أسهمهم شديد الاخضرار، وبعدما زوّروا أوراق الدين وحصروه في ملابس المرأة وصوت المرأة وكل ما يعني المرأة.

هؤلاء الدجالون سكبوا التيزاب، ماء النار، على وجه الدين الجميل، السمح، وشخبطوا عليه بأقلامهم السوداء، فأضحكوا سكان الأرض علينا وعلى ديننا، وأضحكوا الطيور في فضاءاتها، والأسماك في قيعان محيطاتها، والطحالب في مستنقعاتها، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولأن الإسلام واضح للجميع، ولأن كل شيء فيه تم التطرق إليه من قبل، بحث هؤلاء المشعوذون عن شيء لم يتطرق إليه أحد فما وجدوا، فراحوا يؤلفون الحكايات والأحاديث والروايات، فخرج إلينا أحدهم، قبل فترة، في حديث له عن الربا، وكيف أن الله هدد المرابين 'فأذنوا بحرب من الله'، فقال فضيلته: 'إن الله، يوم القيامة، يعطي المرابي سيفاً، ويقول له (قم فحاربني)'، فيتباكى الناس بصوت عالٍ وينتحبون بعدما صدقوا حكايته التي مزعها مزعاً من جيبه الأعلى!
طيب لماذا لم يعطِ الله المرابين رشاش كلاشينكوف، أو (ام 16) مثلاً، وهي سريعة الطلقات، أو مدرعة (ام بي 2) وهي خفيفة الحركة، سريعة المناورة، لا تشترط التوقف لإطلاق النار، ويمكنك القتال بها من وضع الحركة، واسألني عنها، فأنا مجرب.
أو لماذا مثلاً، لم يقل الشيخ إن الله سيعطي المرابين طائرات (jast) التي ستدخل الخدمة قريباً في سلاح الطيران الأميركي، والتي بهرت علماء التكنولوجيا...
لماذا السيف تحديداً يا مولانا؟ ستقول لأن الطائرات والمدرعات تحتاج إلى دورات تدريبية؟ وما المانع، فليتم ابتعاث المرابين إلى معسكرات التدريب قبل المبارزة، أو فليأمر سبحانه أن يتحول جميع المرابين إلى طيّارين قبل أن يقاتلهم، وهو قادر على ذلك... تعالى الله عما يقوله المشعوذون.

ومن إيران، يخرج إلينا الداعية الشهير أبو الخزعبلات، فيقول إن هناك نبياً اسمه 'مشمش'. شلون يا شيخنا المفضال؟ يجيب فضيلته: 'إن القوم الذين بُعث إليهم النبي مشمش عليه السلام كانوا في يوم عيد، وكانت عادتهم في العيد ارتداء الملابس الصفراء، فقالوا له ائتنا بمعجزة، ولتكن فاكهة بلون ثيابنا، فرفع يديه مستجدياً الله، فاستجاب له سبحانه وتعالى وأنزل المشمش'.
وقريباً سيأتي من يقول إن هناك نبيّاً اسمه 'رقّي'، أو بطيخ، وكان قومه يرتدون ثياباً خضراء من الخارج مبطنة بالأحمر ومنقطة بالأسود، ونبيّا آخر اسمه 'فراولة'، ورابع اسمه 'فستق حلبي'، وخامس اسمه 'روب خالي الدسم'، ما الذي يمنعهم، بعدما افتروا على الله بجلال عظمته، أن يفتروا على أنبيائه وكتبه وتعاليمه؟

وأمس شاهدنا، في مهرجان الجنادرية، صور أربع نساء محجبات، وخلفهن يأتي صوت فنانة، وكل هذا يتم أمام الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وفي ديار الحرمين الشريفين.
فما هو تعليق المشعوذين الآن وما هو ردهم على صوت المرأة وصورتها، إذا عرفنا أن من بين الحضور عدداً من شيوخ الدين؟

:confused:


