سلسلة علماء الكويت ...

بدوي واقعي

عضو بلاتيني
untitqled44.gif


العلامة الشيخ: محمد عبدالله الفارس : تميمي النسب.. حنبلي المذهب.. سلفي العقيدة.. نجدي الأصل.. كويتي توطناً وبلداً


تميمي النسب.. حنبلي المذهب.. سلفي العقيدة.. نجدي الأصل.. كويتي توطناً وبلداً


كتب طلعت الغرياني:


عالم كبير وفقيه من طراز فريد.. ترك سجلا ناصعاً في حياته.. استفاد من علمه رجال وعلماء كثيرون.. ظهرت عليه علامات النجابة منذ صغره فاستطاع ان يمزج بين العلم والتجارة معا.. كانت له مكانة طيبة في نفوس أهل الكويت اتسمت بالاجلال والاكبار.. له من عمق آرائه في أمور كثيرة وتنزهه في العقل ما يستوقف الانسان ويجذبه باستمرار.. كان صبورا وقورا.. زهد الدنيا بعد ان اعتراه ضعف اثناء الطريق إلى مكة المكرمة فلم يستطع الطواف حول البيت العتيق والسعي إلا محمولا فعاد إلى الكويت راغباً في الآخرة.. لم يكن يظهر عليه الجزع أو الهلع.. احترمه الخاص والعام لتمام تواضعه ولين جانبه وحسن مواجهته وحلو مفاكهته.. كان زاهدا فيما في أيدي الناس باذلا نفسه فيما ينفعهم.. ومن فضل الله عليه انه ترك ذرية صالحة حملت المشعل من بعده. واذا شئت ان اجمل انطباعي عن هذا العالم الفذ


اقول: ان النعمة العقلية والعلمية والخلقية عندما تبلغ تمامها تكون امام عالم تقي نقي اسمه (الشيخ محمد عبدالله الفارس).


باختصار: كان - رحمه الله - يتخلق بأخلاق القرآن الكريم. ولد الشيخ محمد عبدالله الفارس عام (1234 هـ 1818م) في منطقة (روضة سدير) الواقعة في نجد بشبه الجزيرة العربية، أي بعد حادثة سقوط الدرعية الشهيرة بعامين حيث دخلها ابراهيم باشا بن محمد علي باشا والي مصر من قبل الدولة العثمانية في وقتها.. وكانت تلك الفترة التي ولد فيها الشيخ تموج بالأحداث فقد شهدت تزايد نشاط الحركة الفقهية وخاصة فقه امام اهل السنة والجماعة «الإمام أحمد بن حنبل» رضي الله عنه في شبه الجزيرة العربية وانتشار الوعي في سبيل محاربة البدع والعودة بالدين إلى أصوله وثوابته وتنقيته من الشوائب وعودة حب تعلم العلوم الدينية إلى قلوب الناس، وأخذ العلماء والفقهاء وحفظة القرآن الكريم مكانتهم في المجتمع وباتوا محل ثقتهم..


وفي ظل هذه الظروف والأحداث نشأ العالم التقي النقي الشيخ محمد بن عبدالله الفارس - رحمه الله. وشيخنا تميمي النسب، حنبلي المذهب، سلفي العقيدة، وهو نجدي الأصل، كويت الموطن والبلد.. حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب عندما بلغ سن التمييز على يد الشيخ عبدالعزيز بن دامغ- رحمه الله- فقد كان محباً لقراءة القرآن الكريم، ولم يكف منذ صغره عن محاولة ادراك اعجازه وفهم مقاصده وروحانياته.. الرحيل الى الكويت وفي عام «1250هـ 1834م» كان شيخنا في سن البلوغ فرحل الى الكويت مع اخوانه الشيخ حمد وعثمان وعبدالمحسن وعبدالعزيز وابراهيم الى جانب شقيقتيه وبقي العديد من ابناء عائلته بالمملكة العربية السعودية ومازالوا وعند وصوله الى الكويت اتصل بالشيخ عبدالعزيز العتيقي- رحمه الله- وهو من الحافظين لكتاب الله وكان متمسكا بالمذهب الحنبلي وجامعا لكتب كثيرة مهمة لاسيما من كتب الحنابلة فآواه اليه وجعلا يطالعان فيما بينهما ويتدارسان القرآن الكريم في معظم الاوقات فتغشاهما الرحمة وتتنزل عليهما السكينة وتحفهما الملائكة ويذكرهم الله فيمن عنده..


واستمرت صلة شيخنا بالشيخ عبدالعزيز العتيقي فترة طويلة لم تنقطع الى ان توفاه الله سبحانه وتعالى «اي الشيخ العتيقي سنة « 1282هـ - الموافق 1866م» تقريبا.. وكان لهذه الصلة الوطيدة اثر كبير على الشيخ محمد عبدالله الفارس فيما بعد حيث شاركه في الاطلاع على هذه الكتب والتي نسخ منها لنفسه بعض الكتب التي وقع اختياره عليها من مكتبة الشيخ العتيقي- رحمه الله- اما بالنسبة للشيخ السيد عبدالجليل الطبطبائي فقد انتهز شيخنا فرصة استقراره في الكويت بعد قدومه من البحرين سنة «1258هـ - 1842م» وشرع في التردد عليه لينهل من بحر علومه وكتب بخط يده الجميل ما أملاه عليه الشيخ الطبطبائي من قصائد وحكم ومآثره.


رحلة الزبير وسافر الشيخ محمد الى الزبير حيث كانت رحلته الثانية وهناك توسم فيه احد علمائها الافاضل وهو الشيخ عبدالله بن جميعان الذي رأى فيه علامات النجابة والنبوغ والصلاح فحبب اليه طلب العلم ولم يضع الشيخ محمد انذاك وقتا بل راح يعمل بالنصيحة في سبيل العلم واخذ ينهل ما يريد ان يتعلمه من شيخ جليل له مكانته مثل الشيخ عبدالله بن جميعان الذي كان قاضيا للزبير سنة 1859م. ودرس الشيخ محمد عبدالله الفارس في مكة المكرمة والمدينة المنورة والكويت والزبير..


ومن العلماء الافاضل الذين تتلمذ على يديهم شيخنا هم: الشيخ عبدالعزيز بن دامغ- القاضي الشيخ احمد بن صعب- الشيخ عبدالله بن جميعان- الشيخ صالح بن حمد المبيض- الشيخ حبيب الكردي- الشيخ الفداغي- الشيخ السيد عبدالجليل الطبطبائي- الشيخ عبدالعزيز العتيقي رحمهم الله تعالى. زواج واستقرار ورجع الشيخ محمد عبدالله الفارس الى الكويت مرة اخرى استقر فيها بعد رحلة علمية شاقة ومضنية وذلك بعد ان فتح «كتّابا» لتحفيظ القرآن الكريم وتعليم الفقة الحنبلي ومبادئ القراءة والخط والحساب..



