بين قبول الرأي و إحترامه

وطني حر

عضو مميز
تمهيد : مقال قديم كنت قد كتبته منذ فترة طويلة و كنت قد عانيت كثيراً في صياغة أفكاره بعد أن كانت تدور في خلدي منذ زمن حيث كنت أجد نفسي أسير هذا الصراع النفسي بين ما أكتب و بين ما أمارس. اليوم ، أجد الفرصة مواتية الآن لكتابة ما بنفسي دون أن يتم إسقاط هذا الشئ على شخص آخر. فهذا الحديث يدور بيني و بين نفسي منذ فترة و حان وقت البوح.



جميعنا يتكلم عن فضيلة الحوار كوسيلة للتفاهم و طرح الأفكار و التواصل المعرفي بين الأفراد و المجموعات. و جميعنا أيضاً تصادفه بعض الإشكالات خلال حواره مع أطراف معينة قد تكون عائدة الى ذهنيته و طريقته و إسلوبه في الحوار أو قد تكون مختصة بالطرف الآخر. و يختلف إسلوب شخص لآخر في الحوار. البعض يرى أن الحوار العقلاني هو أفضل الطرق شريطة التجرد من الأهواء و الأفكار الموروثة و عدم إعتماد أي قيم غيبية مسبقة قبل الدخول في هذا الحوار و أهمية إحترام الطرف المقابل مهما كانت إطروحاته. بينما هناك مجموعة أخرى ترى أن ضرورة عدم التقيد بالخطوط الحمراء هو أحدى الوسائل التي تكفل الإبداع و نقل النقاشات الى مستويات أخرى قد لا تدور في خلد الأطراف المتناقشة.

أنا أقول بأن كل هذا لا يهم. المهم هو أن يقبل الطرفين بطريقة تناسبهما للحوار. شخصياً أرى لزاماً علي أن أتقبل كافة الآراء المطروحة (مهما بلغت شدة الإختلاف و حدته) على أنها آراء موجودة. لكنني لا أدعي أبداً بأنه يسعني إحترامها كلها.

أعتقد و اؤمن حقيقةً بضرورة إحترام الآخر و تقبل أفكاره مهما كانت غريبة و متضادة معي. حاولت أن أكتب و ان انشر هذا و ان أمارسه أيضاً. لكنني في الوقت نفسه وجدت بأنني ضحية لإستغلال كثيرين لي. بحيث كنت أقف مع أشخاص في سبيل حريتهم و في سبيل مصلحتهم و لكن لا أجد نفس الموقف منهم ، ليس فقط بما يخصني فهذا لا يهم ، و لكن فيما يخص فئات و مجموعات تعيش بين ظهرانينا.

لا يمكنني أن أحترم رأي غير المحترم ، المتقلب ، المتلون ، الإنتهازي ، الذي يسعى لمصلحته دوناً عن مصالح الآخرين ، الذي يلهث فقط وراء رغباته و اهوائه ضارباً بعرض الحائط أية قيم قد نؤمن بها. لا يسعني ذلك إطلاقاً و لن توجد هناك قوة على الأرض تلزمني بأن أناقش آراء غير المحترم. تعريف هذا الإحترام و حدوده و شروطه أحددهما أنا الفرد المتحاور. و لكن كي لا نسقط في فخ الديكتاتورية و إهمال الآراء أشرت بالفرق بين تقبل الرأي و ما بين إحترامه. فالتقبل يعني وجود الرأي دون إلزام مناقشته. لكن الإحترام يفتح المجال للنقاش و المحاورة.

نعم أنا أختلف مع كثيرين. أبدل رأيي بسهولة. أكره أن أؤثر في الآخرين و أن أرتدي ثوب الواعظ أو الحكيم. إنا فقط أطرح أفكاري للنقاش بغرض التحسين و التطوير (بما يصب في مصلحتي أنا أولا و أخيراً) ، أي أنا المستفيد الحقيقي من هذا الحوار لا أنتم. الغرض ليس نشر أفكاري ! أبداً لم يكن هذا الهدف بل أنا أتجنب طرح أهوائي الشخصية و قناعاتي الدينية و الإجتماعية. فهي خيار شخصي لي لا علاقة له بما أكتب أو اعلق.

