قانوني سعودي يكتب: التضليل السعودي الرسمي .. حتى متى؟

سفاري

عضو بلاتيني
قانوني سعودي يكتب: التضليل السعودي الرسمي .. حتى متى؟
كتب في: يوليو 03, 2015 فى: أخبـــــــار اليمن

03-07-15-455001482.jpg

الاتحاد برس-متابعات
إلى متى تستمر الحكومة الجديدة في الرياض ممارسة التضليل بحقنا نحن المواطنين السعوديين وبحق إخواننا في العالم العربي والإسلامي ، لماذا الإصرار على تغييب الحقائق عن الرأي العام ، لماذا تسخير كل هذه المكنة الإعلامية لتغيير الحقائق، هل يمكن إخفاء الحقيقة بتغيير المسميات، أو ببذل المال !؟


الشفافية كمصطلح مضادة للتضليل والتعتيم ، والشفافية تحتاج الي حوار ومكاشفة، وعندما يكون هناك مجال للحوار ومناقشة القوانين والتعليمات والقرارات يعتبر نظام الحكم حينها شفافاً، وتضيق الفرص أمام الحكومة في إساءة استخدام السلطة لمصلحة مسوؤليها أو توريط شعبها في كوارث بسبب الإستبداد.


إن حق تداول المعلومات يعتبر ركنا أساسيا من أركان حرية الرأي والتعبير، بل إنه يعتبر حقا أساسيا من حقوق الإنسان، وقد أكدت الجمعية العامة للأمم المتحدة على أن: “الحق في تداول المعلومات يعد من الحقوق الأساسية للإنسان، وهو المحك لكل الحريات التي تكرسها الأمم المتحدة”.


لقد كان قرار الحرب على اليمن خطأ إستراتيجياً كبيراً ، وكانت نتائجه كارثية، وسيبقى لعقود مؤثراً على العلاقات بين الشعبين العربيين المسلمين المتجاورين .


وبعيداً عن الحديث عن أخلاقية وشرعية ومدى قانونية هذه الحرب مما تطرقنا اليه في غير موضع، فإن ما يعنينا هنا هوالتضليل الممنهج وعدم الشفافية التي تمارسها السلطة على أبناء الشعب السعودي.


لقد طال التضليل الإعلامي كافة الجوانب المتعلقة بحرب اليمن بدءاً من قرار الحرب الذي تم إتخاذه بشكل فردي وإستبدادي وإنتهاءا بطريقة إدارة الحرب وتعذر إنهاءها ، والهروب الي الأمام كمن أخذته العزة بالإثم ، وسنستعرض اوجه التضليل الحكومي في هذه النقاط:


التضليل بخصوص الأهداف الحقيقية وراء الحرب


لقد تم ممارسة التضليل الحكومي تجاه النوايا الحقيقية لهذه الحرب ، والتي تتمثل في إنزعاج مؤسسة الحكم لدينا من الثورة اليمنية في مخاضها الأخير والذي شهد تطوراً ملفتاً في الحراك الشعبي اليمني والذي ثار على البقية المتبقية من منظومة الفساد هناك ، وبالتالي خسارة أغلب المتنفذين القدماء وأرباب الفساد مكاسبهم ومواقعهم ، وبالتالي فإن الحلقة المفقودة هنا هي (الثورة المضادة) التي قامت بها الحكومة السعودية عندما عجزت عن إيقاف المد الثوري في الشارع اليمني بعد تغلب القوى الثورية واللجان الشعبية وإكتساح كافة محافظات اليمن ، وبدأت في تأسيس نظام جديد منعتق من التبعية للحكومة السعودية ، لذا وفي غمرة ما كان اليمنيون يتحاورون ، ويتغلبون على العقبات التي وضعها بعض معطلي الحوار في اليمن ، وعندما تم إصدار إعلان دستوري يمثل أغلب القوى الوطنية ، إذا بالحرب تبدأ لخلط الأوراق على الساحة اليمنية .