وأقام في حي الوسط «المباركية الان» واكتسب ثقة اهل الكويت الذين عرفوا عنه مآثره واخلاقه الرفيعة على الرغم من صغر سنه فقبلوا مصاهرته فتزوج ثلاث زوجات وهن: ابنة فلاح بن مفلح بن احمد الفلاح وكان ذلك في اواخر سنة «1258 هـ - 1842م» ابنة مفلح بن فلاح بن احمد الفلاح- ابنة محمد السميط ورزقه الله عز وجل ذرية صالحة وصلت الى ثمانية من الذكور وابنتين..

وأبناؤه الذكور هم: عبدالعزيز- عبدالرحمن «توفي صغيرا»- عبدالرحمن- ابراهيم- فارس- عبداللطيف- عبدالله- الشيخ عبدالمحسن وقد توفوا جميعهم الى رحمة الله تعالى. سمات حميدة يعرف الشيخ محمد عبدالله الفارس لدى معظم اهل الكويت بانه العالم الفاضل التقي النقي وهكذا كان..


فقد حاز ثقة الناس واحترامهم بصفاته واخلاقه الحميدة فلم يكن يطمع فيما بين ايدي الناس واتسمت حياته بالصبر والوقار وعلى الرغم مما الم به من احداث صعبة وحياة قاسية حيث توفى معظم ابنائه الا انه لم يصبه الجزع بل كان يشغل نفسه بتعزية الناس ناسيا نفسه وأهله.. كما عرف عنه الورع والزهد فلم يكن على سبيل المثال يقبل اجرا مقابل تحريره لعقود الزواج والوثائق فقد كانت تمنعه عزة نفسه وكرمه وكرامته من ذلك وكان يمتثل لقول الله عز وجل (ولا يأب كاتب ان يكتب كما علمه الله) وقد سار على نفس الدرب احفاده العلماء وعرف عنهم الناس ذلك فحفظوه لهم.. وعرف عنه ايضا انه كان شديد الكراهية للمنكر حتى في ابسط صوره وكان يكره شرب الدخان ويحرمه وقد منع ذلك في مجلسه.



ولما كان من اخلاق العلماء الأجلاء حفظ الجميل وتوقير مشايخهم فقد احب شيخنا الجليل اساتذته حبا جما والدليل على ذلك انه حجز لنفسه قبرا بجوار الشيخ السيد عبدالجليل الطبطبائي حتى يدفن فيه الى جواره بعد وفاته وقد كان له ذلك. في رحاب المسجد النبوي كما عرف عن الشيخ ايضا انه كان يملك صوتا جميلا في تلاوة القرآن الكريم وهذه موهبة من عندالله سبحانه وتعالى وبشهادة الشيخ عبدالرحمن إلياس -رحمه الله- احد علماء المدينة المنورة ولحلاوة صوته وورعه وتقواه اختاره المصلون ليؤمهم طوال شهر رمضان المبارك في صلوات الفريضة وصلاتي التراويح والقيام في المسجد النبوي الشريف، ونظرا لحب شيخنا وتعلقه بمدينة رسول الله صلوات الله عليه وسلم، كان دائم الترحال اليها بين الحين والاخر يلتقي بعلمائها ورجالها واهلها يتناقش معهم ويلقي المحاضرات..


ويعتبر الشيخ محمد الفارس اول عالم كويتي او ربما الوحيد الذي ام المصلين بالمسجد النبوي الشريف طوال شهر رمضان المبارك في صلوات الفريضة والقيام سنة 1310هـ - 1892م وكان عمره آنذاك «ستا وسبعين سنة»


ولا شك في ان هذا العمل الذي كان يقوم به شيخنا الجليل هو شرف عظيم لاهل الكويت وعلمائها ولم يكن ينتظر من وراء اعماله الخيرة الشهرة فقد قام -رحمه الله- بترميم واصلاح العديد من المساجد الكويتية بل وقام ببناء مسجد بمنطقة «المباركية» ما زال يحمل اسمه حتى الآن منذ ذلك الوقت، ولقد أمّ الناس في هذا المسجد قرابة ستين عاما وخلفه من بعده حفيده الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز الفارس - رحمه الله - لمدة خمسة عشر عاما والشيخ عبدالوهاب عبدالرحمن الفارس لمدة أربعة وخمسين عاماً وقد جابت سمعة شيخنا الطيبة الآفاق ليس في الكويت فحسب بل في خارجها ايضا حيث كان «ختمه» معترفاً به عند معظم القضاة وخاصة في «نجد والإحساء والزبير والبحرين» استنادا الى ثقة الناس به وسمعته الطيبة الطاهرة.



اسد الجزيرة ونظرا لمكانة الشيخ الجليلة وسمعته الطيبة وعلمه العزيز كان الشيخ مبارك الصباح «أسد الجزيرة» - رحمه الله حاكم الكويت آنذاك يحفظ للشيخ محمد الفارس قدره ومآثره حتى انه «اي الشيخ مبارك» كان حريصا كل الحرص على زيارته في ديوانه بالمباركية خلال عيدي الفطر والاضحى والمناسبات الاخرى مما حدا بالحكام الذين اتوا بعد الشيخ مبارك الى زيارة ديوان الفارس والالتقاء بابنائه واحفاده. يذكر ان الشيخ مبارك الصباح - رحمه الله - كان اذا تقدم اليه متخاصمون يرسلهم لشيخنا لحل الخلاف بينهم، ومن شدة حبه للشيخ محمد واعجابه بعلمه الغزير ايما اعجاب أمر باعفاء ابناء واحفاد شيخنا من المشاركة بالحروب التي تخوضها الكويت وهذا ان دل على شيء انما يدل على احترام حاكم الكويت الشيخ مبارك الصباح وتقديره الكبير للعلم والعلماء. حب العلم قرأ شيخنا الجليل الكثير من كتب التفسير وكان دؤوبا في تحصيل العلم في وقت كان العلم فيه عزيزا وكان دربه طويلا وصعبا الا انه كان ذا عزيمة قوية فسار عليه حتى وصل الى ما وصل اليه من درجة عالية رفيعة، فدرس على يد العديد من المشايخ وكان طالبا نجيبا ذكيا يواظب على حضور الصلوات والدروس حيث حلقاتها في المساجد ولا يعوقه عن ذلك عائق ولم يأنف من ان يسعى الى العلم في اي مكان ويطلبه من اي انسان فمن الممكن ان يضيف الى ما عنده كل جديد وت




إلى حلقة جديدة مع عالم من علماء الكويت


 

الرحال

عضو بلاتيني
جزاك الله خيرا

وهل تقصد علماء الكويت من مختلف الجنسيات
أم تقصد العلماء الكويتيين فقط ؟
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
جزاك الله خيرا

نحتاج بشدة في هذا الزمان إلى تنشيط علم التراجم


جزاك الله خيرا أكمل هذا الموضوع
 
نعم له موقف مع احد حكام الكويت
ذكره الشيخ احمد القطان
عندما اخذ احد ابار المار من احد القبائل شيخ من شيوخ الكويت وانكر عليه الشيخ محمد بن فارس
حتى تم ارجاع الحق لاهله

هذا ما اتذكره من كلام الشيخ احمد القطان
رحمة الله على علمائنا

جزاك الله خير اخوي على هالموضوع الطيب
 

بدوي واقعي

عضو بلاتيني


العلاّمة الكريم الفاضل والشيخ الجليل العامل عبدالله بن خلف بن دحيان الحربي الحنبلي السلفي الأثري

ويرجع نسبه الكريم الى قبيلة حرب الشهيرة في الحجاز ونجد وهي قحطانية الأصل.