من هنا أنا لا أرى أن القسوة في نقد الأفكار و الأشخاص هي أمر خاطئ بالضرورة. قد تقلل عدد الأصدقاء و لكن مثلما أسلفت الهدف ليس زيادة عدد القراء أو الأصدقاء. لكن الرد على من لا يحترم قناعات الآخرين و لا يقيم لها وزناً هو أمر مهم جداً بل قد يؤسس مجالات أرحب و أرضيات مشتركة بين باقي الأفراد و الجماعات.

على سبيل المثال ، أنا أدعي بأن لا مشكلة بيني و بين أي شخص لا يتمتع بنعمة اليقين الإيماني. له أن يعتقد و يقول و يصرح بما يعتقد. بل أجد من اللازم ان أفتح عقلي و قلبي لهؤلاء فهم جزء من مجتمعنا هذا ، و يجب علينا أن لا نهمشهم كي لا يلجئوا الى أساليب غير محمودة. و لكن في الوقت نفسه هناك الكثيرون ممن إمتهنوا الطعن في معتقدات الآخرين و تسفيهها و الحط من قيمة الآخرين. هنا أتساءل ، هل من الواجب علي أن أحترم ممن لا يستحق الإحترام؟ ممن لا يمارس نفس القيمة التي أجبر نفسي عليها؟

أنا أرى نماذج مريضة نفسياً و تعاني من هلوسات فكرية. تعاني من متلازمة الكره. الكره لكل شئ يحيط بها ، المجتمع ، الأسرة ، الحكومة ، الدين ، كل شئ. أنا حقاً أرثى لهم ، و اعتقد بأننا (كمجتمع) سبب رئيسي في ضياع هذه الشخصيات. نحن من جعلهم يميلون لهذا النوع من التطرف الفكري بسبب أخطاءنا التي لا يمكن لأي عاقل أن ينكرها. لكني دعوني أكون صريحاً ، هذا لا يبرر أن أتحمل عدم إحترامهم لما نعتقد أو نظن.

ربما قد يكون لدى أشخاص منكم سعة الصدر هذه بما يسمح له إحترام غير المحترم ، ربما يملك هذا الإيمان بأفكاره و مبادئه الذي يجعله يتجاوز و يترفع. لكنني أعترف ، أنا لست بهذا القدر من الإيمان. و لا يجوز لأحد أن يلزمني أن أحترم من لا يستحق الإحترام. لذا فإنني أجد أن القسوة قد تكون مبررة.

هناك ذلك التساؤل الآخر حول القسوة. هل يجوز لنا أن نقسي على أشخاص آخرين؟ إستعرضت أحداث حياتي و تصرفاتي و ناقشت نفسي بها و أقسم بالله بأنني لم اكن أبحث عن مبررات بقدر ما كنت أستكشف وجهة نظري حول هذا الأمر. في البداية قالت لي نفسي، إن القسوة تجوز مع من أحب. لكنها غير مبررة مع الغرباء و الآخرين ، فلا شئ في الدنيا يعطيني المبرر الكافي للقسوة على من لا تربطني صلة به. لكن بعد قليل من التفكير ، طورت مفهومي هذا ليكون كالتالي :

القسوة مبررة من أجل و في سبيل ما نحب. من أجل العائلة و الأطفال و الأصدقاء قد أكون قاسياً معهم. من أجل الوطن و الدين قد أكون قاسياً. من أجل المبادئ التي تربطني بالآخرين قد أكون قاسياً.

قد أكون مخطئاً ، لا أدري ، لكن هذه كانت نتيجة إجابتي على تساؤلاتي
 

مبندر

عضو فعال


العزيز وطني حر..