 
أمال / أولاد الذبابة ينجّسون الجيش

ما تزال الدماء العسكرية تجري في عروقي، حتى بعد سبع سنوات عجاف من خلعي البزة العسكرية.
أعترف بذلك وأقر.
وأعترف أنني أحب الصحافة وأهيم بها، فهي كالزوجة الثانية، التي تفيض شباباً وفتنة، في حين أن العسكرية هي 'أم العيال'، وصديقة الزمن الجائع، الوفية، الصبورة، الأصيلة... وإن كنت لا أشجع تعدد الزوجات.
المشكلة هي أن زوجتي الثانية، الصحافة، كثيراً ما تفتري على زوجتي الأولى، العسكرية. ويبدو أن التقصير مني. أنا الذي لم 'أشكم' الثانية وتركتها تعبث بشعرات شواربي. وعندما أقرأ خبراً يقول: 'القبض على أربعة عساكر من الجيش يتعاطون الهيروين'، أجد نفسي لا شعورياً موجهاً تمتمتي إلى الصحافي الذي كتب الخبر، والجريدة التي نشرته: 'يا أولاد الذبابة التي لا تقع إلا على السواد، ألا سحقاً لصحافة الذباب وبائعها وشاهدها وشاريها'.
ولا أدري لماذا تقتصر دائماً الأخبار المنقولة عن عساكر الجيش على 'تعاطي المخدرات' و'الخناقات' وما شابه. أين الصحافة من العساكر الذين اصطفوا يوماً أمام المستشفى ليتسنى فحصهم قبل التبرع لزميلهم المصاب بفشل كلوي؟ وأين هي من موقف العساكر الذين تكفلوا بتزويج زميلهم، الغارق في الديون، بدءاً من المهر، وانتهاء بأواني المطبخ والبشت وساعة اليد؟ وأين هي من الذين خرجوا من المستشفى بعد زيارة زميلهم المصاب في حادث، وجمعوا المال، واشتروا له سيارة من نوع سيارته نفسه، لكنها موديل السنة؟ أين الصحافة من العساكر الذين جمعوا الأموال وسددوا بها ديون زميلهم المتوفى قبل انتهاء أيام العزاء؟ وهنا لا أنسى موقف معالي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك، الذي له مساهمات صامتة كهذه، وقد نختلف معه في بعض المواقف السياسية لكننا لا نملك إلا أن نحترم شهامته وإنسانيته في مثل هذه المواقف الصعبة. فلماذا لا تكتب الصحافة ذلك؟ على أنني لا أدّعي أن العساكر كلهم أطهار كما الصحابة رضوان الله عليهم، لكنني أجزم وأقسم أنهم أرقى وأسمى من غيرهم.
ولو قارنّا لوجدنا الهجوم الصحافي دائماً يتركز على عساكر الجيش، في حين يُمتَدح، في الغالب، عساكر الشرطة. ليش؟ لأن أولاد الذبابة من الصحافيين يحتاجون إلى الداخلية في معاملاتهم، لذا فضباط الشرطة وعساكرها يستحقون الثناء والتكريم والصور الوردية، في حين لا يحتاج أحد إلى شيءٍ من الجيش، وهنا سيمرح الذباب. وستجد برنامجاً تلفزيونياً للشرطة، ولن تجد برنامجاً مثله للجيش. والناس بسطاء، يلعب بهم الإعلام كما تلعب العاصفة بقصاصات الورق.
والمثير للحنق، أنك لن تقرأ مثلاً 'القبض على خمسة من موظفي وزارة الصحة يتعاطون المخدرات'، أو 'موظفي البلدية'، أو 'موظفي الأشغال'. وستجد الخبر صيغ هكذا: 'القبض على خمسة يتعاطون المخدرات، اثنان منهم من وزارة الدفاع'.
ولو كان الأمر بيدي لنقلت أولاد الذباب إلى المعسكرات الحدودية فترة لا تقل عن شهر، كي يعرفوا حقيقة العساكر، وكي – وهذا هو الأهم – يتعلموا الرجولة التي يعانون نقصَها. كرّم الله عساكرنا عن الذباب، وجراثيم الذباب.
فتحية عسكرية لكم، رجال جيشنا ونساءه، و'لا تهنوا ولا تحزنوا'. وكما تحمون وجوهنا من أعداء الخارج، سنحمي نحن ظهوركم من أعداء الداخل، فارفعوا أسلحتكم بشرف، وسنرفع نحن مبيدات الحشرات بغضب.​
 