ولد الشيخ الفاضل في الكويت في الثامن والعشرين من شوال سنة 1292 هـ الثاني والعشرين من سبتمبر سنة 1875 م،وكان والده مقيما في بلدة المجمعة عاصمة سدير، وكان إماما وخطيبا في جامعها، وكان أيضا يعلم أولاد البلدة القرآن الكريم، وسافر إلى الكويت في حدود عام 1285 هـ.


نشأ شيخنا الفاضل في حضن والده، وتعلم عنده القرآن الكريم ومبادئ الكتابة والحساب، ونشأ نشأة طيبة وسيرة حسنه، وحُبب إليه العلم، فشرع في قراءة الفقه وتعلم اللغة العربية على يد علامة الكويت الشيخ محمد بن عبدالله الفارس وأخذ منه علما كبيرا حتى أصبح من أبرز تلاميذه وبمكانة أبنائه، وبعد ذلك تمكن الشيخ عبدالله من مواصلة حياته العلمية ولكن ظل ملازما لشيخه إلى وفاته، حيث قام بنفسه بغسله وتكفينه والصلاة عليه وذلك حسب وصية شيخه الشيخ محمد عبدالله الفارس رحمه الله، كما كان شيخنا الفاضل مستمعا جيدا عند الشيخ السيد مساعد السيد عبدالجليل الطبطبائي رحمه الله.


رحلته العلمية ومشايخه


سافر شيخنا الفاضل الى الزبير سنة 1310 هـ، فقرأ على الشيخ صالح بن حمد المبيض والشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الحمود والشيخ محمد بن عبدالله العوجان، وقد كانوا جميعهم من كبار العلماء في الزبير، ثم رجع شيخنا الكريم إلى الكويت بعد سنتين، ثم عاد مرة ثانية للزبير لتكميل دروسه وبعد سنة عاد إلى الكويت مرة أخرى، واستمر في تحصيل العلم حتى حصل على علم غزير بفضل من الله سبحانه وتعالى.


صفاته الكريمة


كان شيخنا الفاضل يضرب به المثل في حسن الخلق والتواضع والنزاهة والاستقامة في الدين، وكان رحمه الله يسعى لقضاء حوائج الناس، ويحرر الوثائق ويكتب عقود الزواج محتسبا الأجر من الله سبحانه وتعالى، كما كان رحمه الله دائم المساعدة للمحتاجين والفقراء.


يقول مؤرخ الكويت الشيخ عبدالعزيز الرشيد رحمه الله: «هو أجل علماء الكويت اليوم وأصلحهم، وقد امتاز عليهم بالهدوء والسكون، وحسن المعاشرة، وبالأخلاق الفاضلة، والآداب الجمة التي يغبط عليها، قلما يسيء إلى جليسه مهما بدر منه، صبور على الشدائد، جلد على المصائب، وهو على علمه لا يستنكف من الأخذ عمن هو دونه علما، وقد جمع مع علمه الواسع الكرم الحاتمي، وعقله الحصيف»، ويقول كذلك: «وله مكانة بين القوم سيما أهل الحي القبلي، لعفته النادرة، وتقاه الصحيح».


ويقول خالد سعود الزيد في كتابه أدباء الكويت في قرنين نقلا عن والده وهو من طلبة الشيخ الجليل: «كان الشيخ رحمه الله من مفاخر زماننا هذا، كثير الحياء، عظيم الوفاء، محبا للمساكين، جوادا، سخيا، من رآه كأنما رأى بعض الصحابة، وكأن النور يخرج من وجهه، كثير العبادة، ينتفع الرجل برؤيته قبل أن يسمع كلامه، ومجلسه عامر بأهل العلم والصلاح».
وفي مجلة المجتمع العدد 17 يقول الشيخ عبدالله النوري رحمه الله: «والذين عرفوا عبدالله بن خلف، عرفوا فيه رجلا تقيا، متواضعا لله في نفسه، عظيما في أعين الناس، يقضي نهاره وكل نهار من أيام عمره معلما للناس، واعظا لهم، حلاّلا لمشاكلهم، مفتيا في قضاياهم، يقرأ القرآن ويتدبر معانيه ويستنتج منه أحكامه، يعبد الله ويختلط بالناس، يجلس في مجلسه لهم، ويعود المرضى ويهنئ أو يعزي، ولم يذكر عنه رحمه الله أنه أضاع ساعة من عمره في لهو أو عبث».

وفي كتاب علماء نجد خلال ستة قرون، يقول الشيخ عبدالله البسام: «ولازلنا نسمع الأخبار العجيبة عن ورعه واستقامته، فإن كثيرا من أقاربي عرفوه وصاحبوه وأكثروا من مجالسته».


أخلاقه وصلاحه


يقول الشيخ الجليل محمد بن سليمان الجراح رحمه الله: «أعطي الشيخ عبدالله الخلف كيسا فيه مال، وذهبنا لزيارة مريض من أصحابنا وهو فقير، فلما ذهبت إليه وجدت عنده الكيس نفسه، أحضره له الشيخ عبدالله».


ويقول الشيخ أحمد الخميس رحمه الله: «كان عندنا جرار فيها رز وتمر ونحوه من الأطعمة، فكنا إذا أصبحنا نرى فيها نقصا، فعلمنا أن الشيخ عبدالله كان ينفق منها سرا».


ويقول الشيخ الأديب إبراهيم الجراح رحمه الله: «أرسل له الشيخ أحمد الجابر الصباح رحمه الله حاكم الكويت آنذاك ابن عون ومعه سبعون نيره، وهو مبلغ عظيم جدا في ذلك الزمان، وقال ابن عون: إن الشيخ أحمد الجابر يقول لك: إنها ليست من الجمرك، بل هي من مزارعنا في الفاو ـ أي إنها خالص المال وحلاله ـ فأخذها الشيخ عبدالله وأخرجها وعدها وأظهر كأنه قد قبلها حتى لا يكون في الخاطر شيء، ثم أعادها إليه وقال: أرجعها وقل له: أنتم ذخر إذا احتجت إليها أخذتها».


هكذا كان ورعه وهكذا كان أدبه، وهذه أخلاق العلماء الأجلاء من أهل الكويت.


هيئة الشيخ ولباسه


يقول الشيخان محمد وإبراهيم الجراح رحمهما الله عن لباس الشيخ الفاضل وهيئته: «كان الشيخ رحمه الله ربعة من الرجال، قمحي اللون، ولم يكن به لما توفي شيب كثير، وكان يكحل عينيه بالإثمد قبل المنام كل ليلة، ويلبس العمامة المطرزة بقليل من خيوط الإبريسم يوم الجمعة، وأما باقي الأيام فإنه يلبس العباءة (البشت) البيضاء على ثيابه، كما كان ندي الصوت في قراءة القرآن الكريم، وكان صوته يوحي بالخشوع، ولا يتكلف في القراءة كما يفعلون الآن».