بالنسبة لي، لا أرى نفسي ملزما لا بتقبل الرأي الآخر (المخالف لمبادئي و توجهاتي) و لا إحترامه.. ولكني أؤمن بحق هذا الآخر في إبداء رأيه و الدفاع عنه، بل لا أدخر جهدا في الدفاع عن حقه في إبداء رأيه الذي لا أتقبله و لا أحترمه..

و هذا لا يعني بأني أرفض الحوار معه، بل على العكس، أحاوره و أتناقش معه حول أفكاره و توجهاته و أفكاري و توجهاتي و أقوم بنقدها و مهاجمتها بالشكل الذي أراه مناسب.. مع إلتزامي بأدب الحوار..

و إلتزامي بأدب الحوار لا يعني بأني لا أسمي الأشياء بأسمائها.. فهذا "المتقلب ، المتلون ، الإنتهازي ، الذي يسعى لمصلحته دوناً عن مصالح الآخرين ، الذي يلهث فقط وراء رغباته و اهوائه ضارباً بعرض الحائط أية قيم قد نؤمن بها."، هذا الشخص الذي وصفته عزيزي وطني حر، لا أجد حرجا حين أصفه هو و أفكاره و سلوكه بالميكافيليه أو حتى بالكويتي "جمبازي"..

أنا لا أدعو إلى القسوه الغير مبرره أو إستخدام أسلوب الشتم و التحقير بحق الآخر، و لكني و بكل بساطه أسمي الأشياء بأسمائها..


لا أعلم لماذا موضوعك هذا قد لامس موضوع آخر يدور في رأسي منذ فتره، و قد قمت فعلا بالإعداد للكتابه عنه و لكني تراجعت بعد أن أحسست بأني سأكون كمن يؤذن في مالطا..

بالنهايه مادري.. أقولك "قودلك" ولا "هاردلك" على أمس.. :p

 

وطني حر

عضو مميز
أهلاً بالصادق الصدوق مبندر ،، أتمنى أن تكون في خير حال ،،

أنا أخشى أن نقع في فخ الديكتاتورية حين نتجاهل ما نعتقد نحن بأنها آراء غير محترمة أو سفيهة. لذا كنت أحاول أن ألزم نفسي بقبول وجودها. لكنني لست مجبراً على مناقشتها ، ناهيك عن إحترامها. لذا فإن رأيي هذا هو من باب .. الخوف من إنحراف الذات و جنوحها نحو الدوغماتية و الديكتاتورية.

لا أتكلم عن وضع حالي أو ماضي قريب ، لكن مقالي هذا كتبته قبل فترة ليست بالقصيرة بعد مراجعة للنفس خوفاً من أن أقسي على أحد و لا أحترم وجهة نظره التي "أعتقد" بأنها غير جديرة بالإحترام ، و قد يكون إعتقادي هذا في غير محله.

و بما يخص مباراة تشلسي و مانشستر فطبعاً قول غودلك لسببين ،،

الأول هو إنني أمقت يهود خيبر "مانشستر"

و الثاني هو لأن هذا سيشغل بال تشيلسي حتماً في سعيهم وراء لقب الدوري ، حين نواجههم يوم الأربعاء.

دعواتك لنا بالتوفيق :)
 
القسوة مبررة من أجل و في سبيل ما نحب. من أجل العائلة و الأطفال و الأصدقاء قد أكون قاسياً معهم. من أجل الوطن و الدين قد أكون قاسياً. من أجل المبادئ التي تربطني بالآخرين قد أكون قاسياً.

قد أكون مخطئاً ، لا أدري ، لكن هذه كانت نتيجة إجابتي على تساؤلاتي
لا أراك مخطئاً .. بل أشاطرك الرأي .. نعم فالقسوة مبررة من أجل وفي سبيل ما نحب ..
والقسوة لا تكون بأختيار ألفاظ غير محترمة .. بل قد تكون في غاية الاحترام والصراحة معاً .. فنحن نحتاجها أحياناً حين تجمح بنا آراؤنا .. فنتطرف لها ..