مما يجدر ذكره أن الحكومة السعودية ، قد خسرت حلفاءها التقليديين والمتمثل أكثرهم في (حزب الإصلاح) ممن ثار عليهم الشعب اليمني ممن كانوا حجرة عثرة في وجه التغيير والإستقلال اليمني الحقيقي .


التضليل الإعلامي بخصوص الشرعية الدينية للحرب


مارست المؤسسة الدينية السعودية الرسمية – إن جاز التعبير- دوراً كبيراً في تغييب العقل السعودى للمواطن العادي ، وذلك عبر التهليل والتطبيل لهذه الحرب وإلباسها لبوس القداسة والجهاد، فقد أعلنت هيئة كبار العلماء بالمملكة دعمها للعملية ، مؤكدة أنها جاءت لتحقيق المصالح العليا للأمة الإسلامية !!!!!!


وعلى خطى هذه الهيئة أعلن الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه الشيخ يوسف القرضاوي تأييده للعمليات العسكرية الخليجية، بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن ، وقال الدكتور علي القره داغي، أمين عام الإتحاد : إنه يؤيد شرعية الرئيس عبد ربه منصورهادي باليمن، ويحق لهذه الشرعية الإستعانة بالخليج في محاربة الانقلاب الحوثي على الشرعية والثورة..).


كما لحقت بذلك رابطة علماء المسلمين حيث أصدرت بياناً، دعمت فيه العملية العسكرية ضد الحوثيين في اليمن جاء فيه : (إن استنقاذ اليمن من براثن الاحتلال الإيراني الصفوي الأثيم واجب شرعي، وعلى المقاتلين باختلاف راياتهم أن يجمعوا أمرهم على تخليص اليمن من المشروع الفارسي البغيض، وكل جهد يبذل في هذا الصدد فهو مقدر مشكور..) .


كما عبر عدد من المشايخ والعلماء والدعاة من خلال حساباتهم على مواقع التواصل الإجتماعي “تويتر” دعمهم لهذه الخطوة لوقف ما أسموه ( التمدد الصفوي الإيراني في المنطقة) حيث يقول د.ناصر العمرتعليقا على عملية (عاصفة الحزم): “أسال الله أن تكون عاصفة الحزم منقذة لليمن، رادعة للصفويين، ولكل من يعتدي على بلادنا وعلى بلاد المسلمين وأستشهد بالأية الكريمة (فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ). !!!!


أما الدكتور سلمان العودة، فقد اعتبر عاصفة الحزم موقفا شجاعا ومنتظراً..


بينما يرى الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك أن قتال الحوثيين جهاد في سبيل الله!!!!!!!


كما أصدر أكثر من 70 من دعاة وعلماء السعودية بياناً يؤيدون فيه عاصفة الحزم.


وهنا وأمام هذا الكم الهائل من التحريض على الحرب ، ورغم إختلاف وجهات نظر هؤلاء الدعاة وهذه الهيئات حيال التكييف الشرعي الفقهي لهذه الحرب ، فمنهم من يراه جهاداً في سبيل الله تعالى ، بإعتبار من يتم قتلهم هناك (كفار) مثل بعض متطرفي السلفية التكفيريين ممن يكفرون (الشيعة) بكل فرقها ، ومنهم من يرى ذلك من باب حماية الحرمين الشريفين ، ولكن ممن ؟ يبدو من ظاهر حديثهم أنه من الحوثيين المرتبطين بإيران بإعتبارهم إما كفار كما سبق أو أنهم سيدنسون الأماكن المقدسة كما في المخيال السلفي الوهابي عن الشيعة !!!ومنهم من يذهب الي انه ( قتال بغاه) .