ويقول الشيخ عبدالله النوري رحمه الله: «لم يلبس فاخر اللباس، ولا انتعل بغالي النعال، بل كان يكتفي منهما بما يكفيه، بما يرد عنه غائلة برد، أو يمنع عنه وقدة الحر».​

إمامته وتوليه القضاء



تولى شيخنا الجليل عبدالله الخلف الدحيان رحمه الله الإمامة والخطابة في مسجد البدر بالحي القبلي، حيث يقول المؤرخ الشيخ عبدالعزيز الرشيد رحمه الله: «أول من عين إماما وخطيبا لمسجد البدر هو أستاذنا الفاضل الشيخ عبدالله الخلف الدحيان».


كان الناس يحرصون على الصلاة في مسجد البدر ليصلوا خلفه، ويستمعوا إلى خطبته، وكان كثير من الناس يقطعون مسافات بعيدة من أطراف الكويت إلى حي القبلة لصلاة الجمعة خلفه، كما كان سكن الشيخ عبدالله لصيقا للمسجد.


كان القضاء في الكويت متسلسلا في آل العدساني الكرام، وكان آخر من تولى القضاء منهم الشيخ عبدالله بن خالد العدساني، وبعد وفاته رحمه الله ظل منصب القضاء شاغرا لمدة ثلاثين يوما تقريبا، وبعد ذلك عرض القضاء على الشيخ عبدالله، وكان رحمه الله يمتنع من ذلك ولكن الضرورة ألجأته إلى ذلك، حيث كان توليه للقضاء بإلزام من الشيخ أحمد الجابر حاكم الكويت آنذاك، حيث لم يوجد من يماثله في العلم والصلاح كما ذكر الشيخ يوسف بن عيسى القناعي في كتابه صفحات من تاريخ الكويت.

وقد اشترط عليهم الشيخ عبدالله أن يكون وكيلا للقضاء لا أن يكون أصيلا فيه حتى يجدوا بديلا له، وكان يقول رحمه الله: «ادعو الله أن يريحني من القضاء».

يقول الشيخ الجليل محمد الجراح رحمه الله: «كان الشيخ أحمد الجابر راضيا بتولي الشيخ عبدالله القضاء، فكلما صدر الحكم من قبل الشيخ عبدالله أخذ به ووضعه على رأسه توقيرا وتبجيلا للشيخ عبدالله».


تلاميذه

عمّر الشيخ الجليل وقته ومجالسه بالعلم والتدريس والوعظ والإرشاد العام، فقد درّس الحديث والفقه والتفسير وغير ذلك من العلوم، حيث كان رحمه الله يقرأ في الصباح تفسير ابن كثير ثم بعد ذلك صحيح البخاري مع شرحه فتح الباري، وبين المغرب والعشاء كان يقرأ فنونا متعددة، وكلما أنهى قراءة كتاب شرع في قراءة كتاب آخر وقد اعتنى عناية كبيرة بتدريس كتب الفقه الحنبلي حيث كانت طلبته تقرأ عليه دليل الطالب وزاد المستنقع والروض المربع وغير ذلك من كتب المذهب.


كان رحمه الله يفتح بيته ومجلسه لعامة الناس، فلا يرد الصغير ولا الكبير وكان يجلس للزائرين صباحا ومساء، وكان من بين تلاميذه رحمه الله:


الشيخ يوسف بن عيسى القناعي.​

المؤرخ الشيخ عبدالعزيز بن أحمد الرشيد.
الشيخ يوسف بن حمود.
الشيخ محمد بن جنديل.
الشيخ عبدالعزيز بن حمد آل مبارك.
الشاب الشيخ محمد بن عبدالله السبيل.
السيد سعود محمد الزيد.
الشيخ محمد ابراهيم الشايجي.
الشيخ أحمدالعلامة الشيخ عبدالوهاب عبدالله الفارس.
الداعية الشيخ عبدالرحمن محمد الدوسري.
الخميس الخلف.


العلامة الشيخ عبدالوهاب عبدالرحمن الفارس.
الشيخ عبدالرحمن العبيدان.
العلامة الشيخ محمد سليمان الجراح.
الأديب الشيخ ابراهيم سليمان الجراح
السيد حسن جارالله الجارالله.
السيد محمد بن مطر.
السيد عبدالعزيز العنجري.
السيد عبدالرحمن الدعيج.
السيد محمد عبدالمحسن الدعيج....


وغير هؤلاء الأفاضل كثير.



المصدر كتاب علامة الكويت الشيخ عبدالله بن خلف الديحاني ... للشيخ محمد العجمي
 

بدوي واقعي

عضو بلاتيني


أنا عبد العزيز آل رشيد حنبلي المذهب سلفي العقيدة



هو عبدالعزيز بن أحمد آل رشيد البداح تاريخ الولادة مجهولة وتوفي سنة 1356 هجري الموافق 1938 ميلادي



تلقى علومه الأولى على يد علماء الكويت كالشيخ عبدالله الدحيان


ثم توجه لعلماء الإحساء والمدينة المنورة كالشيخ إبن عزوز المكي

وقرأ على العلامة الشيخ محمود الألوسي

وزار العراق ومصر والشام وتركيا واجتمع بأكابر علمائها

ورحل إلى أندونسيا لنشر الدعوة الإسلامية






كان جليس الشيخ أحمد الجابر الصباح رحمه الله وأتخذه الشيخ الراحل واعظه الخاص في مجلسه العام

وكان كل صباح يفسر له الآيات القرآنية ويشرح له الأحاديث النبيوية ويبين له شيئاً من الأحكام والأخلاق




وهو ممن خرج للإخوان لما أردوا غزو الكويت بأمر من الشيخ سالم المبارك لمناظرتهم وكشف الشبه عنهم فذهب إليهم ولما سأله أحدهم من أنت

أجابه بقوله

أنا عبد العزيز ال رشيد حنبلي المذهب سلفي العقيدة


له مؤلفات عديدة منها :-

تحذير المسلمين من اتباع غير سبيل المؤمنين

تاريخ الكويت

مجلة الكويت


هذا ماوجدته في ترجة الشيخ ولم لديه إضافة فليتفضل

 

بدوي واقعي

عضو بلاتيني
فضيلة الشيخ يوسف بن عيسى القناعي




تأثر كبيراً بعلوم شيخ الاسلام ابن تيمية (يرحمه الله)، حاله كحال من تأثر به من قبل مثل الشيخ محمد بن عبدالوهاب وعلماء نجد والجزيرة العربية قاطبة.



الشيخ يوسف بن عيسى بن محمد بن حسين بن سلمان بن علي بن محمد بن سري القناعي،السهلي نسباً، النجدي منبتاً، الكويتي مولداً، وقاضياً في عام 1350هـ. فهو من قبيلة السهول العدنانية فرع الزقاعين

نقلاً عن وثيقة نسب عمرها 97 عاماً هجرية مصدقة من قاضي منطقة الوشم بتاريخ 1323هـ=1905م موجودة في قسم وثائق الخليج والجزيرة العربية بمركز المخطوطات.

