حكم تعدد الجماعات والأحزاب فيالإسلام
الدعوة إلى اللهعبادة، والعبادة لا تصح إلا وفق شرع الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، قال اللهتعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَىاللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: 33]، وقال الله تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَبِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَأَحْسَنُ} [النحل:125]، وقال تعالى: {اللَّهُيَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاس} [الحج:75]، وقالتعالى: {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِعَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف: 108].
هذا تقرير واضحمحكم من الله العليم الحكيم أن الدعوة إلى الله من خير الأعمال التي يتقرب بهاالعبد إلى الله، وأن لها سبيلاً واحداً هو سبيل محمد صلى الله عليه وسلم، ولكنالسبل تفرقت بأكثرنا عن سبيل الله في دينه ومنه الدعوة إليه.
فما حكم تعددالجماعات والأحزاب في الإسلام، وبالتالي تعدد مناهجها في الدين والدعوة؟
1ـ توجد إجابةواضحة صريحة في فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برئاسة الشيخ/ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، وعضوية نائبه في الإفتاء الشيخ/ عبدالرزاق عفيفي (وهوكاتب أصل الفتوى بخط يده) والشيخ عبد الله بن غديان ، والشيخ عبد الله بن حسن بنقعود، برقم1674 في 7/10/1397هـ، ومما ورد في هذه الفتوى:
«لا يجوز أن يتفرقالمسلمون في دينهم شيعاً وأحزاباً.. فإن هذا التفرق مما نهى الله عنه وذم من أحدثهأو تابع أهله، وتوعد فاعليه بالعذاب العظيم، قال الله تعالى:{وَاعْتَصِمُواْبِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا}إلى قوله{وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْمِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌعَظِيمٌ}[آل عمران: 103ـ 105]، وقالتعالى:{إِنَّالَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِيشَيْءٍ}[الأنعام: 159].
أما إن كان وليأمر المسلمين هو الذي نظمهم ووزع بينهم أعمال الحياة الدينية والدنيوية فهذا مشروع» انتهى النقل.
2ـ وفي مجموعفتاوى الشيخ/ عبدالعزيز بن باز، ج5، ص202ـ204 فتوى مماثلة تجيب بوضوح وصراحة عن هذاالسؤال، وفيها:
«إن نبينا محمداًصلى الله عليه وسلم بين لنا درباً واحداً يجب على المسلمين أن يسلكوه وهو صراط اللهالمستقيم ومنهج دينه القويم، قال الله تعالى:{وَأَنَّ هَـذَاصِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَبِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام: 153]، وقال تعالى:{شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاًوَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىوَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ}[الشورى:13]؛ فالواجب على المسلم توضيح الحقيقة،ومناقشة كل جماعة، ونصح الجميع بأن يسيروا في الخط الذي رسمه الله لعباده ودعا إليهنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ومن تجاوز هذا أو استمر في عناده فإن الواجبالتشهير به والتحذير منه ممن عرف الحقيقة، حتى يتجنب الناس طريقهم، وحتى لا تدخلمعهم من لا يعرف حقيقة أمرهم، فيضلوه ويصرفوه عن الطريق المستقيم الذي أمرنا اللهباتباعه في قوله تعالى:{وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَتَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ}[الأنعام: 153]، ومما لاشك فيه أن كثرة الفرقوالجماعات في البلد المسلم مما يحرص عليه الشيطان أولاً، وأعداء الإسلام من الإنسثانياً» انتهى النقل.
3ـ وفي فتاوىالشيخ/ محمد ناصرالدين الألباني، جمع عكاشة بن عبد المنان الطيبي، ص106 فتوىمماثلة، وفيها:
«لا يخفى على كلمسلم عارف بالكتاب والسنة وما كان عليه سلفنا الصالح رضي الله عنهم أن التحزبوالتكتل في جماعات مختلفة المناهج والأساليب ليس من الإسلام في شيء، بل ذلك مما نهىربنا عز وجل في أكثر من آية في القرآن الكريم» انتهى النقل.
