عمر بن معاويه
عضو مخضرم
"تصنيم" ابن تيمية
عن موقع 24
الثلاثاء 16 يونيو 2015 / 14:27
علي أبو الريش
يبدو أن الارتداد الثقافي آفة الذين أبوا إلا أن يكونوا عبدة أصنام رغم كل الإزاحات التي قدمها الدين الحنيف، ورغم الأمثلة النموذجية التي قدمها الصحابة والأولياء الصالحون، في نبذ الصنمية، وإعلاء قيمة "لا إله إلا الواحد الأحد".
فها هو الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو ثاني الخلفاء الراشدين، دعا قومه قائلاً: "من رأى منكم فيّ اعوجاجاً فليقوّمه"، وهذا عمر، الذي فرق بين الحق والباطل، والذي قال "والله لو عثرت ناقة في العراق فأنا مسؤول عنها يوم القيامة".. ثم يأتينا بعد ذلك، وبعد زمان من الحرمان الديني الحقيقي، من يؤلهون الأفراد ويصنّمون الأشخاص، دون أن يدور في خلدهم أن هؤلاء الأشخاص يمكن أن يخطئوا، والرسول الكريم قال: "كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون"...
هؤلاء البشر أغلقوا باب الأسئلة ودخلوا في غرف سوداء داكنة، ليس فيها هواء ولا نقاء، وتجاوزوا حدّ الانغلاق، إلى أن نسوا سؤال نبي الله إبراهيم الخليل عليه السلام الذي قال "... رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي".
ولو تفكر الصنميون بهذه الآية لعرفوا أن الخالق عزّ وجلّ فتح باب الأسئلة للإنسانية، كي يستدلّ الإنسان على طريق الخير، فقال "وفي أنفسكم أفلا تبصرون"، هذه الأسئلة التي يخافها الصنميون والتي يختبئون عنها بعيداً، متخفين وراء حجج الفقيه الذي لا يضاهى ولا يبارى، لأنهم لا يريدون أن يكشفوا عورات الإنسانية عندما تغطّ في سبات الأنانية والجهل.
هؤلاء أنفسهم الذين نصبوا للعالم والفقيه ابن تيمية صنماً ووقفوا أمامه أو ربما جثوا على ركبهم، معتبرين ذلك شيئاً من الإيمان، وهو ليس كذلك، وربما لو عاد ابن تيمية إلى الحياة لاقشعرّ بدنه مما يسلكه الجاهليون الآن! ابن تيمية رجل مجتهد، ويعرف يقيناً أنه قد يصيب وقد يخطئ، وما معركته الفكرية مع جابر بن حيان إلا شيء من هذا القبيل، وعلينا ألا نأخذ النص من ظاهره، إذا أردنا أن نلامس الحقيقة، والذين أحرقوا كتب ابن رشد وسجنوه ونفوه ليسوا أقل فقاهة من ابن تيمية، لكنهم فعلوا ذلك، حتى جاء الأحفاد فاعترفوا لابن رشد بريادته الفلسفية التي وصفها شاعر إيطاليا العظيم دانتي موضع الحاجب من العين، حينما وصفه بالعالم العظيم، إذا حتى يتخلص عقل الصنميين من مأزق الانغلاق، لابدّ لهم من أن يلتفتوا إلى المراجع الدينية التي تعرف معنى الاختلاف في الرأي، فهذا أبو حامد الغزالي وصف في كتابه "تهافت الفلاسفة" ابن رشد بالفيلسوف الذي خرج من عباءة الدين، على الرغم من الخلاف الحادّ بين الفيلسوفين! إلا أن هذا الخلاف لم يخرج عن نطاق الأدب ولم يقبل أبداً التجمد عند نقطة الصنمية.
وفي الإمارات بالذات، فإن المشاريع الثقافية الكبرى، مثل جائزة الشيخ زايد للكتاب، ومشروع كلمة، قد أفرزت مناخاً اعشوشبت له أرض الثقافة، وأزهر الفكر، وأورقت أشجار الوجدان، وصارت المنطقة العقلية مفتوحة التضاريس على العالم أجمع، ما يجعل الحوار مع الصنميين أمراً شبه مستحيل لأنه لا رابط أبداً ما بين الحقيقة والوهم، ولا ما بين النور والظلام. والإمارات ماضية في دروب الأنوار والتنوير، ذاهبة إلى قرص الشمس، كي تصنع من خيوطها الذهبية قماشة الوجدان الإنساني الشفافة، ذاهبة إلى زرقة الماء كي تعانق رفرفة زعانف الفرح، وشكراً لكل المخلصين الذين يحرقون شموع أعمارهم ليضيئوا لنا الطريق.