القاطنين في بلدة القصب (بلدة القصب إحدى قرى منطقة الوشم في إقليم نجد التي سكنها القناعات سابقاً وتقع شرق مدينة شقراء بحوالي 35 كم ومدينة القصب بقعة من الأرض تجاور أحد الأودية المنحدرة من جبال طويق في الشمال الشرقي منها.


النجدية،فتفرقت أسرة القناعات من القصب في ملحقات نجد وقراها فكانت وجهة كبرائهم إلى الزبارة في قطر ومنها رحل جزء منهم إلى البحرين والجزء الآخر رافق العتوب في هجرتهم إلى الكويت عام 1113هـ.




ولد في حي الوسط فريج القناعات عام 1296هـ=1878م، درس في مدارس الكُتَّاب آنذاك على يد علماء بلدته والبلدان المجاورة لها كنجد والزبير والبصرة والإحساء، سافر إلى الإحساء لطلب العلم عام 1320هـ=1902م ثم إلى البصرة عام 1322هـ=1904م ثم عاد إلى الكويت وتلقى علومه الشرعية الأولى بها حيث درس النحو واللغة والفقه والحديث وصار له اهتمام كبير بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيّم ونجد ذلك واضحاً في كتابه (الملتقطات) بعد ذلك وغيره من كتبه.



وكما درس على شيوخ ومعلمين داخل الكويت، درس كذلك على يد شيوخ ومعلمين من خارجها كالإحساء ومكة المكرمة


وافتتح له مدرسة أهلية خاصة به عام 1325هـ=1907م وأسس التعليم النظامي في مدرسة المباركية عام 1331هـ=1912م وعمل على تأسيس أول مجلس شورى للكويت عام 1340هـ=1921م وكان نائباً للرئيس.




وفي عام 1341هـ=1922م أراد إدخال اللغة الأجنبية إلى المدارس فعارضه كثير من الكويتيين وحالت تلك المعارضة دون تأسيس المدرسة الأحمدية فسافر إلى البصرة ثم بغداد للاطلاع على سير المدارس هناك عام 1342هـ=1923م


أسس المكتبة الأهلية في العام نفسه ثم سافر بعد سنوات في حدود عام 1347هـ=1928م إلى البحرين للمشاهدة والاطلاع على أعمال البلدية هناك فعاد إلى الكويت وأتم إنشاء البلدية في عام 1348هـ=1929م.




ولما توفي القاضي الشيخ عبدالله بن ملا خلف الدحيان طلب الحاكم الشيخ أحمد الجابر الصباح من الشيخ يوسف بن عيسى القناعي، أن يتولى سدّة القضاء وذلك لمكانته العلمية والاجتماعية، فأبى أوّل الأمر ثم وافق مشترطاً أن يكون مساعداً لا أصلياً حتى يجدوا من يحل مكانه، فتولاه في عام 1350هـ=1931م



ومن أوائل أعماله الجليلة عندما تولى القضاء اقتراحه على الحاكم الشيخ أحمد الجابر الصباح بأن يجعل للقضاء دائرة مستقلة وينصب لها رئيسا دائم، فوافق الحاكم على هذا الاقتراح على الفور واختار له الشيخ عبدالله الجابر الصباح في العام نفسه.


الشيوخ والكتب التي قرأها أو درسها الشيخ يوسف على أيديهم:


أولاً في الكويت:

(1) الشيخ أحمد محمد محمود القطان.


(2) الشيخ دخيل الجسار (درس على يده علوم القرآن وحفظه).

(3) الشيخ عبدالله بن خالد العدساني (درس على يده فقه الشافعية).

(4) الشيخ عبدالله خلف الدحيان (درس علي يده متن الاجرومية والفقه الحنبلي).

(5) عبدالمحسن عبدالله عبدالمحسن البحر (إمام مسجد البحر الأول مقابل قصر السيف).

(6) الشيخ عبدالوهاب السيد يوسف الحنيان.

(7) عبدالوهاب سيد يوسف الرفاعي (تعلم على يده علم الحساب والخط).



ثانياً في الكويت: (أ) مكة المكرمة:


(1) الشيخ سعيد اليماني (قرأ عليه شرحي الروضة وجمع الجوامع للسيوطي).

(2) الشيخ عبدالله السناري (درس عليه علم التجويد).

(3) الشيخ عبدالكريم الداغستاني (قرأ عليه جمع الجوامع وتفسير البيضاوي).

(4) الشيخ عمر باجنيد (قرأ عليه شرح المنهاج).

(5) الشيخ يوسف الافغاني (درس عليه البلاغة وشرح السيوطي على المنهاج).



(ب) تتلمذ الشيخ يوسف على يد مشايخ آخرين في غير مكة المكرمة وهم:


- الشيخ أحمد نور الفارسي (تلقى عليه شرح المراح).
- الشيخ عبدالعزيز الناصري (تلقى عليه فقه الشافعية في البصرة).
- الشيخ عبدالعزيز النكرتي.
- الشيخ علي الحمداني (قرأ عليه الجوهر المكنون في البصرة).
- الشيخ مصطفى الحافظ



وفي الإحساء على يد الشيخ عبدالرحمن بن صالح آل عبدالقادر وغيرهم كثير.





تتلمذ على يد الشيخ كثير من رجالات الكويت منهم:

- الملا أحمد إبراهيم علي الإبراهيم.

- الملا سالم علي الحسينان.


- المطوعة سليمة عبدالله فرج القناعي.

- سيد هاشم سيد أحمد العقيل.

- عبدالرحمن محمد الدوسري (من تلاميذه في المدرسة المباركية).

- عبدالرزاق محمود سيد رزوقي.

- عبدالملك الصالح المحمد المبيض (شاركه بافتتاح مدرسة أهلية عام 1335هـ=1916م).

- الشيخ محمد أحمد حسين الفارسي.

- الشيخ محمد سليمان الجراح (فقيه الكويت الحنبلي).

- الشيخ محمد محمد صالح التركيت (أمين المكتبة الأهلية ثم مكتبة المعارف).





الشيخ يوسف هو كبير عائلة القناعات وزعيمهم الذي يصدرون عن رأيه في شؤونهم وهو مدير كل حركة إصلاحية في وطنه ورافع رايتها بكل صدق وإخلاص فلا يوجد مشروع في وطنه قائم على دعائم البر والخير إلا وله يد سباقه، ولا طريق من طرق الإحسان إلا وله فيه أثر ببذل من وافر ماله مثلما يبذل من راحته ووقته وكانت نوافحه في كل ذلك تفوق نوافح سواه من أبناء جلدته وما كان بأكثرهم مالاً ولا بأوسعهم ثروة إنما هو الشعور بالواجب


يقول عن نفسه: "نشأت في الكويت كما نشأ غيري من أبنائها في محيط عم الجمود واستحكمت فيه البدع والخرافات التي سترت الحق وقلبت الحقائق وكان لمؤلفات الإمامين الجليلين شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ومجلة المنار الغراء أكثر أثر في إنارة السبيل أمامي وإماطة الستار الذي أبصرت من خلفه الحق واضحاً فتغيرت بعده كل ما ألفته مما لا يتفق مع الدين في شيء"


كان للشيخ يوسف مشاركة جيدة في كثير من الفنون كالنحو والصرف والحديث والتفسير وقد تخرج على يده في بعض هذه العلوم جملة من شباب الكويت وقد قرأ عليه في النحو حاكم الكويت الشيخ سالم المبارك الصباح وابنه الشيخ عبدالله السالم الصباح وكان إماماً في الفقه ويعد من رجاله الذين يعتمد عليهم.



