فتنة الدهيماء تفسير نادر جداً لها
أندر تفسير : لفتنة الدهيماءالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد :
لابد أولاً من ذكر الحديث الشريف الذي وردت فيه فتنة الدهيماء ثم شرح فقرات الحديث الشريف ثم الأسقاطات المعاصره لبعض الكتاب ثم اسقاطي أنا عليه وبعض الفوائد الأخرى حول الدهيماء والفتن العامة ثم تعقيب بعض المشايخ الفضلاء على إسقاطي هذا ثم تعقيبي عليهم ثم نرفق وثائق مصوره بعد أن نعرف أنواع الفتن التي تشهد لهذا الحديث وأعني الفتن الأربع الواردة في هذا الحديث وماجاء في تفسيرها وذكرها عند عدد من الصحابة ولاشك أن الحديث مقدم على ماهو موقوف عند بعض الصحابة وذلك أن بعضهم قال الفتن أربع وآخر قال الفتن ثلاث وهكذا ولكن إذا لم يصح السند للصحابي أو التابعي حين ذاك لاتعارض إن شاء الله لأننا نتبع المنهج العلمي والآن مع الحديث الشريف
فتنة الأحلاس وفتنة الدهيماء
قال أبو داود رحمه الله (4242)حدثنا يحيى بن عثمان بن سعيد الحمصى , حدثنا أبو المغيرة حدثنى عبدالله بن سالم حدثني العلاء بن عتبة عن عمير بن هاني ْ العنسى
قال : سمعت عبدالله بن عمر يقول : كنا قعوداً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الفتن فأكثر في ذكرها حتى ذكر فتنة الأحلاس فقال قائل : يارسول الله :ومافتنة الأحلاس ؟ قال هي فتنة هرب وحرب ثم فتنة السراء دخنها تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني ,وإنما أوليائي المتقون ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع , ثم فتنة الدهيماء لاتدع أحداً من هذه الأمة إلا لطمته لطمة فإذا قيل : انقضت تمادت يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطان إيمان لانفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه فإذا كان ذاكم فتنظروا الدجال من يومه أو من غداً . اسناده صحيح رواه أحمد والحاكم وصححه الذهبي والألباني
شرح فقرات الحديث الشريف
..
1- جاء في اللسان الحلس والحلس كل شي ء ولي ظهر البعير والدابه تحت الرجل والقتب والسرج وهي بمنزلة المرشحه تكون تحت اللبد وقيل هو كساء رقيق يكون تحت البرذعه ثم أورد من معاني الحلس اللزوم فقال وفلان حلس بيته إذا لم يبرحه ثم أورد عن الازهري عن الغتريفي يقال فلان حلس من أحلاس البيت الذي لايبرح البيت وهو عندهم ذم أي لانه لايصلح الا للزوم البيت ثم قال وفي الحديث في الفتنه كن حلساً من أحلاس بيتك وقال صاحب عون المعبود 308/11قال في النهاية الأحلاس جمع حلس وهو الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القتب شبهها به للزومها ودوامها وقال الخطابي إنما أضيفت الفتنة إلى الأحلاس لدوامها وطول لبثها أو لسواد لونها وظلمتها قال النبي عليه الصلاة والسلام . هي أي فتنة الأحلاس هرب بفتحتين أي يفر بعضهم من بعض لما بينهم من العداوة والمحاربه قاله القاري وحرب في النهاية الحرب بالتحريك نهب مال الإنسان وتركة لاشيء له انتهى .
.وقال الخطابي الحرب ذهاب المال والأهل .
2- فتنة السراء : قال القاري : والمراد بالسراء النعماء التي تسر الناس من الصحة والرخاء والعافية من البلاء والوباء ,وأضيفت إلى السراء لأن السبب في وقوعها ارتكاب المعاصي بسبب كثرة التنعم أو لأنها تسر العدو انتهى .
3- دخنها قال صاحب العون يعني ظهورها وإثارتها شبهها بالدخان المرتفع والدخن بالتحريك مصدر دخنت النار تدخن إذا القيي عليها حطب رطب فكثر دخانها وقيل أصل الدخن أن يكون في لون الدابه كدوره إلى سواد قاله في النهاية وإنما قال من تحت قدمي رجل من أهل بيتي تنبيهاً على أنه هو الذي يسعى في إثارتها أو إلى أنه يملك أمرها يزعم أنه مني أي في الفعل وأن كان مني في النسب والحاصل أن تلك الفتنة بسببه وأنه باعث على إقامتها وليس مني أي من أخلائي أو من أهلي في الفعل لأنه لو كان من أهلي لم يهيج الفتنه ونظيره قوله تعالى (إنه ليس من أهلك أنه عمل غير صالح) أو ليس من أوليائي في الحقيقة ويؤيده قوله (وإنما أوليائي المتقون)
4 - الورك هو مافوق الفخذ كالكتف فوق العضد الورك بفتح الواو وكسر الراء
5- الضلع بفتح اللام ويجوز تسكينها قال الخطابي هو مثل ومعناه الأمر الذي لايثبت ولايستقيم وذلك أن الضلع لايقوم بالورك وبالجمله يريد أن هذا الرجل غير خليق للملك ولا مستقل به انتهى . وفي النهاية أي يصطلحون على أمر واه لانظام له ولااستقامة لأن الورك لايستقيم على الضلع ولا يتركب عليه لاختلاف مابينهما وبعده والورك مافوق الفخذ انتهى .