..............................................................................................
ابن تيمية ذلك الذي حفر حفرة لابن حيّان فوقع فيها
عن موقع 24
السبت 13 يونيو 2015 / 10:04
د.علي بن تميم
هناك عالمان لم يتعاصرا زماناً، لكنهما اشتركا في مكان الولادة، حيث ولدا في حران التي كانت من أعمال بلاد ما بين النهرين في سوريا، أما الأول فيدعى جابر بن حيان (101-هجرية 195 هجرية) أول رواد الكيمياء في العالم، التي سميت علم جابر كما نصّ ابن خلدون. وهو يتحدر من عائلة عرفت بانشغالها بالعلم التطبيقي. أما الثاني فهو ابن تيمية (661 هجرية -728هجرية) البارع في الفتاوي والمتحدر هو الآخر من عائلة اشتغلت بالعلم الشرعي.
وجرياً على عادة من لا يعرف علوم الكيمياء ومصطلحاتها، انبرى ابن تيمية للطعن في ابن مدينته جابر بن حيان، مستعيناً في ذلك بالمدونة الإسلامية بأكملها من أجل تشويهه وإتلاف كتبه، واغتيال شخصيته؛ ذلك أن الإنسان عدو ما يجهل..
إنّ في قول ابن تيمية (الوارد في مجموع فتاوي ابن تيمية للأمير) ما يجلي الحكاية، إذ يقول ابن تيمية عن كتب ابن حيان: "لا يحل بيع هذه الكتب"، ثم أَمَر بأن تُلقى في الماء، فانمحت، ولم يبق يُعرف ما فيها.
إنّ وجهة النظر هذه تعكس ذهنية المفتي الذي يسعى إلى تضليل السلطة ودفعها إلى كراهية العلماء، لينفرد بالمكانة والمنزلة، تلك المكانة التي تجعل صوته يعلو فوق كل الأصوات، حتى فوق صوت الأمير نفسه، الذي لم يذكر لنا ابن تيمية رده، فلا ندري ماذا قال الأمير له، فصوته قد اختفى، ليأمر هو نفسه بالإتلاف، ولا ندري من هم أولئك الذين أمرهم بالقيام بهذه المهمة القاسية.
تلقى كتب ابن حيان في الماء، بعد أن امّحى الكلام فهل شربه ابن تيمية مثلما فعل الصنعاني الذي رمى أوراق أحد الكتّاب في التنور، ثم خُبِز له على نارها، وأكله بنيّة الشفاء، فذهب البأس عن الصنعاني؟
ثم هل المشكلة في "بيع كتب ابن حيان" أم في قراءتها؟ وهل ما أحنق ابن تيمية على كتب ابن حيان أنها نافست كتبه، بحيث زاحمتها في الأسواق فبارت بضاعة المفتي الكاسدة أمام بضاعة العالم الكيميائي؟ ثم لماذا اختار ابن تيمية إتلاف الكتب بالماء وليس إحراقها بالنار؟ وهل النار مخصصة لإحراق البشر الذين يخالفون منهجه، ذلك أن الكتب لا ترمى في النار لما تشتمله من آيات قرآنية وأذكار وأحاديث نبوية؟
تظل الطريقة التي تتلف بها الكتب ملتبسة في التراث الديني الإسلامي، إذ أن الطرق مفتوحة لإتلافها، فهناك شواهد على رمي الكتب في النار أو الماء أو التمزيق أو الطمس أو الدفن أو الشطب أو التزوير فيها والتبديل، فها هو ابن القيم الجوزية يقرر أن الكتب المشتملة على الكذب والبدعة يجب إتلافها، دون أن يحدد الطريقة بل يتركها مفتوحة كل على قدر همّته!