القناعي تأثراً كبيراً بعلوم شيخ الإسلام ابن تيمية (يرحمه الله)، حاله كحال من تأثر به من قبل مثل الشيخ محمد بن عبدالوهاب وعلماء نجد والجزيرة العربية قاطبة.




وكانت له ولصاحبيه الشيخ أحمد بن خميس الخلف (القاضي الثامن عشر فيما بعد) وأحمد محمد الحميضي، المساعي الحميدة في إصلاح الأوضاع وذات البين بين الآباء والأبناء في أحداث المجلس التشريعي عام 1938.



ودام بالقضاء الشرعي في محاكم الكويت لمدة سنة ونصف من عام 1350هـ=1931م/1351هـ=1932م حتى حادثة الخباز


فبموجب أمر الحاكم لم يكن يسمح لأي مواطن تأجير دكان يملكه لاستغلاله كمخبز إلا بعد الحصول على إذن من حاكم الكويت لكي يشتري منه باحتكار ذلك. وحدث أن تقدم إيراني من المقيمين في الكويت بطلب من الشيخ يوسف أن يسمح له بتأجير منزل له للسكن فيه، فوافق الشيخ يوسف القناعي، ولكن قام المؤجر في اليوم نفسه بصنع الخبز وبيعه دون علم الشيخ يوسف، فعندما وصل الخبر إلى حاكم الكويت الشيخ أحمد أمر باغلاق المنزل المؤجر فاشتكى المؤجر إلى الشيخ يوسف الذي قابل الشيخ الحاكم وقال له: "كيف يمكن الأمر بإغلاق مسكن قاضي سيكون من حق الناس الظن بأنه أدين لمخالفته القانون"، عندئذ أصدر الشيخ أحمد الجابر أمراً بإعادة فتح المنزل. إلا أن القناعي اشترط على أن يقدم استقالته من القضاء.



فترك الشيخ يوسف القضاء لسنوات انصرف خلالها لأعماله التجارية



توفي العلامة يوسف بن عيسى القناعي رحمه الله عام 1393هـ=1973م عن عمر يقارب الخامسة والتسعين


قضاها في الكفاح والعمل والاصلاح في شتى الميادين

تغمده الله بواسع رحمته وادخله فسيح جناته.
 

بدوي واقعي

عضو بلاتيني
العلاّمة محمد بن سليمان بن عبدالله الجراح الحنبلي السلفي


اسمه ونسبه ومولده


هو العلاّمة الكريم الفاضل والشيخ الجليل العامل محمد بن سليمان بن عبدالله الجراح الحنبلي السلفي، وآل جراح هم من آل فضل، بطن من بطون بني لام، وبنو لام من طيء، وطيء من قحطان بن نبي الله هود عليه السلام، وجراحا هو من ولد فضل بن محمود بن ربيعة، وأبوه هو شبيب بن مسعود بن سعيد بن حرب بن الربيع، ويرجعون إلى ثعلبة البطن المعروف من طيء وهي قبيلة قحطانية ترجع إلى العرب العاربة، ولد الشيخ الفاضل في الكويت سنة 1322 هـ / 1902م أي بعد هجرة جده عبدالله بنحو أربعين سنة.



هاجر جده عبدالله مع أسرته من بلدة (حرمه) احدى قرى سدير في نجد إلى الكويت ثم الزبير وذلك في السنة التي هاجر فيها أهل حرمه إلى الزبير بسبب الجدب والجفاف عام 1282 هـ، وقد توفي جده عبدالله بعد وصولهم إلى الزبير بستة أشهر بحمى البصرة.


أما والده سليمان الجراح المتوفى سنة 1377 هـ فقد عمل بالتجارة وفتح دكانا بالسوق، وللشيخ محمد الجراح إخوة أكبرهم داود وإبراهيم وصالح، وله ثلاث أخوات.



دراسته وشيوخه في العلم


ابتدأ الشيخ الفاضل حياته العلمية وهو في سن العاشرة حيث تعلم القرآن الكريم في مدرسة ملا أحمد الحرمي الفارسي إلى قوله تعالى: (وَلًرَبًّكَ فَاصْبًرْ) من سورة المدثر الآية 7ثم أكمل القرآن الكريم في مدرسة ملا محمد المهيني، وتعلم الكتابة والحساب وقسمة المواريث في مدرسةالسيد هاشم الحنيان.


كان شديد الحرص على تحصيل أكبر قدر ممكن من العلم فحفظ في أول شبابه (الرحبية) في المواريث و(منظومة الآداب) و(الدرة المضية) للسفاريني و(متن دليل الطالب) في الفقه للشيخ مرعى الحنبلي، وكان الشيخ الجليل يذهب بعد صلاة الفجر إلى ساحل البحر متخليا عن الناس ليكرر دروسه، ومن شدة حرصه على التعلّم فقد حفظ (الدرة المضية) في العقيدة وتبلغ 220 بيتا



في ثلاثة أيام.


أخذ الشيخ محمد الجراح مبادئ الفقه من قاضي الكويت العلاّمة الشيخ عبدالله الخلف الدحيان تلميذ عالم الكويت الأول وفقيهها الشيخ محمد عبدالله الفارس، وكان يحضر مجلسه لطلب العلم صباحا ومساء، حيث كان الشيخ عبدالله الخلف يقرأ في مجلسه بعد طلوع الشمس تفسير (ابن كثير) و(فتح الباري)، وبعد صلاة المغرب كان يقرأ كتبا متنوعة إلى صلاة العشاء.



وبعد وفاة الشيخ عبدالله سنة 1349 هـ لازم شيخنا الجليل محمد الجراح العلاّمة الشيخ عبدالوهاب عبدالله الفارس، فقرأ عليه أولا (متن دليل الطالب) حتى أكمله، ثم قرأ عليه (نيل المآرب بشرح دليل الطالب) حتى أكمله، ثم قرأ عليه (الروض المربع بشرح زاد المستنقع) حتى أكمله، ثم (شرح المنتهى) للشيخ منصور البهوتي، وكانوا يقرؤون بعد صلاة العشاء كتاب (كشاف القناع عن متن الإقناع)، ثم لازم صديقه العلاّمة الشيخ عبدالوهاب عبدالرحمن الفارس وقرأ عليه (الروض المربع) و(كشف المخدرات بشرح أخصر المختصرات).



وأخذ الشيخ محمد الجراح علوم اللغة العربية من الشيخ أحمد عطية الأثري والشيخ أحمد الحرمي والشيخ عبدالعزيز حمادة والشيخ محمد أحمد الحرمي والشيخ عبدالرحمن الفارسي والشيخ عبدالعزيز صالح العلجي والشيخ عبدالله الكوهجي.