وقال القاري هذا مثل والمراد أنه لايكون على ثبات لأن الورك لثقله لايثبت على الضلع لدقته والمعنى أن يكون غير أهل الولاية لقلة علمه وخفت رأيه وقال الأردبيلي في الأزهار يقال في التمثيل للموافقه والملائمه كف في ساعد وللمخالفة والمغايره ورك على ضلع وفي شرح السنه معناه أن الأمر لايثبت ولايستقيم له وذلك أن الضلع لايقوم بالورك ولايحمله وحاصله أنه لايستعد ولايستبد لذلك فلا يقع منه الأمر موقعه كما أن الورك على ضلع يقع غير موقعه .
6-فتنة الدهيماء : وهي بضم ففتح , والدهماء السوداء . والتصغير للذم أي الفتنة العظماء والطامة العمياء . قال القاري . وفي النهاية تصغير الدهماء يريد الفتنة المظلمة والتصغير فيها للتعظيم وقيل أراد بالدهيماء الداهية ومن أسمائها الدهيم زعموا أن الدهيم اسم ناقة . كان غزا عليها
سبعه إخوة فقتلوا عن آخرهم وحملوا عليها حتى رجعت بهم فصارت مثلاً في كل داهية .
وفي اللسان : الدهيماء السوداء المظلمة .
أي أصابته بمحنة ومسته ببلية , وأصل اللطم : هو الضرب على الوجه ببطن
الكف والمراد : أن أثر تلك الفتنة يعم الناس ويصل لكل أحد من ضررها : ( فإذا قيل : أنقضت ) أي فهمها توهموا أن تلك الفتنة انتهت (تمادت ) بتخفيف الدال أي بلغت المدى أي الغاية من التمادي وبتشديد الدال من التمادد تفاعل من المد أي استطالت واستمرت واستقرت . قاله القاري .( يصبح مؤمناً ) أي لتحريمه دم أخيه وماله وعرضه ( ويمسي كافراً ) أي لتحليله ماذكر ويستمر ذلك .
المراد بالفسطاط هنا الفرقة , وأصل الفسطاط الخيمة .
شرح أكثر للحديث الشريف وتقريب المعنى
1- الحلس على قول الخطابي لدوامها وطول مكثها يقال هذا بدأ منذ مقتل عمر بن خطاب رضي الله عنه وقيل منذ مقتل عثمان رضي الله عنه والأول أولى لأنه هو الباب في وجه الفتن كما جاء في الحديث الشريف حديث حذيفة الشهير في الفتن في صحيح البخاري وهي فتنة استمرت كر وفر هرب وحرب منذ مقتل عمر أو عثمان رضي الله عنهما حتى عام 1990م حتى جاءت فتنة السراء التي وقعت بسبب كثرة المعاصي أو أنها تسر العدو أي ماحدث يسر العدو لأنه يجلب له المصلحه وكلا الأمرين سمعنا بهما أيام غزو العراق للكويت ومتسبب فتنه السراء رجل من اهل البيت كافؤوه عام 1999مـ بجنازه عالميه حضرها كل من استفاد من تلك الفتنه ثم يصطلح الناس
على رجل كورك على ضلع وهذا حدث 1995مـ أو مطلع 1996مـ ثم فتنة الدهيماء وقد وقع الإستنفار لها في مشكلة الكمبيوتر العالمية ليلة 1999/12/31م وقيل أنها إنتهت ونحن لانزال نعيش على هذا الظن ولأن هذه الأخيرة هي محل البحث تعالوا نقرأ أوصافها بناءا على ماتقدم من شرح لعلماؤنا.
1- سوداء مظلمة
تأتي بعد فتنة سراء 1990مـ وأصطلاح الناس على رجل 1995م
3-من أوصافها انها عالمية وهذا يتناسب مع قوله عليه الصلاة والسلام لاتدع أحداً من هذه الأمة الى لطمتة لطمة (وبالطبع يدخل معهم بقية البشرلأنهم شركاء في الحياه ألا تراهم تصيبهم أي الكفار الزلازل والأمراض وغير ذلك ؟ )
4- يقال انتهت ولم نسمع تصريحاً رسمياً عن هذا الإنتهاء ولاضمان لعدم عودتها في يوم من الايام 5- على أعقاب هذه الفتنة يظهر الدجال
تعالوا الى أثر حذيفه رضى الله عنه الذي رواه ابن أبي شيبة في باب الفتن قال حذيفه وله حكم الرفع لأنه أمر غيبي قال تكون في هذه الأمة ثلاث فتن تسوقهم الرابعه إلى الدجال هذا الكلام ظاهره يقول ثلاث فتن ولكن إذا تأملناه وجدناها خمس فتن على إعتبار أن الدجال فتنة مستقله إذا نظرنا للحديث الشريف وجدنا فيه أربع فتن الأحلاس والسراء واصطلاح الناس على رجل كورك على ضلع على أعتبار ان الخلاف على الحكم أو غيره بحسب قوة هذا الخلاف يعتبر من الفتن والدهيماء هي الرابعة التي تسوقنا للدجال وهي الفتنة الخامسة المستقلة وقد جاء في الحديث ان الدجال يأتي الناس وعندهم سارحتهم اي الدواب فقد أجهزت عليهم الفتنة الرابعة وسلمتهم للدجال .
