خُلق المسلم

بسم الله الرحمن الرحيم



إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ومن يهده الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له

وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله.

أما بعد:

للأسف الأمة اليوم قد وصلت إلى الأنحطاط الأخلاقي إلى درجة عدم التهاون بها فالصالح والطالح يجتمعان في الأمة يشتم ويسب ويقذف إلا من رحم ربي
وانتشرت ظاهرة القذف عند الشباب خصوصا يقذف بأم هذا بلا مبالاة وبلا اهتمام ولا يدرك خطورة الموقف!

وأيضا السب والأستهزاء على الناس والغيبة من قبل مشايخ وهم معروفين ومشهورين ولهم طلبة علم فلا أدري أي طلاب علم سيكونون إذا تخرجوا على أيدي هؤلاء وإذا انتشرت هذه الظاهرة عند طلاب العلم فإن عوام
المسلمين سينفرون منهم من الدين ومن الحق! بسبب أخلاقهم

ولو تأملنا أخلاق الأنبياء في الردود على مخالفينهم لوجدنا اختلافاً هائلاً وقصص الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في العفو والمسامحة والطيبة والخلق الحسن فكان خلقه القرآن وتأمل الردود الربانية
في القرآن هل تجد فيها شتم؟
لا
قال تعالى: {و إنك لعلى خلق عظيم } وقال تعالى: {خذ العفو وأمر بالعرف و أعرض عن الجاهلين}

وتأمل ردود و أفعال الرسول عليه الصلاة والسلام فهو خير قدوة هل تجد فيها شتم وعدوان على المخالفين؟
لا
تقول عائشة رضي الله عنها أن خلقه القرآن عليه الصلاة والسلام

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{بعثت لأتمم مكارم الأخلاق }

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق } رواه الترمذي

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم} أحمد

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً} رواه أحمد

والأحاديث كثيرة في هذا الجانب ولنا في قصصه صلى الله عليه وسلم وسيرته الشريفة العبر و الفوائد في العفو والمسامحة مع من ظلمة فأين المطبقون؟!

فنحن أمة محمد فبئس أمة لا تطبق تعاليم وهدي نبيها !!

والأخلاق التي جائت في القرآن هي منهاجنا والأخلاق في الرسول عليه الصلاة والسلام هي قدوتنا
فكيف لنا أن نترك القرآن وكيف لنا أن نترك اتباع الأنبياء؟!

قال ابن عثيمين رحمه الله:
أما حسن الخلق مع الناس: كف الأذى والصبر على الأذى وطلاقه الوجه وغيره...

و آخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين.

كتبه\أبومعاوية الكويتي
 
أعلى