صانع التاريخ
عضو بلاتيني
منذ تفجر الخلاف السعودي الكويتي بشأن حقل الخفجي قُلنا بأن الموضوع
ليس فنيا كما حاولت الأوساط الكويتية تسويقه في نفس الوقت الذي صمتت الأوساط السعودية
عن الخوض فيه ، وأتى بعد ذلك وقف الإنتاج في حقل الوفرة ليؤكد ما ذهبنا إليه .
الكويت هي المتضرر الأكبر مما حصل لأن إنتاج حقلَي الخفجي والوفرة يمثل
جزء لا يستهان به من إنتاجها النفطي إذ يبلغ حوالي عشرة بالمئة من ذلك الإنتاج يوميا !
استمر وزير النفط الكويتي علي العمير في الحديث عن أسباب فنية للمشكلة كلما سئل عنها قائلا بأنه تتم حاليا معالجتها ؛ وفي رمضان الماضي يبدو والعلم عند الله أنه زل حينما صرح بأن لجنة كويتية سعودية مشتركة برئاسة
الشيخ محمد عبد الله المبارك الصباح والأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود
تتولى متابعة القضية بمعنى خروجه هو وزميله وزير النفط السعودي علي النعيمي من معادلة
المسألة المعقدة !
تولت إذًا أسرتا الحكم في الرياض والكويت التعامل المباشر مع الخلاف
البتروسياسي الخطير الذي اندلع بين البلدين رغم العبارات الرسمية التي تتردد في وسائل
الإعلام الحكومية حينما تورد أخبار برقيات التهاني والتعازي أو الاستقبالات البروتوكولية ولم يعد من الممكن تصديق حكاية الخلافات الفنية ؛ فلو كانت الخلافات فنية حقا لتصدى
لها وكلاء مساعدون بوزارتي النفط في البلدين وبمتابعة من الوزيرين المختصين دون الحاجة
إلى إقحام أمير أو شيخ في الموضوع !
أخيرا ظهرت قصة تسريب المراسلات بين وزير النفط الكويتي علي العمير وزميله السعودي علي النعيمي لتثير ضجة أرعبت الجهات المعنية في البلدين والتي صمتت عما حدث
صمت القبور لتترك لشركة نفط الخليج وشركة شيفرون إصدار بيان يستنكر تلك التسريبات ويتحدث
عن متانة ورسوخ العلاقة السعودية الكويتية وكأن الشركتين قد أُسندت لهما فجأة مهام وزارتي
الخارجية الكويتية والسعودية !
تسريبات مراسلات النعيمي والعمير احتوت بالتأكيد على ما كان يتحاشى كبار المسؤولين الكويتيين والسعوديين نشره وإعلانه ، ونحن لا نشك في أن مَن يقف وراء تسريبات
تلك المراسلات هم الذين تابعوا منذ البداية تطورات الخلاف الذي أخفقت الكويت والسعودية
في معالجته بشكل سليم ، وجاء اختلاف التوجهات السياسية بين مَن استقبلوا وزير الخارجية الإيراني وَأُلَئِكَ الذين يحذرون من نوايا إيران ويتخوفون من تقاربها مع الغرب ليكون أرضية مناسبة لتسريب تلك
المراسلات وإرباك الساحة السياسية في المنطقة كلها وليس الكويت والسعودية فحسب ، بل لا نستغرب أيضا أنه قد تم وضع البهارات اللازمة على تلك المراسلات بطريقة أو بأخرى إذ ليست العبارات الواردة بها معتادة في قاموس التخاطب بين الكويت والسعودية إضافة إلى أن خلفية الانتماء العائلي لوزير النفط الكويتي وتوجهاته الفكرية لا تقبل أساسا مخاطبة السعودية بهذه اللغة !
لقد كانت اتفاقية ترسيم الحدود التي تقاسمت بموجبها السعودية والكويت الجغرافيا والثروات نموذجا رائعا وراقيا على مستوى العلاقات البينية العربية بل إنه النموذج الأفضل في المنطقة كلها ، فكان من الأجدر بالبلدين رعاية هذه الاتفاقية بالمراجعات الدورية لها ومنحها مرونة التفاعل مع التغيرات المتلاحقة ؛ فليس الوضع الآن هو ذاته الذي كان سائدا عندما وقع البلدان الاتفاقية كما أن مراجعتها
وتطويرها لا يعيبها أبدا بل العكس تماما هو الصحيح إذ إن المراجعة الدائمة والمُعلنة كانت ستزيد هذه الاتفاقية رسوخا وقوة وتجعلنا نتفادى الوضع الخطير الذي وصلنا إليه اليوم !
للأسف اختار كبار المسؤولين في السعودية والكويت إدارة الملف النفطي الحساس بطريقة مُلاك العزب لا بأسلوب صُناع القرارات في الدول والنتيجة هي تفجر هذا الخلاف الذي
نخشى أن يتطور بطريقة دراماتيكية وبأسرع مما نتوقع ؛ والله يستر !
