لا تبُحْ بأسرارك لزوجتك!!(2)

لا تبُحْ لزوجتك بأسرار يمكن أن: تثير شهيتها المالية، أو تثير غيرتها. انور عبد المتعال.

كم كنت ساذجاً عندما كنت أبوح بكل أسراري لزوجتي العزيزة!! أذكر ذات يوم - وبمبادرة مني.. ودون أن تسألني زوجتي، وبراءة الأطفال تبدو في عينيّ، أنني قلت لها: أخي قذافي أرسل لي مبلغاً من المال من السعودية. ماذا تظنون كان ردها؟ قالت لي: أعطني هذا المبلغ!! قد يظن أصحاب الفكر السطحي والتحليل العاطفي أن هذا الطلب هو طلب تعسفي أو عاطفي.. لكن في حقيقة الأمر فإن هذا الطلب –لعمري- يحفل بالكثير من الذكاء والدهاء. هل سمعتم يوماً ب(فن التفاوض) أو (فن المساومة)؟ هذا الطلب يتضمن الأثنين معاً في آن واحد. (تطلب جلّ الهدف، لتنال ثلثيه أو نصفه، على أسوأ الفروض). عندما سمعت طلب زوجتي المدهش، الذي ألجمني برهة، رجعت بذاكرتي القهقرى، ثم استدعيت مقولة صديقي (ع)، ثم أعملت فيها الفكر، وأمعنت فيها التأمل، ثم ابتسمت ابتسامة النصر وقلت لنفسي مردداً ذات الجملة، وبنفس الفرحة والنبرة الهستيرية الخاصة بأرخميدس: لقد وجدتها.. وجدتها!! لك التحية يا صديقي (ع)، أرخميدس زمانك، فأنت حقا خبير في سيكولوجية النساء بدرجة (عالم وفيلسوف). وبالرغم من قناعتي الراسخة بأن نظرية صديقي تتضمن الإثم بصورة أكبر من النفع، بسبب ما فيها من تحامل على الزوجة وإجحاف في حقها، إلا أنني أيضاً لا أنكر فوائدها، ويمكن أن نقيسها بالحكمة والقاعدة التي تقول: "ما لا يدرك كله لا يترك جله"، إن جاز القياس. وبناء على هذا القياس، مستفيداً من نظرية صديقي، ومن التجربة واللدغة التي لُدغتُها من زوجتي سابقاً، قمت بتطبيق نظريته بصورة جزئية. والقصة هي أنني قبل فترة قمت بعقد صفقة تجارية صغيرة، ربحت من جرائها مبلغاً صغيراً من المال، لكنني تكتمت على الأمر ولم أخبر زوجتي بالموضوع البتة. ولا غرو أنه لم يحدث أي عجز في الميزان التجاري ولا في الميزانية، ولم يحدث كذلك خلل في ميزان المدفوعات الخاص ببيتي وأسرتي، بناء على تكتمي على تلك الصفقة. والسبب بسيط، وهو أن هذه الصفقة لم تكن مضمنة مسبقاً ضمن الايرادات الخاصة بالميزانية المقترحة ((Budget في بيتنا، لذلك لم تؤثر عليها سلباً أو ايجاباً.