آمال: حرية تلنتش

بدءاً، وقبل كل شيء، أنا لا أفرق في الشكل بين البامية والكوسة، ولا أميّز بين الرخمة والشيهانة، ولا بين الجمل والناقة، ولا الهامور والميدة، ولا المرسيدس والمازدا.
فأنا ولله الحمد، غشيم غشوم.
أنا فقط، أو 'فكَت' كما تنطقها مذيعة الفضائية المصرية، أميز الشعر غثه وسمينه، وأميّز الكلمة والجملة والفقرة لهذا الكاتب أو ذاك، وأميز النساء بعضهن عن بعض، فهذه عليها القيمة وتلك عليها العوض، والأهم، أميّز الرجال وأعرف معادنهم، وأعرف أن أي نائب يمكن أن تفاوضه الحكومة، مجرد تفاوض، لتليّن دماغه وتغيّر قناعاته، هو نائب رخمة، بالطوابع والختم والتوقيع.
وعليّ النعمة، لو أن مسؤولاً حكومياً زار الرئيس الرمز أحمد السعدون في منزله بقصد إغرائه وإغوائه كي يغيّر السعدون موقفه، لنهض السعدون فوراً وأغلق الباب الخارجي بالضبة والمفتاح، وعاد لينتف حاجبَي المسؤول شعرة شعرة. لماذا؟ لأنه أحمد السعدون لا أمّ لك. ولو أن المسؤول ذاته زار النائب الفذ مسلم البراك لخرج المسؤول وعلى وجهه آثار أقدام، ليست للفراعنة. ليش؟ لأنه مسلّم البراك يا ابني.
وبالنسبة إلى النائب سعدون حماد العتيبي، فلا أظن أحداً يمكن أن يقبل أن تتعرض (طوايفه) - الذين هم عشيرته وأهله - للشتم والتوبيخ ويسكت عن الوزير الساكت، مهما كانت المبررات والمغريات والأسباب. أما حجته بأن المستجوبين لم ينسقوا معه، فأذكره بأن الحكومة أيضاً لم يسبق لها أن نسقت معه، ومع ذا نجده يصوّت دائماً مع الحكومة. ولن يضيره لو أنه اعتبر النائب الدقباسي اليوم هو الحكومة، ومشى خلفه عمياني كعادته.
أما بالنسبة للحريات، فحقيقة لا أدري، هل ما يردده البعض من أحاديث عن 'حرية الآراء' هو من باب العبط والاستعباط، أم أنهم جادون؟ فالقانون يمنع التعريض بأي شريحة في المجتمع أو إهانتها أو ازدراءها. وفي سويسرا، التي هي سويسرا، والتي تضم قوميات ولغات عدة، لو تجرأ أو تجشأ أحد هناك وتعرض لأي قومية سويسرية لضُربت الكلبشات في يده هو والمسؤول الحكومي الذي لم يوقفه عند حده. فكرامات الناس في سويسرا خط أحمر ناري، والمناصب الوزارية هناك ليست آيس كريم تُمنح للدلوع غزير الدموع. لذلك أصبحت سويسرا سويسرا، ولذلك أيضاً يعجز أبناء العجائز عن السير على طريقها.
ثم ما حكاية 'حرية الرأي' التي نستخدمها مرة ونتركها مرات، فإذا شُتِمَ الآخرون وغضبوا، تباكينا عليها، وحذّرنا من تشويه خدّها الناعم، أما إذا تعرضت مصالحنا للخطر فهي 'كخّة' ونحن شعب لا يستحق الحريات! فعن أي حرية تتحدث يا عمنا الفاضل وأنت في الكويت؟
ويا أيها النواب، أنتم تعرفون البير وغطاه والذي غطّاه، وكثر الكلام يقل المعرفة، والناس ليسوا مثلي، بل يعرفون الفرق بين الكوسة والبامية والفلفل الأحمر الحار... وفتّكوا بعافية.

 
آمال / تزريق (1) في أوراق رسمية

الله يسامحه، الزميل الدكتور غانم النجار، الذي أثبت لي بما لا يدع مجالاً للعك، أن الحكومة تعك، وأثبت أنه نجار من ظهر نجار، عندما حرّك 'منشاره' على رقبة توني بلير، و'خلع بابه' ليكشف ستره، وزرع 'المسامير' في طريقه.


أبو صقر، الدكتور غانم، كشف لنا في مقالتين متتاليتين أن عمنا توني بلير لا يعادل اليوم فلساً ولا تعريفة في بريطانيا الشقيقة، بعد أن جرها من أذنها إلى المصائب والخرائب، فاستعانت به حكومتنا ليجر الكويت من أنفها إلى مصائب جديدة.
والكويت تعوّدت على المصائب والخرائب، وتعوّدت على علاجها بجلسات اليوغا كل صباح.

لكن المشكلة يا أبا صقر ليست في ماضي بلير السياسي، لا أبداً.
المشكلة أن توني باشا مزور كبير، ويبدو أن جيناته عربية، شلون؟
سأجيبك: أخونا توني نشر 'رؤيته' لمستقبل الكويت، وأعلن أنها تمتد عشرين سنة، تبدأ عام 2010 وتنتهي عام 2030، وقرأناها كلنا، وإذا به بعد يومين فقط من نشر رؤيته، يتعامل مع خطته كما نتعامل نحن مع 'الدلاغات(2) المغسولة'، إذ مطّها خمس سنوات بين يوم وليلة، لتنتهي عام 2035، تخيل! ونشرها مرة أخرى بكل ما أُوتي من بجاحة.
عادي جداً، وكأنه لم يعمل شيئاً يستحق التوقف عنده، على اعتبار أن خمس سنوات لا تستحق أن نتخانق عليها، وأننا سبق لنا أن أضعنا نحو أربعين سنة من تاريخنا، أطفأنا خلالها الإضاءة، وتأكدنا من أن ستارة غرفتنا لن تسمح بتسلل أي شعاع من الشمس، وأغلقنا هواتفنا النقالة، ووضعنا على الباب كارت 'يرجى عدم الإزعاج'، ونمنا نومة الدببة.
فشنو يعني خمس سنوات؟ حبكت يعني؟

الله يغربله عمنا توني بلير، فهمَ القمندة، وكشف خلطتنا السرية، وأدرك أن المهم عند حكومتنا هو بقاؤها أطول فترة ممكنة على أكبادنا، وأنها لم تعد تختشي شيئاً، أو تخشى شيئاً، بعدما استطاعت تأمين عدد من النواب 'العقلاء'، يحمون ظهرها ويرضعون من صدرها، وبعدما ضغطت بيديها الكريمتين على الصحافة فخنقتها حتى سال لعابها ودموعها، وأدرك أن أحداً لن يراجع خلفه، وأن السالفة سبهللة، فمسحَ توقيتات الخطة وأعاد ترهيمها(3) من جديد بما يناسب مزاج المعازيب، و'زرّقها علينا'، وضحك على لحانا ضحكاً قهقهياً عالياً.
وكان الله في عون لحانا، كم تحملت من ضحك مسؤولينا، ليأتي الأغراب ويشاركوها حفلة الضحك، وها هي لحانا صامدة لم تحُتّ (4) شعراتها، حتى أننا أصبحنا نضحك على لحية كل من لا يضحك على لحانا المعطاءة.