تابعت كتاباتك طويلاً من ..مروراً بالقحفية ..وحتى الآن... قسوت كثيراً .. لم يتقبل الكثيرون إن لم يكن الجميع قسوتك .. واعتبروها ( عذراً ) وقاحة لكني لم أجدها كذلك .. رغم انك زعلّت ناس كُثر يعزون علي -ليس بالضرورة في هذا المنتدى - وكانوا يأخذونها بشكل شخصي رغم انك لا توجهها لذواتهم ...
الزبدة ... انت تكتب وتنظر وتنتقد باحتراف .. اهنيك عليه
تحياتي
 

وطني حر

عضو مميز
الزميلة أحلام ،،

لا أدري كيف نسيت موضوع القحفية ! فقد كان من المواضيع المحببة الى قلبي و كنت انوي الإستمرار فيه مع الزميل الفاضل "أعظم طفل في العالم" لولا المضايقات التي حصلت لي بعد هذا الموضوع. و هناك أيضاً موضوع البامية و موضوع بينوكيو الخجول !!

حقيقة ، أعتذر عن الضيق الذي ربما سببته لبعض ممن يعزون عليك ، لكن تأكدي بأن القلب أبيض تماماً و لا أحمل أدنى ضغينة لهؤلاء. و لكنني أضيق ذرعاً بخطابات الكراهية الغبية و التي تسفه عقول و معتقدات الآخرين و تحاول إلغائهم. أعتقد أن لا مبرر لمثل هذه الكتابات التي لن تحصد إلا مزيداً من العداوات و لن تؤسس الأرضية للنقاش الجاد و الواعي.

على سبيل المثال ، الشبكة الليبرالية إنتهت حين قامت تحارب و لا تحترم أبنائها و كتابها فأبتعد الرأي المضاد كالطارق و فرناس و بو حسين و بو سند و إدراك و محمد العنزي و لوسيفر و زيد البدر و مزيانة و بيفتش و ماربيا ، و أصبح خطابهم داعياً للكراهية ، ففقدت الشبكة إحترامها لنفسها و قضت بنفسها على نفسها و أصبح الجميع يسمع صدى صوته و إختفت تلك المواضيع الجميلة و الرائعة التي كان يستفيد منها الجميع.

عموماً ،، أشكرك على إتفاقك معي بالرأي.
 

عطلبيس

عضو بلاتيني
السلام عليكم........

في البداية أحب أهنيك موضوع جميل و مهم.

أعتقد هناك حاجة شديدة لفهم و مناقشة طرق الحوار السليم و مسألة تقبل الرأي أو الافكار و إحترامها. عجبني رأيك في التفريق بين تقبل الحوار و إحترامه بالفعل طريقة جيدة لتوسيع قاعدة تقبل الاختلاف بين شتي الاراء و الأفكار (عقائديا/ إجتماعيا / إختيارات شخصية) و لكن قد ينتج عن هذا التقبل أو Tolerance لشتي الارأء ظهور أراء شاذة أو حوارات عقيمة, ثم الدخول في معمعة حول تحديد الاراء و من يحددها فما قد أراه أنا و أنت كشاذ هو الطبيعي أو المقبول لدي الأخر.....

أعتقد في النهاية يجب وضع ضوابط نوعا ما و عدم السماح للتافه و السفيه بنشر أفكارهم و مناقشة أرائهم بكل حرية. قد يندرج هذا تحت الديكتاتورية و إحتكار الأفكار و لكن يظل أفضل من الضياع و التشتت بين حانا و مانا. لا أدعو إلي كتم الأنفاس و الاقوال و لكن مع وضع ضوابط معينة و العلم عند الله.