ولكن رغم هذه الجلبة الكبيرة فإن المتابع لايخفى عليه ملاحظة أن جميع هؤلاء العلماء وهذه الهيئات تنتمي في أغلبها الي خطين الأول الخط السلفي الوهابي ، والآخر الخط الإخواني الحركي ، ولن يعيا المتابع ليعرف أن التيار السلفي تيار متطرف وتكفيري في أغلبه ، أما التيار الإخواني ورغم تأثره بالتيار السلفي أيديولوجياً فإنه خط براغماتي ، إلتقت مصلحته مع قيادة عاصفة الحزم ، لتحقيق مكاسب مفقودة لحزبه وتيارة في اليمن ، كما يحاول إستعادة مكانته المفقودة أيضاً في مصر بسبب القيادة السابقة في المملكة ، كما أن هذا التيار لو تعارضت مصلحته مع هذه الحرب لوجد ألف طريقة وتبرير لمناكفتها .


مثل هذه الهيئات التي أنشأت بعضها الحكومة السعودية أو ساندتها ، في محاولة لضم أكبر قدر من العلماء للوقوف في صفها في بعض قضاياها لتبرير توجهاتها ، لاتمثل التيار العريض من العالم الإسلامي من المحيط إلى الخليج الذي إستنكر هذا العدوان ولم يقره ، فضلاً عن علماء ومثقفى العالم الإسلامي الذين إدانوا هذه الأعمال ، وكذلك برلمانات بعض الشعوب التي لم تؤيد هذه الحرب .


للأسف هذا التيار صوته عال ، ومن التضليل الإعلامي حصر العالم الإسلامي في مثل إختيار هذا التيار لهذا الموقف غير الأخلاقي وغير الشرعي من الإعتداء على المسلمين من أبناء الشعب اليمني تحت أسباب طائفية أو سياسية ضيقة .


ولتوضيح حجم التضليل الطائفي والديني في هذه الحرب فقد قامت المؤسسة الدينية بمحاولة شرعنة هذه الحرب وإلباسها لبوساً شرعياً عبر بعض الرموز السابقة ، وبإستثناء التيار المتطرف التكفيري الذي يبرر الحرب تحت لافته طائفية مستبطنة تكفير الشيعة ، فإن أغرب التبريرات التي إطلعت عليها في الإعلام كانت مداخلة الشيخ صالح المغامسي على إحدى القنوات الفضائية حيث ذكرأن هذه الحرب جهاد شرعي وقال أن موجب ذلك هو قطع الطريق على دولة إيران حتى لا تصل إلى الحرمين الشريفين عن طريق اليمن فتنال من الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما !!!!!!!!


وهنا لن يحتاج أي متابع مستقل أن يعرف أن خشية ووصاية الشيخ على مصالح المسلمين ومقدساتهم من أن يجعلها أبناء اليمن ممراً لإيران – والتي هي دولة مسلمة – للوصول إلى الحرمين الشريفين !!! وكأن اليمن وأهله ليسوا بلد الحكمة والإيمان !!!


وإذا كان يخشى الشيخ أيضاً – بحسب كلامه – من وقوع الحرمين تحت من يكفر ويسب بعض الصحابة رضوان الله عليهم فإن كثيراً من المسلمين حول العالم ومنهم أبناء الشعب السعودي يعانون من بعض علماء هذا التيار الذين يكفرون أمة الإسلام قاطبةً ويهدمون أثارها !!!!!!


وهناك من ذهب من العلماء السابقين إلى أن التدخل العسكري من باب (قتال البغاة) وفي هذا يتحدث أحد أهم متزعمي هذا التبرير وهو الدكتور/ محمد السعيدي السلفي التقليدي حيث يقول في إحدى تغريداته : (يجب علينا أن نقنع العالم الإسلامي بأسره أن عاصفة الحزم لهم جميعاً وليست لنا وحدنا ، بجب أن يدركوا أنها بمثابة دخول صلاح الدين للقاهرة والذي كان مقدمة لكل عمل جليل قام به بعد ذلك ) !!!!!