صديقي العزيز الآخر، عاد يوماً من العمل فرحاً مسروراً، وبادر بالبوح لزوجته بسرّ وقال لها: اليوم تناولت وجبة دسمة في مطعم فخم بعد خروجي من العمل. قالت له بكل غضب وخيبة أمل: تأكل أنت وجبة دسمة في مطعم فخم، ونحن نأكل أكل البيت العادي؟! إذا كررتها مجدداً فأنا لا أعفو ولا أغفر لك هذه الفعلة. قبل سنة حللت ضيفاً على صديقي العزيز الكريم المدير المالي هاني ادريس في منزله العامر في أبوظبي.. خرجنا في مشوار، فدعاني هاني لتناول الغداء في أحد المطاعم الفخمة في أبوظبي، وكان نظام المطعم هو نظام البوفيه المفتوح (بطبيعة الحال عندما تكون: مدعواً في مطعم فخم بنظام البوفيه المفتوح، تتمنى أن يكون لك جهاز هضمي مثل جهاز الجرادة، تأكل بشراهة.. بلا هوادة.. وبلا توقف. تأكل طعامك، ثم تهضمه لحظياً، ثم تأكل مجدداً.. وهكذا دواليك). عندما عدنا إلى البيت قالت لنا والدة هاني، الأستاذة الفاضلة إكرام: تعالوا اتغدوا. قلنا لها: لا لا ما عايزين نتغدى، فقالت لنا بذكاء ملحوظ، ممزوج بعتاب مبطن لطيف، لا يخلو من خفة دم جلية: طبعاً.. مش متغدين برة.. عشان كده ما عايزين تاكلوا أكل البيت! بطبيعة الحال فإن عقلية الأم تختلف عن عقلية الزوجة في التعاطي والتعامل مع الأمور التي تهم الإبن/ الزوج. فالأم تحزن عندما يتناول ابنها طعامه في المطعم، لأنها تريد أن يأكل من يديها، وتخشى عليه من تناول طعام غير مضمون العواقب خارج البيت، بينما تحزن الزوجة من نفس الفعل، لأنها ترفض أن يستمتع زوجها بتناول طعام شهي في المطعم بمفرده، كما في قصة زوجة صديقي.. تتعدد الأسباب والحزن واحد!!

في الختام، لا أقول لك عزيزي الزوج كما قال صديقي (ع): لا تكلم زوجتك، ولكن أقول لك: لا تبُحْ لزوجتك بأسرار يمكن أن: تثير شهيتها المالية، أو تثير غيرتها. دعني أسدي لك نصيحتين، هي خلاصة هذا الموضوع:

أولاً: لا تقاطع زوجتك. لا تتجاهل ولا تلغي ضلع الحميمية في نظرية مثلث الحب، التي صاغها العالم الأمريكي روبرت ستيرنبرغ، في علاقتك معها(والحميمية حسب نظرية مثلث الحب هي الإحساس بالقرب, الترابط والاتصال. مثلا الشخص الذي تشاركه أسرارك وتكلمه عن أشياء خاصة بك هو شخص تربطك به علاقه حميمية.)، بل على العكس تماماً.. تجاذب معها أطراف الحديث.. عبر لها عن حبك.. أهدي لها باقة ورد.. قدم لها دعوة عشاء في مطعم فخم.. قل لها أنها ضمن قائمة أجمل عشر نساء في العالم. قم بعمل عصف ذهني مع زوجتك لتثري النقاش.. اطرح مواضيع علمية للنقاش.. كلمها في الأدب.. الدين.. الشعر.. الفلسفة.. كلمها عن كتاب قرأته.. وعن كتاب تتمنى هي قراءته.. كلمها عن المشاكل التي تواجهها، واسألها عن مشاكلها، ثم اكتفِ بهذا القدر.

ثانياً: لست مطالباً وملزماً بأن تقدم لزوجتك كشف حساب مفصل عن أرصدتك في البنوك، ولا عن صفقاتك التجارية الناجحة.. لا تبُحْ بأسرارك لزوجتك بصورة تلقائية وطوعية، لا سيما الخاصة بموقفك المالي. لا تحكي لها عن قائمة الدخل، ولا عن قائمة المركز المالي، ولا عن قائمة رأس المال، ولا عن قائمة التدفقات النقدية الخاصة بك. لماذا تفتح على نفسك –عزيزي الزوج- باباً للمسائلة والمحاسبة والابتزاز المالي؟! لماذا تجلب على نفسك عواقب وخيمة أنت في غنى عنها؟! لماذا تقص على زوجتك بأنك اليوم قد دعوت صديقك الحميم لتناول أشهى الوجبات في المطعم الفخم الذي أُفتتح مؤخراً، وأنك أصررت على سداد الفاتورة، وقمت بالفعل بذلك؟؟!! لماذا تروي لها قصة المكافئة المالية التي نلتها اليوم في الشركة؟! لماذا تحكي لزوجتك بأنك اليوم عندما ذهبت للبنك، قابلت مديرة الفرع، والتي اتضح أنها كانت زميلتك في الجامعة، وأنكما كنتما متفقان على الزواج، وأنكما تذكرتما بعضكما البعض مباشرة منذ الوهلة الأولى من اللقاء بعد عشرين عاماً من مغادرة الجامعة، وأنها قامت بدعوتك لشرب فنجان قهوة في مكتبها؟؟!!