وفي أثر ابن أبي شيبة في المصنف 8 / 658 لايخرج الدجال حتي يكون خروجه أشهى على المسلمين من شرب الماء على الضمأ وفي الحديث الشريف ليأتين على أمتي زمان يتمنون فيه الدجال وهو في الصحيحة للألباني 3090وقد جاءت أحاديث فيها تمني الموت حين تشتد الفتن أقول لاشك أن هذه الحضارة على الرغم من بعض سلبياتها إلا أنها نعمة فلك أن تتخيل لو فقدناها كيف ستكون الحياه ؟ يعجز القلم وحتى الشاعر عن وصف ذلك ولكن لخصها الحديث الشريف وهو كيف سيرخص على الناس دينهم ويتبعوا الدجال من أجل الراحة المزعومة عنده ولهذا جاء في نهاية الحديث أعني حديث الدهيماء أنه قال حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لانفاق فيه وفسطاط نفاق لاإيمان فيه وقد فسر هذه الفقره من الحديث الشريف الخارجي اسامة بن لادن وظن أن هذا زمانه لما قال عبارته الشهيرة عام 2001مـ بعد حشد أمريكا على أفغانستان وذكر الفقرة السابقة من الحديث الشريف وكلٌ يوظف هذه الفقرة حسب هواه جهلاً أو عمداً وقد جاءت أثار عن السلف من صحابة وتابعين في الفتنة السوداء المظلمة أثر أبي الطفيل رضي الله عنه في الفتن لنعيم بن حماد 92/1 وابو هريرة رضي الله عنه 89/1 وحذيفة رضي عنه 80/1 وابن المنذر 91/1 وغيرها في فتن نعيم بن حماد وغالب هذه الأثار تتحدث عن أربع فتن أو خمس فتن ومن ضمنها سوداء مظلمة على أثرها الدجال بعد هذا نقرأ التفسيرات العصرية لفتنة الدهيماء لبعض الكتاب في الكتب أو على شبكة الأنترنت التي طفحت بها المنتديات ولاتزال وبكثرة إذا تأملت ماتقدم وشرحنا لسياق الحديث فإنك تعجب من بعض هؤلاء العابثين في أشراط الساعة وفي أقوالهم في المنتديات وقد شاهدتها وهي مع الأسف مضحكة ومبكية في نفس الوقت فأقول إلى الآن منذ أن تكلمت عن الدهيماء في كتابي العقلانيون طـ 1999م لم أجد أحداً سبقني إلى تعريف الدهيماء بأنها القضاء على الحضارة .
وأنها بدأت نهاية 1999/12/31م مساء ذلك اليوم لم أجد أحداً أسقط الدهيماء على تلك الحادثه غيري على الرغم من كثرة اهتمامي بهذا الموضوع فأقول أما هؤلاء تجدهم يقولون الدهيماء حرب العراق 2003 م أو التحضير إلى ضرب ايران أو مرض انفلونزا الخنازيرأو الجرثومة الخبيثة أو كثرة الرشاوي والفجور وماشابة ذلك بل قالوا قد انقسم العالم الآن إلى قسمين وهو تفسير مضحك ولايراعون سياق الحديث الشريف الذي حدد الفتن الرئيسة بالأربع أو حتى الست الموجوده في حديث عوف بن مالك بل لايعترفون بالسياق بل يجهلونه لأنه فوق مستواهم بل لاتجدهم يتحدثون عن اصطلاح الناس على رجل كورك على ضلع بل خلطوا بين فتنة الأحلاس والسراء وجعلوهما فتنة واحدة أو متقاربة كلاهما وقعت في هذا الزمن وجعلوها في حرب تحرير الكويت وصدق فيهم قول القائل (العلم فضوح لغير اهله ) ويصدق فيهم المثل الشعبي( يازينك ساكت) فلو أنهم سكتوا لأراحوا واستراحوا ولكنه العبث والغرور والجهل والكبرياء فهم في شروحهم يستغيثون في كل شيْ حتى في كتب التنجيمات يستعينون بها في الشروح ومعها كتب الإناجيل والتوراه المحرفة وكتب الساسة كالغريق الذي يتشبث في كل شي ء ناهيك بالطبع من باب أولى بالأحاديث والآثار الضعيفة بل والموضوعة بل ويجعلون الكلام من قول التابعي حديثاً وغير ذلك من الطامات فلا أطيل الكلام معهم ولا أعطيهم أكثر من حجمهم فقد أكتفيت بالرد عليهم في مؤلفاتي ورد عليهم غيري من الفضلاء..
يتبع