اللغة العربية ومركزها على مستوى العالم

اللغة العربية المتحدثين 422 مليون


تحتَلُّ اللغة العربية
المركز الثاني من حيث عدد المتكلِّمين بها فهي أكثر اللغات تحدثاً ضمن مجموعة اللغات السامية، وإحدى أكثر اللغات انتشاراً في العالم، يتحدثها أكثر من 422 مليون نسمة، ويتوزع متحدثوها في الوطن العربي، بالإضافة إلى العديد من المناطق الأخرى المجاورة كالأحواز وتركيا وتشاد ومالي والسنغال وإرتيريا و إثيوبيا وجنوب السودان و إيران.
والعربية هي اللغة الرسمية في كل دول الوطن العربي إضافة إلى كونها لغة رسمية في تشاد وإريتريا والكيان الصهيوني. كما تُدرَّس العربية بشكل رسمي أو غير رسمي في الدول الإسلامية والدول الإفريقية المحاذية للوطن العربي. وهي إحدى اللغات الرسمية الست في منظمة الأمم المتحدة.


هناك عدد من الدول تستخدم الأبجدية العربية في كتابة لغاتها ومن أبرز اللغات التي تستخدم الأبجدية العربية في الزمن الحالي: اللغة الفارسية المنتشرة في إيران وبعض أنحاء آسيا الوسطى؛ اللغة الكردية المنتشرة في شمال العراق والمناطق المجاورة؛ اللغة الأردوية في باكستان والهند، ولغات عديدة أخرى.
والعربيَّة هي اللغة الوحيدة التي دامَتْ لأكثر من خمسة عشر قرنًا من الزمان، فكلُّ اللغات القديمة قد انقرَضَتْ إلا هي، واللغة العربيَّة قد تجمَّع فيها من الميزات والخصائص ما لم يُوجَد مُجتَمِعًا في لغةٍ غيرها (1)
فالعربيَّة من اللغات القلائل الثابتة الأصول، المَتِينة البنيان، الممتدَّة العمر، يفهَم الآخِر فيها ما كتَب الأوَّل، وتمخر نصوصها عبر العصور والقرون، ويَتواصَل أبناؤها عبر الزمان والمكان، فما قاله امرؤ القيس، والنابغة، وعنترة في أقدم عصورها، حاضِر ماثل اليوم يتغنَّى به الشُّعَراء والكُتَّاب، بل يتعلَّمه التلاميذ والطلاَّب، ويَسِير في الناس مسير الأمثال. على حين لا يفهم الإنجليزيُّ اليومَ ما كتَبَه شكسبير وأمثالُه قبلَ بضع مِئات من السنين (1)
واللغة - أي لغة - تعبير عما في الضمير، والنفس، والعقلِ، والعربيةُ سيدة اللغات في قدرتها البيانية عما يحتمل في النفس من عواطف، وفي الضمير من حق، وفي العقل من منجزات الإبداع والحضارة.(2)
فاللغة بالنسبة لكلِّ أمَّة هي أداة تَواصُل، وطريقة تفكير، ورمزُ عزةٍ، أمَّا العربيَّة فهي بالنسبة للعرب كلُّ هذا، وتَزِيد عليه أنها لغةُ دينٍ وكتاب مُوحى به، وهي لغة عِبادات وشعائر، فهي لغةٌ مُقدَّسَة، مأجورٌ مَن يتعلَّمها، مُثابٌ مَن يعلمها، ثم هي لغةٌ محفوظةٌ بحفظ الله للكتاب الذي نزل بها.(1)


العربية هي أيضاً لغة شعائرية رئيسية لدى كثير من الكنائس المسيحية في الوطن العربي،
كما كتبت بها الكثير من أهم الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى. وأثّر انتشار الإسلام، وتأسيسه دولاً، في ارتفاع مكانة اللغة العربية، وأصبحت لغة السياسة والعلم والأدب لقرون طويلة، وأثرت العربية تأثيراً مباشراً أو غير مباشر على كثير من اللغات الأخرى في العالم، كالتركية والفارسية والأمازيغية والكردية والأردوية والماليزية والإندونيسية والألبانية وبعض اللغات الإفريقية الأخرى مثل الهاوسا والسواحيلية والتجرية والأمهرية والصومالية، ولغات أوروبية كثيرة مثل الألمانية، الإنكليزية، الإسبانية، البرتغالية، والفرنسية، وذلك عن طريق الأندلس وكذلك التثاقف طويل الأمد الذي حصل طيلة عهد الحروب الصليبية.، ورغم ذلك لم تتأثر اللغة العربية باللغات المجاورة كثيرًا رغم الاختلاط بين العرب والشعوب الأخرى، حيث بقيت قواعد اللغة العربية وبنيتها كما هي، لكن حدثت حركة استعارة من اللغات الأخرى مثل اللغات الفارسية واليونانية لبعض المفردات التي لم يعرفها العرب.



بقلم/ بن فشحان

IMG_9351.jpeg
 
أعلى