أما مسألة الابداع و بأن رفع سقف الحوار و تقبل جميع الارأء يزيد من الابداع. أشك في صحة هذا الرأي. فعن أي إبداع نتكلم الابداع العلمي أو "الأبداع الديني " أو الابداع الأدبي . فإذن يجب التفريق علي هذي الأسس. في النهاية نظل مجتمع مسلم و لدينا أركان و قواعد و مسلمات يجب أخذها بعين الاعتبار و الاهمية. غالبا ما يتهم الاسلام و المسلمين أو بالأحري علماء الاسلام و المتدينين بأنهم إحتكاريون رجعيين و لا يتقبلون الرأي الأخر خصوصا في الابداع الروائي و التلفزيوني و الجانب الديني (طبعا أنا أقصد الانتقادات من بعض المسلمين ). و لكن هذي الأراء غالبا ما تكون شاذة و غير مبدعة و ضررها أكثر من نفعها. و الاسؤ أن تكون تقليد أعمي للغرب. و لكن أين الابداع العلمي . إفعلو ما يفيد الناس ثم ناقشو عوائق الابداع العلمي.. أعتقد لا يوجد أي موانع دينية قد تمنع الابداع العلمي و الاجتماعي و العلم عند الله.




على سبيل المثال ، أنا أدعي بأن لا مشكلة بيني و بين أي شخص لا يتمتع بنعمة اليقين الإيماني. له أن يعتقد و يقول و يصرح بما يعتقد. بل أجد من اللازم ان أفتح عقلي و قلبي لهؤلاء فهم جزء من مجتمعنا هذا ، و يجب علينا أن لا نهمشهم كي لا يلجئوا الى أساليب غير محمودة. و لكن في الوقت نفسه هناك الكثيرون ممن إمتهنوا الطعن في معتقدات الآخرين و تسفيهها و الحط من قيمة الآخرين. هنا أتساءل ، هل من الواجب علي أن أحترم ممن لا يستحق الإحترام؟ ممن لا يمارس نفس القيمة التي أجبر نفسي عليها؟

أنا أرى نماذج مريضة نفسياً و تعاني من هلوسات فكرية. تعاني من متلازمة الكره. الكره لكل شئ يحيط بها ، المجتمع ، الأسرة ، الحكومة ، الدين ، كل شئ. أنا حقاً أرثى لهم ، و اعتقد بأننا (كمجتمع) سبب رئيسي في ضياع هذه الشخصيات. نحن من جعلهم يميلون لهذا النوع من التطرف الفكري بسبب أخطاءنا التي لا يمكن لأي عاقل أن ينكرها. لكني دعوني أكون صريحاً ، هذا لا يبرر أن أتحمل عدم إحترامهم لما نعتقد أو نظن.

إقتبست فقرات من موضوعك عجبتني جدا......................خصوصا حول إفرازات المجتمع
للمرضي فكريا و نفسيا و من لديهم متلازمة الكره علي قولتك...أتفق معاك المجتمع العربي و الكويتي بالتحديد يحتوي علي الكثير من العادات و الاطباع التي تفرز مرضي نفسيين فكريا و عقليا و في الوقت الحالي بكثرة جنسيا (موضوع جميل لو أحد يتبرع و يناقشه:إستحسان: )


و ما طريقة التعامل مع مسألة التأبين و الفرعيات إلا دليل علي هذي الأطباع و سنري إفرازاتها في القريب العاجل.. حاليا نعيش مسألة التخوين و التشكيك في أطياف و نسيج المجتمع الكويتي أسأل الله أن يحفظنا و يحفظ وطننا
 

يتيمة أبوها

عضو فعال
لست ملزماً بالفعل على احترام آراء هؤلاء الناس لكن بنفس الوقت
اثبت احترامك حتى برفضك لهم ,,

غريب كم تجد ناس يناشبونك حتى بتفكيرك !
و يرفضون ذوقك , عفواً لكن بشنو يخصكم ؟

تناقشني حياك الله تجادل و تتمسخر , عذراً حاول مره أخرى :)
 

وطني حر

عضو مميز
الزميل مرقوق ،

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته. لتكن عندنا القناعة بان الشئ الجيد سيبرز و يتميز و يستمر. أما الزَبد فإنه سيرعان ما سيذوب و يختفي. برأيي أن الديكتاتورية أشد و أمضى من وجود آراء مختلفة (نعتقد) بأنها سفيهة. لذا أعتقد بانه يجب التجاوز عن مثل هذه الآراء لكي لا ندخل في دائرة الديكتاتورية و إقصاء الآخر.