الإمام الشافعي أدلى بدلوه في هذا الشأن.. وقدم وصفة سوسيولوجية استثنائية، صاغها ووضعها في قالب شعري جميل، ينصح فيها، ليس فقط بعدم إفشاء الأسرار للزوجة، بل أيضاً بعدم إفشاء الأسرار لكل الناس، على حد سواء، يقول فيها: اذا المرء أفشى سره بلسانه ولام عليه غيره فهو أحمق/ إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه فصدر الذي يستودع السر أضيق.
 

شمري كويتي

عضو مخضرم
من يعطي أسراره لأي إنسان مهما كانت قرابته
حتى لو كانت زوجته أو صديقه المقرب أو أخوه المحب
يعتبر إنسان غبي أو مريض نفسي بحاجة لعلاج نفسي
 

مستشار كويتي

عضو بلاتيني
انا اعتقد بانه لابد ان يفضفض الرجل لزوجته ورفيقه دربه في الامور اللي ماوراها اذى كبير .... زوجتك هي مكمل لك ...وهي ام ابناءك وصديقتك الحميمه تشترك معها في الدم والشرف والسمعه والمال وانتم مسكن لبعض وعوراتكم غير مسموح لاحد ان يراها او يلمسها فهي لكما فقط الخ ..انها اعز من اعز اصدقاءك فاذا ماتكشف لها عن اسرارك وهمومك ومخاوفك فلم تشتكي بعد الله .... ولكن هناك اسرار ربما تكون غير مفرحه وستر الله عليك ووقعت في الماضي مثلا فلما اللقافه ..لا تكشفها لها حتى انت انساها ...كعلاقاتك السابقه مع الفتيات خارج اطار الزواج يوم كنت هتلي او ذنب ارتكبته بحق الله والبشر ... اما اذا كانت زوجتك رقله وخبله وتكشف الاسرار فهنا وبعد تاكدك لاتعطيها اسرارك واعتبرها سفيهه دسك بريكات مخها وسفايفها منتهين .... هنا تحدث معها بتحفظ واخذها على قد عقلها الى ان تفرج معك وتتزوج غيرها .... الله يقطع هكذا ازواج .... قطيعه ... سليمه تصكها ....نسأل الله ان يرزقني واياكم الزوجه الفتانه الموفتانه ...
 
التعديل الأخير:

رُبـّـمــا

عضو مخضرم
الامام الشافعي لم يقل لا تبح باسرارك لزوجتك لماذا تتقول عليه ؟

انا ضد أن يخفي الأزواج عن بعضهما شيئا
طمع بعض الزوجات وسيلان لعابهن على كل قرش يلمع بيد الزوج لا يعطيكم مسوغ لتعميم نظرتكم المادية الضحلة على جميع النساء
فكم من امرأة وارت سوأة زوجها المادية ووقفت بجانبه حتى بنى امبراطورية أموال

ثم أيها العزيز والزميل الفاضل دعني أخبرك أمرا ربما يغيب عنك
ما فائدة إخفاء كشف حسابك عن زوجتك وانت حي
ما بكرة بعد عمر طويل حتموت وتورثك

نعم هناك بعض الخصوصيات لكلا الجانبين رجل وامرأة يحاول احدهما مداراتها اما بسبب احترام الآخر ولعدم جرح مشاعره أو درء للمشاكل
لكن
أن يعيش الرجل في بيته يأكل ويشرب وتخدمه وهو يعتبرها جهاز مخابرات
لا يا سيدي
الزوجة ليست صفوت الشريف والبيت ليس مسرح جريمة

الزوجة التي تتحسر على معرفتها بعدد الملاليم التي جاءت من قذافي وهبتك جسدها وخصتك به
فما قيمة المال أمام روح متكاملة هي في عرف الكون مِلكا لك ؟؟

لاحظ انا لا اتكلم عن شخصك انما عن الرجل الذي نظر إلى زوجته نظرة بريئة وتقهقهر هلعا عندما قالت له اعطني المال


نصيحتي للباش مهندس عين
ابحث عن غرفة في الأرافة واستأجرها ورجّع الست بيت اهلها ولا تنسى تدفن الفلوس تحت التربة
 