ليس فنيا كما حاولت الأوساط الكويتية تسويقه في نفس الوقت الذي صمتت الأوساط السعودية
عن الخوض فيه ، وأتى بعد ذلك وقف الإنتاج في حقل الوفرة ليؤكد ما ذهبنا إليه .
الكويت هي المتضرر الأكبر مما حصل لأن إنتاج حقلَي الخفجي والوفرة يمثل
جزء لا يستهان به من إنتاجها النفطي إذ يبلغ حوالي عشرة بالمئة من ذلك الإنتاج يوميا !
استمر وزير النفط الكويتي علي العمير في الحديث عن أسباب فنية للمشكلة كلما سئل عنها قائلا بأنه تتم حاليا معالجتها ؛ وفي رمضان الماضي يبدو والعلم عند الله أنه زل حينما صرح بأن لجنة كويتية سعودية مشتركة برئاسة
الشيخ محمد عبد الله المبارك الصباح والأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود
تتولى متابعة القضية بمعنى خروجه هو وزميله وزير النفط السعودي علي النعيمي من معادلة
المسألة المعقدة !
تولت إذًا أسرتا الحكم في الرياض والكويت التعامل المباشر مع الخلاف
البتروسياسي الخطير الذي اندلع بين البلدين رغم العبارات الرسمية التي تتردد في وسائل
الإعلام الحكومية حينما تورد أخبار برقيات التهاني والتعازي أو الاستقبالات البروتوكولية ولم يعد من الممكن تصديق حكاية الخلافات الفنية ؛ فلو كانت الخلافات فنية حقا لتصدى
لها وكلاء مساعدون بوزارتي النفط في البلدين وبمتابعة من الوزيرين المختصين دون الحاجة
إلى إقحام أمير أو شيخ في الموضوع !
أخيرا ظهرت قصة تسريب المراسلات بين وزير النفط الكويتي علي العمير وزميله السعودي علي النعيمي لتثير ضجة أرعبت الجهات المعنية في البلدين والتي صمتت عما حدث
صمت القبور لتترك لشركة نفط الخليج وشركة شيفرون إصدار بيان يستنكر تلك التسريبات ويتحدث
عن متانة ورسوخ العلاقة السعودية الكويتية وكأن الشركتين قد أُسندت لهما فجأة مهام وزارتي
الخارجية الكويتية والسعودية !
تسريبات مراسلات النعيمي والعمير احتوت بالتأكيد على ما كان يتحاشى كبار المسؤولين الكويتيين والسعوديين نشره وإعلانه ، ونحن لا نشك في أن مَن يقف وراء تسريبات
تلك المراسلات هم الذين تابعوا منذ البداية تطورات الخلاف الذي أخفقت الكويت والسعودية
في معالجته بشكل سليم ، وجاء اختلاف التوجهات السياسية بين مَن استقبلوا وزير الخارجية الإيراني وَأُلَئِكَ الذين يحذرون من نوايا إيران ويتخوفون من تقاربها مع الغرب ليكون أرضية مناسبة لتسريب تلك
المراسلات وإرباك الساحة السياسية في المنطقة كلها وليس الكويت والسعودية فحسب ، بل لا نستغرب أيضا أنه قد تم وضع البهارات اللازمة على تلك المراسلات بطريقة أو بأخرى إذ ليست العبارات الواردة بها معتادة في قاموس التخاطب بين الكويت والسعودية إضافة إلى أن خلفية الانتماء العائلي لوزير النفط الكويتي وتوجهاته الفكرية لا تقبل أساسا مخاطبة السعودية بهذه اللغة !
لقد كانت اتفاقية ترسيم الحدود التي تقاسمت بموجبها السعودية والكويت الجغرافيا والثروات نموذجا رائعا وراقيا على مستوى العلاقات البينية العربية بل إنه النموذج الأفضل في المنطقة كلها ، فكان من الأجدر بالبلدين رعاية هذه الاتفاقية بالمراجعات الدورية لها ومنحها مرونة التفاعل مع التغيرات المتلاحقة ؛ فليس الوضع الآن هو ذاته الذي كان سائدا عندما وقع البلدان الاتفاقية كما أن مراجعتها
وتطويرها لا يعيبها أبدا بل العكس تماما هو الصحيح إذ إن المراجعة الدائمة والمُعلنة كانت ستزيد هذه الاتفاقية رسوخا وقوة وتجعلنا نتفادى الوضع الخطير الذي وصلنا إليه اليوم !
للأسف اختار كبار المسؤولين في السعودية والكويت إدارة الملف النفطي الحساس بطريقة مُلاك العزب لا بأسلوب صُناع القرارات في الدول والنتيجة هي تفجر هذا الخلاف الذي
نخشى أن يتطور بطريقة دراماتيكية وبأسرع مما نتوقع ؛ والله يستر !