1- تمرير بالحيلة
2 - الجوارب
3 - ترقيعها
4 - تتساقط



 
آمال
أعقل من كده إيه؟
محمد الوشيحي
alwashi7i@aljarida.com
محمد%20الوشيحي_thumb.jpg

البرلمان الصيني أصابته لوثة في عقله، الله يدفع البلاء، وقرر، قبل نحو سنة، إيقاف مراجعة خطة التنمية الإسكانية بعدما اكتشف فساداً في وزارة الإسكان، وطالبَ الحكومة بالمساهمة معه في التحقيق للكشف عن اللصوص. وأثناء التحقيق كانت الصحافة تنقل أحدث الأخبار، فرأى المواطنون الصينيون وقرأوا ما يشيب له شعر الغراب الفتيّ.
واستطاعت الحكومة (أكرر، الحكوووومة، لمن في عينه عمش) تثبيت الأدلة التي تدين أحد مسؤوليها، فأحالته إلى لجنة الإسكان التي أحالته بدورها إلى القضاء، قبل أن تستأنف اللجنة بحث الخطة من جديد.
وصدر حكم القضاء بإعدام المسؤول الإسكاني الكبير، وتم إعدامه فعلاً قبل ثمانية أيام. وأصدرت الحكومة بياناً تعتذر فيه إلى الشعب والبرلمان، بينما أصدر البرلمان بياناً شديد اللهجة يحذر فيه الحكومة من تكرار أخطاء بهذا الحجم، ويأمرها أن تنتقي كبار موظفيها ومستشاريها بعناية.

شنو هؤلاء البوذيون.

إعدام واعتذار وبيان شديد اللهجة!

كل هذا بسبب عملية نصب في قضية إسكانية؟ يا عمي تعالوا شوفوا منطقة 'المنقف' عندنا، وأنا كنت أحد سكانها ولا فخر، في البيوت التي تقع خلف المضخة. ولأنني كنت طويلاً، وماأزال، فقد كنت أنام على سريري فتظهر أقدامي من تحت البطانية إلى الشارع العام مباشرة. وفي الصباحية قطعة أربعة، مقابل منزل النائب السابق شارع العجمي، هناك قطعة أرض فضاء، خُصصت ميزانية لبنائها، فالتهمت القطة بيوتها وميزانيتها. وفي محافظة الجهراء، في منطقة الواحة، أو 'الكوريّات' كما يسميها الناس، لا حاجة إلى أن تشتري بطاطين لأولادك، إذ تستطيع أن تغطّي البيت كله ببطانية مورا، التي تمنحك دفئاً وحناناً... ومع ذا لم نعاقب المسؤول الإسكاني السابق، وبإذن الله لن نعاقب المسؤول الإسكاني اللاحق، لأننا 'عقلاء'، ونوابنا أغلبيتهم 'عقلاء'.
إعدام مرة وحدة، وعلى قضية فرعية! يا عمي نحن شارف نفطنا على النضوب، وقريباً ستمسح أرضنا كفيها وتفتح ذراعيها وتقول لنا 'باح، جف ضرعي'، ومازالت شوارعنا مصابة بالجدري، ومباني وزاراتنا تمر بجانبها القطط والكلاب وهي تسد أنوفها لعطانة الرائحة، بينما أرصدة مسؤولينا تزداد وتزداد وتزداد، وبيوتهم تتحول إلى قصور لو رآها سلطان بروناي لسرقَ مخططاتها وقلّدها، ومع ذا تحملنا، ولم نسجن أحداً. ليش؟ لأن نوابنا 'عقلاء' يحاربون التأزيم.
إعدام مرة وحدة! ما الذي كان سيفعل برلمانهم بالحكومة لو أن مجاريهم طفحت كما طفحت مجاري مشرف؟ أظن أنه كان سيسحب المسؤول عن محطة مشرف الصينية بأذنه اليمنى ويدفعه إلى قاع المحطة كي يموت غرقاً في المجاري. وماذا كان سيفعل برلمانهم لو أن 'ستاد ماوتسي تونغ' بُنيَ على طريقة 'ستاد جابر'؟ وماذا كان سيفعل برلمانهم لو أن أحد التجار تلاعب بأموال أحد البنوك، فقررت الحكومة تعويضه من أموال الشعب؟
كفرة فجرة هؤلاء الصينيون، وجوههم ترهقها قترة... إعدام مرة وحدة؟!
 

