2030A
عضو بلاتيني
.
ستمر سنوات طويلة متعاقبة على ذكرى الغزو العراقي للكويت ، وسيصبح يوماً الجيل الباحث عن الحقيقة ممن لم يعايش الكارثة متنازعا بين مصادر عدة للرواية . سيقرأون كثيراً في كتب المستعربين الصفراء الف سيناريوا مزور لما حدث عام 90 .
من يطالبون اليوم بالتسامح ورأب الصدع ونسيان الماضي لا يفعلون ذلك من باب العروبة أو من سمو انفسهم ، بل ليمحوا أقذر سطور مكتوبة في تاريخهم السياسي والاجتماعي أو هكذا ظنّوا ...
لن ننسى أبدا ما حدث في 2 أغسطس من عام 90 ، وإن سامحنا وتجاوزنا وعفونا لن ننسى ... وسنظل نحكي لأطفالنا تفاصيل الجريمة حتى لا يقعوا في فخ المستعربين الأنذال ...
لست كويتية لكنني أعتبر نفسي إحدى ضحايا الخونة الأنذال من بلاد عرب اللسان ممن أيّدوا ودعموا الغزو العراقي للكويت ..
كنت وقتها تلميذه صغيره في المدرسة . لكن انفتاح عقلي في ذاك الوقت على الأحداث من حولي وإدماني المسبق للقراءة جعلني أكثر إدراكا من قريناتي لما يحدث ، وأكثرهن معاناة نفسية وانا اكتشف كذب وزيف كل ما قرأته وتعلمته وأحسست به من مشاعر الأمة الواحدة والقضية العربية الكبرى والعدو الواحد !!
لن أنسى صديقتي الكويتية " مريم " ... كيف حضرت المدرسة بملابسها المتواضعة ، وكيف كانت نظراتها وانزواءها يحكي كل ما مرت به وتفكر فيه !
لن أنسى تصرف المعلمة القاسي حين اختارتها لتقف وتعبر تعبيراً شفهياً عن الوطن ، موضوع درس التعبير في ذلك الصباح ...
وقفت مريم ورأسها مطأطأ وجسدها يرتجف .. حاولت أن انقذها من هول الموقف الرهيب .. فنبهت المعلمة ..
_ أبلة ... مريم كويتيه !
بنبرة صارمه المعلمة ترد :
_ اعرف ذلك ! .. هيا يا مريم ... عبري بكلماتك عن الوطن ! ..
حاولت مريم أن تتكلم لكنها في النهاية انهارت بالبكاء ..
أتذكر كيف بكيت معها تأثرا ... وكيف ترقرت دموع المعلمة بصمت ! ..
هكذا ببساطة شرحت لنا معلمتنا القديرة معنى الوطن .. بموقف حي مؤلم ..!
لن أنسى ما حييت الطالبات الفلسطينيات .. وكانوا أكثرية في مدرستي .. كيف تعاملوا مع الحدث كشبيحات لا كتلميذات بريئات في سن الطفولة !
اي حقد رضعوه في بيوتهم !
وحدي انا ومريم كنا نفهم مدلول تصرفاتهم وسط براءة بقية الطالبات الصغيرات !
يا الله ..
كانت مريم الكويتية ... لا تستطيع ان تمشي في ساحة المدرسة .. لان الفلسطينيات يخزي العين عليهم .. كن يرمينها بغطاء علب العصير !
وينشدن أمامها الاناشيد بصدام .. ويطلقن الضحكات الوقحة في وجهها !!
لن أنسى أنني اشتريت لها بروشا بعلم الكويت تعلقه على صدرها ... وآخر بعلم السعودية أعلقه على صدري . وكيف انني أخذت بيدها لنطوف ارجاء المدرسة بتحدي ..! وكنت بجوارها كحارس شخصي احرسها من خناجر المستعربات الفلسطينيات .. !
مريم الآن حرة على ارضها ... ولازال الشامتون في الشتات والتشرّد .. !
سلامٌ عليها أينما كانت .. ولعلّها تذكرنا كما نذكرها ...
