مرحبا من جديد
هذا المساء هو موعد القروب مع عائلة أبو مازن المقدسية في بيتهم المرابط العريق الذي يقع بجوار ثالث أعظم المساجد في ديننا وعقيدتنا
كنا خجلانين إنا نثقل عليهم ، فهم في أغلب الظن عائلة بسيطة قد تجرعت من ظلم الاحتلال ولاقت من ضيم تعسف الاحتلال مانالت !
ولكن والحمدلله سرنا مارأينا من الجود العربي الأصيل والكرم المقدسي النبيل
استقبلنا أبومازن وهو كهل أربعيني مقيم مع أمه العجوز وهي راعية المسخن الذي سنأكله وزوجته وستة من أولادها من أصل تسعة
ثلاثة من أولادها قتلوا في صباهم !
وبناتها الأربعه متزوجات خارج القدس !
وعائلاتهم ممنوعة من دخول القدس
المتبقين هم ولدان بقرب أبومازن وأمه وزوجته
كان البيت على غرار البيوت المقدسية العربية
حوش كبير مزين بأشجار الليمون والياسمين
وفي منتصفه نافورة صوت هديرها يشرح الصدر
جلس الرجال في حوش الدار
وجلسنا معاشر النساء في أحد الدور عندهم
تعرفنا على أم أبو مازن
عجوز فلسطينية لم تغادر أرضها ولم تبع دارها لأحد
المسكينة تفتقد أغلب أهلها المهجرين في مشارق الأرض ومغاربها وتقول لم تجتمع عائلتي كاملة منذ حرب ٦٧ !
وهي سياسة صهيونية متعمدة في تشتيت البيت الواحد وتمزيق أوصاره
تحدثت عن أولادها الذين قتلوا
وقالت : اثنين من أولادي شهداء والثالث مقتول !
لم نسألها عن الشهداء لأن أرض المقدس تخرج في كل سنة العشرات من الشهداء !
ولكن سألناها عن المقتول
تجيبنا وبرباطة جأش : كتلوه لأنه خوان ، خان أرضو وتعامل مع اليهود !
يعني تبيع أرضك وقضيتك عشان الفلوووووس !
الله لايفتنا!
المرأة العجوز : والله كنا ساكنين في دار أكبر من هاي على حياة المرحوم بس إجونا اليهود وكالوا إنو المرحوم باع لهم البيت كبل مايموت ورونا توقيعه !!!
ومحنا عارفين ااكلام اللي حكوه كذب والا صدق !
وانتقلنا لهون بس فيش فايدة فوكنا مأجرين لمدرسة يهود
وأعوذ بالله من أخلاق أولادهم
تقاطعها جنتها أم مازن : بيرمو علينا محارم كلها ماي وبيشتمونا بيكولوا إرهابييين !
والله وأنا برد عليهم وبرمي اللي رموه عليهم !!!
أفراح وبتعجب : قلة أدب والله ! هاتي وهيا مدرسة يعني مكان تعليم وتربية !
ربما : هذيلة يهووووود تربيتهم تربية القردة أعزكم الله
الجنة أم مازن مسكينة ماقعدت على حيلهر واهي تعد السفرة وتضيف ، شكلها خالتها ممشيتها على الصراط المستقيم
أم فواز : نبي منج ياستنا تعليمنا الطريقة الأصلية للمسخن لأني أسويه بالكويت وبقارن مع طريقتي
الست العجوز : والله مافي أحلى من المسخن اللي بيعملوا بناتي يتحلموا فيه طول السنة
في الجانب الرجالي القعدة انقلبت لقهوة وشيشة ودخااااان !!!!
لقد أفسدوا نسيم أشجار الياسمين بنكوتينهم
بعد العشاء الدسم واللذيذ
الحجية تسألنا في وحدة تبي سيجارة !!!
وكلنا ووباستغراب : لا شكرا
الست العجوز : أنا زرت الكويت في الثمانينات ، بلد ديمقراطي وسابق كل الخليج
أطرقنا رؤوسنا
وقالت ربما : ده كان زمان
أم العيال : الحين عجلة التطور عمت كل الخليج
الست العجوز : لا ياشيخة ! السعودية كبل بالثمانينات صحرا مافيها شي !
أنا والله ناوية أعمل حجة عن ابني الشهيد حسام
لأنو ماحج
استشهد بتفجير نفسه وكتل فوق الثلاثين يهودي !
أجبتها وبخوف من ردة فعلها : بس العمليات الاستشهادية عدها العلماء انتحارا ؛)
العجوز وبعصبية : مين هالعلماء !!! ماشفنا منهم شي ! اليهود بكتلونا ومابدهم ندافع !!!
خجل ترطب الأجواء: كلن على نيته وإن شالله الله يرحم شهداء الأقصى
العجوز : والله يابنتي نحنا العالم كلوا تخلى عنا ماضل بيدنا غير الحجارة !
من أيام عبدالناصر والملك فيصل وهما بيكولوا بنحرر لكم القدس ! وماشفنا غير زيادة احتلال !!
أجبتها وأنا لايعجبني ماتقول : الانتصار لايأتي بالعقل ! والطرق العقلية
الانتصار يأتي بالرجوع لربنا وتوحيد عقائدنا وسيأتي الانتصار !
أما الحجارة والحزام الناسف فهي طرق عقلية لاشرعية في الدفاع ولهذا فنتائجها محدودة !
فماالنصر إلا من عند الله
العجوز : لا بدك العرب يتوحدوا انسي كل واحد متمسك بمنصبه ومابيهموا لوكل الدنيا تموت وهوا يضل بمنصبه !
ماشفتي بشار شو عمل بسوريا !
ربما : والله ياستنا وين العربية والجزيرة عنج ! إنتي أحسن من المحللين اللي يحطونهم
العجوز : والله من القهر صرنا نفهم بكل شي !
كل شي صار قدام عيونا تشتتنا وتهجرنا وعودينا !
أم فواز تختم حديثنا : الله ياجركم ياأهل بيت المقدس ويرحم شهداؤكم
تأخر الليل ، وغدا هو موعد عودتنا
بس الرجال موراضين يفلووووون
دخان وقهوة وكنافة وأنغام طربية
انقضت جلستنا وعدنا لفندقنا
وفي الصباح الباكر كان موعد عودتنا
وإلى المشهد الأخير في مشاركة لاحقة