BA7R

عضو فعال
الله يعطيك العافيه

قلم رائع ومن جمهوره ويستحق الثناء على نهجه وطروحاته الجميله
 
آمال
استضراس​


محمد الوشيحي​



محمد%20الوشيحي_thumb.jpg

شنو هذا؟ ما حكاية ضرس العقل الذي نبت فجأة في أفواه الكويتيين ونوابهم وحكومتهم؟ تمشي في الشارع فتُفاجأ بالناس كلّ واحد منهم فاغر فاه على أقصاه لكبر حجم ضرس العقل... النائب مسلم البراك فسّر الماء بأنه ماء، ولم يأتِ بجديد، عندما تحدث عن مساومات الحكومة للنواب في التصويت على طرح الثقة بوزير الإعلام، فضحكنا وأجبناه بالمثل المغربي: 'آجي يا أمي نوريكِ بيت خالي'! نحن الأم والبرلمان أخوها، والأم تعرف تفاصيل بيت أخيها قبل أن يولد ابنها. ولو أنك أوقفت سيارتك عند أي إشارة مرور وسألت الذي يقف بجانبك: كم سعر الرأس؟ لأجابك... فما الذي أغضب نوابنا وحكومتنا وكتّابها فجأة، وجعلهم يتحدثون جميعاً عن العقل وضرس العقل.
خلاص، لن نشك في النواب، من باب العقل وضرسه، ولن يشكّ النواب في الحكومة، من باب الوزير محمد البصيري، ولن يشكّ الكتّاب في وزارة الداخلية، من باب العقيد محمد الصبر، خلاص، كل واحد يروح بيته، ونترك أبوابنا مفتوحة، ومفاتيح سياراتنا فيها، ونترك الحكومة ترجع أنصاص الليالي، فلا نسألها أين كانت ومع من، ونترك البرلمان يطيل شعره ويتسكّع في المولات التجارية والمراقص كما يشتهي وفي جيبه مصروف العائلة، وننام، لا شك ولا شكشكة.
وكنا قد قرأنا أن الحكومة، ما بين جلستي الاستجواب وطرح الثقة، اجتمعت مع عدد من النواب، فاتهمها البراك بأنها تساومهم وتغازلهم، بينما الصحيح أنها كانت تتدارس معهم القرآن الكريم، ثم قاموا جميعاً يتوضؤون لركعتي تهجّد، تأسّياً بالصحابة رضوان الله عليهم، فغافلهم السفاح مسلم البراك، يا ويله من الله، ومياه الوضوء تتقاطر من وجوههم وأذرعهم، وضربهم باتهامه على جباههم، في مكان السجود بالضبط.
لذا صَرّحت النائبة معصومة المبارك: 'عيب عليك يا البراك اتهام زملائك النواب'، وانا أقول لها إنني تلقيت اتصالاً لم أرد عليه لانشغالي، فجاءتني بعده رسالة: 'أنا معصومة المبارك، أرجو الاتصال'، فهاتفتها (كان ذلك بعد استقالتها من الوزارة وقبل نجاحها في الانتخابات) فراحت تعلّق على مقالتي يومذاك، وتثني، وكيف أنني 'أبرّد الجبد'، ثم تحدثت هي عن كمية الفساد في البرلمان والحكومة لدرجة أنها أخجلتني وأشعرتني أنني متسامح في نقدي لبعض النواب، فقلت وأنا أشعر بالخجل: 'بعضهم يتهمني بالتجنّي والقسوة، ليتهم يستمعون إلى كلامك الآن يا دكتورة'، فأجابتني ضاحكة: 'هاهاها، عيل اللي يسوونه يا محمد بالشعب والبلد شنو اسمه؟ مو قسوة؟'، وكانت تقصد الحكومة وبعض النواب. فهل هي أنتِ التي اتصلت بي، أم أنه تشابه أسماء وأصوات يا دكتورة؟
ولا أظن أن الدكتورة ستنكر اتصالها ذاك، وإن أنكرت فلتضع يدها معي على المصحف وليُشهد كلّ منا الله على كلامه، ونترك الباقي على علاّم الغيوب، لكنها لن تنكر. فهل اتهام الحكومة والبرلمان بتبادل الفساد حلال عليكِ يا دكتورتنا المفضالة أنتِ ووزير الإعلام، وحرام على البراك؟ يجوز.
ويا أيها النائب البراك 'لا تورّينا بيت أخينا، فنحن نعرف البيت ومداخله وصالته ونعرف موقع الطواليط، أجلك وأجلّنا الله. وأرجوك، لا تقطع مرة أخرى جلسات الذكر وقراءة القرآن التي تجلسها الحكومة - قبل طرح الثقة بأحد وزرائها - مع النواب التقاة الورعين الزهّاد، ولا تعترض طريق المتوضئين'.​


 
آمال
عم يضربونا ويسألونا شو بنا
محمد الوشيحي
alwashi7i@aljarida.com
محمد%20الوشيحي_thumb.jpg