مستشار كويتي

عضو بلاتيني
صاجه والله اختنا ربما طلعتي فاهمه ومتفهمه .... اختنا ربما شوفي لي ست بيت او سبع بيت حتى ثمان بيت ماشي معاي ... يكون عندها خرده وهرده تبني معاي امبراطوريتي .... تصدقين اللي عندي مثل ديوان المحاسبه يحاسبوني على العشر فلوس شافطيني شفط الله ياخذهم ....... للجنه .... والله مصوني مص .... هذول نهايتي معاهم ستكون في اروقه المحاكم ان اوقفت cash flow .... لا واطمأنج بان الزوجه الجديده راح اعترفلها بكل اسراري من طقطق الى السلام عليكم .... بس تكون مريشه وتريشني معاها ...ولج الاجر بارك الله فيك ونفع بك الامه الاسلاميه .....

تعالي ماقلتي لي اختنا ربما .... ابو طلال شايب ولا شباب يوم شفتيه في حفله تكريم العميد ....يقولون ان غراب ليله طاير وجاكم مسنود على ريال ....
 

رُبـّـمــا

عضو مخضرم
أهلا العزيز مستشار
أبو طلال وبعد نهاية الحفل وانا أهم بالخروج شبه آخر وحدة _ وهذا طبعي دائما انتظر بالكرسي حتى يتلاشى الجمع _
المهم
وانا أهم بالخروج وعلى درجات السُلم وإلا اللي واقف عاليسار يتمتم ببعض الكلمات بوجهها لي والله ماعرفته عبالي واحد يغازل بغيت اطقه :p

فرفعت رأسي لمنحه نظرة رادعه
وجدته يعود لتتمتة
إلا حينما نطق باسمي عرفت انه العزيز الخلوق ابو طلال
إنسان رائع بكل ما تحمله الكلمة من معنى
رجل محترم وذهب ما شاء الله
عندما تراه تتذكر عبدالحسين عبدالرضا بزمانه رحمة الله عليه

ابو طلال كان جدا ذوق الله يسعده

فعلا سعيدة بإخواني والله يديم المحبة والاحترام
 

ياسين الحساوي

عميد الشبكة "مشرف "
طاقم الإشراف
بطبيعة الحال عندما تكون: مدعواً في مطعم فخم بنظام البوفيه المفتوح، تتمنى أن يكون لك جهاز هضمي مثل جهاز الجرادة، تأكل بشراهة.. بلا هوادة.. وبلا توقف. تأكل طعامك، ثم تهضمه لحظياً،
أخي العزيز أنور لن أعقب على موضوعك فقد أبدع بالتعقيب الزملاء والزميلات الأعزاء
ولكن ذكرتني بحكاية طريفة حدثت بمصر


كنت مع الصديق العزيز الشاعر المصري عنتر هلال ذات مساء نتجول بالسيارة
فقال لي (أنا جائع يا أبا محمد) فقلت له:لنذهب إلى شقتي فأم سناء الطباخة أعدت العشاء
فقال شبعت من أكلها هيا ندخل شراتون الجزيرة القريب فقد بدأ موعد بوفيه العشاء.

وافقته بعد إلحاح ودخلنا وكنا أول الزبائن .. بدأنا بالشوربة ثم قمنا للبوفيه للطبق الرئيسي
وإذا بأبي حنين يغرف من الشوربة الأخرى تعجبت فقال:لن يزيدوا الفاتورة سأجرب الكل.
وفعلا أكل بشراهة جميع أطعمة البوفيه..فراخ ولحمة وجمبري وسلطات أشفقت عليه فقال:
هي مرة بالسنة نأكل من بوفيه مطاعم فنادق الدرجة الأولى "فرصة لاتعوض"

o_O
ما أن وصلنا الشقة حتى بدأ يصيح من وجع في معدته وكل المسكنات لم تفلح معه ما اضطرني
آخذه لأقرب مستشفي وكل الأدوية لم تنفع معه إلا دوا الإسهال ولم نرتح وننام إلا بعد منتصف الليل.
فحرمت أن أذهب معه للمطاعم الممتازة مرة أخرى..
كان دائما يقول لي المصريين يعشقون الأكل..
قلت له لا أظن كلهم فقط من هم أمثالك.
:D
 
أعلى