بقلم//ياسين شملان الحساوي
هل كانت آنسة أم عاهرة أم فاتنة
مع النهار الكويتية
لفتت انتباهي مفردة وضعها الزميل الكاتب في جريدة الشاهد جعفر محمد في قصيدة أبو فراس الحمداني: أراك عصي الدمع.. في 8/2/2017 حيث قال:
وفيت وفي بعض الوفاء مذلة
لعاهرة في الحي شيمتها الغدر
لم أقرأ يوماً في مراجع الأدب مفردة «عاهرة» في قصيدة أبو فراس.. ومع استغرابي للأمر بحثت في معظم قواميسنا الأدبية فلم أجد من طرح هذا الأمر أو هذه المفردة. فليت الأخ جعفر يدلنا على مرجعه كي نعلم ما كنا لا نعلمه..!
أبو فراس عاش 37 سنة.. أُسر في إحدى الحروب مع الروم بعد إصابته بسهم وقد كان مقربا من سيف الدولة الذي افتداه بعد زمن طويل ليحرره من أسره قبل وفاته بعامين..
وقد نظم أبو فراس عدة قصائد بالأسر من بينها قصيدة «أراك عصي الدمع».. واحتار الباحثون في تفسير المعاني لأبيات هذه القصيدة.. فمنهم من قال إنه كان يتخيل شبابه في حريته وعشقه لامرأة في الحي الذي كان يعيش فيه..
ومنهم من نوه بأنه يقصد سيف الدولة بعد تأخره بعملية افتدائه وهو ابن عمه.
ومنهم من قال إنه يخاطب نفسه التي آذته في إخلاصه
ونقلت الكتب الأدبية مفردات هذا البيت المشهور فمنهم من كتب المفردة بـ«لآنسة في الحي» ومنهم من كتب «لإنسانة في الحي» وأميل لهاتين المفردتين بدلا «لعاهرة في الحي»..
فالسؤال الذي راودني هو: كيف يفي رجل بمكانة أبو فراس لعاهرة؟ والكل يعلم سوء هذه الصفة التي لا تليق بالرجال.. فلا محل للوفاء هنا لإنسانة طبيعة عملها العهر.. إلا إذا كان هناك وصف دارج ذلك الزمان يختلف عن مفهومنا للمعنى.. فعلى من أورد هذه المعلومة أن يفيدنا بصحتها.
مع ذلك غيرت أم كلثوم والسنباطي الكلمة إلى «لفاتنة بالحي» وأظن أن من ساعدهما على ذلك هو الشاعر أحمد رامي كما كان دأبه في قصائد أم كلثوم الغنائية.. وهناك أمثلة سواء في قصيدة الأطلال وغيرها.
نحن في جيلنا لا نطلق صفة العهر إلا في العمل السياسي لما لمسناه على مدى سنين طويلة من عدم مصداقية سياسيينا مع المواطنين الذين منحوهم الثقة..
فكل انجازات هؤلاء السياسيين على مدى العقود مخيبة لآمال المواطنين فالكذب والغدر سائد لتحقيق مصالح الأفراد والكتل الخاصة بهم والمواطن في حياته من سيئ لأسوأ علمياً وثقافياً وحضارة.
مع النهار الكويتية
لفتت انتباهي مفردة وضعها الزميل الكاتب في جريدة الشاهد جعفر محمد في قصيدة أبو فراس الحمداني: أراك عصي الدمع.. في 8/2/2017 حيث قال:
وفيت وفي بعض الوفاء مذلة
لعاهرة في الحي شيمتها الغدر
لم أقرأ يوماً في مراجع الأدب مفردة «عاهرة» في قصيدة أبو فراس.. ومع استغرابي للأمر بحثت في معظم قواميسنا الأدبية فلم أجد من طرح هذا الأمر أو هذه المفردة. فليت الأخ جعفر يدلنا على مرجعه كي نعلم ما كنا لا نعلمه..!
أبو فراس عاش 37 سنة.. أُسر في إحدى الحروب مع الروم بعد إصابته بسهم وقد كان مقربا من سيف الدولة الذي افتداه بعد زمن طويل ليحرره من أسره قبل وفاته بعامين..
وقد نظم أبو فراس عدة قصائد بالأسر من بينها قصيدة «أراك عصي الدمع».. واحتار الباحثون في تفسير المعاني لأبيات هذه القصيدة.. فمنهم من قال إنه كان يتخيل شبابه في حريته وعشقه لامرأة في الحي الذي كان يعيش فيه..
ومنهم من نوه بأنه يقصد سيف الدولة بعد تأخره بعملية افتدائه وهو ابن عمه.
ومنهم من قال إنه يخاطب نفسه التي آذته في إخلاصه
ونقلت الكتب الأدبية مفردات هذا البيت المشهور فمنهم من كتب المفردة بـ«لآنسة في الحي» ومنهم من كتب «لإنسانة في الحي» وأميل لهاتين المفردتين بدلا «لعاهرة في الحي»..
فالسؤال الذي راودني هو: كيف يفي رجل بمكانة أبو فراس لعاهرة؟ والكل يعلم سوء هذه الصفة التي لا تليق بالرجال.. فلا محل للوفاء هنا لإنسانة طبيعة عملها العهر.. إلا إذا كان هناك وصف دارج ذلك الزمان يختلف عن مفهومنا للمعنى.. فعلى من أورد هذه المعلومة أن يفيدنا بصحتها.
مع ذلك غيرت أم كلثوم والسنباطي الكلمة إلى «لفاتنة بالحي» وأظن أن من ساعدهما على ذلك هو الشاعر أحمد رامي كما كان دأبه في قصائد أم كلثوم الغنائية.. وهناك أمثلة سواء في قصيدة الأطلال وغيرها.
نحن في جيلنا لا نطلق صفة العهر إلا في العمل السياسي لما لمسناه على مدى سنين طويلة من عدم مصداقية سياسيينا مع المواطنين الذين منحوهم الثقة..
فكل انجازات هؤلاء السياسيين على مدى العقود مخيبة لآمال المواطنين فالكذب والغدر سائد لتحقيق مصالح الأفراد والكتل الخاصة بهم والمواطن في حياته من سيئ لأسوأ علمياً وثقافياً وحضارة.