عذراً لغياب مقالة يوم الأحد، فقد مُنعت من النشر. ولـ'الجريدة' الحق في النشر أو البتر، ومن ساد في ماله فما ظلم. وقد احتفظت بالمقالة الممنوعة، وسأحتفظ بأي مقالة أخرى تحجبها 'الجريدة' تفادياً لوقوعها – 'الجريدة' - في المحظور، من وجهة نظرها. وقد أتحدث لاحقاً عن تفاصيل حكايتي مع المنع، وقد لا أتحدث، بحسب اتجاه الرياح والعواصف.
لكن دعونا الآن نبتعد عن السياسة، ونسير بمحاذاتها، وتعالوا نبارك للصحافة دخول 'الزميل' أبي مشاري، من باب الشعر السياسي، وهو ذاته الذي كان يكتب تعليقه شعراً على مقالاتي في موقع 'الجريدة'، فقد تعاقد رسمياً مع جريدة 'عالم اليوم'، ونشر أولى قصائده السياسية على صفحتها الأخيرة أمس الأول، الأحد، تحت عنوان 'جمرات'، وأظنه يحتاج إلى حدث محفّز ومُشعل شرارة كي يُحرق بخوره، وأظنه أيضاً يحتاج إلى مسافة من الزمن تلين فيها ماكينته الشعرية. بالتوفيق للصحافة وللجريدة وللزميل.
والكلام يجر بعضه، ويجرني معه للحديث عن المرة الأولى التي التقيت فيها أبا مشاري، قبل عدة شهور، وكان ذلك في مكتبي في 'الجريدة'، عندما تلقيت اتصالاً من محرر زميل يعمل في صحيفة أخرى مشهورة بطائفيتها وقربها من القرار والدينار، يطلب لقائي، فرحبت به، ودخل مكتبي أثناء وجود أبي مشاري، وسألني: 'هل الأخ (أشار إلى أبي مشاري) موثوق به كي أتحدث بحرية؟'، قلت: 'تحدث'، فقال: 'أنا واحد من ثلاثة تم تكليفنا – بعد إنجاز أعمالنا - بكتابة تعليقات تهاجمك، أنت وكاتباً آخر ونائبين، بالتحديد، وإذا توافر الوقت نهاجم بقية الخصوم، خصوم الحكومة وخصوم جريدتنا ومالكها، ونثني، في الوقت نفسه، على مقالات كل من يهاجم القبائل والشعبي والمعارضة، لكنني أشعر بتأنيب الضمير، وأشعر أنني لست أنا، وهذا ما دفعني إلى لقائك'، ثم راح يتحدث عن مقالاتي وكيف أنه يتفق معي في غالبية ما أكتب. وأنهيت اللقاء معه على أن نتحدث بالتفاصيل في وقت آخر، كي لا أترك ضيفي أبا مشاري صامتاً.
لاحقاً، أخبرني الزميل المحرر أنه يكتب أحياناً تحت أسماء مختلفة، فمرّة هو 'جهراوي أصيل'، وأخرى 'منيف العجمي'، وثالثة 'أبو سعود العتيبي'، ورابعة 'ولد يام'، وأكثرها طرافة 'كلنا محمد هايف' (هنا ضحكت حتى دَمَعت عظامي، ورحت أضرب كفاً بكف، وأردد 'يا نهار أبيض وأسود'، إذ إن النائب محمد هايف، مثلي، أحد المستهدفين بالهجوم كما ذكر)، ثم نزلت النساء إلى الميدان، من باب الاختلاط، فهذه 'أم راشد' تردح، وخلفها 'بنت الأصل والفصل' تشتم، ووو.
ولا أظن المحرر هذا جاء بجديد، فنحن نعرف الخشب من الحديد، ونعرف أنهم يتعمدون تخريب الديمقراطية والصحافة والإعلام، ويضربوننا بأسلحتنا، من باب 'وداوها بالتي كانت هي الداء'، لكن الجديد هو الاختراق الذي تعرض له منتدى الشبكة الوطنية، وهو المنتدى الأكبر والأشهر في الكويت، وتحديداً قبل لقائه المزمع مع الشيخ فهد سالم العلي بأيام، وكذلك موقع جريدة 'الآن' الإلكترونية، وهو اختراق غريب في شراسته، يقول عنه الكمبيوتريون إنه شبيه بما تعرضت له مواقع الإنترنت والمدونات التابعة للإصلاحيين في إيران، وميجانا ويا ميجانا ويا ميجانا، عم يضربونا ويسألونا شو بنا.
 
آمال

آمال:
ليلى في العراق لا تتسوق
محمد الوشيحي
alwashi7i@aljarida.com
محمد%20الوشيحي_thumb.jpg