لكن من كان يتوقع بأن يقع ابن تيمية في الحفرة التي حفرها لأخيه وابن مدينته بعد مرور أكثر من ألف سنة عندما قررت، إن صحّ ما تناقلته وسائل الإعلام، دائرة المطبوعات والنشر الأردنية مؤخراً التحفظ على مؤلفات ابن تيمية، ومنعها أو تقنين دخولها إلى المملكة الأردنية الهاشمية في سياق حربها على الإرهاب، ويأتي ذلك بعد أشهر قليلة من قيام مجموعة من الطلبة الأردنيين بحرق عدد من كتب “ابن تيمية”، أحد أبرز المراجع الفكرية للحركات الإسلامية المتشددة، رداً على حرق تنظيم “داعش” للطيار الأردني الشهيد معاذ الكساسبة إذ رأوا مثل غيرهم بأن فتاويه كانت سبباً بيّناً في تشريع حرق الإنسان عند تنظيم داعش الإرهابي.
واللافت أن ينبري السلفيون والإخوان المسلمون فيهاجمون هذا القرار، متناسين أن ابن تيمية قد أتلف بنفسه مع تلاميذه وأتباعه آلاف الكتب بحجج غامضة، وقد أسهم هذا الإتلاف في فقدنا كنوزاً معرفية وأدبية وعلمية هائلة، بل إنّ منطق ابن تيمية ما يزال متحكّماً في منظمي بعض معارض الكتب في العالم العربي، فاقتداء به وبمواقفه تحجب الكتب وتمنع حتى يوم الناس هذا، في حين شكلت كيمياء جابر مصدراً مهماً من مصادر النهوض العلمي في الغرب، عندما ترجمت كتبه إلى اللاتينية في عصر النهضة.
........................................................................................
التعليق :
واضح ان هناك استياء اماراتي من فكر ابن تيمية و تشير التقارير الى رغبة السلطات الاماراتية بمنع تدريجي و سحب كتب و افكار ابن تيمية بطريقة ما من التداول حتى ان كنا نختلف مع سياسة الامارات في قضايا معينة لكن اي جهد مبذول للجم و محتاربة الفكر التكفيري هو شئ جيد
المنطقة صحراوية و حارة و فكر ابن تيمية معها يسبب ما لا يحمد عقباه
عن موقع 24
الثلاثاء 16 يونيو 2015 / 14:27
علي أبو الريش
يبدو أن الارتداد الثقافي آفة الذين أبوا إلا أن يكونوا عبدة أصنام رغم كل الإزاحات التي قدمها الدين الحنيف، ورغم الأمثلة النموذجية التي قدمها الصحابة والأولياء الصالحون، في نبذ الصنمية، وإعلاء قيمة "لا إله إلا الواحد الأحد".
فها هو الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو ثاني الخلفاء الراشدين، دعا قومه قائلاً: "من رأى منكم فيّ اعوجاجاً فليقوّمه"، وهذا عمر، الذي فرق بين الحق والباطل، والذي قال "والله لو عثرت ناقة في العراق فأنا مسؤول عنها يوم القيامة".. ثم يأتينا بعد ذلك، وبعد زمان من الحرمان الديني الحقيقي، من يؤلهون الأفراد ويصنّمون الأشخاص، دون أن يدور في خلدهم أن هؤلاء الأشخاص يمكن أن يخطئوا، والرسول الكريم قال: "كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون"...
هؤلاء البشر أغلقوا باب الأسئلة ودخلوا في غرف سوداء داكنة، ليس فيها هواء ولا نقاء، وتجاوزوا حدّ الانغلاق، إلى أن نسوا سؤال نبي الله إبراهيم الخليل عليه السلام الذي قال "... رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي".
ولو تفكر الصنميون بهذه الآية لعرفوا أن الخالق عزّ وجلّ فتح باب الأسئلة للإنسانية، كي يستدلّ الإنسان على طريق الخير، فقال "وفي أنفسكم أفلا تبصرون"، هذه الأسئلة التي يخافها الصنميون والتي يختبئون عنها بعيداً، متخفين وراء حجج الفقيه الذي لا يضاهى ولا يبارى، لأنهم لا يريدون أن يكشفوا عورات الإنسانية عندما تغطّ في سبات الأنانية والجهل.
