عنصرية الفرس ضد العرب

سعد المغيدي

عضو جديد
جاء الاسلام ليقضي على العصبيات والعنصريات، وجاءت الآيات والأحاديث مؤكدة هذا المعنى، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13]. وقال
r_20.jpg
: "لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى".

واستطاع الإسلام أن يصهر الشعوب والأعراق والأجناس في بوتقة الإسلام، فآخى بين عمر العربي وسلمان الفارسي، بل قال
r_20.jpg
: "سلمان منَّا أهل البيت". ومن المعلوم أن سلمان
t_20.jpg
كان من الفرس.

ومما يثير الاستغراب أن يتلفع أحد المذاهب الإسلامية بالنزعة العنصرية، وأن يتستَّر الفرس بالمذهب الشيعي لتأصيل عنصريتهم ضد العرب، ويزداد المرء حيرةً وهو يتتبَّع هذه العنصرية في الثقافة الفارسية.

لو عاد أحدنا إلى الأدب الفارسي القديم، وذروته "الشهنامة"، لوجد أن موقف الفرس من العرب موقف سلبي شديد السلبية، فقد كان الفرس قديمًا يحتقرون العرب، فهم "البدو المتوحشون الذين يطاردون السحالي في الصحراء"، وهي بعض أوصافهم للعرب.

وهذا هو موقف كبار الأدباء في التراث الفارسي القديم؛ فالشهنامة -ملحمة الفردوسي الشهيرة- تنتهي صفحاتها بقدوم العرب المسلمين والقضاء على إيران الساسانية واحتلالها. وقد تم تصوير العرب فيها على أنهم أقل مدنيَّة من الفرس. فها هو (رستم) قائد الجيش الفارسي يرسل رسالة إلى سعد بن أبي وقاص (قائد الجيش العربي) يقول فيها: "على من تنشد الانتصار أيها القائد العاري لجيش عارٍ؟ رغيف خبز يشبعك ورغم ذلك تبقى جائعًا. ليس عندك فَيلة ولا منابر ولا مؤن ولا تجهيزات. إن وجودك فقط في إيران يكفيك من حليب النوق والسحالي، جاء العرب إلى هنا طامحين لعرش. أليس في وجوهكم حياء؟".

ومرة أخرى تظهر صورة العربي البائس غير المتمدن، مقابل الإيراني المتنعم في كتاب "سفر نامة" لناصر خسرو، وهو عمل أدبي كلاسيكي ظهر في القرن الحادي عشر. وفيه يصف العرب الذي رأسهم في أثناء عودته من مكة "باللصوص والمجرمين الذين يتقاتلون فيما ينهم. وقد أخبرني أحد رجال القبائل أنهم في حياتهم كلها لم يشربوا سوى حليب النوق. لقد كانوا جوعى، جاهلين وعراة. وكل من جاء ليصلّي، كان يأتي بسيفه وبترسه وكأن ذلك أمر طبيعي".

هذه هي صورة العرب في الأدب الفارسي القديم، أما صورتهم في الأدب الفارسي الحديث، فقد تكفلت باحثة أجنبية تُدعى (جويا بلندل) في تقديمها في كتاب جديد بعنوان (صورة العرب في الأدب الفارسي الحديث)، فتذكر أنّ الفكر القومي الإيراني الحديث، تأسّس على عاملين اثنين: العامل الأول هو اللغة الفارسية، ولكن بعد تنقيتها من كل أثر للعربية فيها. أما العامل الثاني فهو تاريخ إيران ما قبل الإسلام.. وهذان العاملان وحدهما يدلان على ما في الوجدان الإيراني من سلبية تجاه العرب. وقد رافق هذه "السياسة القومية" الاهتمام بـ"الزرادشتية"، وإطلاق الأسماء الإيرانية البحتة التي اشتهرت خلال حقبتها، على المواليد الجدد.