4ـ وللشيخ/ محمدبن صالح بن عثيمين فتوى مماثلة منشورة في كتاب (الصحوة الإسلامية.. ضوابطوتوجيهات)، إعداد علي بن حسين أبو لوز ص154ـ وفيها:
«ليس في الكتابوالسنة ما يبيح تعدد الجماعات والأحزاب، بل إن في الكتاب والسنة ذماً لذلك، قالالله تعالى:{فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍبِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [المؤمنون: 53]، ولا شك أن هذه الأحزاب تنافيما أمر الله به، بل ما حث الله عليه في قوله تعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَارَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ}[الأنبياء: 92]». انتهى النقل.
5ـ وللشيخ/ صالحبن فوزان الفوزان من هيئة كبار العلماء فتوى مماثلة وفيها:
«التفرق ليس منالدين، لأن الدين أمرنا بالاجتماع، وأن تكون جماعة واحدة وأمة واحدة على عقيدةالتوحيد، وعلى متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم، يقول الله تعالى:{وَاعْتَصِمُواْبِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا} [آل عمران:103]».. انتهىالنقل.
كتاب: (مراجعات فيفقه الواقع السياسي والفكري على ضوء الكتاب والسنة) إعداد/ د. عبد الله الرفاعي ،ص44، 45.
وتفصيل هذهالفتاوى مجتمعة في كتاب: «الجماعات الإسلامية بين العاطفة والتعقيل» للشيخ/ سعود بنملوح العنزي، ص103ـ112، مضافاً إليها فصل عن مضار وآفات التحزب والتفرق في الدينص63ـ 69 مقتبس من كتاب (حكم الانتماء) للشيخ/ بكر بن عبد الله أبو زيد من هيئة كبارالعلماء، من ص135، ومجموعة فتوى مفصلة بتحريم تعدد الجماعات والأحزابالدينية.
وصلى الله علىنبينا محمد ـ الذي وحدنا الله على منهاجه من الوحي ويريد الشيطان أن يفرقنا بمناهجغيره من الفكر ـ وعلى آله وصحبه وأتباعه
الدعوة إلى اللهعبادة، والعبادة لا تصح إلا وفق شرع الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، قال اللهتعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَىاللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: 33]، وقال الله تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَبِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَأَحْسَنُ} [النحل:125]، وقال تعالى: {اللَّهُيَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاس} [الحج:75]، وقالتعالى: {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِعَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف: 108].
هذا تقرير واضحمحكم من الله العليم الحكيم أن الدعوة إلى الله من خير الأعمال التي يتقرب بهاالعبد إلى الله، وأن لها سبيلاً واحداً هو سبيل محمد صلى الله عليه وسلم، ولكنالسبل تفرقت بأكثرنا عن سبيل الله في دينه ومنه الدعوة إليه.
فما حكم تعددالجماعات والأحزاب في الإسلام، وبالتالي تعدد مناهجها في الدين والدعوة؟
1ـ توجد إجابةواضحة صريحة في فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برئاسة الشيخ/ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، وعضوية نائبه في الإفتاء الشيخ/ عبدالرزاق عفيفي (وهوكاتب أصل الفتوى بخط يده) والشيخ عبد الله بن غديان ، والشيخ عبد الله بن حسن بنقعود، برقم1674 في 7/10/1397هـ، ومما ورد في هذه الفتوى:
«لا يجوز أن يتفرقالمسلمون في دينهم شيعاً وأحزاباً.. فإن هذا التفرق مما نهى الله عنه وذم من أحدثهأو تابع أهله، وتوعد فاعليه بالعذاب العظيم، قال الله تعالى:{وَاعْتَصِمُواْبِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا}إلى قوله{وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْمِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌعَظِيمٌ}[آل عمران: 103ـ 105]، وقالتعالى:{إِنَّالَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِيشَيْءٍ}[الأنعام: 159].
أما إن كان وليأمر المسلمين هو الذي نظمهم ووزع بينهم أعمال الحياة الدينية والدنيوية فهذا مشروع» انتهى النقل.
