صانع التاريخ
عضو بلاتيني
تحل علينا يوم الثلاثاء القادم الذكرى الخامسة والعشرين لاجتياح الكويت وغزوها من قبل النظام العراقي السابق بقرار جمع فيه الرئيس الراحل صدام حسين بين الإجرام والرعونة السياسية والاستبداد في وقت واحد !
شخصيا أظن أن استذكار فترة ما قُبيل الغزو أهم بالنسبة لنا من استذكار الغزو ذاته ؛ إذ أن استذكارنا لعملية الغزو ستجعل الصورة الذهنية لدينا محصورة في قضية بلدنا الصغير المسالم الذي طعنه جاره الغادر والتفاف شعبنا حول شرعيته وما إلى ذلك من أمور أشبعها إعلامنا الرسمي طرحا وعرضا حتى باتت أسطوانة مملة رغم كون محتواها حقا وليس باطلا !
في تلك الأيام من عام 1990 م كُنا نعيش أجواء الأزمة الكويتية العراقية والتي بدأت رسميا يوم 15/7/1990 م عندما أرسل طارق عزيز وزير خارجية العراق آنذاك مذكرة إلى الشاذلي القليبي أمين عام جامعة الدول العربية والتي كانت حينئذٍ تتخذ من تونس مقرا لها بدل القاهرة مقرها الأصلي الذي انتقلت منه بعد اتفاقية السلام المصرية الصهيونية التي رفضها العرب عام 1979 وعلقوا بسببها عضوية مصر ثم قبلوها وهرولوا جميعا باتجاه الكيان الصهيوني سرا وعلانية ، واتهم طارق عزيز الكويت والإمارات بإغراق سوق النفط عن طريق تجاوز حصص إنتاجهما المقررة في أوبك وساق اتهامات متعددة للكويت تحديدا وهو ما يؤكد أن إقحام اسم الإمارات كان مجرد ذر للرماد في العيون وأن الكويت هي المقصودة بالتهديد والوعيد ؛ لكن لأن تهمة تجاوز حصص الإنتاج لا يمكن إلصاقها بالكويت وحدها لأن كل أعضاء الأوبك كانوا يتجاوزونها فقد تم إقحام اسم دولة أخرى كي يكون شكل التهمة أشيك قليلا !
حقيقة الأمر هي أن الأزمة لم تبدأ منذ منتصف تموز عام 1990 وإنما بلغت مداها في مؤتمر القمة العربية في بغداد أواخر شهر مايو من نفس السنة ؛ حيث وجه صدام حسين تهديدا شديد اللهجة إلى أشقاء عرب لم يسمهم ادعى أنهم أضروا بالعراق وكانت لغته متشنجة وغير مسبوقة في القمم العربية والتي كُنا ولا زلنا لا نهتم بمتابعتها وهو ما لم يجعل لكلام صدام أثره في الرأي العام وقتها والذي ربما أن جُلَّ الأفراد المكونين له لم يستمعوا إليه إلا بعد حدوث الكارثة عبر المواد المسجلة والأفلام الوثائقية وأخيرا عبر اليوتيوب !
الزعامات السياسية كانت تعرف حين استمعت لكلام صدام ما يعنيه بالضبط ؛ وشخصيا أذكر أنه قد تمت زيارات متبادلة بين مسؤولين كويتيين كبار ومسؤولين عرب منذ بداية عام 1990 م قدمت لنا وقتها في نشرات الأخبار على أنها زيارات رسمية لتعزيز العلاقات بين الدول الشقيقة ، لكن اصطفافات مواقف حكومات الدول العربية ما بعد كارثة 2/8/1990 م كشفت عن أمور أخرى لا صلة لها بالعلاقات بين الدول الشقيقة !
في رحاب ذكرى الغزو العراقي للكويت لنا وقفات سنتناولها في مقالنا القادم إن شاء الله .
شخصيا أظن أن استذكار فترة ما قُبيل الغزو أهم بالنسبة لنا من استذكار الغزو ذاته ؛ إذ أن استذكارنا لعملية الغزو ستجعل الصورة الذهنية لدينا محصورة في قضية بلدنا الصغير المسالم الذي طعنه جاره الغادر والتفاف شعبنا حول شرعيته وما إلى ذلك من أمور أشبعها إعلامنا الرسمي طرحا وعرضا حتى باتت أسطوانة مملة رغم كون محتواها حقا وليس باطلا !
في تلك الأيام من عام 1990 م كُنا نعيش أجواء الأزمة الكويتية العراقية والتي بدأت رسميا يوم 15/7/1990 م عندما أرسل طارق عزيز وزير خارجية العراق آنذاك مذكرة إلى الشاذلي القليبي أمين عام جامعة الدول العربية والتي كانت حينئذٍ تتخذ من تونس مقرا لها بدل القاهرة مقرها الأصلي الذي انتقلت منه بعد اتفاقية السلام المصرية الصهيونية التي رفضها العرب عام 1979 وعلقوا بسببها عضوية مصر ثم قبلوها وهرولوا جميعا باتجاه الكيان الصهيوني سرا وعلانية ، واتهم طارق عزيز الكويت والإمارات بإغراق سوق النفط عن طريق تجاوز حصص إنتاجهما المقررة في أوبك وساق اتهامات متعددة للكويت تحديدا وهو ما يؤكد أن إقحام اسم الإمارات كان مجرد ذر للرماد في العيون وأن الكويت هي المقصودة بالتهديد والوعيد ؛ لكن لأن تهمة تجاوز حصص الإنتاج لا يمكن إلصاقها بالكويت وحدها لأن كل أعضاء الأوبك كانوا يتجاوزونها فقد تم إقحام اسم دولة أخرى كي يكون شكل التهمة أشيك قليلا !
حقيقة الأمر هي أن الأزمة لم تبدأ منذ منتصف تموز عام 1990 وإنما بلغت مداها في مؤتمر القمة العربية في بغداد أواخر شهر مايو من نفس السنة ؛ حيث وجه صدام حسين تهديدا شديد اللهجة إلى أشقاء عرب لم يسمهم ادعى أنهم أضروا بالعراق وكانت لغته متشنجة وغير مسبوقة في القمم العربية والتي كُنا ولا زلنا لا نهتم بمتابعتها وهو ما لم يجعل لكلام صدام أثره في الرأي العام وقتها والذي ربما أن جُلَّ الأفراد المكونين له لم يستمعوا إليه إلا بعد حدوث الكارثة عبر المواد المسجلة والأفلام الوثائقية وأخيرا عبر اليوتيوب !
الزعامات السياسية كانت تعرف حين استمعت لكلام صدام ما يعنيه بالضبط ؛ وشخصيا أذكر أنه قد تمت زيارات متبادلة بين مسؤولين كويتيين كبار ومسؤولين عرب منذ بداية عام 1990 م قدمت لنا وقتها في نشرات الأخبار على أنها زيارات رسمية لتعزيز العلاقات بين الدول الشقيقة ، لكن اصطفافات مواقف حكومات الدول العربية ما بعد كارثة 2/8/1990 م كشفت عن أمور أخرى لا صلة لها بالعلاقات بين الدول الشقيقة !
في رحاب ذكرى الغزو العراقي للكويت لنا وقفات سنتناولها في مقالنا القادم إن شاء الله .