لم يتوقف الشيخ الفاضل عن طلب العلم واستمر على نهجه وسعيه بين مجالس العلماء في أحياء الكويت، فأدى ذلك إلى رسوخ قدمه في العلم وبروزه من بين أقرانه.



ومن حرص الشيخ محمد الجراح على نقل خبرته لطلبة العلم أخذ يوجه لهم النصائح عن كيفية الاستعداد للدرس واستغلال وقت الدرس الاستغلال المناسب حيث كان يقول لطلبته (قبل ذهابك إلى دروس العلم عليك أن تقرأ الدرس وتفهمه جيدا، ولا تسأل شيخك حتى تبحث في المطولات تتقصى مظان الإجابة حتى لا يضيع الدرس بكثرة الأسئلة التي لا طائل منها أحيانا، أما إذا استعصت المسائل عليك بعد ذلك كله، فاعمد إلى سؤال الشيخ لتعم الفائدة ويسهل عليك الفهم).


كان الشيخ الكريم محبا لقراءة الكتب، وكان يحب أن يقرأ الكتاب من أوله إلى آخره، وإذا عرض له كتاب يستحق القراءة أيضا ركنه جانبا حتى ينتهي من الكتاب الذي بين يديه


ولم يكن رحمه الله يترك قراءة الكتب إلا في شهر رمضان حيث كان ينكب على قراءة القرآن الكريم، وكان يحدّث الناس في هذا الشهر العظيم من كتاب (مجالس رمضان) للشيخ عبدالله الخلف الدحيان بعد عصر كل يوم من أيام الشهر الكريم، وكانت تخنقه العبرة وهو يقرأ فيتحامل على نفسه لكي لا ينتبه إليه أحد دفعا للرياء عن نفسه وخاصة إذا تحدث عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وعن صحابته الطاهرين رضوان الله عليهم وذكر أحوالهم وسيرهم العطرة.



وقد تتلمذ على يد الشيخ الجليل الكثير من طلبة العلم كبارا وصغارا وقد تبوأ بعضهم مناصب كبيره في دولة الكويت وحصل بعضهم على شهادات عليا في العلوم الشرعية والأدب والعلوم الأخرى.



حياته العملية


كان الشيخ الفاضل يأكل من عمل يده حيث فتح والده له ولإخوانه دكاكين للبيع والشراء في السوق، وتولى الشيخ محمد الجراح رحمه الله وظيفة الإمامة في مسجد العثمان في حي القبلة بعدما توفي الشيخ يوسف بن حمود سنة 1365 هـ باستخلاف منه، كما عمل في الخطابة في مسجد البدر في حي القبلة، ولما أزيل المسجد صار خطيبا في مسجد العثمان ولما أزيل مسجد العثمان صار خطيبا في مسجد الساير القبلي، وبعد ذلك قام بالإمامة في مسجد السهول بضاحية عبدالله السالم والخطابة في مسجد المطير في نفس المنطقة والقريب من مسجد السهول،



وعرض عليه الشيخ عبدالله الجابر الصباح رئيس دائرة المحاكم آنذاك أن يتولى القضاء، واستشار صديقه وشيخه الشيخ عبدالوهاب عبدالله لفارس بالمنصب الذي عرض عليه فقال له: (من تولى
القضاء فقد ذُبح بغير سكين) وكذلك قد ردد الشيخ عبدالوهاب هذه المقولة عندما عرض عليه القضاء، فرفض الشيخ محمد الجراح هذا المنصب بأدب ولباقة.



ذهابه الى الحج


حج الشيخ الفاضل خمس حجات كانت أولاهن فرضه بصحبة والده سليمان في سنة 1365 هـ، والثانية عام 1367 هـ نيابة عن أمه وأقام بمكة 3 شهور يلتقي خلالها العلماء وطلبة العلم هناك، والثالثة كانت سنة 1371 هـ نيابة عن جدته أم والده وكانت جميع هذه الرحلات على ظهور الإبل، أما الرابعة فكانت نيابة عن عمه محمد، والخامسة وهي الأخيرة نيابة عن شخص.


وكان من بين العلماء الذين يلتقي بهم الشيخ الفاضل، الشيخ محمد بن مانع المدير العام للمعارف آنذاك بالمملكة العربية السعودية، والشيخ عبدالرحمن السعدي، والشيخ محمد عبدالرزاق حمزة إمام الحرم المكي آنذاك، والشيخ عمر بن حسن آل الشيخ رئيس هيئة الأمر بالمعروف بنجد والمنطقة الشرقية سنة 1345 هـ، والشيخ محمد حامد الفقي رئيس جماعة أنصار السنة، والشيخ بدالله بن حميد الذي تقلد عدة مناصب ومنها رئيس الرئاسة العامة والإشراف الديني على المسجد الحرام ومدرس بالمسجد الحرام ومفتيا وقاضيا ورئيسا للمجلس الأعلى للقضاء وعضوا بهيئة كبار العلماء ورئيسا للمجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي، وكانت له مع الشيخ محمد لجراح مراسلات علمية نافعة.




أخلاقه الكريمة


وكانت من أخلاقه توقيره للعلماء وتبجيلهم والثناء عليهم، فكان إذا دخل عليه أحدهم في زيارة قام له وأحسن استقباله وصافحه وتهلل في وجهه وكان يجلس أمامه كجلوس الطالب أمام شيخه، ولا يبدأ معه بالكلام حتى يتكلم ضيفه ويحاوره بأدب رفيع، ولا يفتح معه مسائل خلافية، وإذا دار الحديث في هذه المسائل لاطفه بطريقة تصرف كل خلاف، ولا يتحدث عن علمه أمامه أبدا بل سأله وكأنه يريد الاستزادة منه، وكان يحرص على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بكل الطرق






مواقفه العظيمة في الصبر



مرّ الشيخ الفاضل بالكثير من الابتلاءات في حياته إلا انه كان صابرا محتسبا ولم يكن يشتكي لأحد إلا لله عز وجل، حيث كان فيه أثر بياض (برص) على وجهه ويديه وقدميه ولم يسمعه أحد يشكو من ذلك أو حتى يتأفف، وكان في أحد الأيام يسير مع صديقه الشيخ عبدالوهاب عبدالرحمن الفارس فصدمتهما سيارة وسقطا في حفرة مما تسبب في جرحهما، وكان من الطبيعي مقاضاة سائق السيارة لكنهما تنازلا عن حقهما عندما علما بانه كان في حالة سكر، فقد رأى الشيخان انه لا يليق بهما أن يقفا مع (سكران) في موقف واحد، فآثرا الصفح عنه وتركاه إلى حال سبيله.



وأثناء الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت صار معه احتباس بول وأجريت له عملية في الأيام الأولى من الغزو، كما أجريت له عملية لإزالة ماء العين بعد طرد الغزاة المحتلين وكثيرا ما تؤلمه عيناه فلا يبين ذلك على كل من يراه بل يتحمل، وقد تجلى صبره أثناء الغزو العراقي فلم يخرج ولم يغادر مسجده واستمر في الإمامة والخطابة حتى صرف الله الغزاة المحتلين، وكان يشجع الناس يحثهم على الصبر والثبات وعدم الخروج من غير عذر شرعي ويبشرهم بقرب الفرج.





