دولة الكويت التأسيس وأصل التسميه

IMG_9559.jpeg

خارطة لرسام الخرائط الإنجليزي جون كيري عام 1811 تظهر فيها الكويت تحت اسمي القرين والكويت


كانت مدينة الكويت تعرف منذ أوائل القرن السابع عشر بالقرين ثم طغى اسم الكويت، وتسمية «القرين» و«الكويت» هي من «قرن» و«كوت»، والقرن يعني التل أو الأرض العالية، وأما الكوت فهي القلعة أو الحصن، ومعناه البيت المبني على هيئة قلعة أو حصن بجانب الماء. وشاع استعمال تلك الكلمة في نجد والعراق وعربستان.[123] وقيل أن قرين هي تصغير لكلمة قرن حيث أن ميناء الكويت أو ساحل الكويت ينحني في اتجاه دائري مكونا ما يشبه القرن.[124]

لا يعرف على وجه التحديد تأثيل كلمة «كوت» إلا أن هناك من يرى أنها من أصل بابلي، حيث كان للبابليين مدينة تدعى كوت. وقد ورد ذكر هذه المدينة في الإنجيل بالعهد القديم في سفر الملوك الثاني، الإصحاح 17 أية 24 ما نصه «وأتى ملك آشور من بابل وكوت وعوا وحماه».[125] وهناك من يرجع أصل الكلمة إلى اللغة الهندية حيث توجد مدينة «كال كوت» بالهند والتي تعني «قلعة كال»[126] فيما يرجعها البعض إلى اللغة العربية حيث يحتمل أنها محرفة من كلمة قوت العربية بحيث يكون الكوت هو مخزن الأقوات بقلب حرف القاف إلى كاف[126] ويرى أخرون أن أصل الكلمة يرجع للغة الفارسية.[127] والبعض الآخر يرى أن أصل الكلمة يرجع للغة البرتغالية.[126]

وكلمة الكوت تطلق على البيت المربع المبني كالحصن أو القلعة، وتبنى حوله البيوت الصغيرة وتكون حقيرة بالنسبة لحجمه، ويكون هذا البيت مقصدا للسفن والبواخر ترسو عنده لتكمل منه ما ينقصها من الوقود والزاد وغيره من حاجات السفر. ولا تطلق كلمة الكوت إلا على مابني قريبا من الماء سواء كان بحرا أو نهرا أو بحيرة أو مستنقعا.[125] وقد استعمل العرب هذه الكلمة وصرفوها تصريف الكلمات العربية من حيث التثنية والجمع والتصغير فيقال كوتان وأكوات وكويت .[125]

تاريخ التأسيس

اختلف في تأريخ تأسيس الكويت، فهناك من ذكر أنه كان في سنة 1019 هـ / 1610 م،[128] بينما حدده الشيخ مبارك بن صباح انه سنة 1022 هـ / 1613 م وذلك في خطاب إلى محسن باشا والي البصرة عندما سأله عن تأريخ تأسيس الكويت،[125] بينما أشار آخرون بأنها أسست سنة 1060 هـ / 1650 م على يد عقيل بن غرير أحد شيوخ آل حميد من بني خالد،[129] وقيل سنة 1070 هـ / 1660 م.[130] وقيل أسست على يد براك بن غرير سنة 1080 هـ / 1670 م.[131][132] ويعود اختلاف الآراء حول تاريخ التأسيس إلى أن هناك من اعتبر إقامة الأكواخ منشأ للتأسيس ومنهم من اعتبر أن تاريخ البناء بالطين هو المنشأ.[117]

كانت الكويت، قبل أن يستخلص الأمير براك بن غرير أمير بني خالد الإحساءمن الأتراك، ضمن الحدود الشمالية التابعة لإيالة الإحساء ويسمى أيضا سنجق الصحراء، ثم أصدر أمره بإنشاء قصر كبير في موقع ما في مدينة الكويت الحالية -ويرجح أنه كان قريبا من المستشفى الأمريكاني اليوم،[133]- ليتخذه ملجأ لقواته على الحدود وليجعله مستودعا لذخيرته ومخزنا للتموين ليتزود منه إذا ما أراد القدوم إلى تلك المنطقة[133] وعند غزواته شمالا جهة بادية العراق،[134] أو ليكون مأوى لرعاته وأتباعه في المناطق القريبة[134] وهناك من لا يستبعد أنه أعد ليكون مركزا لاستقبال الحجاج الإيرانيين ومن ثم نقلهم إلى مكة تحت حراسة بني خالد.[129][132]

IMG_9560.jpeg
إحدى بوابات سور الكويت


بعد تشييد ذلك الحصن أخذت بعض القبائل العربية وقسم من الساكنين في بر فارس يتوافدون إلى أطرافه، ثم شيدت حوله بعض البيوت الصغيرة. وقد تداعى قسم من أركان الحصن فأعيد بناؤه أصغر مما سبق فعبر عنه بالكويت تصغيرا لكلمة كوت.[133] وذكر الرحالة الدمشقي مرتضى بن علوان الكويت عند عودته من الحج سنة 1120 هـ / 1709 م وأشار إليها بالاسم في قوله: «ودخلنا بلدا يقال له الكويت، وهي بلد تشبه الإحساء، وأشار إلى أنه يسير بمحاذاة البحر باتجاه الكويت ثلاثة أيام وهو يرى المراكب تسايرهم لا تنقطع عن ميناء الكويت، وقد أضحت الكويت مركزا لصيد الأسماك ومحط الانظار تجارياً.[136]

IMG_9561.jpeg
 
أعلى