أما بخصوص حدود الحوار ، فإنني لست شخصياً من يفضل التطرق للمحرمات و الغيبيات و كنت لا أستسيغ من يستخدم إسلوب الهجوم المباشر و جلد الذات. و لكن في بداية الموضوع حاولت أن أستعرض الطرق و الأساليب المختلفة في الحوار. هذا لا يعني بانني أفضل هذه الطرق الحوارية. لكنني أرى أن حدود الحوار يحددها طرفي الحوار. و من هنا لا أرى غضاضة في ان ينسحب أي طرف من الحوار متى ما رأى أن إسلوب الحوار لا يناسبه. هذا أفضل من الدخول في صراع للديكة تتعالى فيه الأصوات بما لا يسمح لك بتمييزها و معرفة ما تقول و تدعي.

و صدقني ،، بما يخص الدين ،، ما دخلت نقاشاً و خرجت منه إلا و إزددت إقتناعاً بهذا الدين العظيم. فقط لا تخشوا من النقاش. لا تخشوا من التجرد الكامل و الدخول بعقلية و ذهنية الباحث عن الحقيقة و ستخرج بقلب مطمئن و ثابت راسخ على الإيمان ، لأن الإسلام دين العقل و الحب و التسامح.

و بخصوص تعليقك على إفرازات الأحداث الأخيرة فأرجعها الى "ذهنية العقل العربي" و أسس تكوينه و لا علاقة للإسلام بهذا. إنما هي البيئة و التراث العربي. و قد تكلم عن هذا الموضوع الدكتور محمد عابد الجابري و الدكتور علي الوردي. أعتقد أن بعض كتبهما موجودة في منتدى القلم. ربما يوفقني الرب لكتابة موضوع حول هذه القضية.

تقبل تحياتي ،،
 

ازدهار الانصاري

عضو بلاتيني
لعلي ومنذ وقت طويل ابحث في المندى عن فكرة تهم الجميع ..فكرة لها وقع قوي على العقل ..فكرة تبحث

بتفرد صادق عن اهمية الحوار المنطقي العقلاني المتكافيء ..فكرة تهب القسوة لمن يستحقها حبا لا كرها..

وفوجئت الان بهذا الموضوع ..و لا ادري كيف لم انتبه لوجوده واستقراره هنا لعلها فوضى الانتخابات ..المهم

احي وطني حر

وضعت يدك على الجرح فنكأته وأوردت مسببات لها دور كبير في عدم التواصل الصحيح وفي عدم تقبل الاخر

لاي طرف كان وانا معك اننا لا نستطيع ان نكون مثاليين تماما فنحترم من لا يستحق وان لم نعلنه على الملأ

ففي الاقل هو يبقى مغلقا في صدورنا نحتمل اذاه كي نرضي الاخر وهذه حالة لا تجدها الا عند الملائكة اما

الانسان العادي مهما بلغ من الثقافة والايمان فهو مضطر احيانا للانفجار وبقسوة مع الاخر الذي يحاول قدر ما

يستطيع اثارته لمجرد الخلاف لا اكثر ..

للموضوع جوانب عديدة تستحق البحث والوقت والجهد ان كنت تريد ان تصلح هذا الاخر.. فقط كن حريصا ان

تحتفظ بتوازنك وقدرتك على ايصال ما تريد وكن اكثر مرونة مما انت عليه ففي بعض الاحيان ينكسر العود اذا

كان شديد اليباس

اخي الكريم

موضوعة راقية جدا وبمستوى يستحق الاهتمام اكثر

احسنت واجدت

سلام
 

Venezia

عضو بلاتيني
كم هو جميل حديث الأحرار ..

حروفك بما تحمل من معاني .. كانت رقيقة و باعثة للتساؤل في كل نفس تحب النقاش و الحوار الحر الراقي ..

و اسمح لي بكل ود أن أطرح وجهة نظري الشخصية ..