مراسلاته العلمية




كانت لدى الشيخ الفاضل الكثير من المراسلات العلمية القيّمة مع العديد من العلماء والفقهاء



وطلبة العلم نذكر بعضا منها على سبيل المثال مع الشيخين عبدالرحمن السعدي وعبدالله بن



حميد:



أولا: مراسلاته الى الشيخ عبدالرحمن السعدي:



ـ 1 وفيها سؤالان: الأول عن رواتب موظفي الدولة، والثاني عن ضم أوقاف المساجد.



ـ 2 وفيها مسألتان: الأولى عن جواز أخذ إمام المسجد راتبا من وقف على معينين غيره، والثانية



عن صحة إمامة الفاسق.



ـ 3 وفيها سؤال عن مصارف الوقف وغيرها.



ـ 4 وفيها سؤال عن مراد الأصحاب في التوسل بالصالحين.



ـ 5 سؤال عن مسألة النيابة في بعض الحج ومسألة استعمال الذكور المنسوج بالفضة.



ـ 6 سؤال عن مسألة تأخير صيام ثلاثة الايام للمتمتع، ومسألة هدى التمتع عن وقته.



ـ 7 سؤال عن حكم تعدد الجمع في البلد الواحد.



ـ 8 سؤال بشأن حكم خلع أسنان التركيب عند الوضوء والغسل.



ـ 9 سؤال بشأن حكم الجماع بعد التحلل الأول وقبل الثاني.



وقد أجاب الشيخ عبدالرحمن السعدي الشيخ الفاضل بكل ما سبق إجابات وافية وكافية.



أما مراسلاته مع الشيخ عبدالله بن حميد فقد كانت ما يلي على سبيل المثال:



ـ 1 سؤال عن مسألة مصارف بيت المال ومسألة تشكيل إدارة للأوقاف.



ـ 2 سؤال عن حكم تعدد الجمع لحاجة.



ـ 3 من الشيخ محمد الجراح الى الشيخ ابن حميد في النهي عن تعدد الجمع إلا لحاجة.



ـ 4 رد من الشيخ ابن حميد حول الرسالة السابقة وقد حازت على إعجابه وأثنى عليها ومدحها.



هذا ولدى الشيخ الفاضل العديد من المراسلات الأخرى مع الشيخ عبدالعزيز بن قاسم حمادة، والشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ مفتي السعودية في حينه، والشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز مفتي عام المملكة العربية السعودية السابق، وآخرين غيرهم من علمائنا الأجلاء.




رسائله العلمية




كان الشيخ محمد الجراح حريصا على نشر علمه لعامة الناس لكي يستفيدوا منه في حياتهم،



وكانت جميع رسائله العلمية مدعّمة بالحجة والدليل وذلك على كتاب الله وسنة رسوله المصطفى



صلى الله عليه وسلم، وكانت هذه الرسائل عبارة عن نصائح وفوائد من باب الأمر بالمعروف والنهي



عن المنكر، وقد علقها على جدران مسجده، ونذكر منها على سبيل المثال:



ـ 1 رسالة في الانتفاع بالوقت.



ـ 2 رسالة في مضار النوم بعد صلاة الفجر وبعد العصر وبعد صلاة المغرب.



ـ 3 رسالة في الترغيب في طلب العلم والترهيب من الجهل.



ـ 4 رسالة فيمن يكره السلام عليهم ولا يجب عليهم رد السلام على من سلم عليهم.



ـ 5 رسالة في حكم تصوير ذوات الأرواح هل هو محرم أو مباح.



ـ 6 رسالة في حكم تزيين القبور ورشها ورفعها.



ـ 7 رسالة في مسألة الخضر عليه السلام وأثره الموجود في جزيرة فيلكا. ( وقام سمو الشيخ الراحل جابر الاحمد الصباح بإزالت هذا القبر الذي كان يعبد من دون الله في فيلكا بعد هذه الرسالة )



ـ 8 رسالة في تفسير كلمات التشهد.



ـ 9 رسالة في كيفية الصلاة على الميت.



ـ 10 رسالة في حكم كشف وجه المرأة وكفيها للأجانب.



ـ 11 رسالة في حكم التعليم المختلط.



وهناك العديد من الرسائل والفتاوى الأخرى للشيخ الفاضل رحمه الله رحمة واسعة.





مؤلفاته




لم يصنف الشيخ الفاضل مؤلفا في الفقه او الفرائض، بل كانت مؤلفاته عبارة عن رسائل وفتاوى أو





تعليقات، ومنها:





- منسك مختصر للحج.





- منسك مطول ويشتمل على: سلاح الناسك في أدعية المناسك، وكفاية الناسك لأداء المناسك.





- ورد مختصر من كلام الله تعالى وكلام سيد البشر صلى الله عليه وسلم.






مرضه ووفاته






استمر الشيخ الفاضل في سعيه الدؤوب في تحصيل العلم وتوصيله باذلا جهده ووقته وصحته حتى مشارف سنة 1416 هـ، فمنذ تلك السنة تتابعت أعراض المرض عليه وظهرت علامات الإرهاق والسن عليه بوضوح حتى بلغ عمره حينها خمسة وتسعين عاما، إلا انه ظل متماسكا ومحافظا على إمامة المصلين والخطابة.





في شهر رمضان المبارك سنة 1415 هـ تتالى عليه المرض ومر عليه شهر شوال وبين يديه بعض الأدوية التي وصفها له الطبيب، فلم يستطع أن يصوم «الست» من شوال كعادته رحمه الله.






ذكر الأخ الدكتور وليد المنيس في كتابه عن هذا الشيخ الجليل: «ثم تتابع المرض على الشيخ، وسمعته لأول مرة يقول (لم يعد لي حاجة في صلاة الجمعة) يريد أنه لم يعد قادرا على أداء الخطبة والصلاة بالناس في يوم الجمعة، وكان ذلك مساء الخميس قبل صلاة العشاء في 14 ذا الحجة 1416 هـ






وسمعته مره أخرى في 18 ذا الحجة 1416 هـ يكرر نفس المقولة (أنا مستعفي من الخطبة)





وقال لأحد طلبته (اذهب إلى وزارة الأوقاف اليوم وقل لهم ذلك)».






بعد ذلك زادت أعراض المرض على الشيخ الفاضل وأدخل المستشفى لأكثر من مرة وساءت صحته كثيرا، فأدخل المستشفى بتاريخ 9 جمادي الأولى 1417 هـ وهو شبه غائب عن الوعي، وفي فجر الخميس 13 جمادي الأولى سنة 1417 هـ الساعة الرابعة فجرا توفي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.






وقد كان وقع وفاته عظيما على أهله وطلبته وأصحابه وعلى كل أهل الكويت، وكان يوم دفنه يوما مشهودا حضره كثير من الناس







كتب الترجمة فارس الفارس مع بعض التصرف مني
 
أعلى