.
ستمر سنوات طويلة متعاقبة على ذكرى الغزو العراقي للكويت ، وسيصبح يوماً الجيل الباحث عن الحقيقة ممن لم يعايش الكارثة متنازعا بين مصادر عدة للرواية . سيقرأون كثيراً في كتب المستعربين الصفراء الف سيناريوا مزور لما حدث عام 90 .
من يطالبون اليوم بالتسامح ورأب الصدع ونسيان الماضي لا يفعلون ذلك من باب العروبة أو من سمو انفسهم ، بل ليمحوا أقذر سطور مكتوبة في تاريخهم السياسي والاجتماعي أو هكذا ظنّوا ...
لن ننسى أبدا ما حدث في 2 أغسطس من عام 90 ، وإن سامحنا وتجاوزنا وعفونا لن ننسى ... وسنظل نحكي لأطفالنا تفاصيل الجريمة حتى لا يقعوا في فخ المستعربين الأنذال ...
لست كويتية لكنني أعتبر نفسي إحدى ضحايا الخونة الأنذال من بلاد عرب اللسان ممن أيّدوا ودعموا الغزو العراقي للكويت ..
كنت وقتها تلميذه صغيره في المدرسة . لكن انفتاح عقلي في ذاك الوقت على الأحداث من حولي وإدماني المسبق للقراءة جعلني أكثر إدراكا من قريناتي لما يحدث ، وأكثرهن معاناة نفسية وانا اكتشف كذب وزيف كل ما قرأته وتعلمته وأحسست به من مشاعر الأمة الواحدة والقضية العربية الكبرى والعدو الواحد !!
لن أنسى صديقتي الكويتية " مريم " ... كيف حضرت المدرسة بملابسها المتواضعة ، وكيف كانت نظراتها وانزواءها يحكي كل ما مرت به وتفكر فيه !
لن أنسى تصرف المعلمة القاسي حين اختارتها لتقف وتعبر تعبيراً شفهياً عن الوطن ، موضوع درس التعبير في ذلك الصباح ...
وقفت مريم ورأسها مطأطأ وجسدها يرتجف .. حاولت أن انقذها من هول الموقف الرهيب .. فنبهت المعلمة ..
_ أبلة ... مريم كويتيه !
بنبرة صارمه المعلمة ترد :
_ اعرف ذلك ! .. هيا يا مريم ... عبري بكلماتك عن الوطن ! ..
حاولت مريم أن تتكلم لكنها في النهاية انهارت بالبكاء ..
أتذكر كيف بكيت معها تأثرا ... وكيف ترقرت دموع المعلمة بصمت ! ..
هكذا ببساطة شرحت لنا معلمتنا القديرة معنى الوطن .. بموقف حي مؤلم ..!
لن أنسى ما حييت الطالبات الفلسطينيات .. وكانوا أكثرية في مدرستي .. كيف تعاملوا مع الحدث كشبيحات لا كتلميذات بريئات في سن الطفولة !
اي حقد رضعوه في بيوتهم !
وحدي انا ومريم كنا نفهم مدلول تصرفاتهم وسط براءة بقية الطالبات الصغيرات !
يا الله ..
كانت مريم الكويتية ... لا تستطيع ان تمشي في ساحة المدرسة .. لان الفلسطينيات يخزي العين عليهم .. كن يرمينها بغطاء علب العصير !
وينشدن أمامها الاناشيد بصدام .. ويطلقن الضحكات الوقحة في وجهها !!
لن أنسى أنني اشتريت لها بروشا بعلم الكويت تعلقه على صدرها ... وآخر بعلم السعودية أعلقه على صدري . وكيف انني أخذت بيدها لنطوف ارجاء المدرسة بتحدي ..! وكنت بجوارها كحارس شخصي احرسها من خناجر المستعربات الفلسطينيات .. !
مريم الآن حرة على ارضها ... ولازال الشامتون في الشتات والتشرّد .. !
سلامٌ عليها أينما كانت .. ولعلّها تذكرنا كما نذكرها ...
.