الهبّاشون العراقيون يقولون: المستقبل للعراق، وأنا أقول: أحلق ذراعي إذا استطاع أحد التمييز بين مستقبل العراق وماضيه. يقولون: مستقبله مشرق باسم، وأنا أقول: مستقبله مشرق كالفحم، وباسم كابتسامة الأرملة البائسة عندما يطرق بابها صاحب البناية ليستوفي الإيجارات المتأخرة. لن يفلح العراق، ولن يفلح بلد يتخانق أبناؤه على قماشته، وكل قماشة تتجاذبها الأيدي ستتمزق. واسألوا الكويتيين، واسألوا المصريين واللبنانيين.
والعراقيون عندهم أحمد الجلبي الذي 'يستفيد' من أموال الاستثمارات ويفتتح بها صحيفة يهاجم بها الشرفاء، ويمزق الشعب. والعرب مثل القرطاس، والعراقيون أسوأ القراطيس، يسهل تمزيقهم وتفريقهم. والروائيون العالميون يزعمون أن 'أشرس الناس وأكثرهم هوساً بالعراك والخناق هم شباب نابولي في إيطاليا، ومراهقو مكسيكو سيتي'، وعلي النعمة لو أن الروائيين هؤلاء سمعوا عن 'نينوى' و'الأعظمية' و'الناصرية' لمزقوا رواياتهم، ولكتبوا: 'الخناق في العراق لا يقتصر على الشباب والمراهقين، في العراق حتى النساء يسلّين أوقاتهن بالعراك... في العراق، الخناق، مثل التدخين، لتزجية الوقت'.
واليوم كردستان رفعت علمها ولوحت بيدها الكريمة وحملت متاعها ورفعت قضية خلع، وغداً ستتبعها مدينة الرمادي، وبعد غد ستودّع الناصرية جيرانها... والمستقبل للعراق. أي مستقبل للمرضى يا عمنا؟ العراق مريض منذ ما قبل الحجاج إلى يوم يبعثون؟ حتى الأهبل بن الأهبل قيس بن الملوح يعترف: 'يقولون ليلى في العراق مريضة، فيا ليتني كنت الطبيب المداويا'، هو لم يقل إن ليلى في العراق ترقص، أو تتسوق، أو تتمشى على ضفاف دجلة ببنطلون ضيق، أو ترسم 'تاتو' على كتفها استعداداً للقاء حبيبها، بل قال 'مريضة'، ليش؟ لأنها في العراق، والعراق ملوث بفعل غالبية ساسته وشعبه، بعيد عنك. ولأن قيس أهبل ولقبه المجنون فهو يتمنى لو أنه كان موجوداً بجانبها يداويها ويدغدغها وينغنغها، وأنا والله لو كنت مكانه لتركتها هناك بين المالكي والجلبي وأتباع الزرقاوي وأتباع الشاب الموهوب مقتدى الصدر وبقية الصحبة الصالحة، تتدبر أمرها.
'المستقبل للعراق'، يقول السياسيون ذلك وهم يهبشون الفلوس ويهبرون أموال النفط ويستثمرونها في الأردن ولبنان، لأنهم يعلمون أن الحديث عن مستقبل للعراق هو طق حنك، ليس إلا.
وخذوها مني ثم حاسبوني عليها: لن يستثمر أحد في العراق إلا حكومة الكويت. والكويت لن تنتظر أرباحاً من مشاريعها في العراق، لكنها تستثمر هناك وهي ترتجف كما يرتجف العصفور تحت ليل يناير البارد وأمطاره، وينتظر الشمس، ولن تشرق شمس من جهة العراق أيها العصفور، وليس أمامك إلا أن تتحول إلى نسر بمخالب كالسكاكين وجناحين عملاقين، أو على الأقل فلتكن عصفوراً بقلب نسر.
 
كفيت ووفيت يالوشيحي دايمن تبرد جبدي بس بسال سوال ليش الكويت انقسمت قسمين الحين قسم ينادي بالوحدة الوطنية ويقول انه ماتضبط الامور الا لما يعاقب المفسدون بالخروج من المطبخ السياسي وتكف يدهم عن مقدرات الدولة وتصبح الدولة نشيطه تكنوقراطية ويصبحون اصحاب القرار يخافون على البلد بعمل الانجازات ويتركون التقييم للناس من غير لاتصبح لهم صحف صفراء تطبل لهم وقنوات تنادي باسمهم وانهم الامير القادم وانه الامير السابع عشر وتنادي باسامي ربعه بانهم اصلاحيون --الخ والقسم الثاني سبحان الله هم ينادي بالوحده الوطنية ولكن بانه تصبح الناس مطبلجيه وتمسح الجوخ يقول ندري التمنية واقفة وان الفساد منتشر وان التعليم متردي والخدمات الصحية سيئة وان الاشغال والبلدية مولييية وكل الامور تعبانة بس لازم عشان الكويت نقول سمعا وطاعه ومانتكلم عن ديووووووون العراق لانه العراق دولة جارة لنا لازم نحترم الجيرة عشان مايزعلون علينا ويغزون مرة ثانية تعرف احنا قربنا من 2-8 فلازم نحترم نفسنا ومانتكلم عنهم بالشينة الا اذا كنا بنتكلم بالزينة ميخالف ولازم نمدح رئيس مجلس الوزراء لانه هاذي الوحده الوطنية ولازم مايصير ولا استجواب حق اي وزير الا اذا كنا بستجوب وزير بدوي بس ولد بطنها لا ممنوع استجوابه لانه الوقت مايساعد