هؤلاء أنفسهم الذين نصبوا للعالم والفقيه ابن تيمية صنماً ووقفوا أمامه أو ربما جثوا على ركبهم، معتبرين ذلك شيئاً من الإيمان، وهو ليس كذلك، وربما لو عاد ابن تيمية إلى الحياة لاقشعرّ بدنه مما يسلكه الجاهليون الآن! ابن تيمية رجل مجتهد، ويعرف يقيناً أنه قد يصيب وقد يخطئ، وما معركته الفكرية مع جابر بن حيان إلا شيء من هذا القبيل، وعلينا ألا نأخذ النص من ظاهره، إذا أردنا أن نلامس الحقيقة، والذين أحرقوا كتب ابن رشد وسجنوه ونفوه ليسوا أقل فقاهة من ابن تيمية، لكنهم فعلوا ذلك، حتى جاء الأحفاد فاعترفوا لابن رشد بريادته الفلسفية التي وصفها شاعر إيطاليا العظيم دانتي موضع الحاجب من العين، حينما وصفه بالعالم العظيم، إذا حتى يتخلص عقل الصنميين من مأزق الانغلاق، لابدّ لهم من أن يلتفتوا إلى المراجع الدينية التي تعرف معنى الاختلاف في الرأي، فهذا أبو حامد الغزالي وصف في كتابه "تهافت الفلاسفة" ابن رشد بالفيلسوف الذي خرج من عباءة الدين، على الرغم من الخلاف الحادّ بين الفيلسوفين! إلا أن هذا الخلاف لم يخرج عن نطاق الأدب ولم يقبل أبداً التجمد عند نقطة الصنمية.
وفي الإمارات بالذات، فإن المشاريع الثقافية الكبرى، مثل جائزة الشيخ زايد للكتاب، ومشروع كلمة، قد أفرزت مناخاً اعشوشبت له أرض الثقافة، وأزهر الفكر، وأورقت أشجار الوجدان، وصارت المنطقة العقلية مفتوحة التضاريس على العالم أجمع، ما يجعل الحوار مع الصنميين أمراً شبه مستحيل لأنه لا رابط أبداً ما بين الحقيقة والوهم، ولا ما بين النور والظلام. والإمارات ماضية في دروب الأنوار والتنوير، ذاهبة إلى قرص الشمس، كي تصنع من خيوطها الذهبية قماشة الوجدان الإنساني الشفافة، ذاهبة إلى زرقة الماء كي تعانق رفرفة زعانف الفرح، وشكراً لكل المخلصين الذين يحرقون شموع أعمارهم ليضيئوا لنا الطريق.
..............................................................................................
ابن تيمية ذلك الذي حفر حفرة لابن حيّان فوقع فيها
عن موقع 24
السبت 13 يونيو 2015 / 10:04
د.علي بن تميم
هناك عالمان لم يتعاصرا زماناً، لكنهما اشتركا في مكان الولادة، حيث ولدا في حران التي كانت من أعمال بلاد ما بين النهرين في سوريا، أما الأول فيدعى جابر بن حيان (101-هجرية 195 هجرية) أول رواد الكيمياء في العالم، التي سميت علم جابر كما نصّ ابن خلدون. وهو يتحدر من عائلة عرفت بانشغالها بالعلم التطبيقي. أما الثاني فهو ابن تيمية (661 هجرية -728هجرية) البارع في الفتاوي والمتحدر هو الآخر من عائلة اشتغلت بالعلم الشرعي.
وجرياً على عادة من لا يعرف علوم الكيمياء ومصطلحاتها، انبرى ابن تيمية للطعن في ابن مدينته جابر بن حيان، مستعيناً في ذلك بالمدونة الإسلامية بأكملها من أجل تشويهه وإتلاف كتبه، واغتيال شخصيته؛ ذلك أن الإنسان عدو ما يجهل..
إنّ في قول ابن تيمية (الوارد في مجموع فتاوي ابن تيمية للأمير) ما يجلي الحكاية، إذ يقول ابن تيمية عن كتب ابن حيان: "لا يحل بيع هذه الكتب"، ثم أَمَر بأن تُلقى في الماء، فانمحت، ولم يبق يُعرف ما فيها.