2ـ وفي مجموعفتاوى الشيخ/ عبدالعزيز بن باز، ج5، ص202ـ204 فتوى مماثلة تجيب بوضوح وصراحة عن هذاالسؤال، وفيها:
«إن نبينا محمداًصلى الله عليه وسلم بين لنا درباً واحداً يجب على المسلمين أن يسلكوه وهو صراط اللهالمستقيم ومنهج دينه القويم، قال الله تعالى:{وَأَنَّ هَـذَاصِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَبِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام: 153]، وقال تعالى:{شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاًوَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىوَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ}[الشورى:13]؛ فالواجب على المسلم توضيح الحقيقة،ومناقشة كل جماعة، ونصح الجميع بأن يسيروا في الخط الذي رسمه الله لعباده ودعا إليهنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ومن تجاوز هذا أو استمر في عناده فإن الواجبالتشهير به والتحذير منه ممن عرف الحقيقة، حتى يتجنب الناس طريقهم، وحتى لا تدخلمعهم من لا يعرف حقيقة أمرهم، فيضلوه ويصرفوه عن الطريق المستقيم الذي أمرنا اللهباتباعه في قوله تعالى:{وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَتَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ}[الأنعام: 153]، ومما لاشك فيه أن كثرة الفرقوالجماعات في البلد المسلم مما يحرص عليه الشيطان أولاً، وأعداء الإسلام من الإنسثانياً» انتهى النقل.
3ـ وفي فتاوىالشيخ/ محمد ناصرالدين الألباني، جمع عكاشة بن عبد المنان الطيبي، ص106 فتوىمماثلة، وفيها:
«لا يخفى على كلمسلم عارف بالكتاب والسنة وما كان عليه سلفنا الصالح رضي الله عنهم أن التحزبوالتكتل في جماعات مختلفة المناهج والأساليب ليس من الإسلام في شيء، بل ذلك مما نهىربنا عز وجل في أكثر من آية في القرآن الكريم» انتهى النقل.
4ـ وللشيخ/ محمدبن صالح بن عثيمين فتوى مماثلة منشورة في كتاب (الصحوة الإسلامية.. ضوابطوتوجيهات)، إعداد علي بن حسين أبو لوز ص154ـ وفيها:
«ليس في الكتابوالسنة ما يبيح تعدد الجماعات والأحزاب، بل إن في الكتاب والسنة ذماً لذلك، قالالله تعالى:{فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍبِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [المؤمنون: 53]، ولا شك أن هذه الأحزاب تنافيما أمر الله به، بل ما حث الله عليه في قوله تعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَارَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ}[الأنبياء: 92]». انتهى النقل.
5ـ وللشيخ/ صالحبن فوزان الفوزان من هيئة كبار العلماء فتوى مماثلة وفيها:
«التفرق ليس منالدين، لأن الدين أمرنا بالاجتماع، وأن تكون جماعة واحدة وأمة واحدة على عقيدةالتوحيد، وعلى متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم، يقول الله تعالى:{وَاعْتَصِمُواْبِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا} [آل عمران:103]».. انتهىالنقل.
كتاب: (مراجعات فيفقه الواقع السياسي والفكري على ضوء الكتاب والسنة) إعداد/ د. عبد الله الرفاعي ،ص44، 45.
وتفصيل هذهالفتاوى مجتمعة في كتاب: «الجماعات الإسلامية بين العاطفة والتعقيل» للشيخ/ سعود بنملوح العنزي، ص103ـ112، مضافاً إليها فصل عن مضار وآفات التحزب والتفرق في الدينص63ـ 69 مقتبس من كتاب (حكم الانتماء) للشيخ/ بكر بن عبد الله أبو زيد من هيئة كبارالعلماء، من ص135، ومجموعة فتوى مفصلة بتحريم تعدد الجماعات والأحزابالدينية.
وصلى الله علىنبينا محمد ـ الذي وحدنا الله على منهاجه من الوحي ويريد الشيطان أن يفرقنا بمناهجغيره من الفكر ـ وعلى آله وصحبه وأتباعه