انا اقول الله يستر وعسى الله ينصر الفريق الاول اللي انا متاكد من وطنيتهم وسلملي على المواطن على جابر الاحمد ( الا شخبار موضي خيطان عسى صحتها طيبة شلون هجرتهم اللي بالسعودية قطوتي يا قطوتي )
 

hweatiQ8

عضو ذهبي
آمال
يا أرنبتي الأرنوبة
محمد الوشيحي

alwashi7i@aljarida.com
محمد%20الوشيحي_thumb.jpg

آسف، مُنعت مقالة الأحد الماضي من النشر، فقد رآها ناشر هذه الصحيفة، النائب السابق الزميل محمد الصقر مقالة تجريحية، ورأيتها أنا توضيحية، وأصر كل منا على رأيه، وثبت على موقفه، فأغلقنا الشارع العام، وتوقفت حركة المرور، فهو يابس الدماغ، وأنا ناشف الدماغ، لذا فعل كلٌّ منا ما يمليه عليه رأسه، فكتبت أنا المقالة، ومنع هو نشرها. وعند النقاش عرض عليّ فكرة: 'هاجمني أنا وسأحتمل وسأنشر'، فأجبته: 'الحدود الدنيا من الأدب والذوق تمنع، ثم إن القنابل يجب ألا تثور في مخازنها'.
ولو كنت أعلم أن إيقاف مقالة أو مقالتين سيتبعه رد فعل كهذا، يرضي الغرور الكامن في صدري، وينشر الحبور في أرجائي، لفعلتُ منذ الأزمنة السحيقة، بعدما وصلتُ إلى مرحلة يتهمني فيها أصدقاء السوء بالبلادة الشعورية، فلا مادح يفرحني ولا قادح يجرحني. وهنا لا يسعني إلا أن أقول ما قاله الشيخ المواطن علي الجابر الأحمد الصباح في مثل هذه المواقف الصعبة، في مطلع قصيدته التائية العظيمة: 'يا أرنبتي الأرنوبة يا حلوة يا حبوبة'، وهي قصيدة تدخل من باب الرثاء وتخرج من باب الهجاء إلى أن تستقر في باب 'الحداء'، حداء الحرب.
وكانت الحروب في السابق تعتمد على شعر الحداء لبث الحماسة في روح الفرسان، وكان سيف بن ذي يزن، الملك اليماني الشهير، قبل بدء كل معركة، يستعرض جيشه على ظهر حصانه، ثم يصرخ بأعلى صوته وهو يشير بسيفه إلى أعدائه: 'يا أرنبتي الأرنوبة'، فيرد العساكر بصوت واحد يهز الجبال والسهول والوديان: 'يا حلوة يا حبوبة'، ويكرّون على عدوهم كرّ الأسود الجائعة، فتتساقط الجثث وتحوم الغربان ويتعالى صوت الثكالى.
الشعر قاتل، واسألوا المرحوم أبا الطيب المتنبي الذي عَرَضَ له كمين أثناء مسيره من شيراز إلى بغداد، هو وخادمه وابنه، فأمرهما بالهرب، فسأله خادمه العجوز بنذالة: ألست القائل 'الخيل والليل والبيداء تعرفني، والسيف والرمح والقرطاس والقلم؟'، فأجابه المتنبي: 'قتلتنا قتلك الله'، أي 'رحنا فيها'، وكرّ على أفراد الكمين، فقطّعوه بسكّين المطبخ.
وكان أحد الصعاليك العرب، أظنه الأخ تأبط شرّاً – صاحب قصيدة 'لعمر أبينا ما نزلنا بعامر' - لا يكر على خصومه إلا بعد أن يتغنى بمعشوقتيه، الخمرة ومحبوبته الغانية السمراء، قاتله الله، فيمتدح جودة الأولى وأرداف الثانية. وكانت عورته تظهر في الحروب، إذ لا يعترف بـ 'الأندر وير'، الملابس الداخلية، لأنه صعلوك سفري، سيليكو. وكان زعيم قبائل يام، الفارس الخالد راكان بن حثلين، قبل المعركة يتغزل شعراً -فقط- بمحبوبته، ذات النحر البراق، وذات الشعر المعثكل، فتهتز الصفوف وتغلي دماء الرجال في عروقهم. والفارس الشيخ المواطن علي الجابر يدرك ما للشعر من أثر، لذا نظَمَ قصيدتيه الخالدتين بعد تحرير الكويت: 'قطوتي يا قطوتي'، و'قم تقمقم ريحتك فطيس'، قبل أن يلحقهما ويعززهما بمقالاته التي كتبها بماء الذهب واللهب.
والألسنة عناوين، وكلام الرجل يرفع البطانية عن قلبه ويكشف معدنه، ومقالات المواطن الشيخ تدل على أنه رجل دولة بكل ما تحمله الكلمة على ظهرها، وأن مستقبل البلد بخير وبصحة وبعافية. وكان سعادة المواطن محافظاً للجهراء قبل أن يتولى محافظة العاصمة، وقد يتولى محافظة الفروانية عما قريب. وعلى أكتاف العظماء من أمثاله تتكئ الدول، وتنهض الشعوب، وتستقر الأنفس الهائجة. فلله دره.
 
أعلى