على إثر ذلك إضطر الحوثيون بما لديهم من قوة ومخزون بشري يستند على الطيف الزيدي الذي يشكل أكثر من 30 في المائة من تعداد السكان اليمنيين ، ولكونهم من أهم مكونات المجتمع اليمني فقد وجدوا أنفسهم في طليعة المشهد السياسي في اليمن وعبر حوار وطني جاد وبمشاركة أغلب القوى الوطنية تصدوا لقيادة المرحلة خوفا من إنهيار الدولة ، بمعنى أنهم لم يعتدوا أو يستأثروا بالسلطة كما يحاول من يريد التضليل وقد يكون في هذا السرد الموجز إجابةً لمن يريد فهم مقصد الدكتور السعيدي الذي يصف المشهد بالبغي منذ 21 عاماً بمعزل عن هذه الحقائق والصيرورة التاريخية للمشهد الحالي في اليمن.http://alittihadpress.net/?p=45123



 

سفاري

عضو بلاتيني
التعليق على ما سبق أعلاه :
مقال في غاية الروعة التعبيرية والتشريح الموضوعي ، يصف المنهجية التضليلية الاعلامية السعودية بجرأة متجلية ومصداقية متعمقة
مقال يعبر بجلاء عما يدور في نفوس الغالبية العظمى من الشعب السعودي والخليجي والعربي من تساؤلات وامتعاضات عن ما هية الاصرار السعودي على تدمير بلدٍ عربي مسلم أنهكته الحروب البينية لسينين طويلة ، فجاءت عاصفة الهدم لتقضي على ما تبقى من هشاشة العظم تحت الجلد النحيل لشعب أعزل فقير كسير لا حول له ولا قوة ، استقوت عليها قوى الظلام الهمجية بسلاحها الحديث ومالها الوفير وحماية حليفها الغربي صاحب المكاييل المزدوجة في ما يسمى بحقوق الانسان !
 

سفاري

عضو بلاتيني
مقالة معبرة و صحيحة ومؤلمة في نفس الوقت
لكن السعودي لن يوقف الحرب لانها اهانة شخصية و اراقة لماء الوجه
اذا ضجّ العالم خاصة المنظمات الحقوقية والانسانية من الممارسات الاستبدادية الاجرامية اللا انسانية لهذه الحرب وضغط الرأي العام العالمي الحر على الدول المدعية حماية حقوق الانسان ومناصرة المستضعفين ، اذا تم ذلك فسوف يوقف السعودي الحرب ، ولن يعدم - أو مناصريه خاصة أمريكا - الطريقة التي يحفظ بها ماء الوجه ، وان لم يفعل ( السعودي ) فلا أعتقد أن العالم سيقبل الاستمرار في هذه الحرب المخالفة لجميع الشرائع والمواثيق والقوانين الدولية بلا نتائج على الأرض تكافئ مبررات القيام بها ، بل سيتم التدخل بصورة أو بأُخرى لإيقاف هذا الجنون الذي يمارسه مخبول .
 

meshal

عضو بلاتيني
كيف الحرب على الحوثيين خطأ
وقد دمر مشروع الميليشات الصفوية الإرهابية في اليمن قبل أن يكبر شأنها
حيث تم دك القدرات العسكرية والمخزون الهائل من السلاح
الله يفرجها على شعب اليمن ويدحر عصابات الهمج الحوثية
 

FreedomCostsTax

عضو فعال

شدعوه صوره من غير اسم ، لا يكون مستحي بس هالقانوني الي يكتب بصحيفة يمنيه ؟

عندي فضول نتعرف على اسمه اذا ما عندك مانع :)
 

سفاري

عضو بلاتيني
شدعوه صوره من غير اسم ، لا يكون مستحي بس هالقانوني الي يكتب بصحيفة يمنيه ؟

عندي فضول نتعرف على اسمه اذا ما عندك مانع :)
الصورة أوضحت من الاسم .. أعلن عنه وارصد مكافأة لمن يدل على بيته وسوف تأتيك المعلومة في أقل من 24 ساعة من عدة متنافسين في الأمر !
 
أعلى