إنّ وجهة النظر هذه تعكس ذهنية المفتي الذي يسعى إلى تضليل السلطة ودفعها إلى كراهية العلماء، لينفرد بالمكانة والمنزلة، تلك المكانة التي تجعل صوته يعلو فوق كل الأصوات، حتى فوق صوت الأمير نفسه، الذي لم يذكر لنا ابن تيمية رده، فلا ندري ماذا قال الأمير له، فصوته قد اختفى، ليأمر هو نفسه بالإتلاف، ولا ندري من هم أولئك الذين أمرهم بالقيام بهذه المهمة القاسية.
تلقى كتب ابن حيان في الماء، بعد أن امّحى الكلام فهل شربه ابن تيمية مثلما فعل الصنعاني الذي رمى أوراق أحد الكتّاب في التنور، ثم خُبِز له على نارها، وأكله بنيّة الشفاء، فذهب البأس عن الصنعاني؟
ثم هل المشكلة في "بيع كتب ابن حيان" أم في قراءتها؟ وهل ما أحنق ابن تيمية على كتب ابن حيان أنها نافست كتبه، بحيث زاحمتها في الأسواق فبارت بضاعة المفتي الكاسدة أمام بضاعة العالم الكيميائي؟ ثم لماذا اختار ابن تيمية إتلاف الكتب بالماء وليس إحراقها بالنار؟ وهل النار مخصصة لإحراق البشر الذين يخالفون منهجه، ذلك أن الكتب لا ترمى في النار لما تشتمله من آيات قرآنية وأذكار وأحاديث نبوية؟
تظل الطريقة التي تتلف بها الكتب ملتبسة في التراث الديني الإسلامي، إذ أن الطرق مفتوحة لإتلافها، فهناك شواهد على رمي الكتب في النار أو الماء أو التمزيق أو الطمس أو الدفن أو الشطب أو التزوير فيها والتبديل، فها هو ابن القيم الجوزية يقرر أن الكتب المشتملة على الكذب والبدعة يجب إتلافها، دون أن يحدد الطريقة بل يتركها مفتوحة كل على قدر همّته!
لكن من كان يتوقع بأن يقع ابن تيمية في الحفرة التي حفرها لأخيه وابن مدينته بعد مرور أكثر من ألف سنة عندما قررت، إن صحّ ما تناقلته وسائل الإعلام، دائرة المطبوعات والنشر الأردنية مؤخراً التحفظ على مؤلفات ابن تيمية، ومنعها أو تقنين دخولها إلى المملكة الأردنية الهاشمية في سياق حربها على الإرهاب، ويأتي ذلك بعد أشهر قليلة من قيام مجموعة من الطلبة الأردنيين بحرق عدد من كتب “ابن تيمية”، أحد أبرز المراجع الفكرية للحركات الإسلامية المتشددة، رداً على حرق تنظيم “داعش” للطيار الأردني الشهيد معاذ الكساسبة إذ رأوا مثل غيرهم بأن فتاويه كانت سبباً بيّناً في تشريع حرق الإنسان عند تنظيم داعش الإرهابي.
واللافت أن ينبري السلفيون والإخوان المسلمون فيهاجمون هذا القرار، متناسين أن ابن تيمية قد أتلف بنفسه مع تلاميذه وأتباعه آلاف الكتب بحجج غامضة، وقد أسهم هذا الإتلاف في فقدنا كنوزاً معرفية وأدبية وعلمية هائلة، بل إنّ منطق ابن تيمية ما يزال متحكّماً في منظمي بعض معارض الكتب في العالم العربي، فاقتداء به وبمواقفه تحجب الكتب وتمنع حتى يوم الناس هذا، في حين شكلت كيمياء جابر مصدراً مهماً من مصادر النهوض العلمي في الغرب، عندما ترجمت كتبه إلى اللاتينية في عصر النهضة.
........................................................................................
التعليق :
واضح ان هناك استياء اماراتي من فكر ابن تيمية و تشير التقارير الى رغبة السلطات الاماراتية بمنع تدريجي و سحب كتب و افكار ابن تيمية بطريقة ما من التداول حتى ان كنا نختلف مع سياسة الامارات في قضايا معينة لكن اي جهد مبذول للجم و محتاربة الفكر التكفيري هو شئ جيد
المنطقة صحراوية و حارة و فكر ابن تيمية معها يسبب ما لا يحمد عقباه