بالنسبة للنقاش بشتى انواعه .. أؤمن بأن الغرض المناط من النقاش بين طرفين أو أكثر ليس اقناع الاخر بما تراه او بوجهة نظرك .. بل النقاش هو الساحة المفتوحة لطرح الافكار و تبادل الاراء..

فكثير من الاشخاص ترى حدة انفعالهم تظهر بشكل سريع اذا ما اختلف معهم الطرف الاخر في النقاش او وجهات النظر و من وجهة نظري ان هذا الخلاف ينتج بسبب واحد و هو ( ان كل طرف يسعى لاجبار الطرف الاخر بالاقتناع بوجهة نظره ) و عندما لا يحدث هذا الوفاق و تقبل الرأي تجد الجدال يتأجج و ينتهي النقاش بمشكلة كبيرة ..

بينما لو كان الهدف الحقيقي من النقاش هو طرح الافكار و الاراء طرحا راقيا دونما سعي و جهد مبذول لاقناع الطرف الاخر برأيي و ترك المجال فسيحا امامه ليأخذ برأيي من عدمه لما رأيت اي احتداد في النقاش او قسوة في الطرح.

بالنسبة لاحترام رأي الاخرين حتى و ان كان الشخص غير جدير بالاحترام .. حقيقة لا أود أن اظهر بمظهر الراهبة و الفتاة المصلحة و لكن .. عندما يتوجب عليّ احترام شخص ، كائن من يكون .. أنا بالدرجة الاولى احصّن ذاتي و نفسي بهذا الاحترام ، فلا اترك لأي شخص ان يمسني من قريب أو بعيد لطالما لم افتح له المجال بالتقليل من احترامي حتى و ان كان هو في اساسه غير محترم .
قد يكون الأمر صعبا في البداية .. و لكن مبدأ الترفع و عدم المبالاة لكل ما يقال من قلة احترام و كلام غير محبب .. يندرج تحت مبدأ أدبي و اسلامي جميل و هو الاعراض عن الجاهل.. فبالاعراض عنه و عدم الالتفات لكل ما يقول أكون قد حصنت نفسي من سوء قد يصيبني منه بلفظ او كلمة .. و قد جعلته كمدا يموت في درجة معينة من الانحطاط الاخلاقي الذي هو فيه لطالما كان شخصا غير محترم.

أخيرا و ليس أخرا ,, هناك مقولة للأديب ( فولتيير ) تقول
أنا أخالفك الرأي ، لكني مستعد للدفاع حتى الموت عنك لإبدائه ..

اعتقد بأن هذه المقولة تكفي للأخذ بعين الاعتبار ان حرية التعبير عن الرأي و الدفاع عن كل من يريد ابداء رأيه من أسمى صفات التعامل الانساني .. حتى و ان كنا لا نوافق الطرف الاخر وجهة نظره ..

كلمة أخيرة و عذرا على الاطالة و لكن لشدة تشويق الموضوع الجميل أريد ان اطرح كل ما في جعبتي من اراء و افكار التي اذكر نفسي بها قبل أن اطرحها عليكم ..
طريقة التعبير عن الرأي لها دور فعال وهام جدا في تقبل الرأي و احترامه ..
و هو ما اقصد به اسلوب طرح الرأي و التعبير عن الفكرة .. لطالما كانت في ايطار ادبي و اجتماعي راقي .. ستكون أسوأ الاراء و الافكار كالورود العطرة حينما يختار الانسان كلمات منمقة و منسقة خالية من التجريح و سامية بمعانيها .. يستطيع ان يحول الخطأ صواب ..

ولو كان هناك رأي صائب و سديد و لكن طارح هذا الرأي و الفكرة قد شاب طرحه انفعال و شدة و عدم اختيار الالفاظ اللبقة الموزونة كان من شأن ذلك الاساءة الى رأيه .. و عدم افساح المجال للاخرين بتقبله ..

فطريقة الطرح و مجال الطرح أهم عوامل احترام الرأي قبل تقبله ..

طرحت ما رأيته من زاويتي الشخصية مسبوقا بكل احترام و ود لكل من طرح فكرة او عبارة ..
 
التعديل الأخير:
أعلى