يجب علينا التريث, وعدم إصدار الأحكام بسرعة

بالسنة الماضية, وخلال إلتحاقي بإحدى الدورات بمعهد متخصص لدراسة اللغة, لاحظت بأن المدرس يتجاهلني تماماً كلما سأل سؤالا للمجموعة, وقمت انا بالإجابة, بل ولا يلتفت نحوي بتاتا (Look like I don't exist at all), وتكرر الأمر أكثر من مرة, مما أثار إستيائي وغضبي الشديدين!, فقررت ان أتكلم معه بفترة الإستراحة, لكي استوضح منه عن السبب الذي يدعوه للتصرف معي أنا (وأنا فقط) بهذه الطريقة.

هذا بالإضافة إلى إنني كنت سأخبره بأنني لن أتمكن من حضور الدورة بالأسبوع المقبل, لانني كنت على وشك السفر للمملكة المتحدة لحضور دورة هناك, ولمدة ثلاثة ايام, مما يعني عدم تمكني من تقديم الإمتحان.

وحين إبتدأت فترة الإستراحة, ذهبت إليه, (ولا أعلم كيف كانت تعابير وجهي بتلك اللحظة!), ولكنه إستقبلني ببشاشة, وطلب مني الجلوس, فجلست, ودار بيننا هذا الحوار:


- لمياء, قد تكوني لاحظتي بأنني اتجاهل ردودك على الاسئلة.

- هذا بالضبط ما اريد مناقشته معك, واريد ان اعرف السبب!

- السبب بسيط, فمستوى معرفتك باللغة ممتاز, وانت تعلمين ذلك جيدا, وإجاباتك كلها صحيحة.

- (مقاطعة إياه) إذن لِمَ تتجاهلني حينما أرد, وكأني غير موجودة؟

- أنا لا اتجاهلكِ, ولكني أحاول التركيز على البقية, وخصوصا ممن لديهم مشكلة بالإستيعاب, أو يخجلون من الإجابة أو نطق الجمل.

- ولكن ...

- أنتِ الآن بالمستوى السادس, ومدام ماريز (مُدرسة المستويات السابقة, الله يذكرها بالخير) أخبرتني عنك الكثير!

- (مكلمةً نفسي) أكيد قالت عني إني ملقوفة ومغرورة وشايفة روحي! :)

- هي تمدحكِ كثيراً, ومعجبة بتفوقك وتصميمك على تعلم اللغة, والدرجات النهائية التي تحصلين عليها, سواء بالإختبارات التحريرية او الشفوية.



هنا احسست كما لو ان أحد ما قد سكب ماءً باردا على رأسي, فكل إنفعالي وإستيائي كان مجرد وهم وسوء فهم.


وبالطبع اخبرته عن عدم تمكني من الحضور بالإسبوع المقبل, والسبب, فلم يمانع, واخبرني بأنه سيسجل حضوري, وسيؤجل الإمتحان لي لحين عودتي.

________________________________________________

الخلاصة:

بأحيان كثيرة, لايجب ان نتسرع بالحكم على الاشخاص, او المواقف, بل يجب علينا التريث, فماذا كان سيحصل لو إنني كنت تسرعت بكلامي معه؟
 

حمد

عضو بلاتيني
ما المشكله لو كنتى تسرعتي بالكلام ؟ , كنتى ستطالبين بإنصافك وهو كان يعلم بتميزك و استعجاله بإثارة الموضوع لانه يعلم بانه لم يرسل لك اشارة اثناء المحاظرة يبين فيها لك بأنه عالم بتميزك .
المشكلة زميلتي ليست بالتسرع بالكلام , ولكن المشكله قد تكون بالتسرع بالكلام بطريقة عصبية .
 

المشرف العام

مراقب
طاقم الإدارة
أحد أكبر الأخطاء التي يقع فيها البعض هي الحكم على الأمور بصورة فردية .. و بناء المواقف على هذه الأحكام ... و التمادي في إتخاذ المواقف بعيدا ً مع أن الأساس الذي بنيت عليه غير صحيح.