وتعرض (جويا بلندل) لأعمال أدبية إيرانية حديثة بحثًا عن صورة العربي كما يرسمها أدباء إيران المحدثون، فلا تقع إلا على كل ما هو كاره للعرب، ومندِّد بهم، وبتدميرهم على الخصوص للحضارة الساسانية وإفقارهم للروح الإيرانية البحتة؛ فالإسلام دين غريب يعارض جوهر الثقافة والقيم الإيرانية الفارسية الحقة. وأحد هؤلاء الكُتَّاب أو المنظرين الإيرانيين، واسمه "نادر نادربور"، لا ينظر إلى الإسلام باعتباره معاديًا للنزعة القومية الإيرانية الفارسية وللمدنية وحسب، بل هو يجادل أن هناك تناقضًا بين "أنا إيراني وروحي الإسلام"!.

وحتى عندما اعتنقت إيران الإسلام الشيعي، كما تلاحظ الباحثة الأجنبية في بعض صفحات الكتاب (صفحة 30/31 وما بعدها) فقد صبغته بصبغة إيرانية. فقد أضفوا عليه من العناصر الفارسية ما نأى به عن التشيع بصورته ومظاهره العربية المعروفة. صحيح أن الإمام علي
t_20.jpg
مازال عربيًّا ولم يتحول إلى فارسيّ، إلا أن الفرس "أسقطوا على نحوٍ واضح بعضًا من صورتهم الذاتية المثالية عليه". ويقول الكاتب الإيراني (دوراج): "إن أصول عليٍّ العربية ليست موضع نقاش إطلاقًا، ولكن الرسومات واللوحات في إيران تصور الإمام علي إيرانيًّا وسيمًا".

ونجد هذه العنصرية واضحة في الأحاديث التي وضعها الفرس على لسان الأئمة، وما سيصنعه المهدي حينما يخرج بالعرب، ومنها:

- عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر
u2_20.jpg
يقول: "لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج، لأحب أكثرهم ألاّ يروه مما يقتل من الناس، أما إنه لا يبدأ إلا بقريش فلا يأخذ منها إلا السيف، ولا يعطيها إلا السيف حتى يقول كثير من الناس: ليس هذا من آل محمد، ولو كان من آل محمد لرحم"[1].

- قال أبو عبد الله
u2_20.jpg
: "ما بقي بيننا وبين العرب إلا الذبح - وأومأ بيده إلى حلقه"[2].

عن أبي بصير قال: قال أبو جعفر
u2_20.jpg
: "يقوم القائم بأمر جديد، وكتاب جديد، وقضاء جديد، على العرب شديد، ليس شأنه إلا السيف، لا يستتيب أحدًا، ولا يأخذه في الله لومة لائم"[3].

وبعد هذا نستطيع أن نقول بأن الفرس اخترقوا المذهب الشيعي، وجعلوه ثوبًا لعنصريتهم وحقدهم على العرب، فهل يستفيق الشيعة العرب؟!!

بقلم الدكتور/ محمد بن صالح العلي
 

الكويت 1776

عضو مخضرم
يا هلا بالحبيب, هي عقدة نقص وليست عنصرية, فالفارسي على مر التاريخ يشعر انه وضيع محتقر امام العربي, فالفارسي يعيش تحت ابط حضارة العرب فالاحرف الابجدية والدين واللغة والتاريخ والادب والفلسفة كله مرتبط مع العرب والى اليوم يحكم العرب الفرس من خلال ولي سفيهم الحجازي القرشي خامنئي ان صح نسبة !

فالشعور بالدونية تحول الى شعوبية وكراهية مبررة لشعورهم بالنقص, وعقدة النقص الفارسية من كتب عنها الكثير من الكتاب والمؤرخيين وافضل من شرحها هو د. علي شريعتي الذي شرح كيف استحمر الصفويين الاتراك الايرانيين الفرس واستغلوا عقدة النقص والدونية و كراهية الفرس للعرب وحولهم الى الدين الشيعي المهجن الجديد.
 
التعديل الأخير:
أعلى