و بعد فترة طويلة ... نجد الشخص قد نسى الحكم الأساسي الخاطئ و الذي بنى عليه موقفه .. و أصبح لا يتذكر إلا الخلافات التي أتت بعد ذلك و أصبحت شيئا ً قائما ً بحد ذاته!
 

ستانفورد بينيه

عضو بلاتيني
انا ايضاً حصل معي موقف مشابهه بسبب الحكم المسبق .. كنت اعرف شخص من ايام الدراسه وكنت لا استسيغه لدرجة اني اسلم على جميع من معه الا هو وهو كذلك يبادلني نفس الشعور :)

ولكن جمعتنا الصدفه سوا بأن درسنا مع بعض خارج الكويت لمدة كورس واحد وتعرفنا على بعض اكثر والأن هو من اكثر الناس الذين اسعد اذا قابلتهم لأني وجدته يتميز بنفس خفيفه بعكس ماكنت اتصور ...

اذا الاحكام المسبقه في اغلب الاحيان تكون خاطئه ...

شكرا عزيزتي لمياء ...
 

ايمان

عضو فعال
صحيح احيانا نتسرع بالحكم ثم نندم ---الطريقه اللي اتبعها هي الصبر وعدم اساءة الظن بالاخرين حتى تتضح الرؤيه وصدقوني ان الرؤيه تتضح بعد القليل من الصبر وكثيرا ما كنت اكتشف بان الواقع عكس ما نعتقده او نظنه نعم ان بعض الظن اثم--
 

السلطاني

عضو مخضرم
موضوع جميل ل عين الجد....المختفية ....الإخت الفاضلة لمياء الحالمة.....

أحببت وضع مداخلة...وتعليق...على الخلاصة....

الخلاصة:

بأحيان كثيرة, لايجب ان نتسرع بالحكم على الاشخاص, او المواقف, بل يجب علينا التريث,

نحن نعتز جميعاً بأننا أذكياء في تقدير الشخص الآخر......

ومع ذلك فإن معظم الناس سيجدون.... إذا هم التفتوا إلى الوراء بعناية...... أنهم ارتكبوا من

الأخطاء في الحكم على الآخرين أكثرمما يحسبون......!!

إن من يحسن الحكم على الآخرين يحاول أن يحتفظ بانفتاح عقلي.....

ويحاذر من التحامل...... وهو لا يطلق.....أحكاما سريعة...


وفضلاً عن ذلك.....فإن تسامحه بالنسبة إلى الزلات البشرية.... واعترافه بحق الآخرين في

ممارسة عاداتهم وتقاليدهم ومعتقداتهم...... يتيح له النظر تحت السطح....

والتأمل في أعماق السلوك والشخصية......!!

تذكرت المثل الاماراتي الذي يقول ..

الطارش ورا بيت أهله......!!

وقد كان بعض السلف يقول: إني لألتمس لأخي المعاذير من عذر إلى سبعين

ثم أقول: لعل له عذرا آخر لا اعرفه.....!!!

فأين نحن منهم ..!!

تحياتي لك يا إختي الفاضلة.....
 

زيد البدر

عضو ذهبي
موضووع جدا جميل ويحمل عدة افكار منها:

*الظن.
*الثقه بالنفس.

-وبالفعل اتفق مع جميع الاخوة المشاركين في الموضوع ولا استطيع ان اضيف الى المثل القائل ....
"في العجلة الندامة وفي التأني السلامة"

-شكرا لكي لمياء والحمدالله على السلامة.
 

عابرسبيل

عضو مميز
استباق الأمور والعجله

والحكم المسبق بلا احاطه

والاندفاع بلارؤيه ولارويه

والظن الأثم


تؤدي ليس احيانا بل بأغلب الاحيان الي نتائج عكسيه
يعرف من خلالها الانسان انه لايزال .... انسان
 
أعلى